الحل والعقد الغربي

[تكسير]

الصحف المصرية والعربية

ما فهمناه من الديمقراطية التي استجلبها الطغاة إلي بلادنا , انها اختيار الشعب المباشر لحاكمه , وحكم الشعب لنفسه , وعلي مدار عقود , لا نسمع إلا كل خير عن تلك الديمقراطية , ولكن ننظر في احوالنا وما صرنا إليه , فلا نستطيع ان نفهم بإي شيئ تفيد تلك الديمقراطية والتي نسمع عنها ويُقال لنا انها في بلادنا وانها افضل الانظمة لحياة كريمة سعيدة خالية من المشاكل والمنغصات الحياتية , فلا نري إلا كل خراب حولنا
فيقال لنا ان العيب ليس في الديمقراطية وإنما في انفسنا , واننا شعوب لم يكتمل نضج عقولنا بعد لكي نستوعب تلك الديمقراطية , وان الطريق إليها طويل طويل , فنظل نتغني بالديمقراطية , وننطق بها وينطق بلفظها لنا , صباح مساء
في مصر ترشح أثنين بفضل توكيلات من الشعب , وأستفتي عليهم الشعب
هذة هي الديمقراطية التي وصلتنا ,اما الديمقراطية الام ومن منابعها , في أصلها شيئ اخر تماما عما يقولونه بني علماني العرب الانجاس الكذبة
فمثلا في فرنسا
النظام العاملين به نظام اشبه ما يكون من نظام اهل الحل والعقد إن كنت أستطيع أن أقول انه هو هو بالتطابق
فالشعب لا يحكم ولا يُشرك في حكم
وسأشرح للسادة الأفاضل كيف هو نظامهم
الدولة تنقسم لمقطاعات والمقاطعات تحتوي علي مدن والمدن علي قري وهكذا
ولكل مدينة عمدة او محافظ
يتم إختياره بناء علي معرفة اهل البلد به وبسيرته الذاتية وخدماته التي يقدمها , إلي جانب بعض الصفات الشخصية من تعلم وثقافة , يعني بيختاروا أفضلهم وأوثقهم
فيكون لكل مدينة محافظ
لا كما في ديمقراطية مصر حيت يُعين المحافظين من الحاكم مباشرة , ولا يُشترط ان يكون المحافظ من نفس البلد التي يعين عليها هذا في مصر

اما في فرنسا
فلكل مدينة محافظ منها مُختار من اهلها بما تقدم ذكره , فيصبحون فيما يُعرف إسلاميا , بأهل الحل والعقد
ولكي يتم ترشيح فرد للحكم
يجب ان يحصل علي 500 إمضاء توقيع من هؤلاء العمد والمحافظين , من هؤلاء الثقات في مدنهم
وبالطبع لا يتمكن الكثيرون من الحصول علي تلك التوقيعات , وفي النهاية لا يكون هناك أكثر من بضعة أفراد ممن أستطاعوا الحصول علي ترشيح وتذكية اهل الحل والعقد الأوروبيين
ثم يطرح هؤلاء للشعب الذي سيكون مجبرا ان يختار إي من هؤلاء المُخترون سابقا
فالشعب لا يستطيع الأختيار من خارج إختيار اهل الحل والعقد
اما في مصر فالمترشح يحصل علي إي أصوات وتوكيلات من إي أحد
وهكذا
تكون اوروبا تسير بطريقة إسلامية , وبلادنا الحزينة تسير بديمقراطية خيالية

وتلك الديمقرراطية الفاشلة , عندما لا تنفع ولا تفيد , يرجعون الفشل علي الشعب الفاشل اصلا والغير مستعد لتلك المفاهيم التي هي غير واقعية اصلا
فيظل الديكتاتور ديمقراطي إلا ماشاء الله والشعب يُعد نفسه لان يكون ديمقراطي فاشل إلا ما شاء الله
وطبعا كله في المشمش

 

[تكسير]

