محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > المخابرات والتجسس والجاسوسية

    المخابرات والتجسس والجاسوسية

    محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 6th July 2009, 01:54 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية

    أنا : د. يحي الشاعر




    محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر
    ...
    حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية




    شهر مارس .... وعودته


    بمناسبة ذكري وفاة الرجل
    رئيس وقائد وأخ حبيب
    "محمد نسيم"


    ألله يرحمك ويغفر لك ويحسن إليك
    ...

    لن أنســـاك ... ولن أنسي بيروت و لبنان ...

    لن أنسي إجتماعاتنا المتكررة في مكتبك في "الطابق الأول" من "المبني" ....

    ولن أنسي توجيهاتك وقيادتك لنا ... و "صباح الخير" صوتك في الصباح عند دخولك "المكتب" للقائنا وتوجيهاتك لنا ، عندما هبط الأمريكيين علي شاطيء الأوزاعي في جنوب بيروت وعلي الشاطيءفي شرق بيروت ووأوامرك وتعليماتك

    لن أنسي إبتسامتك ... ولن أنسي صوتك في آخر مكالمة تليفونية معك قبل وفاتك

    كنت رجل في الخلق والأخلاق والتصرفات والقدوة لنا ....
    ...

    سأتذكرك دائما



    ألله يرحمك ويغفر لك ويحسن إليك ..


    فهناك أشخاص ، تربطك بهم علاقة أبدية....

    تبقي ذكراهم "نسيم عاطر" لك حتي بعد رحيلهم ، وتتذكرهم كل مرة تقرأ إسمهم ، أو سطور وقصص عن أعمالهم ... بينما تحتفظ لنفسك بأسباب إعتزازك بهم ، وتقديرك وإحترامك ومحبتك لهم


    لقد أوفيت هنا بحق "العديد" من الشخصيات "التاريخية" ... ولكن ، هناك شخص يجب علي أن أعطيه ، وذكراه ما يستحقان من التقدير والمحبة

    ويأتى الأن ... الوقت ... لكي أنشر عنه وعن بعض "بطولاته" ... وأبدأ بما هو معروف عنه ، وسأكتمل الموضوع بالعديد من المعلومات عن العديد من بطولاته


    محمد نسيم .... "الأسد" ..... و "الذئب" .... الذي ينسي البعض أنه كان ايضا "ثعلبا"

    فشلت "الموساد" سنوات طويلة في إكتشاف أمره ... إلي أن جاء الوقت ... ليواح الستار وتظهر شخصيته للعالم أجمع .... رمز "التحدي المصري"

    لقد كان رجل فى "أخلاقه" .... بطل فى "أعماله" .... وعادلا في "معاملته" ...... وأخ كبير حنون



    رحمه الله وأسكنه رحاب جناته


    د. يحي الشاعر
    اقتباس
    اقتباس:

    محمد نسيم - ذئب المخابرات الاسمر


    هذه الشخصية الفريدة .. اللواء محمد نسيم .. وكيل المخابرات العامة الأسبق بمصر .. ووكيل أول وزارة السياحة المصرية فى نهاية الثمانينات


    هذا الرجل الأسطورة المجهول دورا وعظمة لدى الكثرة الغالبة من أبناء مصر .. مصر التى فداها وذاد عن حياضها كأكمل ما يكون الجهاد ..

    رحمه الله من فارس .. ورحمه الله من عقلية جبارة ..

    من هو .. ؟!!

    هو أحد ضباط الجيش المصري الذين انضموا لتنظيم الضباط الأحرار .. وشارك ضمن الصف الثانى من رجال الثورة ..

    ومع بدء التفكير فى انشاء جهاز مخابرات مصري فى أوائل عام 1954م .. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتكليف أحد رجال الثورة وهو فتحى الديب بتولى هذا الأمر فنشأت لجنة تابعة للجيش تقوم بأعمال التجسس والتخابر .. ثم تطور الأمر مع ازياد الحاجة الى جهاز مخابرات محترف على نفس النسق العالمى الذى ظهر فى الحرب العالمية الثانية .. والذى كانت لأجهزة المخابرات الفضل الأول ان لم يكن الوحيد فى انهائها لصالح الحلفاء ..

