منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - مصر المستقبل - الرؤيا
عرض مشاركة واحدة
قديم 6th July 2012, 04:39 PM boula غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 12
boula
Member





boula is on a distinguished road

افتراضي

أنا : boula





مصطلح الجمهورية الثانية يجعل من الثورة الشعبية التي ثارت يوم 25 يناير 2011 ملحق لانقلاب يوليو 1952 و يحذف من التاريخ في الوقت ذاته دولة محمد علي و هي دولة كان لها انجازات و استمرت علي الأرض لما يقارب المائة و الخمسين عاما


الحقيقة أننا نعيش الآن الدولة المصرية الحديثة الثالثة و ليس الجمهورية الثانية
الدولة الأولى كانت دولة محمد علي عاشت لمدة 147 عام , تبدل عليها ورثة محمد علي



الدولة الثانية هي دولة 1952 عاشت لمدة 59 عام انقسمت خلال تلك المدة الي جمهوريات ثلاث اختلف شكل كل جمهورية باختلاف الحاكم


الدولة الثالثة دولة 25 يناير فلم تتحدد ملامحها حتي الان و أتوقع ان يكون عمرها اكبر من 200 سنة حيث تعتمد صحة و عمر الدولة الوليدة بأساسيات بنائها الفكري و العضوي و النظام السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الذي يطمح اليه الشعب المصري
من المتعارف عليه أن الدول تقوم علي أساس فكري و كذلك الثورات و دولة مصر الحديثة نشأت بعد ثورة 1805 أو بعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر حين ذاك شعر و أحس الشعب المصري بقوته و قدرته علي حماية نفسه من اي تهديد خارجي و إدارة شئونه بنفسه مستقلا عن الخلافة العثمانية الفاقدة القدرة علي حمايته حين تركته يقاوم وحده الاحتلال الفرنسي غير المسلم ثلاث سنوات و دفع حياة 30 ألف شهيد ثمنا لطرد الفرنسيين
استقر في يقين المصريين ان الخلافة لم يعد لها دور إلا جباية اموالهم دون مقابل من امن او استقرار فكان هتاف الثورة الشهير ( ايش تاخد من تفليسي يا برديسي )
بعد الانتصار علي الفرنسيين و طرد الشعب لهم استطاعت المقاومة الشعبية تطوير نفسها و إفراز نخبها السياسية لتتبلور من القيادات الشعبية و شيوخ الأزهر فكرة الوطنية المصرية بعيدا عن الانتماء للخليفة العثماني فكان رفض البرديسي باشا واليا علي مصر ثم خورشيد باشا من بعده و أجبرت النخبة الوطنية الخليفة العثماني علي قبول محمد علي باشا واليا علي مصر
أسس محمد علي لمصر الحديثة و دولته الوراثية بعدما تم إقصاء تيار الوطنية المصرية من علي الساحة السياسية و القضاء علي رموزه و الهاء و إشغال الشعب المصري بحروب توسعية خارجية أو نمو اقتصادي سريع مع تطور و إعادة هيكلة اجتماعية كنتيجة للتطور السياسي و القتصادي
الأساس الفكري لدولة محمد علي كان مصر الحديثة حيث ان نظامها السياسي حكم ديكتاتوري وراثي و نظامها الاقتصادي إقطاعي رأسمالي
فهم محمد علي طبيعة الشعب المصري فهو شعب صبور متدين بطبعه يقبل أي شيء إلا الاقتراب أو المساس بدينه فأشاع بين العامة انه رجل يخاف الله و يتقيه و صدقه الشعب فترك نخبهم الوطنية التي اصابها الغرور ليفترسهم محمد علي الواحد تلو الأخر حتى خلا له الميدان أو الساحة فأعلن استقلال مصر عن الخلافة العثمانية العجوز و أورث ملك مصر لأبنائه و أحفاده
ثار الشعب المصري عدة مرات علي ورثة محمد علي الأولي عام 1880 و ما سميت لاحقا بالثورة العرابية و كان من أسبابها

