*قصير، أصلع، أسمر، يرفع بنطاله لما يقرب من صدره ؛ يتغزل الإعلام في الجنرال الوسيم، ترقص له النساء في الشوارع، ويذوب الرجال عشقا فيه.
*يطأطئ رأسه،ويتصنع النعومة، يبالغ في تنهداته، ويواصل همهماته،و بكلام غير مفهوم،وجمل ليست مفيدة، يتحدث بصوت مبتذل ولغة ركيكة؛ فيصرخ الإعلام مفتتنا: (هييييييح).. ها قد جاء الدكر.
*وصفوه بالمخلص؛أنقذ البلاد من حرب أهلية محتملة، حين صنع هو حرب إبادة حقيقية،
قضي على الخلافات بين التيارات السياسية، فما بين مقتول ومسجون ومركوب؛ لم يعد من أحد يمارس السياسة.
*يقتل المصلين وهم سجود، يغلق المساجد ويحرق بعضها،يمنع الإعتكاف، يعدم الشيوخ و العلماء، ويحارب الصلاة على النبي؛ فيصفه الإعلام بالرئيس المؤمن، يمجد في حفظه للقرآن، وخرقة على رأس زوجته.
*يقف متخشعا منحنيا أحدب الظهر يصافح الرئيس الروسي، ويلبس معطفا أهداه له الأخير، يتبين لنا فيما بعد أنه خاص بحرسه الشخصي.
يصرخ الإعلام فرحا: إنه البطل الذي شرف مصر!!
*يصنع انتخابات وينصب نفسه رئيسا،يأتي له ملك السعودية زائرا، تحط طائرته في المطار، يأبى النزول، ويصعد هو إليه مقبلا رأسه، ثم يجلس منزويا في مقعد جانبي، يقدم له فروض الولاء والطاعة.
يهلل الإعلام : عادت لمصر مكانتها!!!!
انقلب على رئيسه؛حماية للجيش ( هكذا يردد الإعلام واتباعه )
أراد هذا الرئيس أن يغير في عقيدة جيشنا الراسخة: يصنع سلاحه، يعتزل السياسة، ويحمي الحدود!!!!
قالها بدون حياء: نريد أن نصنع غذائنا ودوائنا وسلاحنا !!.
فعزله الجنرال وأعاد للجيش مكانته ودوره المرسوم، وبجانب مصانع المكرونة والصلصة والسمن، أضاف مصانع للكحك والبسكويت، وتنافست كلية الدفاع الجوي ودار الأسلحة والذخيرة، وكما تفوقت الأولى في طعم السمن البلدي، أبدعت الأخيرة في فنون النقش .
يتغنى الإعلام وأتباعه ببطولات خير أجناد الأرض.
*يخلع الجيش رئيسا ويسجنه بتهمة الخيانة :كان ينسق مع حماس، ويفتح المعابر لأهل فلسطين،(أنعم بها من خيانة)
ينصب الجيش المصري قائدا وطنيا،مخلصا لدولة إسرائيل، يعلن الصهاينة فرحين: أنهم قد استعادوا كنزهم من جديد، وتصفه الإدارة الأمريكية بقولها :إنه رجلنا في الشرق الأوسط، يشارك إسرائيل في حربها على أهل غزة،ومن لم يمت منهم بالقصف.. يمت فوق المعابر المغلقة.
تخرج المظاهرات في دول العالم العربي جميعها، تندد بإسرائيل وتكيل السباب لعميلهم في مصر، يشيد الإعلام بدور الجنرال الذي أصبح كبيرا للعرب ويتحدث عن رعب أمريكا منه وإسرائيل !!!!
*لم يجد الشعب من يحنو عليه،
فجاء الجنرال من أجل الفقراء؛رفع الدعم وزاد الأسعار، وبقيت الرواتب على حالها، يصرخ الناس في الشوارع،.... يشكرهم الجنرال على صبرهم وتحملهم ويعدهم بالمزيد.
*انتحر المنطق على أرض مصر، ومات العقل كمدا وحسرة.
يخلق الإعلام واقعا جديدا،ليست من أهدافه تشكيل الوعي لدى المصريين، بل فقط قتله وسحقه.
يعلمك الإعلام دينك من جديد، اختر من بين الأقواس:
بيت الله الحرام هو برج إيفل، برج بيزا، تمثال الحرية، أم جميع ما سبق)
يردد الإعلام المصري بثقة: بل جميع ما سبق.. ردد خلفه: جميع ما سبق.
اخلع عقلك ؛سيثقل رحلتك، وسينتهي بك الحال مسجونا أو مقتولا (ينصحك الإعلام )
يستجيب البعض، يستبدلون عقولهم بالأحذية،فلا تلتفت إليهم ؛هؤلاء مسوخ، لا تقام بهم الحضارات، ولا تستكمل بهم ثورات، ولا تخلو منهم أرض.
سيأتي المسيح الدجال: أعور العين، مجعد الشعر، مكتوب بين عينيه كافر، يدعي أنه إله، وسيتبعه الكثيرون.
ثم يقتله عيسى ( عليه السلام)، ويقيم العدل ويحكم بالإسلام.
فامض في طريقك ؛فالأرض لله، ولن يرثها سوى عباده الصالحون.
ملحوظة :كتبت هذا المقال ونشرته أول مرة في عام 2014 تحت عنوان "أتباع المسيح الدجال".. لم أجد أفضل منه لأصف زمن المسخ الذي مازالنا نعيشه ويقوده نفس الدجال
https://goo.gl/4mKDwK
