"انت عـــــايز إيه ياولد.... وكان الأنفجار ؟؟؟ ... مصيدة السيد عسران .. !!!
"... انت عايز إيه ياولد .. ؟؟؟ " ..... والأنفجار والمصيدة....
والى السيد عسران بذكائه الفطرى، خداعه للبريطانيين ونظر اليهم نظرة بريئة متظاهرا بأنه يوالى أخذ قطمة من رغيف الخبز فلما نظر ماجور وليامز الى الشاب المصرى ونهضه متسائلا باللغة العربية ولهجة مصرية عبرت عن التضايق والأحتقار للمصريين "... انت عايز إيه ياولد ... ؟؟؟ ... ؟؟؟ "
لم يتحدث عسران ، ولإبعاد وتحويل انتباههم عن يده اليمنى ، مد عسران اليه يده اليسرى وفيها الورقة ليعطيها اليه، متظاهرا بأنه أخرس لا يتكلم ، وإتجه انتباه الماجور وليامز والكولونيل جريس الى الورقة
ولما حاولا أخذ الورقة منه تركها عسران تسقط إلى أرض السيارة ومن العجيب أن الضابطين لم يخطر ببالهما أن ذلك قد يكون فخا لهم، وإندمجا فى محاولة رفع الورقة من أرض السيارة وقبل أن يعتدل الماجور وليامز أحسى بشئ آخر يسقط فى السيارة
وقبل أن ينتبه الماجور وليامز الى مايحدث، أحس السائق والكولونيل جريس بأنهما قد وقعا فى كمين عليهم ، ففتحا باب سيارتهما من الجهة اليسرى ليغادرونها بسرعة وإنطلقا هربا
بينما لم يتمكن وليامز من فتح باب السيارة على الجهة اليمنى بعد إرتباكه وتأكده من الفخ الذى وقع فيه، فقد كان قد أغلق مفتاح أمان السيارة من الداخل
ومعروفا أن القنبلة تنفجر بعد أربعة ثوان ..... !!!!!
كانت ثوانى الأرتباك الثلاثة تكفى لكى يتمكن السيد عسران من الهرولة والأختفاء فى الشوارع الخلفية ..... بينما تمكن الماجور وليامز فى اخر لحظة من الخروج بالجزء الأعلى من جسده خارج السيارة
...... وفى هذه اللحظة، دوى صوت إنفجار شديد فى المنطقة ليهزها ويصحى العديد من السكان ، وكان السائق والكولونيل جريس يهرولان بعيدا عن السيارة فرارا بروحهما ....
أما ويليامز، فقد سقط أعلى جسده على سطح اسفلت شارع طريق النهضة وهو تنزف دمائه من جروحه الخطيرة،
ولم يتمكن جون وليامز " رئيس المخابرات البريطانية" من التحرك، إذ أن إنفجار القنبلة اليدوية قد ادى الى تمزيق أحد ساقيه
.....، وكان يعلم بأن نهايته قد اقتربت نظرا لمرضه بالسكر فى الدم ، اذا لم يسرع فى انقاذه ، ...... فتمكن من انتزاع مسده وأخذ يطلق النيران فى كافة الأتجاهات ليجذب انتباه البريطانيين اليه لينقذوه بشكل مبكر .......
، فأصيب طفلان يونانيان تصادف وجودهما فى المنطقة يرصاص طلقاته ، وبعد لحظات، أغمى عليه ولم يكن يحس شيئا فيما حدث له، ورقد ينزف فى مكانه سابحا فى بركة دمائه .....!!!!
وعندما أخبرنا السيد عسران بما حصل ..... !!!! لم ندرى ماذا نقول ... فقد قـــام وحــــــــــــــــده دون أى تخطـيـيـط منا بهذه العملية ....
ورفض السيد عــسران تقبل مكافئة مادية فورية أراد أن يقدمها له وقتها اليوزباشى سمير غـانم ...... !!!!
................ خــمــســة جــنــيــهــات ....... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!
إمتلأت عينى "السيد عسران" ببريق رائع ، وأنتصبت قامته حتى بلغت هامته عليا السمــاء وقال لسمير غانم بصوت حازم مملوء بكل فخر وإعتزاز ....
...... لآ ...... متشـــكر ...... أنا مش عايز فلوس ....
أنا إنتقمت لأخويا الشهيد ..... وقتلت وليامز علشان بورسعيد ....!!!
أستدار "السيد عسران .... وخرج من باب الغرفة ... فى الدور الأول بمبنى قسم ثان "قسم العرب " .....
وكنت أعــلم ، أن هذا الشاب الفقير الذى تقارب عمره مع عمرى ...
كان فى أشد الحاجة للنقود ... ولكن أبائه وعزته ... جعلا منه أغن الناس ... شرفا ....
لم يدرى سمير غانم ماذا يقول .... وصدى علينا صمت بشع للحظات ، بينما ...
كنت أسمع نبض قلوبنا الفرحة فى الغرفة ...
ولم أتمكن من عمل شيىء له ... فإنى قائدى ... اليوزباشى سمير غانم والسوزباشى كمال الصياد ، كانوا يملكون من السلطة ، ما يؤهلهم للتصرف .....
.... مضت السنون ... والهور ....
وتوفى "السيد عسران" لتكرمه مدينته "بورسعيد" بتسمية أحد شوارعها بأسمه ....
أليس هذا داعى للفخــر ....
وأسألكم ..... متى يأتى دور محمد مهران ... !!!! ؟؟؟؟
د. يحى الشاعر