اهلا وسهلا بكل زائر وبكل من يضحى بوقته الثمين لكى يبحر معى فى هذا المحيط الذى عانيت اشد المعاناة الى ان بدات ابصر من بعيد مايشير الى وجود شاطىء قريب فا الجىء اليه
اولا لنتفق مبدئيا على اننا نتبادل النقاش والحوار بهدف متعة العقل وبهدق تبادل الاراء وطرح المعارف المختلفة فقط لا اكثر
بالنسبة لى انا مسلم كما اشرت لكن لا انكر شكوكى واتحدث بصراحة فا انا لا اؤمن بوجود خطوط حمراء ولا اضع لنفسى حدودا مادام الامر متعلق بالتفكير وبالبحث وبالاكتشاف
وبغض النظر عن الانتماءات ..
كلنا فى نفس المركب وكلنا نريد ان نؤمن وحتى المؤمن منا يتمنى ان يزداد ايمانا ويقينا ...فالايمان يزيد وينقص وهذه عقيدة موجودة عن اهل السنة والجماعة من المسلمين بصريح القرءان ..
الموضوع شائك وصعب ومعقد ومثير وخطير . الايمان بالله وبعد ذلك البحث عن الطريقة السليمة التى من خلالها نستطيع ان نعبد ونقدس ونمجد هذا الاله . الموضوع لابد ان يكون هو اول اهتمامات اى انسان عاقل لانه يتعلق بمصير كل فرد منا فالموت قريب جدا والحياة قصيرة لتكون تافهة والانسان الذكى والعاقل والحكيم هو الذى يضع فى حسبانه تلك اللحظة ومابعدها .
بالنسبة لى ومنذ طفولتى لا اخفى عليكم اننى دائما ما افكر فى وجود الله واحاول ان اتحدث معه . مهووس بالاديان وبقصص الانبياء بشكل فظيع . اى كتاب او اى اوراق تحتوى اى معلومات عن دين ما او عن عقيدة ما اجد نفسى مندفعا بكل شدة وبكل قوة لكى اكتشف ماتحتويه . والدافع فى ذلك هو تفكيرى الدائم فى الموت الذى سيأتى اجلا ام عاجلا ورغبتى فى الاطمئنان على نفسى ورغبتى الدفينة فى النجاة التى يشاركنى فيها الجميع هنا .فوجودنا هنا لهو شىء جميل وعظيم ويدل على حرصنا جميعا ورغبتنا جميعا واهتمامنا جميعا باان ننجوا با انفسنا وان نرتقى با انفسنا روحيا ومعنويا حتى نكون اهلا لدخول الملكوت السماوى الذى لا يدخله الا الصالحون والاتقياء من البشر .
احبائى وزملائى رجاء من اخ لكم ..
افتحوا قلبكم واستشعروا معنى وهدف ومقصد ومغزى كلماتى ...
تخلصوا من اى رواسب او اثار سلبية تشعرون بها اتجاهى بسبب اتجاهاتى الفكرية الغريبة والشاذة ....
اعتبرونى اخ وصديق ولو مرة وحاولوا ان تفهمونى ...
لنضع الخلافات والصراعات جانبا ..نحن الان مجموعة من البشر نفكر فى الايمان ومعناه وفلسفته ونحث عن الله بكل صدق وبكل شفافية ونريد ان ننجوا با انفسنا وان نفوز بمحبة ورحمة الله فى الدنيا والاخرة ....نعم ام لا .؟؟ السنا جميعا نبحث عن ذلك ونطلب ذلك ؟؟؟ بالتأكيد نعم .
لهذا لاداعى لكى نضع اى حواجز نفسية بيننا مادمنا متفقين فى الهدف ومادمنا جميعا نحمل نوايا حسنة ونبيلة .مايجمعنا ويقرب بيننا اقوى بكثير مما يفرق لكن للأسف دائما ما نخطىء جميعا وانا اول المخطئين فا نقوم بالتركيز على مايفرق ويشتت جمعنا وننسى الاصول والاسس التى تجمعنا .
احبائى فى الله وفى الوطن وفى الانسانية .كلنا نكره الالم ونكره المعاناة والظلم والشر بكل صوره وبكل اشكاله .وكلنا نبحث عن الخير لأنفسنا وللجميع ..نعم ام لا ؟؟؟ بالتأكيد نعم .....ما نريده جميعا هو واحد ..دوافعنا واحدة اهدافنا واحدة كلنا نريد ان نصل الى هناك حيث الخير موجود بلا حدود وحيث لامكان للشر .
