رائد صلاح
أم الفحم - المركز الفلسطيني للإعلام
ينتمي الشيخ رائد صلاح إلى أسرة فلسطينية تَمسَّكت بأرضها ورفضت التهجير في عام 1948م. وقد وُلد عام 1958م في مدينة أُمِّ الفحم، كبرى المدن العربية في شمال فلسطين المحتلة، وتَلقَّى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي فيها، ثم حصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية في الخليل.
الشيخ صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيس المجلس الأعلى للدعوة، ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية. ويُعدّ من أبرز الشخصيات الإسلامية الفلسطينية وأكثرها تَصدِّياً للسياسات العدوانية الصهيونية بحق الفلسطينيين ومُقدَّساتهم.
بدأ الشيخ رائد صلاح نشاطه الإسلامي مُبكِّراً، وعمل في مجال الدعوة الإسلامية منذ أن كان في المرحلة الثانوية. وكان من مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.
وعمل مُحرِّراً في مجلة الصراط الإسلامية، كما خاض غمار العمل السياسي نيابة عن الحركة الإسلامية من خلال ترشيح نفسه لانتخابات بلدية أُمِّ الفحم؛ التي نجح في رئاستها 3 مرات. ثم تَفَّرغ بعد ذلك لمهمَّات أخرى كإعمار المسجد الأقصى، والدفاع عنه، وتنظيم المسيرات الحاشدة إليه.
حماية المقدسات
واهتم الشيخ رائد صلاح اهتماماً كبيراً بحماية المُقدَّسات الإسلامية من محاولات الصهاينة الاعتداء عليها وتحويلها لأغراض أخرى بعد رحيل أهلها عنها. وانتُخِب في أغسطس، عام 2000 م، رئيساً لجمعية الأقصى لرعاية المُقدَّسات الإسلامية، التي أسهمت في الدفاع عن المساجد في كافة أراضي فلسطين، وكشفت عن محاولات الاحتلال المُتكرِّرة للحفر تحت المسجد الأقصى، وهو أَوَّل من كشف النقاب عن النفق الذى حفره المحتلون تحت المسجد الأقصى.
وقد قام الشيخ رائد صلاح بدور كبير في إعمار المسجد الأقصى وبقية المُقدَّسات الإسلامية، وتَمكَّن من إفشال المخططات الصهيونية الرامية إلى إفراغ الأقصى من عمارة المسلمين؛ حيث قام بجلب عشرات الآلاف من عرب الداخل إلى الصلاة فيه عبر مشروع "مسيرة البراق".
ونجح مع زملائه في إعمار المُصلَّى المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وفتح بواباته العملاقة، وأشرف على إعمار الأقصى القديم وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة أماكن للاغتسال والوضوء في باب حطة والأسباط وفيصل والمجلس.
وقاد أحداث الروحة عام 1998م، ونجح مع لجنة الروحة الشعبية في تحرير غالبية أراضي الروحة ومنع مصادرتها، كما عمل على إحياء دروس المصاطب التاريخية، وأبرزها “درس الثلاثاء” في المسجد الأقصى الذي يَؤمُّه نحو خمسة آلاف مسلم أسبوعيّاً.
وأسهم في إنشاء مشروع "صندوق طفل الأقصى" الذي يهتم برعاية نحو 16 ألف طفل، وفي تنظيم المسابقة العالمية “بيت المقدس في خطر” التي تجرى أعمالها سنويّاً في شهر رمضان للكبار والصغار بمشاركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الداخل؛ إضافة إلى مسابقة الأقصى العلمية الثقافية. وقد ساعد، أيضاً، في إصدار عدة أفلام وثائقية وكتب عن المسجد الأقصى المبارك؛ ومنها “المرابطون”، وكتاب “دليل أولى القبلتين”، وشريط ” الأقصى المبارك تحت الحصار”.
عمله السياسي
بدأ الشيخ رائد صلاح (56 عاما) تجربته في العمل السياسي مبكرا وهو على مقاعد الدراسة، وكان حينها فتى يافعا في كلية الشريعة في الخليل، وسرعان ما سطع نجمه بانضمامه للحركة الإسلامية داخل أراضي 48 التي يترأس شقها الشمالي منذ 1996.
تولى الشيخ رائد صلاح رئاسة بلدية مدينة أم الفحم داخل "الخط الأخضر" ثلاث ولايات متتالية بدءًا من 1989، لكنه استقال في أوج الولاية الأخيرة في يوليو/تموز 2001، بعد 12 عاماً من العمل البلدي الناجح بغية التفرغ للعمل السياسي والدعوي.
وقال في إحدى مقالاته التي كتبها بعد الاستقالة إنه ترك العمل البلدي للتفرغ لخدمة الأقصى المبارك وبناء مشروع المجتمع العصامي وخدمة وبناء مشاريع الصحوة الإسلامية.
ملاحقة صهيونية
بعد تخرجه في كلية الشريعة؛ أُدخل السجن بتهمة الارتباط مع منظمة محظورة وهي "أسرة الجهاد"، وكان ذلك عام 1981، ثم بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية لفترة طويلة، حيث كان خلالها ممنوعا من مغادرة المدينة طوال الوقت، وممنوعا من مغادرة بيته خلال الليل.
وقام من خلال الحركة الإسلامية داخل فلسطين المحتلة، التي يرأسها، بتنظيم مهرجان صندوق الأقصى في أغسطس 2002م، وقد أثار نشاطه قلق السلطات الصهيونية، فاعتُقِل مع بعض زملائه بتُهَمٍ مُلفَّقة، ولكن سلطات الاحتلال فشلت في إدانتهم.
تَعرَّض لمحاولة اغتيال على يد قوات الاحتلال خلال مواجهات انتفاضة الأقصى، وأصيب برصاصة في وجهه.
ومع استمراره في الدفاع عن المُقدَّسات الإسلامية حاول جيش الاحتلال إبعاده عن مدينة القدس؛ فمُنع من دخولها إلا بإذن خاص في عام 2009م، ثم أصدرت المحكمة الصهيونية عام 2010م قراراً بسجنه تسعة أشهر، فكان رده ”إننا سوف ندافع عن المسجد الأقصى حتى من داخل السجون “، داعياً الأمة الإسلامية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
وفي مايو 2010م شارك في أسطول الحرية؛ سعياً لفك الحصار عن قطاع غزة، حيث تَعرَّض الأسطول لهجوم من السفن الحربية الصهيونية، قُتِل فيه أكثر من 16 من المتضامنين العُزَّل، وأُصِيب أكثر من 38 جريحاً، وقد اعُتِقل -بعد محاولة اغتياله- إثر وصول الأُسطول قسراً إلى أُسدود.
https://www.palinfo.com/site/pic/new...?itemid=174126