منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - جرائم جماعة الأخوان المسلمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2nd March 2010, 12:38 AM كمال ناصر غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 3
كمال ناصر
Member





كمال ناصر is on a distinguished road

افتراضي الرئيس عبد الناصر والاخوان المسلمين : عبد الله امام

أنا : كمال ناصر





الاخوان وعبد الناصر

جزء 1


كلمات في البداية

كان جمال عبد الناصر ارهابيا، وسفاحا، وكان الاخوان المسلمون ابرياء ومسالمين ..!!
أحرق عبد الناصر القاهرة ، ثم عصف بكل معارضيه : افترى عليهم ، ووضعهم في السجون بعد تمثيلية اعدها، واختار بطلها ليطلق عليه الرصاص .!
وكان بطل التمثيلية سمكريا شابا، صديقا له، متقنا لدوره المسرحي ، قبض عليه فسكت ، وعذب فلم يبح بالسر، وحوكم فتكتم القصة، وحكم بالاعدام ، فظل مخلصا لدوره، واعدم وهو صامت، وهكذا تكون الصداقة.. ويكون الوفاء.. !!
وراح محمود عبد اللطيف ضحية للشهامة واتقان التمثيل .. وبسبب ذلك حوكم وسجن وعذب عدد كبير من قادة الجمعية واعضاء جهازها السري ، الذين لم يحترفوا التمثيل ، واعترفوا بادوارهم .. وارشدوا الى ماجمعوه من سلاح !!



الاخوان المسلمون مسالمون .. وابرياء من الارهاب.. وقراءة سريعة لصفحات التاريخ تؤكد انهم لم ينسفوا اسرا.. اطفالا، ونساء ، ورجالا.. في دور السينما، وحارة اليهود وشركة الاعلانات الشرقية، ومحلات شيكوريل وغيرها..
أبدا لم تمتد ايديهم بالرصاص ليستقر في صدر قاض بريء حكم ضدهم .. فهم ليسوا قتلة المستشار الخازندار امام بيته في حلوان ، ولاناسفي محكمة مصرمن قبل ، ومن بعد..
ليس واحدا منهم الذي ارتدى ملابس ضابط شرطة ، وتسلل الى وزارة الد اخلية ليغتال النقراشى رئيس الوزراء ..!!
والجماعة لم تدبر قتل رئيس الوزراء ابراهيم عبد الهادي فاصابت الرصاصات سيارته، ومن فيها.. السائق.. ورئيس مجلس النواب !!
يجب ان نكذب تماما ان قرار حل الجماعة قبل الثورة كان سببه الارهاب !!
جماعة في مثل هذه الوداعة والبراءة تلفق لها التهم بعد الثورة ، فينسب اليها ظلما ، وعدوانا، تهمة اعداد مؤامرة قتل ، ونسف ، وتدريب افراد وتخزين اسلحة، وانشاء جهاز سري ، مرتين احداهما عام 1954 والثانية عام 1965.
وصفحاتهم مازالت تقطر دما حتى الامس القريب جدا، قتلا، وتدميرا، وتآمرا، قام به نفر ممن تربوا في احضانهم وتشبعوا بفكرهم ، وكانوا احد اجنحة الجمعية، في الكلية الفنية العسكرية، ثم واصلوا اسلوبهم بخطف عالم جليل من بين اسرته واولاده لانه خالفهم في الرأي ، وقتلوه بوحشية، وارادوا ان يشيعوا الفزع والخوف ففجروا قنابل في عدد من الاماكن وامتد ارهابهم الى انفسهم اذ يصفون- تصفية جسدية- معارضيهم، والخارجين عليهم.. !!
وهم ابرياء لان الجماعات الاسلامية التي تنتسب اليهم ، لاتستخدم العنف ابدا ولاترفع العصي، والمطاوي ، والسكاكين في الجامعة ضد الطلاب ، بل وضد الطالبات ايضا !

