الحمد لله
تجربتي مع الحجامة كانت مريرة ..
لم أكن ذاهبا من اجل نفسي
بل كنت أصطحب ضيفا على شقيقي اتصل بالحجام .. وهو فيما أظن مدرس..
ويمارس الحجامة باحتراف ..
حتى انه خصص غرفة ملحقة بالفيلا لهذا الغرض
وكأنها عيادة حجامة حديثة ..
رفقت الضيف وشقيقي وجلست أتفرج عليه والرجل يمارس دور دراكيولا معه
بعد الشفط بكاسات الهواء والتشطيب بين كتفي الرجل ..
بدأ الحجام في استخراج ما قال عنه أنه إنه دم فاسد ..
كان لونه غامقا .. وكان يخرج كتلا دموية أشبه ما تكون بالجِلي ..
لكن لونه أغمق من جلي الفراولة أو التوت ..
المهم انتهى من الضيف بعدما سفح من دمائه ما طاب له ..
ثم انبرى إلي ..
تفضل لاجري لك الحجامة ..
إنها تريحك من امور كثيرة ..
ترددت كثيرا ..
لكن ومع تشجيع شقيقي وضيفه رجل الأعمال السوري الذي طاف الدنيا ..
وهو مقتنع بالحجامة كعلاج ناجع بالنسبة له ..
أسلمت نفسي لدراكيولا خجلا ليس إلا ..
قلت في نفسي لنجرب ..
وليتني لم أفعل ..
قال لي الرجل أن التشطيب سطحي ويلتئم خلال أسبوع على الأكثر ..
ولأن الحدث مرت عليه سنوات.. فإنني لا أذكر إن كنا تحدثنا عن السكري وجراحه ..
المهم
الشئ الوحيد الذي شعرت به هو آلام التشطيب التي لازمتني قرابة الشهر ..
فقد التهبت تشطيباته الدموية ..
وفعل معها السكري مفاعيله ..
ولم يبقى علاج جلدي من مراهم مضادات حيوية إلى بيتادين إلى ....
إلا واستخدمتها ..
وبعد طول معاناة ..
التامت الجراح ..
والتأمت نفسي عن الحجامة
حتى أنني شطبت عنوان ذلك الحجام من ذاكرتي بإصرار ..
الرجل يمارس الحجامة كمهنة احترافية إضافة إلى عمله الأصلي ..
وفيما كانت والدتي تذهب إلى منزل شيخ مصري (إمام مسجد) لتقوم زوجه بحجامتها ..
وترفض أخذ أية نقود مقابل ذلك العمل ..
معتبرة أنها وزوجها إنما يمارسان الحجامة لوجه الله ..
وتخفيفا لمعاناة الناس .. طلبا للأجر عند من لا يضيع عنده أجر ..
فإن ذلك الحجام تقاضى منا مبلغا كبيرا لا يتناسب مع ما قام به من عمل ..
كان جشعا في سفك الدماء ..
أشد جشعا في استنزاف الجيوب ..
توبة ..