في حديث مطول مع شبكة"بوملبرج" الأمريكية..حمد بن جاسم يؤكد:
* شخصيا لست مؤيدا للإخوان.. وقطر لم تأت بهم للسلطة
* نعلم حجم مصر وقدراتها..لكن سياسة نظام مبارك الخارجية هى من دعتنا وغيرنا لملىء الفراغ
* ماذا لو خرج 3 ملايين ضد السيسي بعد 6 أشهر..هل سنغير رئيسا كل عام؟
* لو دعمنا الإخوان والسعوديون دعموا السيسي..من يحكم بشأن من هو المحق؟
* يجب أن تفكر دول الخليج مجتمعة في مستقبلها لأن أمريكا لن تدافع عن أحد
* الشيخ حمد في صحة جيدة وقرر ترك الحكم وهو بأوج مجد لنجله وهو شىء غريب بالخليج
* الأمير تميم تولى الحكم بعد اكتسابه خبرات طويلة ..وهو من يدير كل شؤون البلاد والكل خلفه
* الأمير تميم يهتم أكثر بالشؤون الداخلية..وإن كنا أخطأنا بشيء فله ان يعدل إلى مايراه
* لم أترك منصبي لخلافات مع الشيخة موزة..وما يتردد "حكي مجالس"
* لست «التايكون» الذي يتحدث عنه الناس.. وهذه حقيقة ثروتي !
* المرء يسعد بالسلطة في البداية لكن عليه أن يتركها بدلا من أن يجبر على ذلك
* كان يمكن إطاحة نظام بشار بعد عدة أشهر من الثورة السورية..ولم نأت بالقاعدة إلى هناك
في أهم وأخطر حديث له منذ تركه منصبه رئيسا لوزراء قطر ووزيرا لخارجيتها قبل نحو عام أدلى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحديث لشبكة "بلومبرج" الأمريكية أجراه شارلي روز كشف فيه الرجل المثير للجدل عن الكثير من خفايا السياسة القطرية الداخلية والخارجية .
وأسهب الشيخ حمد بن جاسم في الحديث عن الوضع بمصر والخليج وكما يتردد عن دعم بلاده لجماعة الإخوان وكشف في هذا الصدد عن مفاجأة عكس ما يتردد في وسائل الإعلام المصرية والعربية وهو انه شخصيا ليس مؤيدا لجماعة الاخوان وليس معجبا بأدائها .
وأفرد في الحديث عن مستقبل مصر في المرحلة المقبلة حال تولي المشير السيسي الحكم .
كما تحدث عن الشأن الخليجي مؤكدا احترام بلاده بصفة خاصة للسعودية الشقيقة الكبرى للخليج موضحا أن بلاده تحترم حجم الدول وتقدرها .
كذلك تحدث رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم عن الوضع الداخلي ببلاده كاشفا عن الكثير حقيقة الكثير من اللغط عما يدور في الأروقة حيث أكد أن انتقال السلطة في قطر إلى الامير الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حصل بالضبط كما خطط له الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان يفكر بالأمر قبل 3 او 4 سنوات.
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم ان الشائعات التي برزت خلال عملية الانتقال مردها الى ان «التآمر هو طبيعة المنطقة ولسنا معتادين على التغيير بهذه الطريقة الحضارية بل إما بالوفاة أو بالقوة».
وفيما يلي نص الحديث كاملا لأهميته في ظل الظروف الراهنة:
• كيف حصل الانتقال في قطر؟
- الامر بسيط جدا. ما قاله الامير الوالد بالضبط هو الذي حدث. قبل ثلاث أو اربع سنوات من التغيير كان يفكر جديا باعطاء مزيد من الصلاحيات الى نجله الشيخ تميم الذي كان وليا للعهد لتسلم الدولة في اقرب وقت ممكن. سمو الشيخ حمد كان يعتقد بأن عليه نقل السلطة عندما يصبح ولي العهد جاهزا، وفي هذا الوقت أصبح ولي العهد قادرا وقام بعمل عظيم في السنوات الثلاث أو الاربع الاخيرة عندما ألقى عليه والده بالكثير من المسؤوليات، اثبت انه جاهز للمنصب وانه يمكن أن يقوم بالعمل بشكل صحيح. لهذا حصل التغيير، وهو كان مخططا ولم يجر هكذا.
