علاج مرضى
الفيروس الكبدى (س)
قبل أن نتطرق فى الحديث عن العلاج ، لابد وأن نعلم أنه يوجد طريقان للعلاج وأنهما مختلفان فى نتائجهما .
· الطريق الأول والذى يهدف إلى القضاء على الفيروس .. برغم أن هذا الطريق شاق ومليء بالعثرات واحتمال نجاح العلاج ضئيل ما بين 20 ، 50 % ومتوقف على حالة المريض واستجابته للعلاج .
· الطريق الثانى وهومختلف تماما عن الطريق الأول لأنه لا يهدف إلى القضاء على الفيروس بل إلى وقاية خلايا الكبد من الفيروس . وذلك بوسائل متعددة تعتمد على نوع الدواء.. فمنها المضاد للأكسدة أو المقوى العام للمناعة . فمن خلال هذا الطريق ظهرت الأعشاب وخلافها من أدوية ولكن جميعها كان يستدعى القضاء على الفيروس مستنداً على بعض التحاليل الطبية التى كانت تشير لاختفاء الفيروس من الدم .. ولكن بعد تكرار التحاليل نجد أن هذا الاختفاء كان مؤقتا وهذا هو حال الفيروس الكبدى (س) الذى قد يختفى ليظهر مرة أخرى .. ولذلك لا نعتمد فى الحكم على اختفاء الفيروس إلا بعد تكرار التحليل الذى يؤكد أكثر من مرة على اختفائه كما أن حساسية التحاليل الدالة على وجود الفيروس الكبدى ( س ) أو اختفائه مازالت ليست بالدقة المؤكدة على ذلك ولوأنه حديثا أصبحت هذه التحاليل أكثر حساسية لتأكيد وجود الفيروس الكبدى ( س ) أو اختفائه .
العلاج بالإنترفيرون
نسمع يوميا عن الإنترفيرون وعندما يحضر المريض نجد أول كلمة ينطقها: أرجوك ، ابعدنى عن الإنترفيرون.. وهنا نشعر نحن الأطباء بالحيرة تجاه هذا المريض إذن كيف سيكون الشفاء ؟
نعلم أن نسبة الشفاء من الفيروس عن طريق العلاج بالإنترفيرون مازالت ضئيلة ، ولكنها محتملة وتختلف من مريض لآخر . فالاحتمال قد يكون 20% فى بعض المرضى بينما يكون أكثر من 50 % فى البعض الآخر .. وذلك بدون شك تبعا لمقاييس مختلفة ، ولكن أهم مقياس الآن هوسرعة اختفاء الفيروس وخاصة وإن كان اختفاء الفيروس فى الشهر الأول من العلاج فيكون احتمال الشفاء مؤكدا لهؤلاء المرضى .. واستمرار الفيروس بعد 3 أشهر من العلاج يشير إلى فشل العلاج مع هؤلاء المرضى .
ولابد أن يكون العلاج تحت إشراف الطبيب ، الذى يترقب ظهور أية مضاعفات ، لأنه عند ظهور المضاعفات فإن وقف العلاج يخفى المضاعفات فوراً .. لذلك فإن استعمال الإنترفيرون تحت الإشراف الطبى ضرورى . واستعمال الإنترفيرون دون إشراف طبى غير مسموح به ولابد من معرفة كافة المضاعفات حتى ندركها عند حدوثها ونوقف العلاج مباشرة .
وقد نرى بعض المرضى يصرون على استمرار العلاج بالإنترفيرون رغم فشل العلاج وبجرعات كبيرة ولمدة طويلة ظنا منهم أنه بمرور الوقت يمكن القضاء على الفيروس ، وبعضهم يظن أن استمرار العلاج يعطيه القوة والعافية للوقوف أمام هذا الفيروس اللعين ، ولكن من المؤكد أن عدم نجاح العلاج فى البداية لن يحدث نجاحا بمرور الوقت .. بل قد يكون للإنترفيرون آثاراً ضارة .
ويوجد 3 أنواع أساسية للإنترفيرون :
1 _ الإنترفيرون ألفا .
2 _ الإنترفيرون بيتا .
3 _ الإنترفيرون جاما .
لقد تمت الموافقة على استعمال الإنترفيرون ألفا 2 كعلاج للفيروس الكبدى ( س ) عام 1980 ، وبعد نجاح استعمال تحليل نشاط الفيروس عام 1990 أمكن التأكد من نجاح العلاج بالإنترفيرون .
الإنترفيرون ألفا 2 هوأيضا ثلاثة أنواع :
ألفا 2 إيه - ألفا 2 ب - ألفا 2 س
والذى يستعمل الآن هوالإنترفيرون ألفا 2 إيه (روفيرون) ، والإنترفيرون ألفا 2 ب ( الإنترون ) .. ولقد تم تقييم نجاح هذا العلاج والتأكد من فاعليته لعلاج الفيروس الكبدى ( س ) .
الروفيرون يوجد بعبوات 3 مليون وحدة فى مصر .. وخارجها يوجد 4,5 و9 مليون وحدة . أما الإنترون فيوجد 3 و5 مليون وحدة بمصر ,وأيضا الرايفيرون.