تبدلت الحقائق ، وتحولت الامور الى نقيضها... نقرؤها كل يوم زوراً ، وبهتانا، من الذين يرفعون علم الدين هوية تفرض الصدق ، وتلزم به ..
ولو ان هجمتهم الشرسة، هم ومؤيدهم واصحابهم، واتباعهم اقتصرت على حل الجمعية وسجنهم وتعذيبهم لكان ثأرا شخصيا مقبولا ، فلا نطلب منهم ان يرتفعوا فوق احزانهم، ومحنتهم الخاصة، ليقيموا بشمول وموضوعية الذين يتصدون للعمل العام ، خاصة اذا كانوا دعاة حقيقة يخلصون في عبادة الله ، ويتجردون من كل الأهواء الدنيوية ..
غريب ان تكون حملتهم الكثيفة، وهجمتهم الحاشدة- بكل الاصوات والادوات والوسائل ، والاقلام- على حقبة كاملة من تاريخ مصر لايرونها الا مصبوغة بالدم ، مجللة بالمحنة، مغطاة بالسواد .. لم يعترفوا بمكرمة واحدة ، ولا ذكروا نصرا واحداً ، فهم يتحدثون ويكتبون في صحائفهم وكتبهم . ويقولون في خطبهم فقط عن الطغيان ، والجبروت ، والطاغوت !!
فلا حقول ازهرت، ولامداخن انبتت ، ولامدارس غرست ، ولابيوتا اضاءت بالعلم والعمل ، ولامآذن ارتفعت ، ولا الله أكبر تغنت نشيداً تردد صداه يسترد للمستضعفين والمنهوبين ، بلادهم وشرفهم ، وثرواتهم ..
لو انهم هدموا اشياء، وامتدحوا- شيئا واحداً، لقلنا : اصحاب رأي ، ودعاة مبدأ ايدوا مايوافقه ويتلاءم معه، وانهالوا على مادون ذلك ، ولكنهم كرهوا كل شيء ، وهاجموه .. بل وجرموا كل ما حدث .. كله بلا استثناء ..
عبد الناصر كان مع الفقراء، فهل يكون الدين الذي يدعوننا اليه يقف في طابورعلية القوم ، وسادة قريش، واثرياء المجتمع ..
عبد الناصر كان مع العامل عملا وحقا وعدلا، ومع الفلاح تمليكاً ، وتشريعا ، وانصافا .. مع كل الضعفاء لياخذ حقهم من الاقوياء ، افتراهم يفسرون الدين بغير ذلك .
عبد الناصر كان ضد الاستعمار، ويحاربه ليحمل عصاه على كتفيه ويرحل من مصر والجزائر ، من فلسطين والخليج … من كل مكان يستذل شعبا ، ويلوث عرضا وأرضا ويملأ خزائنه أموالا ، فهل كان لمحمد رسول الله والذين معه موقف مخالف ، لنهب ثروات المسلمين ، واستعبادهم ، وقد ولدتهم امهاتهم احراراً …
وعبد الناصر كان.. وما اكثر ما كان .. كان كبير الانجاز، عظيم المجد ، شديد الاخلاص .. وكان ايضا كبير الاخطاء..
والحملة عليه الان لاتستهدف " ديكتاتورا" ارهب وانجز، بل تمتد الى ماهو أكبر وافدح ، واشد خطرا، مستهدفة هدم مرحلة، واقتلاع فكر، وتدمير بنيان باكمله، ليس فيه ومضة ضوء واهية، ولانسمة حق بسيطة .. وذلك وحده يوقفنا- حيارى- امام الهدف والمحرك ، ونعجز عن ادراكه ، بل ربما نستبعده..!!
لم يكن الاخوان المسلمون ابدا يدافعون عن رأيهم بالرأي ، والحجة، والمنطق، ولكنهم كانوا يحاولون باستمرار فرضه بالقنابل..، بالرصاص وا لتخريب وا لتدمير.. با لعنف والاغتيال ، وواجههم دائما نفس السلاح الذي اشهروه ، فارتد اليهم قبل الثورة ، وبعدها..
ولم يتعلموا ابدا من دروس التاريخ وعبره ، فاوقعوا انفسهم في المحنة المرة تلو المرة ، وقادوا شبابا بريئا اليها ، فكانوا مسؤولين عنها ، بادئين بالاعتداء ..
ولايبرر ذلك ابدا ما اتبع ضدهم من ظلم او عنف او تعذيب.. فخروجهم على القانون يزيدنا تمسكاً به، ليكون القانون وحده وسيلتنا لاعادتهم الى طريق الصواب ..
وبكل الصوت العالى اقول : ان الاخوان المسلمين ، لم يكونوا بمنأى عن التآمر، والقتل والارهاب..!

