فنكوش قناة السويس - او بالأحرى "خازوق قناة السويس"

[KANE]

الصحف المصرية والعربية

اقتباس يونية 2015 الوصول بالغاطس إلى عمق 24 قدما بطول 30 كيلو مترا المصدر: الأهرام اليومى بقلم: سيد ابراهيم الإسماعيلية: عقد الفريق مهاب مميش "رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المجلس التنفيذى لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس" أمس اجتماعا مع الادارات المعنية بمشروع التكريك بهيئة قناة السويس لبحث آخر المستجدات فى مشروع قناة السويس الجديدة والترتيبات النهائية لإنهاء الأعمال الخاصة بأعمال التكريك وفقا للبرنامج الزمنى المحدد، والأعمال الخاصة بتجهيزات المجرى الملاحى للعبور الآمن لكل انواع السفن فى المجرى الملاحى الجديد. وصرح المهندس أحمد فريد "نائب مدير مشروع قناة السويس الجديدة" بأنه تم الانتهاء الى الآن من الوصول بالغاطس الى عمق 24 قدما فى مسافة 30 كيلو مترا فى مشروع القناة الجديدة من إجمالى 72 كيلو مترا تمثل الطول الاجمالى للمشروع. وأشار الى ان هذه المسافة تشمل 10 كيلو مترات فى قناة السويس الجديدة من إجمالى 35 كيلو مترا، كما تشمل 20 كيلو مترا فى أعمال التعميق بالتفريعات الغربية للبحيرات الكبرى من أجمالى 27 كيلو مترا، لافتا الى انه من المنتظر الانتهاء من أعمال التعميق بتفريعات البحيرات الكبرى خلال ايام حيث تسمح هذه الاعماق بعبور جميع أنواع السفن حتى غاطس 66 قدما. وأضاف أنه يجرى استلام العمق النهائى حتى غاطس 24 قدما فى لوط 2 بمشروع قناة السويس الجديدة فى المسافة من الكيلو 61 وحتى الكيلو 67 من ترقيم قناة السويس، مشددا على انه يجرى تكثيف الأعمال الخاصة بالتكريك وإعادة توزيع الكراكات وفقا لتقدم الأعمال فى المشروع واحتياجات المناطق المتبقية، كما يجرى تكثيف الأعمال فى منطقة سحارة ترعة سيناء. وكشف التقرير الصادر عن الجهاز التنفيذى لإدارة مشروع قناة السويس عن أعمال التكريك أمس عن الانتهاء حتى أمس الأول من رفع 236 مليونا و451 الف م3 من الرمال المشبعة بالمياه فى كل قطاعات المشروع بطول 72 كيلو مترا بما يساوى 91.12% من المستهدف والذى يصل الى نحو 258 مليون م3. وأوضح التقرير ان الكميات تشمل الانتهاء من رفع 12 مليونا و556 الف م3 فى أعمال التكريك بتوسعة وتعميق التفريعة الغربية للبلاح بطول 10 كيلو مترات بما يساوى 83.7% من المستهدف، والانتهاء من رفع 178 مليونا و614 ألف م3 فى اعمال التكريك بقناة السويس الجديدة بطول 35 كيلو مترا بما يساوى نحو 90% من المستهدف، وكذا الانتهاء من رفع 45 مليونا و281 الف م3 فى أعمال التعميق بالتفريعات الغربية للبحيرات الكبرى بطول 27 كيلو مترا بما يساوى نحو 98% من المستهدف. من جانب آخر استقبل الفريق مهاب مميش بمكتبه أمس وفدا من المستثمرين الكويتيين وذلك لبحث آفاق الاستثمار بمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وذلك وسط ترقب لصدور القانون الخاص بالمنطقة خلال الايام المقبلة حيث ستبدأ بعدها عجلة الاستثمار فى المشروع فى الدوران. كما من المنتظر ان يحضر الفريق مميش مأدبة الافطار التى ستقيمها وزارة الصحة غدا الثلاثاء - للعاملين بمشروع قناة السويس الجديدة شرق القناة بالإسماعيلية بحضور الدكتور عادل عدوى وزير الصحة واللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية.

