برقية من حافظ إسماعيل إلي كيسينجر يوم 7 أكتوبر 1973 تتضمن قول السادات بأنه لن يعمق مد

[طومان باى]

الصحف المصرية والعربية

كان هدف السادات من حرب اكتوبر هو هدف محدود من الناحية العسكرية وهو الاستيلاء على شريحة من الارض بعمق 15 كم ولكنه عميق من الناحية السياسية وهو تحرير سيناء وفى اعتقادى الشخصى أن السادات لم يشأ ان يتجاوز الشريحة التى استولى عليها (15كم) وان يستولى على منطقة المضايق رغم قدرة الجيش المصرى على الاستيلاء عليه فعلا يوم 9 اكتوبر ، وكانت خطة السادات تقوم على اجبار اسرائيل على الانسحاب من سيناء عن طريق الترغيب والترهيب ولكن بإستخدام الحد الادنى من الترهيب والحد الأقصى من الترغيب لأن اسرائيل كانت لاتقبل اطلاقا الانسحاب من اى ارض قد احتلتها وكان الفكر الاسرائيلى لايعتقد اصلا ان العرب يريدون السلام وانهم يريدون تدمير اسرائيل لذلك فهى لن تقبل سوى بالنصر وفى حالة فشلها فى تحقيق النصر سوف يدفعها اليأس والخوف من قيام العرب بتدمير اسرائيل الى استخدام الاسلحة النووية لذلك كان هدف السادات اقناع اسرائيل وحليفتها امريكا انه جاد فعلا فى مسألة السلام وانه يسعى لإسترداد أرضه المحتلة فقط مقابل السلام مع اسرئيل وانه لايريد تدمير اسرائيل مع اثبات حسن نواياه بالدليل وهو عدم تعميق الاشتباكات داخل سيناء وعدم التقدم كثيرا داخل سيناء وأن يكتفى بالاستيلاء على شريحة محدود من ارض سيناء بعمق 15كم وعدم التقدم نحو المضايق رغم قدرته على ذلك وكان السادات يرى أن التقدم للإستيلاء على المضايق سيكون بعد انتهاء المرحلة الاولى من الحرب المتمثلة فى صد الهجمات الاسرائيلية المضادة وتكبيد القوات الاسرائيلية خسائر كبيرة وبالتالى فإن التقدم للاستيلاء على المضايق سيكبد اسرائيل مزيدا من الخسائر فى وقت هى ليست على استعداد لتحمل مزيد من الخسائر والاستيلاء على المضايق يجعل الطريق مفتوح امام الجيش المصرى لتحرير بقية سيناء وربما يشجعهم على التقدم الى داخل اسرائيل مما يجعل اسرائيل تعتبر معركتها مع مصر معركة حياة او موت وقد يدفعها اليأس الى استخدام الاسلحة النووية ضد مصرلذلك كان السادات يريد تفادى هذا السيناريو وكان يدرك ضرورة التعامل بحذر مع اسرائيل وكان يريد ان يضع امام اسرائيل بديل ثالث يمكن قبوله من الجانب الاسرائيلى بدلا من البديلين الآخرين وهما ( الانتصار الاسرائيلى او تدمير اسرائيل ) لذلك كان السادات يعتقد ان فشل اسرائيل فى تصفية رؤوس الكبارى المصرية
والخسائر الكبيرة التى تكبدتها اسرائيل ثم عدم تقدم القوات المصرية الى المضايق رغم قدرتها على ذلك ورغم سوء موقف القوات الاسرائيلية سيجعل اسرائيل تقتنع فعلا ان مصر تريد السلام وانه لاخوف على العمق الاسرئيلى من المصريين وذلك يدفعها الى السلام خاصة ان اسرائيل لا يمكنها الاستمرار فى تعبئة قواتها العسكرية فى سيناء لفترة طويلة وستكون مضطرة فى النهاية الى الانسحاب ومن الناحية السيكولوجية فإن الشخص الذى كان معتادا على عدم تقديم تنازلات وحريص بشدة على هيبته وصورته يجب التعامل معه بطريقة معينة فيها قليل من الترهيب وكثير من الترغيب بأن تغلق امامه البدائل الغير مرغوب فيها وأن تضع امامه بديل مقبول نسبيا يحفظ له ماء وجه وهيبته ويتيح له الدخول فى تسوية بشروط جيدة وفى وضع يتيح له فرض بعض الشروط الهامة لحفظ أمنه لذلك كانت رسالة الى كيسنجر ليؤكد رغبته فى السلام وعدم وجود اى نية لتدمير اسرائيل وكان من الممكن انت تنجح لولا الاخطاء الفادحة التى ارتكبتها القيادة المصرية وادت الى حدوث الثغرة وبالتالى لم تعد اسرائيل مضطرة لقبول العرض المصرى ولكن هذا العرض المصرى على اية حال يعكس تفكيرا سليما من السادات كما ن السادات كان يهدف من رسالته الى كيسنجر كسب الوقت وتأخير المساعدات الامريكية لإسرائيل اطول وقت ممكن فقد كان الاعتقاد السائد لدى الادارة الامريكية