    أسند الرئيس جمال عبد الناصر الأمر اى زكريا محيي الدين وعلى صبري .. ليخرج الى الوجود جهاز المخابرات المصري .. ولكنه ولأنه جهاز ما زال يبحث عن هوية الاحتراف .. لذا تكلف انشاؤه من الجهد والوقت ما يفوق التصور فى وسط أجهزة معادية عملاقة كالموساد الذى تأسس قبل اعلان دولة اسرائيل أساسا وكان رجاله وضباطه من المحترفين الذين خاضوا غمار الحرب العالمية الثانية واكتسبوا الخبرة الطاغية التى افتقد اليها المصريون ..

    لكن .. ولأن المقاتل المصري بطبعه كاره للهزيمة والاستسلام ولا يعرف معنى المستحيل .. تمكن الرعيل الأول من الضباط الذين كونوا لبنة الجهاز الأولى من جمع الكثير من المراجع وكتابات الخبراء وعكفوا بصبر مدهش على دراستها واستخلاص ذلك العلم الغزير نحتا فى الصخر ..

    وكان هذا الرعيل .. عدد من ضباط القوات المسلحة الشبان من من يمتلكون شجاعة وجسارة المقاتلين مع الذكاء الفطرى ..

    ومنهم على سبيل المثال .. فتحى الديب .. وعبد المحسن فائق .. وحسن بلبل .. وعبد العزيز الطورى .. وصلاح نصر وبطلنا .. البكباشي " المقدم " فى ذلك الوقت .. محمد نسيم الفهد الأسمر ..

    كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال ..
    كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه ..

    وعندما تولى اللواء صلاح محمد نصر الشهير بصلاح نصر رياسة جهاز المخابرات العامة كان محمد نسيم أحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل به مباشرة فى عدد من العمليات فائقة الحساسية وما أكثرها فى ذلك الوقت ..

    وفى بداية الستينيات كان جهاز المخابرات العامة مكتمل البناء .. وخاض العديد من العمليات العملاقة فى تاريخه ضد المخابرات الاسرائيلية والأمريكية .. وللحق ..
    فان انشاء الجهاز على صورته تلك .. كان لجهود رجاله وادارة صلاح نصر رئيس الجهاز على الرغم من انحرافه فيما بعد نتيجة للسلطة المطلقة التى تمتع بها فى ظل حماية المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش المصري وبطل فضيحة النكسة المريرة ..

    وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه .. اعادة تأهيل العميل المصري الأشهر " رفعت الجمال " الشهير باسم " رأفت الهجان "

    كان رفعت الجمال قد سافرالى اسرائيل فى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء " عبد المحسن فائق " المعروف باسم " محسن ممتاز فى المسلسل الشهير الذى حكى قصتة .. ومنذ أن تم زرعه فى اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا الا المعلومات التى أرسلها فى حرب العدوان الثلاثي .. وللحق فلم يكن هذا تقصيرا من رفعت الجمال .. أو معلمه عبد المحسن فائق .. بل كانت الظروف أقوى منهما لضعف الامكانيات التدريبية التى تلاقاها رفعت وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا فى ذلك الوقت ..

    وعلم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التى أمضاها رفعت فى اسرائيل فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فذ يتمكن أولا من السيطرة على رفعت الجمال صاحب الشخصية شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذى تركه اللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه .. وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريب والعمل ..

    وكان ضابط الحالة الذى تولى عملية الجمال هو عبد العزيز الطورى الشهير باسم " عزيز الجبالى " .. وبعد دراسة عميقة لشخصية رفعت .. ومع استحالة عودة اللواء عبد المحسن فائق من مقر عمله فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت .. لم يجد عبد العزيز الطورى الا قلب الأسد محمد نسيم المعروف بصرامته وشخصيته القوية ونبوغه الفائق وهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق ..