https://digital.ahram.org.eg/Communit...Serial=1859455

اقتباس كتب جلال الشايب "رغم أننى فى أجازة من الفيس بوك منذ بداية رمضان .. لكن هذا الخبر الذى قرأته اليوم فى جريدة "الأهرام" فى صفحتها الثالثة .. يستحق أن أكسر به صيامى عن الكتابة .. لأنه يؤكد كلامى الذى سبق وأن أشرت إليه من قبل مرارا وتكرارا .. ولم يصدقنى وقتها أحد من جماعة "سيبوه يشتغل" .. كتبت من قبل أقول إن عمق قناة السويس الجديدة لن يزيد عن 10 أمتار .. ويبدو أننى كنت متفائلا جدا .. لأن هيئة قناة السويس أعلنت (قبل افتتاح المشروع بثمانية وثلاثين يوما) أنه تم الانتهاء الآن من الوصول بالغاطس إلى عمق 24 قدما .. أى حوالى 8 أمتار فقط .. وهو عمق لا يسمح بعبور سفن الحاويات أو ناقلات البترول أو أى نوع من السفن الكبيرة .. لأن غاطس السفن العملاقة فى العالم يصل إلى أكثر من 66 قدما .. أى 22 مترا .. والمصيبة الأخرى أن هذا العمق (8 أمتار) لمسافة 30 كيلو متر فقط .. من إجمالى 72 كيلو مترا تمثل الطول الإجمالى للمشروع .. ومن المعلوم أن طول قناة السويس القديمة هو 193 كيلو متر .. وعمقها 24 مترا .. ببساطة .. لقد رمينا 60 مليار جنيه فى مياه البحر الأحمر .. إلا إذا كان المشروع يهدف أساسا إلى اختصار زمن رحلة عبور القوارب المطاطية والمراكب الشراعية ويخوت الأثرياء العرب !! .."

اقتباس الحرام فنكوش القناة الجديدة في حلقة العميل c #في_المليان قلت: مفيش سفن هتمر في القناة الجديدة، وها هو خبر من اﻻهرام بيقول ان الغاطس وصل 24 قدم يعنى ثمانية امتار وده غاطس ﻻ يسمح بمرور أي نوع من السفن لأنه علشان تمر سفن لازم الغاطس يكون 66 قدم ناهيك أنه فى مسافة 30 كيلو بينما المشروع هو 72 كيلو ..ده من كلامهم ولما مفيش أي نوع من السفن هيمر يبقى القناة دى اتعملت لييييه؟!!

 

[KANE]

Hazem A. Hosny

هذا هو مقالى الأسبوعى الذى نشرته "التحرير" بعدد الأمس الخميس 2 يوليو 2015 ... كنت قد انتهيت منه وأرسلته للصحيفة صباح الاثنين الماضى ... للأسف لم أنجح في لوصول إليه بموقع الجريدة الإليكترونى ... المقال موضوعه دعم قناة السويس بالعقل الاقتصادى بعيداً عن حملات دعمها بالتهليل الإعلامى