منذ عام، وبعض عام، وفي مواجهة حملة ظلم التاريخ العاتية ، رجعت الى صفحات الماضي استلهمها الصواب، خلال واقع التطبيق بعيدا عن نظريات تحلق في السحاب.. وكنت عازما أن اقدم ماتوصلت اليه مسلسلا في احدى المجلات، ولكن الظروف شاءت ان يطوى ، ليخرج كتابا لايهدف تشهيرا باحد، ولايصدر لحساب احد ، وانما ليحتل مكانة صغيرة ومتواضعة، عند الذين سيطلون بعد اجيال على تلك المرحلة من حياتنا، ولهم علينا مسؤولية ضمير، ان تكون كل الآراء امامهم ، وان يقلبوا في وجهات النظر لعل الله يضيء افئدتهم فيهتدون الى الحقيقة ، ويتوصلون اليها بعيدا عن الغايات.. منزهة عن اهواء العواطف ..
ان الصفحات التي بين يديك ، هي احدى نداءات الحق ، والعدل.. وحتى لانكون من هؤلاء الذين ارتفع صوت محمد بن عبد الله " صلى الله عليه وسلم " في مواجهتهم محذرا ومنذرا ، ومتوعدا عندما دوت كلماته " لعن الله قوما ضاع الحق بينهم "..
عبد الله امام

جذور الارهاب .

قصة الاخوان المسلمين الذين بدأوا في الاسماعيلية وعلى مقربة من قوات الاحتلال ... قصة طويلة.
فقد بدأوا قبل الثورة بسنوات كجمعية اسلامية صغيرة يدعو اليها المرحوم الشيخ حسن البنا تطالب بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هدفها الارشاد، واقامة المساجد، وبناء المدارس .
وقد تبرعت لها شركة قناة السويس بخمسمائة جنيه لبناء اول مقر لها .. مما اثار اعتراض بعض الاعضاء، لان الشركة استعمارية، على حد ماذكره الشيخ البنا في مذكراته .
وعندما اشتد الصراع بين الملك ، والوفد بعد معاهدة 1936 ظهرت جماعة الاخوان على السطح، قريبة جدا من رجل الملك علي ماهر باشا حتى ان مجموعة من اعضاء الجمعية رفضوا هذا الاتجاه، ووجهوا الى المرشد انذارا يطالبون فيه بقطع علاقة الجمعية بالملك وبعلى ماهر.
ولكن المرشد، رفض الانذار، وطرد المعترضين .. وكتب احدهم مقالا باسباب الانقسام ذكر فيه انهم خرجوا لان الجمعية موالية للقصر ولعلي ماهر.. وذكروا اسبابا اخرى خاصة بالتلاعب في بعض الاموال، وحمايته لبعض العناصر غير الاخلاقية.
كان الملك، في صراعه مع الوفد، قد حاول انشاء احزاب سياسية تمتص سخط وغضب الجماهير، مثل حزب الشعب وحزب الإتحاد، ولكن هذه المحاولات فشلت .. فاحتضنت السراي جمعية الاخوان .
ولان السياسة متقلبة لم تكن تخضع لمنطق مبدئي، فقد رأينا الملك بعد ذلك يتجه الى توثيق علاقته بالمانيا وايطاليا، لانهما تمثلان القوة الجديدة في مواجهة الانجليز.
وفي هذه الاثناء برز اتهام جمعية الاخوان المسلمين بانها تتعاون مع ايطاليا وانها تتلقى منها الدعم المالى.. واستمر الاخوان المسلمون على علاقة جيدة وحميمة بفاروق .. حتى انها تخصص مؤتمرها الرابع لغرض واحد هو الاحتفال باعتلاء جلالته العرش .
وبعد احتفالات متنوعة ومتعددة تجمع " الاخوان " عند بوابات قصر عابدين هاتفين " نهبك بيعتنا، وولاءنا على كتاب الله ررسوله " وذكرت جريدة البلاغ في 20 ديسمبر 1937 انه عندما اختلف النحاس باشا مع القصر خرجت الجماهير تهتف : الثسعب مع النحاس . فسير الشيخ البنا رجاله هاتفين: "الله مع الملك " .
ودخلت جماعة الاخوان معارك سياسية عنيفة " ضد الوفد الذي كان يمثل الاغلبية الشعبية وكانت زيارات الشيخ البنا تقابل في الاقاليم بالهتاف " بسقوط صنيعة الانجليز"- صوت الامة 28/8/1946.
وكتب " احمد حسين " ، مصر الفتاة 17 يوليو 1946 " ان حسن البنا اداة في يد الرجعية و في الراسمالية اليهودية وفي يد الانجليز وصدقي باشا " .

