كيف فضحت التسريبات أكاذيب الجيش بحرب غزة الأخيرة؟
أجناد الإخباري - ترجمة وكالة صفا
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرًا موسعًا عن عمل وحدة الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تضم أكثر من 70 ضباطًا و300 جندي يخدمون في صفوف شتى الوحدات العسكرية.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "هكذا يعمل جيش العلاقات العامة التابع للناطق بلسان الجيش لتحسين صورته"، موضحًا أن غالبية التقارير العسكرية وأفلام الفيديو المصورة يتم اقتطاع أو إخفاء الكثير من مقاطعها في محاولة لنقل صورة مريحة للمشاهد الإسرائيلي وبخاصة خلال العدوان الأخير على القطاع.
ونقلت الصحيفة عن بعض المراسلين العسكريين لوسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة قولهم: "إن وحدة الناطق بلسان الجيش تستغفل المواطن الإسرائيلي وتخفي عنه المعلومات التي تظهر الجانب الآخر من الجيش، في محاولة لإبعاد الجيش عن الانتقادات حول نشاطاته المختلفة".
وضرب المراسلون مثالاً على انكشاف خداع الجيش للمراسلين العسكريين والجمهور الإسرائيلي في تسريب مقاطع من عملية اقتحام كوماندوز من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لكيبوتس "زيكيم" شمالي القطاع خلال العدوان الأخير.
إذ بثت وحدة الناطق بلسان الجيش فيديوهات "تجميلية" فقط عن العملية، تظهر انكشاف أمر المقاتلين وتصفيتهم فور نزولهم على الساحل دون إظهار مشاهد الاشتباكات مع عناصر موقع البحرية الإسرائيلية وقوات الإسناد الإسرائيلية التي جاءت لاحقا وبضمنها دبابة "ميركافا"، حيث تمكن أن مقاتلي القسام من تفجير عبوة ناسفة بها بعد وضعها على بابها الخلفي.
كما بين التقرير قيام الكثير من ضباط الجيش ببث الأخبار الكاذبة ونشرها على المراسلين العسكريين بهدف تسويق الرواية المريحة والجميلة عن الجيش، بما في ذلك رواية الجيش حول مقتل الفتيين بنيرانه في بلدة بيتونيا غربي رام الله العام الماضي، إذ صرّح الناطق بلسان الجيش حينها أن الفيديوهات مفبركة وتبنى المراسلون العسكريون روايته كاملة.
واتهم التقرير المراسلين العسكريين بالتواطؤ مع الجيش في نقل الصورة الخاطئة عن عمليات الجيش المختلفة، وذلك بالإضافة لنسب الناطقين لتقارير الجيش الكاذبة وبخاصة خلال العدوان الأخير على القطاع إلى أنفسهم في محاولة لتلميع الذات.
تسريبات عملية "زيكيم"
وفي السياق، أجرت الصحيفة لقاءً مع المحلل العسكري المخضرم رون بن يشاي، والذي واكب غالبية حروب الكيان، حيث اتهم الجيش بمحاولة تجميل صورته على حساب الدقة والمهنية والحقيقة.
ولفت بن يشاي إلى أن الجيش قلّص دخول الصحفيين الإسرائيليين لساحة المعركة في القطاع، وأبقى الجمهور متعلقًا بتقارير الجيش الممنهجة فقط.
وكشفت الصحيفة عن قيام وحدة الناطق العسكري بعمل لقاء "ساخن" مع المراسلين العسكريين صباح كل يوم وعلى مدار 51 يومًا من العدوان على القطاع لاطلاعهم على آخر المستجدات، والتي حرص خلالها على إخفاء الأحداث "التي ترفع من معنويات الخصم"، على حد تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن وحدة الناطق بلسان الجيش سمحت لمراسلها العسكري بالدخول لغرفة عمليات الناطق بلسان الجيش، والتي يتم تجميع المواد البصرية المختلفة داخلها، وتوزيع ما تريد منه وإبقاء الباقي طي الكتمان.
وضربت الصحيفة مثالاً على توريط الجيش نفسه في فضيحة تسجيلات عملية "زيكيم" بتصريحات سابقة لرئيس هيئة الأركان في حينها بيني غانتس، والتي قال خلالها إنه لا يمكن وصف مقاتلي حماس سوى أنهم شجعان، مشيرًا إلى أن من يركض خلف دبابة ويلصق عليها عبوة لا يمكن وصفه بغير "الجرأة والشجاعة".
ولفتت إلى أن أحدًا من المراسلين العسكريين لم يسأل نفسه في حينها ما الذي يقصده غانتس بهذا التصريح، ومتى حصل أن وضع مقاتلو حماس تلك العبوة على الدبابة، قبل أن تكشف التسريبات لتلك العملية صورة أحد مقاتلي حماس وهو يضع العبوة على الدبابة ويفجرها.
وعكست العمليات التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عبر الأنفاق أيضًا حالة الارتباك وكذب الرواية الإسرائيلية، حيث ادعى الاحتلال أنه قتل 13 مسلحا هاجموا موقع "صوفا" شرق رفح عبر نفق، ثم ما لبث أن تراجع الجيش عن عدد القتلى إلى 8، ثم التراجع عن قتل أي عنصر، وتمكن مقاتلي القسام من الانسحاب وذلك بعد تأكيد الكتائب عودة كافة المنفذين.
https://www.ajnad-news.com/site/ajnad...x?itemid=20699