===================================

سهرة رمضانية لدعم قناة السويس
بقلم
حازم أحمد حسنى

جمعتنى سهرة رمضانية جميلة بشخصيتين جميلتين: أحدهما خبير اقتصادى معروف بموقفه النقدى الساخر من السياسات الحكومية التى تفتقر للإبداع وللقدرة على استثمار الخيال، بل وللقدرة حتى على قراءة الواقع الذى يسعى أصحاب الخيال للتعامل معه، والآخر مهندس متخصص فى التكريك والنقل البحرى، وكان يشغل حتى خروجه للمعاش وظيفة مرموقة فى هيئة قناة السويس؛ والاثنان مما لا أشك فى إلمامهما ببواطن الأمور، ولا فى حكميهما على صواب أو خطأ السياسات الاقتصادية التى تسير عليها الدولة المصرية دون تغيير منذ عقود تخللتها ثورتان كان الأمل معقوداً عليهما فى تغيير حياتنا للأفضل، ولفتح الباب لنمط جديد من التفكير غير تلك الأنماط التى أورثتنا كل هذا الارتباك الذى صار سمة تاريخنا المعاصر؛ وقد أحتفظ باسمىّ رفيقىّ السهرة حتى يأذنا لى بالإفصاح إن هما لم يجدا فى هذا المقال ما يسوؤهما، ففي المقال معلومات وآراء تبادلناها أثناء السهرة الرمضانية الممتعة على المستويين الفكرى والإنسانى، لكن ليس من قال المعلومة كمن فهمها، ولا كل رأى أكتبه يصادف بالضرورة قبولاً لدى صاحب المعلومة، فالآراء تتقابل وتتباعد من نقطة نتفق بشأنها لأخرى تتباين بشأنها الرؤى والقراءات.
كان جل الحديث أثناء السهرة عن قناة السويس ... لا أقصد التفريعة التى أراد لها أولو الأمر أن تكون قناة السويس الجديدة، وإنما تحدثنا عن قناة السويس التى افتتحناها سنة 1869 وظلت تتعمق وتتوسع وتتفرع على مدى ما يقرب من قرن ونصف القرن حتى صارت هيئة قناة السويس واحدة من أهم بيوت الخبرة فى النقل البحرى وفى هندسة الموانئ والمجارى البحرية على مستوى العالم، لا مجرد مدير لممر مائى تعبره السفن بعد أن تؤدى ما هو مفروض عليها من رسوم!!
كان الحديث عن كيف يمكن للجهود الشعبية أن تقف داعماً لقناة السويس لا لسياسات الرئيس بشأن القناة، فالفرق يبقى كبيراً بين أن تكون داعماً لبلادك ولاقتصادها ولرفعة شأنها بين الأمم وبين أن تنضم لكتائب المؤيدين لسياسات حكومية وتوجهات رئاسية قد يرى المرء أن من شأنها الإساءة لاقتصاد ومالية البلاد، والدفع بنا وبالأجيال القادمة إلى مستقبل مرتبك وغير آمن، بل وربما إلى مستقبل شائك ومثقل باستحقاقات قد لا تقدر عليها هذه الأجيال التى ستحصد ما نزرع كما حصدنا نحن زرع من سبقونا!!
ربما جمع بين ثلاثتنا اتفاق ضمنى على أن عدم السعى لإرضاء الحاكم على حساب الحقيقة لا يعنى فى الجانب المقابل أن نسعى للعمل على إفشاله، فالذى يسعى للفشل هو من بلغته كلمة الحق فلم يلق لها بالاً، أو استغنى بعقله أو بعقل جماعته عما سواه، أو أهدر الحقائق وموازين العقل واتبع هواه فانساق وراء الغواية كما تنساق الفراشات نحو النار التى تهلكها!! من يسعى للفشل هو من اتخذ من فلسفة التوجيه المعنوى فلسفة للحكم، وبرنامجاً سياسياً أو اقتصادياً، ومرجعية لرسم السياسات العامة وللحكم بنجاح أو فشل هذه السياسات!! ... ربما جمع بين أطراف الحديث اتفاق ضمنى على أن هدف أى جهد شعبى مأمول لدعم قناة السويس هو إنارة الطريق أمام الحاكم إن أراد أن يرى الطريق، فإن هو أغمض عينيه بعد ذلك، واختار من الطريق ما اصطفت على جانبيه مظاهر الاحتفالات الأسطورية التى سبق أن لجأ إليها شاه إيران قبل سقوطه وسقوط مشروعه بقليل، فإنه يتحمل وحده مسؤولية فشله وعاقبة غفلته!