اسماعيل... صادق الوعد

عندما تولى اسماعيل صدقي باشا الوزارة عام 1946.. وسط غليان الحركة الوطنية المصرية بالرفض. كان اول ماقام به صدقي باشا زيارة مقر جماعة الاخوان المسلمين في الحلمية الجديدة ، ووقف احد قادة الاخوان في الجامعة يهنىء جلاد الشعب اسماعيل صدقي بتولي الوزارة ويقول :" واذكر في الكتاب اسماعيل ، انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا " على نحو مايروي طارق البشري "عام 46 في التاريخ المصري طليعة فبراير 1965 " .
كان الطلبة والعمال قد كونوا لجنتهم الوطنية الشهيرة يوم 21 فبراير وانشق الاخوان وشكلوا بالاتفاق مع صدقي والقصر ما اسموه " باللجنة القومية ".
ويذكر كريم ثابت المستشار الصحفي للملك في مذكراته " الجمهورية يوليو 1955" انه قابل المرشد العام للتوسط لدى النقراشي لايقاف تدابير حل ومصادرة جماعة الاخوان وذكر البنا في تقريره بضرورة عدم حل الجماعة لانها " تكون عونا كبيرا للملك والعرش في مقاومة الشيوعية ".. وفي ترجمة مذكرات الملك السابق فاروق " وحيد محمد عبد المجيد- الطليعة- يناير 1977" " يتضح ان مخطط السراي كان تشجيع نمو حركة الاخوان لكي يضرب بهم حركة الوفد ، واليسار، وبالتالي احداث انقسام في معسكر القوى الشعبية وأضعافه، وكان فاروق يحدث مستشاريه، بان الاخوان هم الهيئة الوحيدة التى يمكنها ان تنافس الوفد على الصعيد الشعبى" " وكان من عوامل ضعف نمو حركة الاخوان اتخاذها موقف العداء الصريح من كافة قوى الحركة الوطنية واولها الوفد" .
وعندما عقد صدقي باشا مع بيفن مشروع معاهدة للدفاع المشترك رفضها الشعب كه الا الاخوان.. ويقول صلاح الشاهد في " مذكراتي بين عهدين " : " انه عندما توصل اسماعيل صدقى مع مستر بيفن الى التفاهم على الخطوط العريضة لمشروعهما توهم ان الاخوان المسلمين قاعدة شعبية ذات وزن، فاستدعى المرشد العام بعد وصوله من لندن بساعتين ، واطلعه على مشروع الاتفاقية قبل ان يطلع عليها النقراشي وهيكل ، المشاركين له في الحكم وحصل على موافقته على المشروع ، وهنا احس المرشد العام انه اصبح زعيما فوق الاحزاب لدرجة ان عرض عليه مقابلة النحاس باشا ، فطلب ان يذهب النحاس باشا اليه، ولما اشتدت المظاهرات الشعبية ضد المعاهدة ، طلب صدقي باشا من المرشد العام ان يركب سيارة سليم زكي باشا الحكمدار المكشوفة ليعمل عل تهدئة الجماهير، واستجاب المرشد العام لطلب صدقى " .
ويقول الرئيس السادات " اسرار الثورة المصرية" انه " في فبراير سنة 1946 - مثلا - وقعت حوادث الجامعة المشهورة فاثارت حماسة الضباط للحركة الشعبية ، وحقدهم على السلطة وفي خلال الايام التي تلت هذه الحركة ، وقعت المهادنة بين صدقي وجماعة الاخوان المسلمين ، فايدت هذه المهادنة دعوتنا الى عدم الارتباط باية جماعة خارج نطاق الجيش ، اذ وضح في اثنائها التناقض بين ضباط الجيش الذين كانوا كأفراد على صلة بالاخوان المسلمين ، وبين جماعة الاخوان كجماعة لها سياستها التي اوحت لها في ظرف من الظروف ان تهادن حكومة صدقي ضد حركة الشعب ".