ان العرب لن يلبثوا طويلا حتى يطلبوا وقف اطلاق النار اى انهم يعتقدون ان العرب يقومون بحرب محدودة ولن يشركوا الاتحاد السوفيتى كما كانت الادارة الامريكية تثق فى التفوق العسكرى الاسرائيلى وفى قدرة اسرائيل على حسم الحرب لصالحها خلال اسبوع واحد فقط لذلك لم تتدخل امريكا فى الحرب عندما بدأت لذلك جاءت رسالة السادات بمثابة وسيلة من وسائل الخداع الاستراتيجى وتتمثل الفكرة فى خدعة نفسية بارعة تتمثل فى محاولة تضليل الخصم عن طريق تقوية معتقداته وتثبيتها بتقديم رسالة ذات شواهد وادلة بما يجعله يصدق هذه الرسالة و يتجاهل البدائل الاخرى وهذا يساعد على اخفاء نوايانا الحقيقية وبالتالى تعظيم مكاسبنا حيث تعهد السادات بعدم تعميق الاشتباكات او توسيع مدى المواجهة وكان يعنى بذلك عدم التوسع كثيرا فيما وراء الارض التى استولى عليها فعلا يوم 7 اكتوبر وعدم ادخال الاتحاد السوفيتى فى المواجهة مع اسرائيل وقد صدقت الادارة الامريكة هذه الرسالة لأن السادات بالفعل لم يستهدف العمق الاسرائيلى رغم قدرته على ذلك ولم يكن الجسر الجوى السوفيتى قد بدأ بعد وكان التقدم المصرى فى سيناء كان فى حتى ذلك الوقت محدودا وبعيدا عن العمق الاسرائيلى وعن منطقة الممرات الاستراتيجية وكانت الادارة الامريكية تتمنى وتتوقع عدم دخول الاتحاد السوفيتى الى الحرب حتى لا تحدث مواجهة بين السلاح الروسى والسلاح الامريكى لا احد يعلم نتائجها أى ان السادات قد اقنع الادارة الامريكية بما تتمنى حدوثه وما تتوقع حدوثه وهذا قمة الخداع كما كان السادات رغم علمه بثقة الادارة الامريكة فى التفوق العسكرى الاسرائيلى الا انه يخشى ان تهتز هذه الثقة بعد نجاح المصريون فى عبور القناة والاستيلاء على خط بارليف ان تتزعزع ثقة الادارة الامريكية فى التفوق الاسرائيلى وربما تتعالى الاصوات داخل الادارة الامريكية بضرورة تقديم المساعدات العسكرية فى اسرائيل خشية ان يقوم المصريين بتهديد العمق الاسرائيلى وهذا الرأى قد تأخذ به الادارة الامريكية خصوصا مع مرور الوقت وازدياد معدل الخسائر المتوقع فى الجيش الاسرائيلى لذلك اراد السادات تثبيت ثقة الادارة الامريكية فى التفوق الاسرائيلى وبالفعل لم تقدم امريكا المساعدات العسكرية الى اسرائيل حتى بعد خسائرها الفادحة يوم 8 اكتوبر وخطورة الموقف الاسرائيلى لأنها تأكدت بالفعل يوم 9 اكتوبر ان المصريين لن يتقدموا الى المضايق رغم قدرتهم على ذلك وترددت الادارة الامريكية فى تقديم المساعدات الى اسرائيل فبدأت بكميات متواضعة وبصورة غير رسمية يوم 10 اكتوبر إلى ان بدأ على نطاق واسع وبصورة رسمية يوم 13 اكتوبر كرد فعل على الجسر الجوى السوفيتى وبذلك نجح السادات فى تأخير الجسر الجوى الامريكى اسبوعا كاملا وبعد الفراغ من عملية العبور ومن صد الهجمات المضادة الاسرائيلية وبعد بدء الوصول الفعلى للجسر الجوى السوفيتى .
ولكن النتيجة السلبية الوحيدة التى ترتبت على تعهد السادات بعدم ضرب العمق الاسرائيلى هو ان السادات تعهد بعدم ضرب العمق الاسرائيلى وألزم نفسه بذلك من تلقاء نفسه رغم انه كان بمقدورة ضرب العمق الاسرائيلى فعلا او على الاقل التهديد بإستخدامه إلا انه تعهد بعدم استخدامه و رغم انه لم يحصل على تعهد مماثل من اسرائيل ولم تلزم اسرائيل نفسها بشىء وهو ما فسرته كلا من الادارة الامريكية واسرائيل على ان السادات خائف بشدة من قدرة اسرائيل على ضرب العمق المصرى الى الدرجة التى تشل قدرته وتمنعه من استخدام صواريخ سكود طويلة المدى القادرة على ضرب العمق الاسرائيلى او التهديد بإستخدامها وهو خائف الى الدرجة التى تجعله يتعهد بعدم استخدامها بالإضافة الى انه يريد اثبات حسن نواياه للجانب الامريكى والاسرائلى وذلك عن طريق الامتناع عن استخدام الاسلحة التى تهدد العمق الاسرائيلى وهذا ما شجع اسرائيل على ضرب العمق المصرى دون الخوف من رد فعل مصرى مماثل

