مجرد..

[بنت شعنونة]

الصحف المصرية والعربية

قصة اخرى من قصص هي و هو...


ارتمت هي على وسادتها وقد بللت الدموع عيناها من كثرة البكاء
واخذت يداها تتشبث بالوسادة كانما تبثها المها وتتمنى لو تخلصت مما تعانيه من حزن وهم
في حين عادت بها ذاكرتها الى الوراء
لتتذكر كل ما حدث لها الى ان انتهى بها حيث هيا الأن....

 

[بنت شعنونة]

كانت هي فتاة من عائلة محافظة
تربت على الأخلاق والتدين
وكانت كالدرة المصونة في بيتها
حيث تعودت المكوث هناك معظم وقتها
وفي يوم من الأيام او بالأصح في احدى الليالي
رن جرس الهاتف
فقامت هي لترد على المتصل
-الو
- مساء الخير ممكن اكلم فلان؟
- لا للأسف النمرة غلط
واغلقت السماعه وكان شيئا لم يكن
ولم تمر ثوان حتى رن جرس الهاتف ثانية
-الو
- ايوا فلان موجود من فضلك؟؟
- يا استاذي النمرة غلط!!
- طب ممكن اتكلم معاكي شويا والله انا محترم وابن ناس بس زهقان جدا وانا لوحدي ارجوكي لو تس.....
واغلقت الخط في وجهه
ولم تمر دقائق اخرى حتى رن جرس الهاتف
رفعت السماعه وسكتت
وعندما سمعت صوته اغلقن على الفور
سالتها اختها
مين الي كان بيتصل يا هي؟
- مجرد معاكسة
- طيب
وخلدا للنوم بعدها ببرهة
وفي مساء اليوم التالي.....





































رن جرس الهاتف مرة اخرى فردت هي
- الو
- كدا تقفلي على صباعي امبارح!!!؟
اغلقت السماعه في وجهه ولكنها لم تستطع منع ابتسامتها من اسلوبه المرح
ولم تستطع ايضا ان تنكر ان صوته كان جذابا لا بل لنقل خلابا
وبينما هي تفكر رن جرس الهاتف
فتماسكت وردت بقوة
- الو...
- لالالا انا اسف النمرة غلط... دا اكيد بيت الرعب
واغلقت ايضا السكة في وجهه
ولكن هذه المرة تعالت ضحكتها مجلجلة وهي تقول لنفسها
مسكين والله...ربنا يهديهم
ولم تكمل حوارها حتى رن الهاتف مرة اخرى
فرفعت السماعه ولم تجب
ولكنه سكت هذه المرة
فتعجبت
وقبل ان تغلق بثوان قال لها
على فكرة انا اسف بس بجد صوتك حنون فعلا
ثم اغلق هو السماعه وتركها هي في ذهول وحيرة!!

 

 

[بنت شعنونة]

اما عن هو
فهو شاب جيد متعلم ومثقف ويعمل بوظيفة جيدة
لكن حاله حال الشباب
ملول
ويبحث عن المتعه و المغامرة في جميع صورها
وهااوي معاكسات تلفونيه

ومرة بعد مرة
ويوما بعد يوم
بدات هي في اللين معه ..ولكن هذا لا يمنع انها لم تتحدث اليه حديثا ملموسا
وان كانت قد بدات تعجب بمرحه وخفة دمه و صوته الرقيق
اما هوا فقد بدا ينجذب لها
على اعتبار انها اول فتاة تصد معه لكل هذه الفترة
بغض النظر عن صوتها الأنثوي الحاني
الا انها كانت مجرد..........تحدي.....



























وبدات هي تتعود على سماع جرس الهاتف مساء كل ليله
لتسمع صوتع لبضع ثوان ثم تغلق السماعه معتذرة ان النمرة غلط
وذات ليله
لم يرن جرس الهاتف كما تعودت!!
استغربت!!
ولكنها قالت ربما مل مني
وبرغم من لمحة الحزن التي مرت عليها
الا انها طردتها في التو قائلة ان الأمر لا يعنيها...
ومرت ليلة و اثنان وثلاثة
وهو لم يتصل؟!!
بدا القلق يدب في قلبها
لا يكون جرا له حاجا بس؟؟
-طب وانتي قلقانو ليه؟؟
- هاه؟؟ لالا انا مش قلقانه ولا حاجا انما انا بستفسر بس
- اكيد زهق منك و طلب رقم جديد
- تفتكري؟
- اكيد!!
وبينما هي في حوارها مع نفسها
رن جرس الهاتف
فهرولت اليه مسرعة لتسمع صوته على الناحية الأخرى
ولكن.........