المرشد وجهازه..

حرصت الجماعة منذ بداية تكوينها ، على ان يكون لها فريق للجوالة، ورغم ان قوانين الكشافة تمنع الكشاف من الانتماء السياسي ، الا ان جوالة الاخوان كانت تمارس عملها ، ونشاطها . وتساءل احمد حسين في مرافعته عن قاتل النقراشى باشا عن السبب في السماح للجمعية بعد ان انخرطت في السياسة بان يكون لها هذا الجيش من الجوالة . ويجيب بان حكومات الاقلية هي من شجع هذا الجيش ، وقام بتمويله باعتباره سلاحا ضد الوفد الذي يريدون القضاء عليه بأي ثمن ولو بالخروج على كل قانون وكل عرف مألوف ".
ومن بين صفوف الجوالة، التقط اعضاء الجهاز الخاص .. ودرب على مختلف الاسلحة.. وكانت حرب 1948 فرصة هذا الجهاز لكي يجمع الاسلحة.. وكانت فرصة ايضا لكي يقوم عدد من ضباط الجيش بما فيهم الضباط الاحرار بتدريب اعضاء هذا الجهاز الذي ظل تابعا للمرشد العام شخصيا، فابراهيم الطيب احد زعماء الجماعة يقول امام محكمة الثورة " ان هذا النظام الخاص ظل سريا بالنسبة لقيادة الجماعة ذاتها ".
ويقول الدكنور خميس حميده وكيل جماعة الاخوان : دخلت الاخوان سنة 39 / 40 وبعد فترة لغاية سنة 1946 فهمت من الاستاذ حسن البنا ان شبابا من الاخوان يتدربون على السلاح .. وحيث أن التدريب لايبيحه القانون ، فكانوا يأخذون بعض الاماكن البعيد في قرى الصعيد او في المقطم ويتدربون.
ويقول منير الدلة عضو مكتب الارشاد: ان هذا الجهاز كان موجودا لما دخلنا الجماعة. واحنا منعرفش انه موجود لغاية ماحصلت حادثة الخازندار.
فوجود الجهاز السري اذن كان حقيقة لاشك فيها " ويقول عبد الرحمن الرافعي: ان العنصر الارهابي في هذه الجماعة كان يرمي من غير شك الى ان يؤول اليها الحكم ، ولعلهم استبطأوا طريقة اعداد الرأي العام لتحقيق هذه الغاية عن طريق الانتخاب ، فرأوا ان القوة هي السبيل الى ادراك غايتهم ".