 

 

[قوالب الجوار]

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت

 

 

[د. يحي الشاعر]

من وثـــائق "ألـــغــــدر" .... ألتي ننساهم ونتغاضي عن ألتطرق إليهم

.

حقنا في "ألمعرفة" وألتساؤل ، يحتم علينا ألتطرق إليهم ..... وإزالة ستار ألتعتيم عليهم

وألبقية تأتي ..




https://yahia-al-shaer.square7.ch/CAM...ments-0057.jpg

https://yahia-al-shaer.square7.ch/CAM...ments-0058.jpg

https://yahia-al-shaer.square7.ch/CAM...ments-0070.jpg

د. يحي ألشاعر

 

 

[د. يحي الشاعر]

د. يحي ألشاعر

 

 

[د. يحي الشاعر]

رسالة سرية خطيرة من حافظ إسماعيل إلى كيسنجر يوم 7 أكتوبر


حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة الحادية عشرة

في خطوة مفاجئة – وبعد يوم واحد من اندلاع الحرب – أرسل مستشار الرئيس السادات للأمن القومي حافظ إسماعيل رسالة سرية إلى هنري كيسنجرعبر عميل لمخابرات الـ سي آي إيه في القاهرة. ، يشرح فيها أهداف مصر من خوض الحرب.

هذه الرسالة ما زالت سرية ولم يُفرج عنها حتى الآن ، لكن الوثيقة التي بين أيدينا في هذه الحلقة هي رد كيسنجر على تلك الرسالة.

وقد توافق هذا مع رسالة أخرى أرسلها السفير الأمريكي في إيران ريشارد هيلمز ، لكيسنجر يخبره فيها بشأن برقية أرسلها الرئيس السدات إلى شاه إيران يطلب منه فيها إبلاغ الرئيس الأمريكي نيكسون برغبة السادات في إرساء السلام في الشرق الأوسط ولكن بشروط محددة.

رسالة كيسنجر يرد فيها على حافظ إسماعيل ويطلب إيضاحات بشأن برقية السادات للشاه.

لقد فوجئت الإدارة الأمريكية بهذه الاتصالات المصرية ، وكانت الولايات المتحدة حتى تلك اللحظة ليست لديها اتصالات مباشرة قوية مع مصر. بل كانت توسط الملك فيصل وغيره لإبلاغ مصر بالموقف الأمريكي.

هذه الرسالة وفي هذا الوقت المبكر جدا من الحرب تكشف نوايا واضحة للرئيس السادات في كسب سياسي محدد من الحرب. إلا أن الخطوط العريضة لهذا المكسب السياسي لم تكن واضحة ، ولا تتفق مع التفوق المصري على ساحة القتال والذي فاجأ الإسرائيليين والأمريكيين على السواء.

للأسف الشديد كان هذا التقارب المبكر سببا فيما بعد في نجاح السياسة الأمريكية فيما فشلت أن تحققه عسكريا.

وضع القوات على الأرض في الجبهة المصرية




صورة الوثيقة












ترجمة الوثيقة

البيت الأبيض

واشنطن

8 أكتوبر 1973


عزيزى وزير الخارجية:
مرفق لكم الرسالة التى بعثتُ بها هذا الصباح إلى السيد/ حافظ إسماعيل والتى أخبرتك أنى سأرسلها إليك .