كان السؤال الأول الذى يستحق أن يطرح فى حضرة قيادى سابق فى هيئة قناة السويس، مطلع على أحوال المشاريع الهندسية البحرية، هو هل يعقل أن تكون الهيئة قد استعانت بالفعل بثلاثة أرباع أسطول الكراكات العالمى فى حفر التفريعة الجديدة المعروفة إعلامياً ورسمياً بقناة السويس الجديدة، كما صرح بذلك مؤخراً الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس؟ استنكر الرجل تماماً هذا التصريح الصادر عن رئيس الهيئة، وقدر - والعهدة على الراوى - أن الأسطول العالمى تبلغ قوته نحو 1250 كراكة، والقول بأن مشروع حفر التفريعة قد استعان بـ 75% من حجم هذا الأسطول العالمى معناه أن نحو 970 كراكة قد شاركت فى الحفر، رغم أن نفس رئيس هيئة قناة السويس الذى صرح بنسبة الـ 75% هذه هو الذى صرح بأن عدد الكراكات المشاركة يبلغ 45 كراكة، أى ما تقل نسبته عن 4% من قوة أسطول الكراكات العالمى!
حاولت من جانبى أن أبحث عن أى منطق يمكن أن يكون قد أفلت منا، فزادت حيرتى؛ إذ بحثت بنفسى لاحقاً عن أية معلومات منشورة عن أسطول الكراكات العالمى، فوجدت أن واحدة فقط من الشركات التى تعمل فى تكريك التفريعة - هى شركة "جان دو نيل" البلجيكية - تمتلك أسطولاً يقدر بنحو 75 كراكة، ولو أننا اعتبرنا أن هذا هو كل أسطول الكراكات العالمى - وهى فرضية مجنونة كما ترون - فإن ثلاثة أرباع هذا الأسطول ستكون 56 كراكة، أى ما يزيد بأكثر من عشرة كراكات عن العدد المشارك فى أعمال التفريعة!! إذا نحن أضفنا لهذا أن شركة "جان دو نيل" وإن كانت من كبريات شركات التكريك فى العالم إلا أنها ليست أكبرها، وأن أسطولها ليس أكبر الأساطيل مقارنة بالأسطولين الصينى والأمريكى، إذ تستحوذ شركة "تشاينا هاربور" الصينية وحدها على نحو 30% من أعمال التكريك العالمية، وهى الشركة التي تم استبعادها من المشاركة في أعمال التكريك في التفريعة الجديدة، فإننا لا نملك منع أنفسنا من التساؤل عن مصدر معلومات رئيس هيئة قناة السويس، وهل هو يستلهم من جديد أساليب إدارة التوجيه المعنوى أيام هزيمة 1967 التى أسمعتنا أعداداً لا علاقة لها بالواقع، وكنا نظنها قد ذهبت إلى غير رجعة هذه الأساليب بعد أن نجح الجيش المصرى سنة 1973 فى عبور نفس هذه القناة بالعمل الجاد وباحترام عقول المصريين!!
تفسير منطقى حاول أن يقدمه هذا الخبير بسوق التكريك العالمية، الذى جمعتنى به وبصديقنا المشترك هذه السهرة الرمضانية، هو أن رئيس هيئة قناة السويس ربما يكون قد خلط بين حجم الأسطول العالمى للكراكات وبين ما كان متاحاً للهيئة أن تستعين به من هذا الأسطول؛ فهو استعان إذن بثلاثة أرباع حجم الأسطول العالمى المتاح، أى من بين الكراكات التى لم تكن مرتبطة بتعاقدات أخرى! ربما، لكن هناك فرقاً بين العددين، ولا أعتقد أن خبراء موسوعة جينيس سيجهلونه حين يتلقون طلب إدراج هذه النسبة، نسبة الـ 75% من أسطول الكراكات العالمى، فى موسوعتهم، أو في إصدارها الثانى الذى يأمل المستشار الإعلامى لاحتفالية الافتتاح أن تخصصه "جينيس" للأرقام القياسية التي انهال بها علينا رئيس هيئة القناة!