أهل حل وعقد اوروبا وعلي راسهم فرنسا , قد يكون ميولهم يسارية تميل إلي الطبقات الفقيرة ( كدة وكدة ) , او ميول يمينية تميل إلي طبقات رؤوس الامول وأصحاب المؤسسات والمصانع , فتري مدن يسارية تعطي إمتيازات معينة للفرد وتجعل من بعض المنافع مجانية للغير قادرين , مثل تذكرة المواصلات مثلا أسعار سكن شعبي منخفض , ومدن يمينية تري فيها فرص عمل أكثر مع مرتبات أعلي وذلك لتمتع أصحاب المصانع ببعض التسهيلات المجانية مع إرتفاع في مستوي المعيشة مصاحب لغلاء طفيف في الأسعار , وعلي كل حال , لا تبقي المدن علي حال دائم , تتأرجح ما بين اليمين واليسار
ولو نظرت في نهاية الامر , ستري أن اليمين يسار واليسار يمين , كلاهما أبن ستين في سبعين , وما يسقط منهم ويتجه للشعب هو نتيجة التنافس , لا أكثر , عيش وعيشني , خد وهات , والكل مستفيد , والكل إيضا متضرر , وفي المدينة الواحدة , تجد أسعار الشيئ مختلفة , فمثلا كيلو الطماطم , يستطيع الفقير أن يجد سعر له مناسب مثلا بيوروا واحد , وهناك كيلو طماطم اخر باثنين وبثلاثة وبأربعة وبعشرة يوروا لو أردت , وكلهم طماطم , يختلف السعر في الطعم , الشكل , الحجم , طريقة الزراعة ,قد تجد دجاجة باربعة يوروا , وهناك دجاج ب 150 يوروا الواحدة , ياكل الفقير والغني , يعيش الفقير والغني
هناك حذاء ب 20 يوروا , وهناك حذاء ب 20000 يوروا , الأثنين من الجلد , الاول قد يكون صناعة الية , الاخر صناعة يدوية , ماركة معينة , إي شيئ
في أوروبا الصناعة اليدوية غالية الثمن , عكس بلادنا الكئيبة
المخ العربي تأقلم علي امور مغلوطة , وأستسهل المصنوع اليه ووثق به , مع ان المنتج اليدوي أفضل وأمتن واجمل
عموما
الجميع يمكن ان يعيش في مكان واحد
اما في بلادنا الديمقراطية الجميلة , الفقير لا يستطيع العيش , لا يستطيع الاكل , لا يستطيع ان يشتري ملابس , لا يستطيع ان يركب , إلا اكل رديئ ويركب ركوبات غير أدمية , ويعيش حياة ضنك
ترتفع عليه أسعار كل شيئ
ومرتبه ثابت ثبات أبو الهول , لا احد يشعر به , ولا بمعاناته
لماذا لانه لا يستحق ان يحيا كريما , حين واتته الفرصة ان يستعيد ماضيه المزهر البراق وشريعته المعطلة , وينفض عنه ديمقراطية الديكتاتور الواحد , تخلي ونكس , وخرج يرقص في الطرقات كالمهبول , واضع علي راسه حذاء اعزكم الله
قدس اشياء ما لها قدسية , وحقر من اقدس المقدسات , لانه موهوم بثراب يحسبه الظمان ماء
باع دينه واخرته بدنياه , مع ان دينه هو دنيا وهو اخرته , وياليته أشتري شيئا , سمك في ماء ,لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن
الغبي
سيمر كل يوم امام أسياده من العسكر والدرك العساسين والبصاصين , منكس الرأس خائف من ان يتخطفه الطير , يسكن في خندق , ويمر كل يوم امام براح الكاتدرائية ووسعها وفخامتها وسورها العالي , كالقط الاجرب الهائم في الطرقات يبحث عن بقايا سمكة ملقاة من نافذة , يبتسم له قسيس مورم الخدود منتفخ إنتفاخ المعزز الذي لا يعمل بيديه , الناعم من الرفاهية المقدسة, الذي ما علق ما بين أسنانه من بقايا الطعام أكثر مما اكله هذا الفقير في أسبوع , ليقول له مع خنف مصاحب للصوت صباح الحب يا أبني , ياكل الدود والسوس , ولم تنسا أنفه أبدا رائحة الشواء الخارجه من المطاعم التي تجلد فيه أحساس وغريزة الأفتراس حبا في البقاء , تولد زوجته وتضع وليدها علي الطريق المقابل لمستشفي ولادة , لأنه جيبه مخروم ليس به ربع مخروم , صدق وامن بجهاز علاج الإيدز , ليس فهما في فائدته ولا حقيقته , ولكن حبا للكفتة




رحم الله عمر الفاروق , حين قال , نحن قوم اعزنا الله بالإسلام ,فإن ابتغينا العزة بغير دين الله , اذلنا الله

 

 

[تكسير]

 

 

[تكسير]

نقل لنا المستغربين من بني العرب , عناوين وأكليشات الغرب الضخمة , نقلوها لنا من كتب التراث لديهم , نقلوا ما يدعم توجهاتهم الانحلالية وغرائزهم التي تحتاج إلي ان تتشبع بكل ممنوع , نقلوا البدايات , التي انقلبت وتشقلبت وتغيرت وأستحدثت وتطورت وعُدلت ألاف المرات , والتي ستنتهي في أتجاه اخر غير الذي أنطلقت منه , نقلوا سلفية التحرر الأوربي من سلطان الكنيسة , وماضي العلمانية , ثم توقفوا , وأنغلقوا
غير أن ما يحدثه الغرب من أفعال وأفكار , أصبحت تتطابق مع الكثير من تعاليم الإسلام السابقة , التي أصبحت في بلادنا ماضي غابر وذكريات في كتب , ومن المفارقات , ان بني علماني المصريين لما علموا ان ديمقراطية أوروبا تشابهت وتعاليم الإسلام , لم يجدوا حل لتلك الورطة الكبري , فإدعوا بعلمانية خاصة لهم , علمانية مصرية ذات طابع خاص , فكيف أذا يفسرون لانفسهم إنقلابهم علي صوت الشعب وإختياره , وكيف إذا يفسرون إلقاء خمس إستحقاقات إنتخابية مباشرة تحت أقدام بيادة عسكرية ؟؟؟
فأصبح عندنا علمانية كافرة , متحجرة , متهورة , خسيسة , لا تعلم حق للإنسان ولا صوته وإختياره , شيئ أشبه بالفاشية , بالنازية , والتي تبيح إستئصال المفارق والمخالف والمعارض
لقد فضحهم الغرب وما وصل إليه بعد ان كان بني علمان العرب يقدمون أنفسهم على أنهم تنويريون وتقدميون وديمقراطيون منذ عقود فإذ بهم مجرد جوقة من الفاسدين الطائفيين المتطرفين الاقصائيين الانقلابيين ,