انتقد الكاتب الأمريكي مايكل دايسون, استمرار الممارسات العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة, وذلك في تعليقه على مقتل اثنين من السود في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين، ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين.
وأضاف دايسون, وهو من السود, في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 8 يوليو, أن الأمريكيين من أصول إفريقية يشكلون قرابة أربعين مليونا من أصل أكثر من 320 مليون أمريكي".
وتابع : السود مختلفون في أشياء كثيرة، لكنهم يتفقون على شيء واحد يتمثل في أنهم لا يريدون أن يتم قتلهم من جانب الشرطة.
وأضاف" حادثتا المواطنين الأسودين, اللذين قتلا مؤخرا الموثقتين عبر مقاطع فيديو تبرهنان على أن الشرطة جزء من حرب غير معلنة ضد السود".
واستطرد " معظمنا لا يمكنه أن يكرهك أيها الأبيض، وهذه هديتنا لك، ولا يمكننا إيقافك، وهذه لعنتنا".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر في 8 يوليو بتنكيس الأعلام لخمسة أيام حدادا على ضحايا أحداث دالاس بولاية تكساس جنوبي الولايات المتحدة, التي قتل فيها خمسة من الشرطة خلال احتجاجات في 7 يوليو على عنف الشرطة.
وندد أوباما بالأحداث التي شهدتها مدينة دالاس، وقال -خلال مؤتمر صحفي في وارسو حيث يحضر قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)- إن رجال الشرطة يقومون بعمل صعب للغاية، مضيفا أن الأغلبية العظمى منهم يؤدون عملهم بشكل جيد.
وقد قتل خمسة ضباط من الشرطة، وأصيب 14 آخرون، برصاص قناصة استهدفوهم أثناء مظاهرة الخميس الموافق 7 يوليو في دالاس, احتجاجا على مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة في ولايتي مينيسوتا وأريزونا قبل أيام.
وأعلنت السلطات في دالاس القبض على ثلاثة مشتبه بهم، في حين قتل مشتبه به آخر عبر تفجير قنبلة أدخلها رجل آلي إلى حيث كان يتحصن.
ونقلت "الجزيرة" عن قائد شرطة دالاس ديفد براون قوله إن المتهم القتيل قال قبل مصرعه إنه غاضب بسبب حوادث القتل التي يتعرض لها السود بأمريكا، مؤكدا أنه لا يرتبط بأي مجموعة وإنما نفذ الهجوم من تلقاء نفسه.
كما نقلت وكالة "رويترز" عن بيان للجيش الأميركي القول إن المهاجم ميكا جونسون كان في الفئة الأولى الخاصة بجيش الاحتياط، وقد خدم بأفغانستان في الفترة ما بين نوفمبر2013 ويوليو 2014.
وبدورها، دعت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش بمؤتمر صحفي لعدم جعل الحوادث ذات الدوافع العنصرية التي وقعت مؤخرا هي "الأمر المعتاد الجديد" بالبلاد، وطالبت بتصرف "هادئ وسلمي" لعلاج الانقسامات.
ومن جانبها، أكدت حركة "حياة السود مهمة" الأمريكية في حسابها على موقع تويتر أن ما تدعو إليه هو الكرامة والعدالة والحرية وليس القتل.
وتأتي هذه الدعوة بعد هجوم دالاس، وبعد أعمال العنف الممارسة من قبل رجال الشرطة البيض ضد الأمريكيين من أصول إفريقية.
وفي هذا السياق، أمر حاكم ولاية مينيسوتا بفتح تحقيق فيدرالي في مقتل رجل أسود يدعى فيلاندو كاستيل برصاص الشرطة الأربعاء 6 يوليو، وقال إن هذا الحادث لم يكن ليقع لو كان الضحية رجلا أبيض.
وكان كاستيل (32 عاما) قتل برصاص الشرطة أمام صديقته وابنتها في منطقة فالكون هايتس بالقرب من مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا خلال عملية تدقيق بسبب تحطم مصباح سيارته.
ُيشار إلى أن المئات كانوا تجمعوا الخميس 7 يوليو بدالاس في إطار سلسلة من التحركات في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على العنف الذي تمارسه الشرطة بحق السود بعد مقتل رجليْن في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين، ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين.
وشملت المظاهرات ولايات إلينوي ولويزيانا ومينيسوتا وفلوريدا وميشيغان وواشنطن وتكساس وبنسلفانيا. كما تظاهر المئات بمنهاتن في نيويورك, واعتقلت الشرطة عشرة منهم بعدما عطلوا حركة السير.
مزيد من التفاصيل