 

 

[بنت شعنونة]

كان صوته منهكا مريضا
الو
- مساء الخير
- انت عيان؟؟
- تعجب من سؤالها كثيرا ومن اللهفة البادية في صوتها
- جدا
- سلامات خير
- دور برد بس ايييه...
- طب اخدت دوا؟؟ خللي والدتك تعملك كمادات او روحوا للدكتور
- انا عايش لوحدي واهلي مسافرين
- لا حول ولا قوة الا بالله...معلش ان شاء الله ها تبقى كويس
وفجاة انتبهت لنفسها وحوارها
فتلعثمت وعلى خجل قالت
عن اذنك
واغلقت الخط
وبالرغم من ان عنجهية الرجل فيه تابى عليه ان تغلق فتاة الخط في وجهه
الا انه ابتسم هذه المرة
فقد بدا يشعر انها تهتم به
ولأول مرة يحترم فتاة عاكسها على الهاتف
وقرر ان يعاملها بشكل اكثر احتراما...

 

 

[بنت شعنونة]

وتوالت الأتصالات وتوالت المحادثات الى ان اصبحا قريبان من بعضهما جدا
وحكت له هي عن كثير من حياتها وحكى هو لها عن كثير من حياته
ولم يتعد حدجيثهما اداب الحوار في اي مرة
الى ان جاء يوم
وقرر ان يراها
- هي...انا عايز اقابلك؟
- نعم؟؟
- احنا بقالنا فترة كويسة نعرف بعض من فضلك انا لازم اقابلك
عايز اعرف الي بكلمها و برتاحلها دي عاملة ازاي بتتصرف ازاي عايز اعرف انتي مين
- انا اسفة..انت فهمتني غلط انا مش منهم
واغلقت السماعه وهي في قمة غضبها...
اما هو فقد تعجب لما فهمت من حديثه
وان كان لأول مرة في حياته لم يقصد ما فهمته هي
ف اتصل بها ثانيه ولم يشعر بنفسه الا وهو يقول لها
انا عايز اتجوزك..تقبلي؟
- صمتت هي بل لقد تجمدت في مكانها
ثم ما لبثت ان افاقت
انا مش بحب الهزار دا؟؟؟
- وانا عمري ما كنت بتكلم جد قد دلوقتي
اديني عنوانك وبعد اسبوع اكون عندك اخطبك
- انت بتتكلم جد؟
- اقسم بالله ايوا
هي تعرف انه عندما يقسم فهو صادق
وساعتها وافقت على ان يتقابلا
بشرط ان يكون في مكان عام وان لا يتحدثا
وبالفعل.....





























تم اللقاء بينهما
ويا سبحان الخلاق
فقد راه فتاة حورية في الجمال
حجابها هاديء انيق
وملابسها رقيقه حالمه
كانها ملاك يتهادى على الأرض
و والله انه ما تمنى الزواج منها كما تمناه من قلبه لحظتها
اما هو فقد كان رجلا بل شابا وسيما مهندما في لبسه
واما انها قد فتنت به من اول همسة و اول نظرة
وعندما عادا
لم يكن هناك حديث بينهما طوال الليل الا عن شكلها وشكله
وكيف انهما في منتهى السعادة لأكتمال معرفتهما..

ولم تمض بضعة ايام حتى كان هو قد وفى بوعده وتقدم اليها طالبا يدها للزواج
وبالفعل تم الزفاف السعيد
ولأول مرة
رات هي الهاتف الذي كان حبيبها يكلمها منه
ورات غرفته التي كان يجلس بها
وكم حسدت ذلك الكرسي الذي كان يجلس عليه
وكم حسدت سماعة الهاتف التي كان يمسكها
ولكن ما علينا فمن اليوم وصاعدا ستجعل حياته سعيدة باذن الله...

 

 

[بنت شعنونة]

وتمر الأيام جميلة هادئة
الى ان ياتي يوم يرن فيه جرس الهاتف في احدى الليالي
فترد هي لقربها من الهاتف ساعتها
- الو...
الو.؟؟؟
ثم تغلق الخط
ساعتها لم تدري ماذا قد حدث
فقد هجم زوجها على الهاتف بجنون
وامسك السماعه قائلا
الوووو
الوووووو
ثم اغلق الخط
فالتفت اليها ووجه يشع شررا
ولم يشعر بنفسه الا وهو ينهال عليها ضربا وركلا
وهي في ذهول تام
وكل ما استطاعت قوله
- انا عملت ايه ؟؟ انا عملت ايه؟؟؟ حرام عليك ..حرام عليك؟؟
اما هوا فقد استمر في ضربها بوحشية
حتى سقطت مغشيا عليها
ساعتها فقط افاق مما كان فيه
ونظر اليها وقد بدات الدموع تفر من عينيه
ثم جثى بجوارها على الأرض باكيا
ثم احتضنها بين ذراعيه
وحملها كانها اشلاء طفلة صغيرة
واسرع بها الى المستشفى.....