هذا هو الاساس الذى يجب ان يبنى عليه كل انسان نظرته لنفسه وللاخرين وللعالم حيث يصبح بهذه النظرة الشاملة والواسعة قادرا على استيعاب الجميع وقبول الاخرين بصدر رحب وبفم تعلوه ابتسامة ...نعم ابتسموا يا احبائى وستجدوا حقا نتائج مذهلة .
يولد الانسان منا لابوين لم يكن له حرية اختيار ايا منهما ويعيش فى اسرة تعيش فى وسط وفى مجتمع مميز . اى ببساطة لا يختار اى انسان منا موقعه من هذا العالم وبالتالى مبدئيا لايختار الطفل منا خصوصا نوعية وشكل الظروف التى ستحيط به والتى سيكون لها الدور الاساسى فى نحت وتكوين شخصيته وعقليته وطريقة تفكير ......بل لايتوقف الامر عند هذا الحد فقط فكلنا نعلم ان الناس فى فهمهم وفى قدراتهم العقلية درجات ودرجات واقصد بالقدرة العقلية هنا ذكاء الانسان منا اى قدرته على معالجة المعلومات وقدرته على التخزين واسترجاع ماتم تخذينه وا وا والاستنتاج ..الى اخره من الوظائف التى يقوم بها الدماغ والمخ الانسانى ...لايختار الانسان منا نوعية دماغه او عقله لانه يولد هكذا فكيف له ان يتدخل فى هذا الامر مثل شكله كلون البشرة ولون الاعين وطول القامة وغيرها من الصفات التى نولد بها وتتشكل وتتكون اثناء حياتنا الجنينية فى بطون امهاتنا ...!
نخرج من بطون امهاتنا بعقل وبدماغ له قدرات ما ونواجه وسط وبيئة واشخاص لأول مرة ...ومع الايام يظل هذا الطفل يستمع وينظر ويلاحظ ويدقق فى كل من حوله ويستقى معلوماته وملاحظاته هذه من الوسط المحيط . هذا واضج بدليل ان الطفل لو تربى اول 3 سنوات من حياته بين عائلة انكليزية سنجد انه عندما يتحدث سيتحدث الانكليزى !! ولو كنا قد وضعنا نفس هذا الطفل بين احضان عائلة صينية لكانت لغته هى الصينية ...وبالقياس على اللغة ينطبق ذلك على كل العادات والتقاليد والتصرفات والسلوكيات .
مرحلة الطفولة هى اهم المراحل التى خلالها يتم نحت شخصية ودماغ البنى أدم وكما قيل ان العلم فى الصغر كالنقش على الحجر ! ونعلم جميعا ان طوال سنين الطفولة والمراهقة نكون غير مسؤلين عن انفسنا وبالتالى طوال هذه المرحلة يكون مفروض علينا الانتماء لأسرة محددة ولبيئة ولوسط محدد ولتعليمات ومفاهيم محددة ويكون من الصعب جدا التنصل منها او انكارها حتى ولو قصرنا احيانا فى التطبيق لكن تظل القيم والمبادىء التى غرست فينا فى الطفولة لها تاثير يظل باقيا ولايمكن ان تمحوه الايام بسهولة ...
اعلم ذلك جيدا واشعر به فمهما ابتعدت عن دائرة الدين ومهما قادتنى افكارى نحو الالحاد اظل اشعر بشىء ما اتجاه دينى الذى تربيت عليه !! نوع من تأنيب الضمير . اتذكر اننى منذ حوالى ايام معدودة اصابنى كابوسا مؤلما واتذكر الان نفسى وانا خائف ومزعور واتصبب عرقا على سريرى وفجأة اكتشفت اننى قرأت أية الكرسى والمعوذتيت والفاتحة ...!! عرفت حينها يقينا ان مايتم زرعه وغرسه فى العقل الباطن او الاوعى طوال سنين الطفولة والمراهقة يظل موجودا ويظل له قيمة مهما ادعى الشخص غير ذلك ...كم انت ضعيف ايها الانسان فمجرد حلم او كابوس يجعلك تشعر بخوف وذعر فتفقد اعصابك فتطلب مساعدة الرب الذى كنت تنكر وجوده وانت فى امان وفى وضع اخر اكثر طمأنينة !!