دعونا من هذا اللبس الذى ساقنا إليه السيد رئيس هيئة قناة السويس، فهو يدخل فى بند البروباجندا التي تسعى لإبهار الجمهور بحجم "الإنجاز"، ولا يمثل في ذاته خطراً يخشى منه على اقتصاديات ومالية البلاد في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها، اللهم إلا خطر تضليل الرأى العام، وخطر أن نفقد الثقة فى أية بيانات أخرى يخرج بها علينا فريق "جينيس 2"!! دعونا بعيداً عن هذه المبالغات نسأل متخصصاً أنفق عمره المهنى كله بين الكراكات عن تكلفة بناء الكراكة الواحدة، وكم من الوقت يستغرق بناؤها؟ هذا سؤال مهم فى حساب اقتصاديات المشروع، ومدى كفاءة القرار الاقتصادى، ويرتبط به سؤال آخر عما إذا كانت ثمة ضرورة لحفر هذه التفريعة من الأساس!
لنبدأ من السؤال الملحق، وهو عن أهمية التفريعة، فوفقاً لرأى هذا الخبير العالم ببواطن الأمور فإن قناة السويس بحالتها التى كانت عليها قبل التفريعة كانت تتحمل زيادة فى عدد السفن العابرة للقناة، وليست هناك ضرورة "ملحة" لحفر التفريعة، خاصة وأن ثمة تغيرات كثيرة في بيئة النقل البحرى العالمية مما لم تجرى بشأنها دراسات جادة تبرر كل هذه النفقات التي زادت بشكل ملحوظ نتيجة ضغط مدة التنفيذ دون مبرر اقتصادى، فعدد السفن التي تعبر القناة قد انخفض في السنوات الأخيرة لأسباب لا علاقة لها بسعة القناة ولا بزمن المرور بها، وإنما بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وبسبب حالات القرصنة جنوب البحر الأحمر، وبدء استغلال ممرات القطب الشمالى أثناء موسم الصيف ... إلخ
أما تكلفة بناء الكراكة فهى تختلف حسب نوعها وحسب قدرتها، لكنها تتراوح بين 100 إلى 150 مليون دولار للكراكة الواحدة، وقد تصل التكلفة إلى 200 مليون دولار للكراكات ذات القدرات الفائقة، وأما المدة اللازمة لبناء الكراكة فقد تكون سنة أو أكثر حسب نوع الكراكة ... هذا معناه أنه كان يمكن بناء أكثر من عشر كراكات عملاقة وفائقة القدرة بنفس تكلفة "تأجير" الكراكات التي شاركت في حفر التفريعة، وكان من شأن ذلك زيادة حجم أسطول الهيئة من الكراكات التي يمكن توظيفها لاحقاً في تطوير القناة وباقى الموانئ المصرية، وكذا زيادة قدرة الهيئة التنافسية إقليمياً ودولياً!
الأهم من ذلك كله أنه كان في قدرة هيئة قناة السويس أن تقوم بالمهمة كاملة دون الاستعانة بشركات أجنبية لولا أن سياسة إضعاف الهيئة مازالت مستمرة منذ بدأت هذه السياسات؛ ففي الستينات قامت الهيئة بأعمال الإنشاءات البحرية في كوناكرى (غينيا) والشويخ (الكويت) وطرطوس (سوريا) ودرنة (ليبيا) وغيرها، أما الآن فإن الهيئة وجدت نفسها مضطرة - نتيجة عشوائية القرار - للاستعانة بشركة كراكات إماراتية لإنجاز تم - دون أي منطق اقتصادى - ضغط مدة الانتهاء منه بما يعجز الهيئة ويضطرها لإهدار الكثير من الموارد رغم عدم وجود حاجة "ملحة" لضغط مدة التنفيذ إلى عام واحد بدلاً من خمسة كانت تحتاجها الهيئة للانتهاء من أعمال التفريعة.
وما زالت نفحات الشهر الكريم تدفعنا لتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من حياتنا، فهذا وحده ما يمكنه أن يدعم قناة السويس، وأن يدعم مصر ومستقبل المصريين، لا الاحتفاليات الأسطورية التي فقدت معناها من قبل أن تبدأ!! وما زال لحديث الخيط الأبيض بقية يواجه بها حديث الخيط الأسود وإن تطاول أصحاب هذا الأخير في البناء إلى حين.