 

 

[بنت شعنونة]

وهناك قام الأطباء باسعافها
وتضميد جرحها
وعندما قاموا بسؤالها عن سبب ما هي فيه
ليقوموا بكتابة التحقيق كما يجري عادة في المستشفيات
اجابت
- ابدا وقعت من على السلم..
لم يستطع هو ان يخفي الدمعه التى تلألأت في عينيه
ثم احتضن كفه كف هي
وخرجا معا عائدين للمنزل


وبينما اسندت هي راسها على مقعد السيارة
كان هو يفكر فيما حدث
ولم يعرف سببا له
لا بل عرفه ولكنه خجل ان يعترف به
فما ذنبها هي
ان كان هو قد تعود على مغازلة ومصاحبة الفتيات عن طريق الهاتف
ف والله انه لم يمسك عليها خطأ من يوم عرفها حتى يومهم هذا
بل كانت مثالا للأخلاق
وليس ذنبها انها احبته؟؟
ولكن ربما تخدعني؟؟ ربما تحب غيري او احبت غيري؟؟
هز راسه محاولا نفي تلك الأفكار السوداء من راسه
وبعد برهه كانا قد وصلا الى المنزل
حيث قبل يدها معتذرا واعدا اياها الا يتكرر ما حدث
في حين القت هي براسها بين ذراعيه وقالت
- ارجوك...ضمني...عايزا انام وبس
فضمها الى صدره..لا بل الى قلبه.....حتى غفت عينا الملاك الصغير....

 

 

[بنت شعنونة]

وتمر عدة ايام في هدوء
الى ان يرن جرس الهاتف مرة اخرى في منتصف احدى الليالي
ولأن هوا كان نائما فلم يسمعه
فقامت هي وردت
ولكن لا من مجيب ايضا
ولسوء الحظ فقد افاق هو على صوتها
وانطلق كالثور ممسكا السماعه
التى كانت مغلقة الخط بالفعل
ولم يتمالك نفسه ايضا ف انهال عليها بالضرب
ساعتها
لم ترض خي بالهوان
فرحلت الى حيث دار اهلها
لترتمي في احضان وسادتها كما هي الأن
وبينما هي تستعيد شريط ذكرياتها هذا
اذا والباب يطرق
وتدخل شقيقتها
- هي....ممكن افهم في ايه؟؟؟ وازاي هو يضربك كدا؟؟؟ اكيد في مصيبة!!
ومن خلال دموع هي
اخبرتها بالحقيقة من اولها والتى كان لا يعلم بها احد سوى هي و هو ومن فوقهما رب العباد
سكتت اختها لفترة
ثم اخذت تتمتم ببضع كلمات
الى ان قفزت قائلة
- بسسس...لقيتها
انا ها اخليه يجي يصالحك
لا ويتوب كمان؟؟
وكانت الخطة كا التالي.....

 

 

[بنت شعنونة]

اخذت اختها تتصل يوميا ب هو على الهاتف
وتتركه يرد ولا ترد
يوم
اثنين
عشرة
الى ان مر شهر
وفي نهاية الشهر ردت عليه وقد غيرت صوتها
- اهلا يا فلان
- اهلا مين معاي
- معجبة
- نعم؟؟
- ايوا معجبه!!
- انا خدت نمرتك من مدة وكنت دايما اتصل عشان اتعرف عليك بس اختك كانت ترد عليا ف اقفل في وشها...بصراحة صوتك يجنن وانا عايزا اقبلك..وماتخافش انا امورة قوي و اعجبك
لم يتمالك نفسه من الضحك ضحكات هستيريه مجنونة لمدة اكثر من 10 دقائق
ثم اخذ بالسب واللعن عليها وعلى الهاتف ومن اخترعه
ثم اغلق الخط
وما هي الا ساعة
وكان عند هي في منزل اهلها مقبلا يديها ومعتذرا وضاما لها الى صدره
نادما على مافعل
- صدقني انا الغلطان..ما بني على باطل فهو باطل..وانا ما صنتش بيوت غيري ف ربنا جزاني انا اسف...ارجوكي سامحيني
ف ابتسمت هي ابسامتها الكلائكية المعهودة وصفحت عنه
وعادا الى بيتهما
ترفرف عليهما طيور السعادة
وتحفهما اجنحة الثقة والأمان....

 

 

[بنت شعنونة]

من اوائل محاولاتي في كتابة قصص


عبيطة؟؟