احيانا كنت ابكى بحرقة واسأل نفسى ما هذا الذى انا فيه ؟
هل ما تربيت عليه وامنت به منذ صغرى انا واسرتى واهلى واصدقائى وهم !!
اشعر بالشفقة حينها على نفسى بل اشعر بالشفقة والحزن من اجل ابى وامى وجدى وجدتى وكل من احبهم واقول فى نفسى كل هؤلاء يعلقون امالهم على وهم وعلى مجرد حلم لاوجود له الا فى خيالهم ...
هل تعتقدوا يا زملائى ان هناك انسان عاقل سيكون سعيد بالالحاد ؟؟
وهل تعتقدوا ان الملحد اصبح ملحدا بسبب مسؤلية شخصية ؟؟
صدقونى لا ورب السماء . عندما كنت فى اقصى فترات الحادى وانكارى لوجود الله كنت فى اشد الحاجة لأى امل ولاى دليل او اشارة تدل على الله ...من منا لايريد ان يكون هناك ذلك الخالق العظيم الذى يهتم بنا ويراقبنا ويعيدنا الى الحياة مرة اخرى فيقيم العدل بين الجميع ...
من منا ليس بحاجة الى اله رحيم وحنون نلقى با احمالنا الثقيلة عليه ونصلى اليه فى خضوع وتضرع ....من يكره ذلك ؟؟؟ من منا ليس فى حاجة الى ذلك؟؟
لو سألتنى وقلت لى ماذا تتمنى وبماذا تحلم ؟؟ با امرأة جميلة ام بصحة قوية ام بمال وثراء ورفاهية ؟؟
نعم كلنا نطلب هذه الماديات ...
لكن فى الواقع اننى احلم بما هو باق للأبد وبماهو ازلى وخالد ...
احلم بوجود الله واحلم باليوم الذى اشعر فيه بوجود الله ..
احلم بالحياة الابدية وبالخلود ...
لو نظرنا الى المال والثراء والبنون والنساء وغيرها من متع الدنيا سنعلم انه زائلة وان الانسان يصيبه الملل منها مع الوقت وان الانسان لن ياخذ منها شيئا بعد موته ..
لكن انا طلبت الله وجعلته حلمى وامنيتى لأن وجود الله يجعل لوجودى قيمة وهدف وبدونه اشعر اننى مجرد حيوان ذكى نوعا ما ومتطور لكنه يعيش ويموت وياتى غيره الملايين الى ان ينقرض .بدون الله يا احبائى نحن لاقيمة لنا .الانسان ضعيف جدا لأن حياته قصيرة ولانه يموت فى اى وقت سواء بسبب او بدون سبب لهذا هو يحتاج العون دائما ويحتاج الى ان يربط نفسه بقوة أزليه تدفعه لمواجهة قسوة ومادية هذا العالم ..
كل ماسبق يعطيكم تحليلا نفسيا لذلك الكائن العجيب المسمى بالانسان كما يعطى تحليلا ووصفا جديدا ومختلفا لطبيعة شخصية الملحد صاحب الضمير الحى . ليس كل الملحدي اشرار ذوى اعين حمراء ووجوه سوداء . منهم ذلك الذى وصفته لكم فى الاعلى ..له قلب وله مشاعر ..يخاف كثيرا ويقلق بل ويحزن ويشفق على نفسه وعلى الاخرين ..اعظم احلامه وامنيه هى اكتشاف وجود الله ...اليس هذا با انسان يستحق ان يعامل كا اخ ..هل هذا انسان شرير وفاسد وخطر ؟؟ هل من الحكمة المنطق ان نوجه الكراهية نحو هذا المثال من الناس .
فى الواقع طوال حياتى كنت ابحث عن اى مبررات تجعلنى اكره انسانا ما او اغضب من شخص ما فلم اجد ..!! لم يحدث فى يوم من الايام ان تشاجرت ولو بالكلام مع شخص من الاشخاص ولم يحدث ان افتعلت اى مشكلة وحتى عندما كنت اتعرض للاساءة وللسخرية اتظاهر با اننى لم الاحظ ذلك ..
احرص على مشاعر غيرى قبل ان احرص على مشاعرى فى احيان كثيرة ....لهذا فى حياتى كلها لم اتصور فى يوم ولو حتى فى لحظة من اللحظات ان الله سوف يعاملنى بقسوة .دائما ما كنت احسن الظن بالله فقد كنت احسن الظن بالاخرين واتخذ المبررات لهم الى اخر لحظة فما بالكم برب السماء ..!!