911 تمثل هذا الجمال المتوحش المسجون في جسد متفجر بالشغف و الرغبه و تانك كبير من الادرينالين و انفاس لاهثه و ابتسامه بلهاء خلف عجلة القياده .. و هدير تقشعر له الجلود نافرةً ما فوقها من الشعر مع ومضه خفيه في العيون .. 911 هى في نفس الوقت رقم الطوارئ الذى اعتاد ان يستخدمه الامريكان عندما يشعرون بالخوف او القلق او لطلب النجده او العون .. 911 هى الخلطه السحريه للشغف و الترقب و الرهبه و الرغبه .. انه 11 سبتمبر .. في مثل هذا اليوم قض مضجع الامريكان هذه العباره التى لم تخطر على بالهم قط .. الولايات المتحده تعانى من غاره معاديه !! United States is under attack .. تلك الامبراطوريه التى لم يتخيل حملة وثائقها انه قد يتم تهديدها الا عن طريق كائنات فضائيه او قد تكون في طليعة الكون في حربه ضد الناموس الالاهى لتعديل مصيره و تغيير ميعاد يوم القيامه Armageddon .. انها الامبراطوريه السلفيه التى تقدس الاله و تضع لفظ ( الله المستعان ) على جميع دوائرها الحكوميه و اوراق نقدها المقدسه In God we trust .. تم تهديدها عن طريق الارهاب الدولى صنيعة ايديها و دميتها المحببه .. 911 يغير خارطة العالم و يكرث لقوه احادية القطب تتمسح بما تسميه بالمجتمع الدولى و بمؤسسات جميعها على اراضيها تكسبها شرعيه على قياسها .. فضفاضه .. تضيق لتلائمها .. و تتسع لم قد يستجد .. العالم قبل 911 غير العالم بعد 911 .. دول تغيرت معالمها .. ثروات تراكمت و اخرى اهدرت .. قلاع من رمال ازيلت بفعل ابخرة طائرات الولايات المتحده النفاثه .. و اخرى اهيلت فوق احلام تعاطيناها بكل شغف و احكمنا فوقها كل الامل من اجل مستقبل افضل .. انتهى ما كان يروج عن القوميه العربيه و اصبحت مجرد كلمه في اغنيه حماسيه باليه .. ظهرت النعرات العرقيه .. ظهرت الاقليات و على صوتها بحثاً عن هويه طمست بفعل الحلم العربي الذى ثبت انه ليس على قياس احد .. رأينا الاكراد و الدروز و العلويين و الشيعه و الصابئه و الامازيغ و الوثنين .. حصل اقليم كردستان العراق على حكمه الذاتى ضمنياً .. و انفصل الجنوب السودانى و طالب الامازيغ في المغرب العربي بتدريس لغتهم في المدارس و اطلقوا قناة فضائيه .. كما كشر الطوارق عن انيابهم و اثبتوا ان لهم شوكه في جنوب الجزائر و كان لهم حضور في قضية مالى .. 911 عندما ضربت الطائرات المدنيه ابراج التجاره الامريكيه كشفت عن حقيقتنا في الشرق الاوسط و اظهرت اختلافاتنا .. اظهرت ابعاد اعمق من حضارة المنطقه و تاريخ كبير من التعتيم .. اظهرت اختلافاتنا .. و من تلك الاختلافات ما قد يكون اثرائاً لحضارتنا .. و لكن الاقصاء و التعتيم و تكميم الافواه و سد الآذان هو ما لم ينجح فقط في طمس هوية هذه الاقليات .. بل و ساعد في طمس هويتنا العربيه التى حاولنا ايجادها ..
https://www.facebook.com/tafshan.gedan