    وتم اللقاء بين قلب الأسد وبين رفعت .. ولم تمض ساعات على لقائهما الا وكان محمد نسيم وهو بالمناسبة الشهير باسم " نديم هاشم " فى مسلسل " رأفت الهجان .. وقام بدورة باقتدار بالغ الفنان المصري نبيل الحلفاوى فى واحد من أعظم أدواره على الاطلاق لا سيما وأن نبيل الحلفاوى كان يشبه اللواء محمد نسيم فى الشكل والأداء الى درجة مذهلة ..

    لم تمض ساعات على اللقاء بين العملاقين رفعت ونسيم .. الا وكان نسيم قد ألقي بغياهب شخصيته الفريدة فى وجه المتمرد النابغة رفعت الجمال ..

    وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود . كيفية التقدم المدهش هم فى مجال الأمن .. وكان فى أمس الحاجة الى من يريه تفوق بلاده .. وقد كان .. تمكن نسيم عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذى أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما ..

    وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق ..

    خرج رفعت الجمال فى مستوى ضابط حالة وهو المستوى الأعلى لأى عميل مدنى فى نظم المخابرات .. ووقع تحت الاشراف المباشر لعبد العزيز الطورى وللتدريب على يد محمد نسيم لتكتسب مصر كما رهيبا من المعلومات باغة السرية التى أرسلها رفعت لا سيما بعد تمكنه من بسط علاقاته ونفوذه فى مجتمع تل أبيب بتعليمات نسيم عبر شركة " سي تورز " والمعروفة باسم " ماجى تورز "

    وفى قلب تل أبيب واصل نجم المجتمع الاسرائيلي " جاك بيتون " وهو الاسم المستعار
    لرفعت الجمال وهو الاسم الذى عرف فى المسلسل بـ " دافيد شارل سمحون " .. وبلغت علاقاته حدا جعله صديقا شخصيا للجنرال موشي ديان وجولدا مائير رئيسة الوزارة الشهيرة ..

    كل هذا بفضل نبوغ رفعت الشخصي .. وبراعة معلمه الفذ " محمد نسيم " .. ومن قبل هذا وذاك النصرة الالهية لأناس نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم


    الصدمة ..

    كانت نكسة 67 .. مدمرة فى آثارها الى حد رهيب على العالم العربي أجمع ..
    الا أنها كانت ذات تأثير صاعق على الأسود الرابضة فى عرين المخابرات العامة المصرية الكائن فى حى حدائق القبة بالقاهرة الواقع خلف قصر القبة الشهير ..
    ولكى تتأملوا الأثر وتقدروه ..

    يكفي أن تعلموا أن مصر كلها ذاقت الهزيمة الا هذا الجهاز كان هو المنتصر على أى مقياس منطقي ..

    فقد تكفل رجاله ونجومه وعلى رأسهم رفعت الجمال بمعرفة كل التفاصيل الدقيقة والخرائط لخطة الحرب العسكرية فى 67 .. وقاموا بارسالها الى قيادتهم السياسية المغيبة .. ليفاجئ الأبطال بالنكسة وهم الذين كادوا يعطون قياداتهم أسماء الجنود والقادة من العدو اسما اسما لو طلبوا اليهم ذلك ..

    ولكن لعوامل كثيرة .. ليس هذا مكانها وقعت الواقعة وانهزمت مصر هزيمة ساحقة كادت تعبر بها حافة اليأس لولا توفيق الله والارادة الفولاذية التى قدت من الصخر ..

    وبدأت معارك الاستنزاف .. وتزلزلت القوات الاسرائيلية بكم العمليات الصادمة التى انتقت عيون أسلحة ورجال العدو مع المعلومات الغزيرة التى تولاها الرجال فى المخابرات العامة .. وذلك بعد تطهير الجهاز من قياداته المنحرفة ..

    وتولى محمد نسيم وأمين هويدى مسئولية اعادة الأمور الى نصابها فى جهاز المخابرات العامة عقب النكسة ..