 

 

[KANE]

Mohammed Abd En-nasser

صحيح أن حكومة الأوامر العسكرية وإدارة "تمام يا افندم" يمكنها أن تنجز المشاريع العملاقة التي تحتاج إلى سنوات طويلة في سنة واحدة فقط.. لكن المشكلة هي أنها تنجزها خطأ..!
المشروع الوحيد الذي يتحقق بهذا الشكل هو المشروع الدعائي السياسي.. لكن الأمور لا تجري كذلك في أرض الواقع.

جريدة الأهرام المصرية الرسمية نشرت عن هيئة قناة السويس إعلانها (قبل افتتاح المشروع بثمانية وثلاثين يومًا) أنه تم الانتهاء الآن من الوصول بالغاطس إلى عمق 24 قدما أي حوالي 8 أمتار في مسافة ثلاثين كيلو متر هي طول تفريعة امتداد البلاح التي حفرناها هذا العام، وسُميت إعلاميا بقناة السويس الجديدة. [المصدر في أول تعليق]

المعروف أن طول قناة السويس هو 193 كيلو متر، وعمقها 24 مترا، لكي تسمح بعبور السفن العملاقة ذات غاطس 66 قدما أي 22 مترا، وهي ما لا يمكنها بأي حال من الأحوال العبور في التفريعة الجديدة بحالتها الحالية.

لقد سبق أن تحدثت وتحدث آخرون عن أن الازدواج الجديد المحدود لن يحقق المرجو من جعل طول المجرى الملاحي لقناة السويس مزدوجا لعبور قافلتي الجنوب والشمال معا في وقت واحد، ووضحنا أن هذا سيقلل وقت الانتظار فقط.. في حال الاحتياج إلى ذلك إذا زاد حجم التجارة العالمية إلى أكثر بكثير من الحجم الحالي (قناة السويس اليوم لا تعمل بكامل طاقتها ومازالت قادرة على استيعاب زيادة حجم التجارة العالمي لسنوات بعيدة).

وبالتالي فنحن حفرنا تفريعة غير قابلة للاستخدام حاليا، وإذا صارت قابلة للاستخدام فلن تدر علينا دخلا ولا يوجد احتياج جاد لها لا الآن ولا على المدى القريب والمتوسط؟
فلماذا أنفقنا 60 مليار جنيه على هذا المشروع واستئجرنا معظم كراكات العالم؟ لماذا فعلنا ذلك؟!

حتى تقوم صفحات مؤيدي السيسي على الفيسبوك بالكتابة عن المنجز العظيم الذي نجح السيسي في سنته الأولى في عمله بالاسم الإعلامي البراق "مشروع قناة السويس الجديدة"؟!
لو كنا في مكان آخر في العالم وفي ظروف أخرى ونعيش وسط بشر يتحلون بالمسؤولية لكان هناك من يجب أن يُحاسب على هذه الأموال..! لكننا احترفنا المكايدة السياسية، والتزييط الدعائي، وتخوين كل صوت معارض أو عاقل، والتعامل مع كل من يطرح أسئلة عما نحن فيه على أنه جاسوس وعدو للبلد وللجيش وإرهابي متنكر.. وسلمنا أمر تسعين مليون مصري إلى ضابط مشاة هاوٍ.. لا يفهم في الإدارة ولم يمارس السياسة في حياته، لكي يتحكم بقراره الفردي المزاجي الارتجالي فيما لا يفهم فيه، ويقدم كلمته على كلام الخبراء والمختصين، ويتصرف في مليارات الشعب المصري (والشعوب المجاورة) كما شاء وشاء له الهوى، من أجل أن يحتفل ونحتفل معه بانتصاراته التليفزيونة الجبارة..!
عجيبٌ أمركم أيها المصريون..!!