أنتهز هذه المناسبة أيضاً لأعبر لكم عن بالغ إمتنانى لإتصالتنا خلال الأيام القليلة الماضية. إنني أقدر العلاقة التى تتطوربيننا وأرجو لها الإستمرار.

مع خالص تحياتى .

هنرى كيسينجر .



المرفقات

إلى سعادة وزير الخاريجة بجمهورية مصر العربية

محمد حسن الزيات

جناح 37 – إف

أبراج ولدورف

نيويورك



8 أكتوبر 1973
رسالة إلى السيد حافظ إسماعيل من د/ هنرى كيسينجر

إننى ممتن للغاية أنكم وجدتم الوقت لمناقشتنا فى أفكاركم حول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط برغم الإرتباطات الشديدة لديكم .

لقد أخبرت وزير الخارجية محمد حسن الزيات - حتى قبل إندلاع العمليات الحربية - أننى على إستعداد لبحث قضية السلام فى الشرق الأوسط بإهتمام وجدية مع جميع الأطراف وخاصة مع مصر للمساعدة فى إحلال السلام . هذا العرض مازال قائماً .

بطبيعة الحال فإن نجاح هذه الجهود يتطلب أجواء هادئة . من أجل هذا السبب حاولت الولايات المتحدة التوصل لوقف إطلاق النار وفى نفس الوقت عدم إتخاذ أى موقف يمكن أن يصطدم مع الجانب المصرى .

بالنسبة للنقاط المحددة فى رسالتك بتاريخ 7 أكتوبر لدينا سؤالان. الأول أن الولايات المتحدة لم يتضح لها إن كان الشرط الأول بالنسبة للجانب المصرى وهو انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى المحتلة يجب أن ينفذ قبل مؤتمر السلام أم أن الإتفاق من حيث المبدأ على هذا الشرط هو ما تتوقعونه . السؤال الثانى : الولايات المتحدة تلقت الرسالة التالية من سفيرها فى طهران .

"رئيس الوزراء هوفيدا استدعانى الساعة 11:15 مساءً بناءً على توجيهات من الشاه وقرأ علي برقية مرسلة من الرئيس السادات إلى الشاه عن طرق سفير إيران فى القاهرة الذى التقى بالرئيس السادات ظهرا يوم 7 أكتوبر . بإختصار: البرقية تعطى وصفاًَ متفائلاً لأوضاع الجيش المصرى على الجانب الشرقي من قناة السويس ، والنجاحات المصرية فى عبور القناة وإقامة جسور العبور . بعد ذلك تطلب البرقية من الشاه إبلاغ الرئيس نكسون أن مصر حتى الآن وحتى تتجنب القتال مستعدة لقبول السلام بشروط محددة . وعلى أى حال فإن مصر مضطرة الآن أن تقاتل وأن تتحمل الخسائر الازمة.

مصر مازالت تريد السلام الدائم فى المنطقة. الرئيس السادات يريد أن يعرف الرئيس نكسون أنه إذا إنسحبت إسرائيل من جميع الأراضى التي احتلتها منذ 5 يونيو 1967 فإن مصر ستكون جاهزة للمفاوضات بإخلاص لوضع هذه الأراضي تحت سيطرة الأمم المتحدة أو تحت سيطرة القوى العظمى أو تحت سيطرة جهات دولية أخرى يمكن الإتفاق عليها. أما فيما يتعلق بميناء شرم الشيخ فإن مصر مستعدة لقبول رقابة دولية على حرية الملاحة فى خليج العقبة بعد الإنسحاب الإسرائيلي. الرئيس السادات يريد الشاه أن يشرح ما سبق للرئيس نكسون للحد أو لإيقاف الإصابات بأسرع ما يمكن".

إن الولايات المتحدة تريد إيضاحات على موقفكم من الإنسحاب والإختلافات فى هذا الموقف مع الرسالة التى أُبلغت لسفيرنا. تحديداً هل قام سفيرنا فى طهران بنقل موقف الرئيس السادات بدقة فيما يخص الإنسحاب من الأراضي المحتلة ووضعها تحت السيطرة الدولية؟.

إننى أريد إعادة التأكيد على أن الولايات المتحدة ستفعل ما فى وسعها لمساعدة جميع الأطراف لإيقاف القتال. إن الولايات المتحدة – وأنا شخصيا- سنشارك بجدية للوصول إلى قرار عادل بشأن المشاكل التى طال أمدها فى الشرق الأوسط.

مع أحر تحياتى.



د. يحي ألشاعر