    وأرسل عبد الناصر الذى كاد الندم يقتله .. الى محمد نسيم .. وتواعدا بالحديث وتقاسما الهم سويا ليتذكر عبد الناصر مدى قدرة الأسد الرابض أمامه وذكره باحدى عملياته التى لاقت شهرة واسعة على الرغم من سرية أعمال المخابرات فى العادة ..

    عملية عبد الحميد السراج ..ولكن ما هى تفاصيل تلك العملية ..


    عملية عبد الحميد السراج ..


    على عبد الحميد السراج .. ضابط جيش سورى .. معروف جدا .. فهو أحد الضباط الوطنيين النوابغ فى سوريا والذى نأى بنفسه عن كم الانقلابات الرهيبة التى تتابعت فى سوريا على يد حسنى الزعيم .. وأدب الشيشيكلى .. وسامى الحناوى .. ومصطفي حمدون .. وغيرهم من نجوم انقلابات سوريا العسكرية فى الفترة التى أعقبت التحرير على يد شكرى القويتلى ..

    وبدأ ظهور عبد الحميد السراج عقب التزامه بالخط الوطنى .. قبيل الوحدة مع سوريا .. ولمع اسمه فى مصر عند عبد الناصر نفسه عقب قيامه باسداء جميل العمر الى مصر كلها .. وهو الجميل الذى لم تنسه له مصر وقيادتها ..

    فعبد الحميد السراج هو رجل المخابرات العسكرية السورى الذى تولى تدمير خطوط أنابيب البترول الممتدة من العراق عبر سوريا الى سواحل البحر المتوسط لتصب فى الناقلات البريطانية لتغذية احتياجات بريطانيا من البترول ... وكانت هذه العملية أثناء تعرض مصر للعدوان الثلاثي .. ليصبح تدمير خطوط أنابيب البترول الشعرة التى قصمت ظهر البعير وكان البعير هنا هو أنتونى ايدن رئيس الحكومة البريطانية والذى قدم استقالته عقب فشل عدوان السويس عام 56 ..

    وكان طبيعيا مع بدء الوحدة المصرية السورية عام 1959م .. أن يلمع نجم عبد الحميد السراج أكثر وأكثر فتدرج فى السلطة حتى ولاه عبد الناصر نيابة القسم الشمالى وهو سوريا ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية السورية ومع العلاقة الوثيقة التى جمعته بعبد الناصر خاصة بعد عملية أنابيب البترول وأيضا كشفه للمؤامرة التى استهدفت حياة عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا عقب الوحدة ..

    من هذا كله تمكن عبد الحميد السراج من السيطرة ليس فقط على الأمن الداخلى كوزير للداخلية فى الاقليم الشمالى وتولى نيابة الرياسة بل سيطر أيضا على المخابرات وأجهزة الاقتصاد والتنظيم السياسي الوحيد وهو الاتحاد الاشتراكى ليصبح عبد الحميد السراج أقوى رجل فى سوريا بأكملها ..

    ولأن السلطة المطلقة مفسدة فى كل الأحوال .. فقد تغلبت أجواء السلطة على نقاء السراج .. لتتدهور الأمر أكثر وأكثر خاصة بعد فشل الوحدة المصرية السورية عام 1961 م .. وأتت نهاية عبد الحميد السراج على يد الانقلاب الذى أطاح به من قمة الحكم السورى .. عندما غفل عن ضابط الجيش السورى ومدير مكتب عبد الحكيم عامر الذى كان يتولى الرياسة فى الاقليم الشمالى للوحدة وكان هذا الضابط هو عبد الكريم النحلاوى .. والذى استهان به السراج فتمكن النحلاوى من قيادة تنظيم سري فى الجيشش ضده وأطاح به وطرد عبد الحكيم عامر من سوريا فى فضيحة مدوية .. ليتم اعتقال السراج فى أبشع المعتقلات السورية وهو " سجن المزة "
    وكان وقع الصدمة مدمرا على عبد الناصر ..