• كانت هناك الكثير من التكهنات كما تعلم؟
- التآمر هو طبيعة المنطقة، ولا تنسى اننا لسنا معتادين على القيام بهذه الامور بهذه الطريقة الحضارية. الامر يتم عادة اما بالوفاة أو بتغيير السلطة بالقوة. هذه هي طبيعة المنطقة. ما حصل في قطر هو ان السلطة تم نقلها الى الابن بينما الاب قوي وبصحة جيدة لكنه يؤمن بأن نجله قادر ونحن نعتقد ذلك وقد تولى المنصب. ويمكننا ان نرى انه بعد نحو سنة من الانتقال انه يقوم بعمل جيد.
• سنعود الى ذلك. هو في صحة جيدة إذا الأمر لم يكن لأسباب صحية؟
- بتاتا.
• هل كان الأمر يتعلق بخلافات بينك وبين آخرين من مقربين إلى الشيخة؟
- هذا جزء مما نسميه نحن في المنطقة «حديث المجالس»، وهو ليس صحيحا. نعم لدينا بعض الخلافات في الرأي إذا أردنا أن نكون صريحين، ليس بيني وبين الشيخة، بل بيني وبين آخرين. والآخرون ايضا كانت لهم خلافات في الرأي معي. لكن ذلك كان صحيا. والأمير الوالد كان يحب الاستماع الى الجميع وان يرى آراء مختلفة. كان مسموحا لنا في قطر أن نقول رأينا بحرية للأمير قبل اتخاذ اي قرار، لذا عندما يكون هناك رأيان مختلفان يقول الناس ان هناك نزاعاً، لانهم ليسوا معتادين في المنطقة على الآراء المختلفة بل هم معتادون على رأي واحد يأتي من فوق وينفذ وهذا ليس صحيا كما اعتقد.
• كان لديك الكثير من السلطة ولا بد ان التخلي عنها كان أمراً صعباً بالنسبة لك؟
- دعني أقول لك شيئاً واحداً وانا دائما صريح، وهذا كان يسبب لي بعض الصعوبات في السابق.
(روز مقاطعا: لقد وعدتني قبل عام بأنك ستتحدث عندي عندما تريد ان تدلو بدلوك. فقال الشيخ حمد: وها انا أفي بوعدي ولكني كنت اريد ان آخذ عاما من الراحة). تغدو سعيدا بالسلطة عندما تبدأ بالحصول عليها. وعندما تبدأ ممارسة السلطة. لكن بعد فترة، اذا كنت عقلانيا وحكيما بما يكفي، فعليك ان تعرف كيف تعطي السلطة وكيف تتنحى عن السلطة أو ان يدعك احدهم تتنحى عن السلطة في الوقت المناسب، لا يمكننا التمسك بالقمة ولا احد يمكنه التمسك بالقمة ولكن من الافضل الا نصل الى الحضيض، وانا اعتقد انه لا يمكن لاحد العطاء طوال حياته بنفس الطموح والقدرة، ولذلك اشعر الآن باني أكثر سعادة بالقيام بذلك.
• الكثير يتحدثون عن الاعمال التي لديك. من اين يأتي المال؟
- دعني اقول لك ان الناس يتحدثون بعض الاحيان عن ان شخصا ما يملك لا اعلم كم مليار، ويكون في الحقيقة مديونا للبنك وليس لديه مال. نعم لست فقيرا. انا غني. ولكني لست «التايكون» الذي يتحدث عنه الناس. نعم انا غني بما يكفي لأعيش حياة جيدة جدا انا وعائلتي. وعليك ان تعود الى الوراء الى عائلتي وابي كيف حصلوا على ثروتهم. ابي كان تاجرا ومالك اراض وقام بالكثير من الاعمال في زمانه وانا قمت بالكثير من الاعمال قبل ان انضم الى الحكومة وبعد ان انضممت الى الحكومة لان في أوقات معينة كان الامر مشروعا. قبل عشر سنوات توقفت عن اي اعمال مباشرة في قطر. ورغم كل الشائعات. هذا ما حدث. والآن اشعر ان اعمالي تسير بشكل افضل لانني استطيع التفكير اكثر واستطيع القيام بأمور من دون ان افكر بانهم سيقولون انه يعمل مع الحكومة. لكن الثروة التي املكها مثل اي قطري هي شرعية وفق مقاييسك وبعضها قد تقول ان هناك سؤالا حوله، لكنه بمفهومنا في قطر هو شرعي وحصلنا عليه من خلال عمل مشروع.