بداية الارهاب

بدأت موجة الارهاب بتفجير القنابل .. ثم باغتيال المستشار أحمد الخازندار وكيل محكمة استئناف مصر في الساعة السابعة صباحا وهو خارج من منزله بشارع رياض بحلوان في طريقه الى المحكمة . ويروي الاستاذ مرتضى المراغي آخر وزراء داخلية الملك في مذكراته ان حسن البنا ذهب اليه في حلوان وهو مدير للامن العام وطلب منه أن يبلغ الملك ان رئيس الحكومة النقراشى يريد حل جماعة الاخوان، وانه يجر الملك الى خصومتهم بما يرسله من تقارير وضعها وكيل الداخلية عبد الرحمن عمار بانهم يريدون قتل الملك ونبذ تصرفاته وقال له : اننا نستطيع ان نصبر على رئيس الحكومة لانه قد يترك منصبه في أي وقت ، اما الملك فهو باق ، وارجوك احمل اليه هذه الرسالة :
" ان الاخوان المسلمين لايريدون بك شرا، قل له اننا لاننبذ تصرفاته ، انه يذهب الى نادي السيارات للعب الورق، فليذهب والى النوادي الليلية ليسهر فليسهر لسنا قوامين عليه "..
وعندما ابلخ مدير الامن النقراشي بهذه الرسالة هز راسه استخفافا ورفض ان يرسل تقريرا الى الملك قائلا هل تريد ان تقر الارهاب وتريد ان تعترف بشرعيتهم لقد قتلوا مستشارا من محكمة الاستئناف كان يترأس محكمة الجنايات لانه حكم على بعضهم بالسجن ، فهل تسمح لهذه الجماعة ان تتمادى الى حد قتل القضاء.. لابد لي من حلها.. وانا اعرف ديتها.. انها رصاصة او رصاصتان في صدري ".
ويقول مرتضى المراغي ان الاخوان المسلمين كانت لهم محكمة تنعقد لمحاكمة من تعتبرهم خصوما لها او خونة في حق الوطن والدين ، وحين تصدر حكمها على احد منهم بالقتل او نسف داره فهي تختار بضعة من الشبان لذلك.. ويصف بناء على تقرير قدمه احد ضباط الداخلية عن وسائل الجماعة للسيطرة على الشباب الذين يتم تجنيدهم بان تعد حجرة تضاء بشموع قليلة يطلق فيها البخور يعبق في الحجرة وتنطلق في ارجائها سحبه مضفيا عليها رهبة المعبد وقداسته، ويؤمر الشباب بالدخول الى الحجرة عند منتصف الليل بعد ان يخلعوا نعالهم خارجها ليجدوا منصة مرتفعة قليلا عن الارض مفروشة بالسجاد، وعليها مساند مغطاة بالسواد يتكىء عليها شيخ يرتدي قلنسوة سوداء عيناه نصف مغمضتين وبيده مسبحة طويلة، فيجلسون امامه بعد ان يرشدهم من ادخلهم الى اماكن جلوسهم قبالة الشيخ ، والشيخ لايزال مطرقا ينظر اليهم وعيون الشباب تختلس النظر اليه ويمضي في صلاتة الخافتة قرابة نصف الساعة وتنعطل حواس الشباب عن التفكير في أي شيء حتى لينسون انفسهم، ثم يفتح الشيخ عينيه ويحدق فيهم طويلا وتنحسر من الرهبة ابصارهم ، كأن له عينا يشع منها مغناطيس عجيب، ان تحديقه فيهم يخدرهم ! ويسلبهم القدرة على الحركة و البخور يدغدغ احساسهم وكأنه يدخل رؤوسهم لتخيم سحبه على عقولهم ، ثم يقوم الشيخ متثاقلا ويقول لهم : حان وقت صلاة الفجر ويصلى معهم ذاكرا في صلاته آيات الذين يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون ولهم الجنة ، وتنتهي الصلاة ويصمت برهة ثم تدوي منه صيحة عالية : هل انتم على استعداد للاستشهاد في سبيل الله ، فيقولون : نعم ، وهل انتم مستعدون لقتل اعداء الله ، فيقولون نعم ، هل تقسمون على الوفاء بالعهد فيقولون نقسم ، فيقدم المصحف ليقسموا عليه ثم يقول : استودعكم الله موعدنا الجنة.
ويخرجون وفي عزمهم شيء واحد القتل والنسف "
وهذه هي كمات مرتضى المراغي بالنص ويقول ان هذا التقرير الذي قدمه احد الضباط قد يكون مبالغا فيه او فيه شيء من الخيال ولكن قد يكون متمشيا مع الاسلوب الذي سار عليه قاتلا المستشار الخازندار، وقد التقى بهما بنفسه في قسم بوليس حلوان عقب الحادث مباشرة . __________________

 

 


 
رد مع اقتباس