الإستخفاف بعقول زائري المتاحف المصرية

[د. يحي الشاعر]

الصحف المصرية والعربية

الإستخفاف بعقول زائري المتاحف المصرية

تعتبر المتاحف ، في جميع دول العالم ... مرجعا للكثير من الأحداث التاريخية ...

للأسف ، تتميز متاحفنا المصرية بطبيعة الإستخفاف بعقول زائري المتاحف ، وجهلهم للحقائق .... التي يطمس الكثير منهم .....

مثلا ، لا زلنا نجد صور ضخمة عن "إغراقنا للبارجة جان بارت" رغم أنه حتي الآن ، لا ولم يمكننا إثبات ذلك ووضع أي متعلقات من البارجة أو من متعلقات ما يزيد علي الــ 1300 (الألف وثلاثمائة شخص ) الذين كانوا عليها \

للأسف ، ينشر أكبر متحف حربي "البانوراما" الصورة الضخمة التالية وتحتها التعليق الذي يوثق ... جهل .. من قام بتجهيز تلك الصور ....

1 - فلم يحدث أن تواجد في بورسعيد أو بورفؤاد "قبل العدوان" أي دبابة من طراز ت 34 ولكن تواجد أربعة مدافع ذاتية الحركة من طراز إي يو 100 إستولي عليهم البريطانيين

2 - لم يحدث إطلاقا تسلق بعض أفراد الشعب علي الدبابات ، سوي فجر يوم الثلاثاء 6 نوفمبر ، عندما إعتقد البورسعيديين ، أن الدبابت السنتوريون التابعة للكتيبة السادسة الملكية للدبابات 6-Royal Tank Regiment RTR ولكن الدبابات قتلتهم ... وعندما تسلق الشاب الشهيد "السيد عبد الله ابراهيم" الذي واجه دبابة سنتوريون بريطانية وهي تطلق قنابل مدفعها ضد المسجد وقد نشرت قصته هنا في قسم حرب 1956 تحت عنزان الشهيد "السيد عبد الله ابراهيم" ... بطل شجاع والدبابة السنتوريون البريطانية تطلق قنا

3- الصورة المنشورة ، تبين ترحيب الشعب بالدبابات المصرية ، خلال الإستعراض العسكري للذكري الأولي لعيد النصر ، وهي تبين قول الدبابات المصرية في شارع "سعد زغلول" .. "ديليسبس سابقا ..... ويمكن رؤية وجه السائق المصري ، عند التمعن في صورة السائق (النافذة المفتوحة)

كما يلاحظ مجموعة من الشعب تركب أيضا علي الدبابةالتي تلي هذه الدبابة وتجمه الجماهير في الشارع وعدد من المتفرجين في البلكونات

حقا وإن كانت هناك "أسباب دعائية إعلامية" في الكثير من متاحفنا التاريخية ، إلا أنهم يفقدون مصداقيتهم ..... بسبب هذا الإستهتار وإعتبار من يزور المتاحف ... جاهلا لتاريخ وطنه .... وتأتي الحقيقة لتظهر ... وهنا يبدأ التشكك في كافة ما يعرض ....

هذا نقد وفي نفس الوقت نداء يوجه للمسئوليين عن الوعي القومي .... وعن المتاحف ....

أن يتفضلوا بمراجعة "تاريخية" للكثير مما يعرض عن تاريخ حروبنا وخاصة 1956 و 1967 و حرب الإستنزاف وبالذات حرب العبور الخالدة 1973 ، حيث تمت إزالة وطمس إسم الفريق سعدالدين الشاذلي من قائمة قادة الجيش ، رغم أنه كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة ، وقت تنفيذ حرب أكتوبر 1973 ....




د. يحي الشاعر