• لماذا جيرانكم في قطر غاضبون منكم الى هذا الحد، السعوديون مثلا وبالذات بسبب السياسات التي جاءت معك عندما كنت رئيسا للوزراء، ما هو النزاع بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة اخرى. هم قلقون من ان سياسات قطر اكبر منها؟
- نعم هناك خلافات. دعني اقول لك بصراحة. إذا ظننت ان وزنك 100 كيلوغرام أو 200 كيلوغرام أو 50 كيلوغراما، فلك الحق في ان تفكر وتعمل وفق ما تفكر فيه. نعم نحن نحترم وزن البلدان المحيطة. نحن دائما واعتقد ايضا تحت
الادارة الحالية نريد ان تكون لنا علاقات طيبة مع جيراننا وخصوصا المملكة العربية السعودية. لا شك في ذلك وهذا مبدأ في سياسة قطر. المشكلة هي كيفية التفكير. يجب ان نعتاد على ان تكون لنا آراء مختلفة في المنطقة وان نناقشها و ان نحاول التوصل الى حل. هذه ليست العادة في المنطقة. وما يقولونه عن الاسلاميين، سأقول لك شيئا، نحن لم نأت بالاسلاميين الى مصر أو الى ليبيا، اذا ذهبت من المغرب الى العراق أو حيث شئت ستعلم ان الاسلاميين لهم دور وهو دور لم يكن لهم مثله قبل 20 عاما؟
• لا أود ان أقاطعك ولكنكم بوضوح دعمتم جماعة الاخوان المسلمين وبوضوح السعودية تدعم المشير السيسي وهو مرشح لرئاسة مصر وهناك اختلاف كبير في التوجه في ما يتعلق بمستقبل مصر؟
- سأذهب الى هذه النقطة واعلم انك تود ان تذهب إليها مباشرة. لو دعمنا الاخوان المسلمين، والسعوديون دعموا السيسي، من يحكم بشأن من هو المحق؟ اولا نحن لم نأت بالاسلاميين أو بجماعة الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر، لقد انتخبوا من قبل الشعب المصري، وعندما بدأت قطر تعلن مساعدتها لمصر كان المشير طنطاوي في السلطة، وعندما جاء رئيس الوزراء في حينه عصام شرف الى الدوحة، اعلنا عن رزمة المساعدات الى مصر، قبل ان يصل اي اخواني الى السلطة بوقت طويل، وبدأنا نفعل ذلك قبل ان يأتي الاخوان المسلمون، وعندما جاءوا أكملنا لانهم انتخبوا من قبل شعبهم ونحن ليس لدينا مشكلة مع انتخابهم. بعض اخواننا لا يحبون ولا يتفقون مع الاخوان المسلمين. حسنا من حقهم القيام بذلك. بعضهم يعتقد ان السيسي شرعي. دعني اقول ماذا لو جاء السيسي الى السلطة وهو سيأتي في غضون شهر أو اثنين، ثم بعد ستة اشهر نزل مليونان أو ثلاثة ملايين شخص الى ميدان التحرير وقالوا لا نريد السيسي ونريد فلانا أو علانا، ثم نقول حسنا هذا شرعي. علينا ان نغير الرئيس من جديد ونغير الدستور من جديد. لذا سيكون لدينا قضية كل عام فنغير الرئيس والدستور والبرلمان وهذا ما يحصل في مصر. انا لا ادعم الاخوان المسلمين. انا شخصيا لست مؤيدا لهم أو لغيرهم بصراحة... ولكن يجب أن نحترم ما يختاره الشعب. نحن في قطر لسنا دولة ديموقراطية بشكل كامل ولتسمح لي بأن أعبر عن الأمر بهذه الطريقة، فنحن دولة ذات نظام ملكي ونحن نعتقد اننا وشعبنا نقبل بأن نعيش معاً بتلك الطريقة. ولكن إذا حصل بعد 20 سنة أن ظهرت فكرة لتطوير هذه العلاقة بين النظام الحاكم والشعب، ونحن في الواقع نفعل ذلك منذ نحو 40 سنة إذ ان هناك تطورات كثيرة في منطقتنا وفي قطر تحديداً حيث لم يكن هناك (في السابق) دستور ثم أصبح هناك دستور وبرلمان وانتخابات بلدية وأنواع كثيرة من الانتخابات الأخرى بينما لم يكن لدى الناس خبرة في ذلك قبل نحو 20 أو 25 سنة.
ولكن في مصر إذا اختار الشعب شخصاً ودعمناه ثم يسألوننا لاحقاً لماذا تدعمون هذا الشخص، فإننا نقول: حسناً نحن لم نختره بل اختاره شعبه. وقد يحصل الأمر ذاته في المستقبل مع السيسي الذي قد يكون رئيساً جيداً.
يتبع........