  • التدخل الأجنبي في شئون مصر بعد صدور قانون التصفية عام 1880
  • عودة نظم المراقبة الثنائية
  • لجوء رياض باشا إلى أساليب الشدة والعنف مع المواطنين المصريين
  • معارضة تشكيل مجلس شورى نواب
  • سياسة عثمان رفقى الشركسى وانحيازه السافر للضباط الاتراك والشراكسة واضطهاده للضباط المصريين
  • سوء الأحوال الاقتصادية نتيجة تخصيص مبالغ لسداد الديون للاجانب
  • انتشار و عودة الحس الوطني بين المصريين
و رغم أن أسباب الثورة في ظاهرها كانت لمقاومة الظلم و تدني المستوي الاقتصادي إلا آن العامل الأهم هو بداية دخول فلسفات و أفكار التغريب في عهدي الخديوي توفيق و اسماعيل
بعد انتشار الأفكار الليبرالية في مصر ثار الشعب المصري مرة أخري عام 1919 علي الاحتلال البريطاني و أنتهي الأمر بسيطرة الليبراليين و زعيمهم سعد زغلول علي السلطة في مصر مما دعا الشيخين حامد الفقي و حسن البنا لتأسيس جماعة أنصار السنة المحمدية سلفية التوجه عام 1926 و جماعة الإخوان المسلمين المتخصصة في الدعوة و العمل الاجتماعي عام 1928
ما أود قوله ان الجماعات الإسلامية ما كانت لتستمر لولا التفاف الناس حولها و التضحية من اجل أفكارها الداعية الى أسلمة السياسة للحفاظ علي الهوية المصرية المتدينة بطبعها في مواجهة الاحتلال البريطاني و أفكار تغريب مصري و الالحاح علي ذلك التوجه من خلال وسائل الإعلام الحديثة علي مصر مثل السينما و الراديو و كلما زادت السخرية من رموز و افكار مسلمة زاد الالتفاف حول تلك الجماعات
استمر الليبراليين و المتغربين في تداول السلطة حتى عام 1951 عندما ثار العامة من الشعب علي الفساد السياسي و تركيز مصادر الثروة في يد قلة من الإقطاعيين و رجال و نساء الأعمال و مزج المصالح الخاصة بالعامة فعبر الغضب الشعبي و قياداته الوطنية الغير مؤدلجة عن نفسه بحريق القاهرة في 26 يناير 1952 و كان سبقه إحساس بالعزة الوطنية مع إلغاء النحاس معاهدة 1936 و مقاومة الشرطة للاحتلال البريطاني في الإسماعيلية و سقوط شهداء منها في معركة مهينة غير متكافئة و الكثير من الحراك الثوري و السياسي
في يوليو 1952 قام بعض صغار الضباط بانقلاب عسكري أطاح بدولة محمد علي و هو ما اطلق عليه حركة يوليو سميت فيما بعد بثورة 1952
جاءت دولة 52 بأساس فكري جديد من خلال المبادئ الستة الشهيرة وهي:
1. القضاء على الإقطاع.
2. القضاء على الاستعمار.
3. القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.
4. إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
5. إقامة جيش وطني قوي.
6. إقامة عدالة اجتماعية
تحققت الأهداف الهدمية من الثورة في السنوات العشرة الأولي و لم يتحقق أي هدف من أهداف البناء
في يونيو 1967 سقط الأساس الفكري لدولة 1952 و كان بداية سقوط الدولة
هزيمة 67 كانت هزيمة قاسية من عدو هزيل كما كان يصوره اعلام الدولة و تزامن مع السقوط العسكري و وضوح طبيعة الحكم انه ديكتاتوري قمعي اسكن كل معارضيه السجون وتبعه فقر و تفسخ اجتماعي لذلك كان سقوط الدولة حتميا
سقط أو انقضت صلاحية الأساس الفكري لدولة 1952 عام 1967 , وفاة حاكمها الأول عبد الناصر و انقسام النخبة الحاكمة حول الكعكة كان بداية إسقاط الدولة
محاولات حاكمها الثاني ( السادات ) استبدال الأساس الفكري لدولة 1952 بمسمي دولة العلم و الإيمان شعارا يدغدغ العواطف دون مضمون أو جوهر و رغم انتصار مصر عام 1973 لم ينجح لا الشعار او الانتصار في إنقاذ دولة 1952 من السقوط فالشعار بلا جوهر او مضمون و الشعب هو الذي دفع ثمن الانتصار من حياة أبناءه و دمائهم لا النظام الحاكم المنفصل عضويا عن الشعب
استمرت دولة 1952 بالسقوط بقوة الانحدار طوال فترة حكم مبارك الذي اعتمد علي تجميد كل شيء حتى كدنا نري الزمن متوقفا
تعد ثورة 1952 وأد للحركة الوطنية المصرية باحتكارها الحديث باسم التيار الوطني بدون فعل حقيقي يمس و يحقق رغبات المواطن المصري ثم تحريف مسارها إلي الشرق تارة و الغرب تارة اخري او الانكفاء و التجمد تارة ثالثة
إعلان وفاة دولة 1952 رسميا كان في 25 يناير 2011 اثر ثورة شعبية نستطيع تسجيلها كأعظم ثورة في تاريخ الشعوب بقيادة الشعب المصري فكرها مصري , جندها مصريون , بدون نخب سياسية فاسدة او مزيفة ثم حاولت تلك النخب التسلط او تسلق الثورة و ما زالت تحاول
دولة 25 يناير الوليدة تختلف بالضرورة كليا عما سبقها من دول مصر الحديثة و بالضرورة ايضا سيزول من علي الخريطة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية كل ما سبق تواجده من سلطة حكم أو معارضة له بسبب زوال اسباب تواجدهم


المصدر: منتديات المطاريد ... لقراءة المزيد إضغط على الرابط : https://www.almatareed.org/vb/showthr...#ixzz1zrSvzy7M

 

 


 
رد مع اقتباس