والفارق بينهما ضئيل ولكن عند بداية العلاج بأحدهما يفضل ألا يستبدل بالنوع الآخر .
ويقوم الإنترفيرون بمنع تكاثر الفيروس بالخلية الكبدية ومحاصرته داخل الخلية وعدم السماح له بالخروج منها لإصابة خلية أخرى .. لذلك فإن الاستمرار على العلاج بحقن الإنترفيرون لابد وأن يستمر لفترة كافية بعد نجاح العلاج حتى تنتهى آخر خلية كبدية مصابة بالفيروس .
واستعمال الإنترفيرون قد يوقف إنزيم السيتوكروم 450 مما يضاعف تأثير بعض الأدوية التى يمكن أخذها أثناء العلاج لتصبح ضارة بالجسم . لذلك فإننى لا أفضل استخدام أية أدوية أخرى أثناء العلاج بحقن الإنترفيرون إلا للضرورة، وفى هذه الحالة لابد من مراجعة الدواء مثل : أدوية حساسية الصدر وبعض أدوية الضغط أيضا ، ولا بد أن يكون ذلك تحت إشراف طبى ، وأيضا لا يجوز نهائيا الحمل أثناء العلاج .. ولابد للسيدات من منع الحمل بوسائل موضعية.
ولابد و أن نعرف الجوانب الضارة لنحترس منها , و لا نخاف منها , و لا تكون حافزا لنا على عدم العلاج لأن احتمال حدوثها قليل .. بل نادر الحدوث .
و هذه المضاعفات نوعان :
النوع الأول :وهو ما يحدث غالبا فى الشهر الأول من العلاج , و ان لم يحدث
فغالباً لن يحدث باستمرار العلاج وتشمل : الشعور بالإرهاق وآلام فى الجسم .. ولذلك يفضل أخذ العلاج مساء بعد الانتهاء من العمل . ثم قد يحدث رعشة وارتفاع فى درجة الحرارة .. وهنا نأخذ بعض مثبطات الحرارة مثل الباراسيتامول 2 قرص فقط . ثم قد يحدث نقص فى كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية .. ولذلك نتابع العلاج بفحص صورة الدم ، فإن وجد نقص واضح للصفائح الدموية أو كرات الدم البيضاء فإن وقف العلاج لمدة بضعة أيام قليلة يعيد الأمور إلى ما كانت عليه - ويفضل قبل البدء فى العلاج أن نفحص صورة للدم .
النوع الثانى من المضاعفات التى تحدث غالبا بعد نجاح العلاج وبعد ثلاثة شهور تقريبا من بداية العلاج وهى : اضطرابات الغدة الدرقية .. لذلك لابد من متابعة التحاليل الخاصة بالغدة الدرقية بعد الثلاث شهور الأولى من العلاج، فإن وجد أى اضطرابات بها لابد من وقف العلاج.
وقد تحدث بعض الاضطرابات النفسية مثل التوتر أو الكآبة .. وفى هذه الحالة لابد من وقف العلاج .
وقد يؤثر على الشعر بعد مضى ستة شهور فى بعض الحالات ولكن بدرجة طفيفة جدا .
وقد يؤثر على العين .. والأذن .. والرئتين .
وقد يضطرب الجهاز المناعى بالجسم .. ولكن نادراً جداً ما يحدث ذلك .
كل هذه المضاعفات يمكن أن تحدث ولكن فى قليل من الحالات .. ولتفادى ذلك لابد وأن يكون العلاج تحت الإشراف الطبى . ويجب أن نعلم أن أية مضاعفات قد تظهر يمكن أن تنتهى وتختفى تماما بمجرد وقف العلاج .
وعند وصف حقن الإنترفيرون لابد من التأكد أنه لا توجد موانع مثل الخلل الكبدى .. مشاكل بالقلب أو الكلى.. مشاكل نفسية .. مشاكل مناعية .
كما يجب على الطبيب أن يقيم حالة المريض الصحية والاجتماعية والنفسية عند وصف العلاج .
وعند البدء بالعلاج بحقن الإنترفيرون يمكن متابعة حالة الإنزيمات الكبدية .. وعندما نجد أنها عادت للحدود الطبيعية نستبشر بنجاح العلاج . ولكن فى بعض الحالات وبعدما نجد أن الإنزيمات عادت للحدود الطبيعية فقد نجد زيادتها واستمرار زيادتها أثناء العلاج .. وقد نلاحظ ذلك فى الشهر الرابع . إن زيادة الإنزيمات أثناء العلاج وبعد تحسنها يضطرنا لوقف العلاج وذلك لاحتمال تكوين أجسام مضادة للإنترفيرون تجعل الاستمرار فى استعماله بدون فائدة أو قد يكون التأثير الضار للإنترفيرون على الكبد مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الإنزيمات . وتعود الإنزيمات للطبيعى تماما بعد وقف العلاج .. كما قد نلاحظ اختفاء الفيروس من الدم ، وهذه الحالة رائعة ومبشرة بالخير لأنها غالبا تعنى الشفاء التام دون استمرار العلاج بالإنترفيرون.