وددت أن أعقب وأشهد عما رأيته أثناء ثورة 30 يونيو ولحين الإطاحة بالرئيس السابق ... أولاً أشكر الله تعالى أن أعطاني وشرفني بحضور تلك اللحظات التاريخية في مصر... لم أشارك من قبل في مسيرات أو مظاهرات ولكن هذه المرة الوضع مختلف .. الجو العام في البلد مختلف مشحون بالإيجابية والأمل يدفعك دفعاً للنزول والمشاركة لأنه إن لم تفعل ذلك سيلازمك شعور بالتقصير والخزي فالجميع في الشارع أسر بأكملها الأطفال والسيدات والشيوخ حتى المقعدين على كراسي متحركة أصروا أن ينزلوا إلى الشوارع والميادين ويشاركوا في التعبير عن رأيهم ..... لن أتكلم طويلاً عن جحافل الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه بحب حقيقي لوطنهم لتحريره ولكن سأتكلم عن ما ترك أثره في نفسي .....
- من أهم مكتسبات تلك الثورة هي عودة وتجلي روح النخوة والشهامة التي في شخصية المصري الأصيل، الشباب يحمي مداخل ومخارج الشوارع ويفتشوا كل من يدخل للتأكد من خلوه من أي سلاح لتأمين المتظاهرين، الشباب يحترم تجمعات النساء بل ويحموهم أيضاً كأنهم أرادوا أن يرسلوا رسالة إلى العالم أجمع أن الشباب المصري شباب متحضر وراقي.
- عودة روح الحب والتآلف والوئام بين الجميع، الكل يجمعهم روح الحب لوطنهم .... فور إعلان سقوط الرئيس السابق وعزله إعتلت الفرحة الميادين وذابت كل الفروق والحواجز الوهمية .... كانت إخواتي المحجبات والمنقبات يأتون إلىَ ( باين يعني إني مسيحية ) ويأخذوني بالأحضان ويقولوا مبروك علينا كلنا مصر، مصر رجعتلنا تاني ... إحتضنا بعضنا البعض بحب حقيقي ومشاعر خالصة تقشعر لها الأبدان بدون سابق معرفة ولا يجمعنا شيء سوى إننا مصريين الكل يهتف لبلده وكأنه يريد أن يأخذها في حضنه ويهتف بالأحضان يا بلدنا يا حلوة بالأحضان
- الكل شعر في داخله أولاً بإسترداد كرامته وكرامة بلده وأثبتنا للعالم أجمع أن المصري إذا أراد لا يوجد مستحيل أمامه ( إحنا من الآخر جبابرة ) الآن نستطيع أن نهتف بكل فخر إرفع رأسك فوق إنت مصري لا أعتقد إنه يوجد إنسان في العالم كالمصري
بحــــــــــــبــــك يا مصـــــــــــر
لأنــــك عظيــــــمـــــة