    الا أنه سلم بالأمر الواقع ونفض موضوع الوحدة مؤقتا وألقي بصره على مصير السراج المظلم فى أيدى خصومه المتعدديبن ..

    فالسراج كان له أعداء فى القوات المسلحة السورية وهى منفذة الانقلاب عليه ..
    وله عداوات رهيبة فى لبنان نتيجة لتدخله فى الشأن اللبنانى عندما اقتضت الظروف ذلك
    وله عداء قديم وثأر رهيب عند أصحاب مؤامرة اغتيال عبد الناصر ..

    اضافة الى عداء تقليدى من الموساد والمخابرات الأمريكية ورجالهما بلبنان ..

    فلك عزيزى القارئ أن تتخيل كيفية المصيدة التى وقع فيها السراج .. ولك أن تتخيل أكثر .. كيف يمكن تحقيق المستحيل وانقاذه منها ..

    أرسل عبد الناصر الى محمد نسيم وكلفه بانقاذ السراج مهما كان الثمن ..

    وكلمة مهما كان الثمن فى عرف العمل المخابراتى تعنى أنه لا مستحيل ..

    وسافر نسيم منفردا الى لبنان لهذا الغرض .. وفى تلك اللحظة كان السراج يهرب من سجن المزة الرهيب بمعاونة عدد من ضباط الجيش الذين كانوا لا يزالون على ولائهم للسراج .. وانتقل فيما يشبه المعجزة وعبر رحلة شاقة ووعرة الى لبنان ليلقي خبر هروبه قد سبقه الى لبنان وعشرات الذئاب الجائعة فى انتظاره ..

    وكشف الموساد وجود نسيم فى لبنان .. وكذلك كشفه اللبنانيون .. وغيرهم ..

    وتعرض فى تلك المهمة فقط لتسع محاولات اغتيال نجا منها جميعا كان آخرها عن طريق وضع قنبلة فى أنبوب العادم بسيارته وكانت تلك المحاولة غير قابلة للفشل لأن تلغيم السيارات كان من المعروف أنه يكون عن طريق تلغيم المقعد أو المحرك أو جسم السيارة السفلى ..

    أما وضع القنبلة فى أنبوب العادم فهو الابتكار غير قابل للكشف .. ومع ذلك فقد اكتشفها نسيم .. وفشلت المحاولة .. بل ونجح فى الخروج بالسراج من لبنان الى مصر وللأسف الشديد فكيفية الخروج ما زالت قيد السرية الى يومنا هذا ..
    ونال السراج مكانه فى مصر آمنا مطمئنا ..

    تذكر عبد الناصر قصة هذه العملية وهو يتحدث الى نسيم .. وكان نسيم يتساءل عن سبب استدعائه ليقول له عبد الناصر أنه رقد طريح الفراش بعد اعلان اسرائيل عن بدء عمليات التنقيب عن البترول فى سيناء فى اشارة واضحة الى أن سيناء قد أصبحت اسرائيلية لتذل القيادة المصرية ..

    وبرقت عينا نسيم غضبا .. وعاجله عبد الناصر وهو يقول له فى مرارة .. " الحفار يا نسيم " ..

    فنهض نسيم واقفا .. وقال له فى حزم " أمرك يا سيادة الرئيس " ..
    وبدأت عملية الحج ..




    عملية الحج :الحفار كيتنج"



    كانت واقعة نية اسرائيل التنقيب عن البترول فى سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية .. وقد بعثت الى احدى الشركات الكندية لاستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لاستخدامه فى التنقيب وهو الحفار " كينتج " ..

    وقد خططت اسرائيل بدقة لهذه العملية .. وقامت عمدا باستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى .. لكى تعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند اقترابه من البحر الأحمر .. لأن مصر اذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها استعدت عليها ثلاث دول كبري على الأقل ..

    ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة لن تترك الحفار .. فقد احتاطت للأمر وقامت بتأمين الخطوط الملاحية للحفار القادم عبر المحيط الأطلنطى الى رأس الرجاء الصالح ثم البحر الأحمر .. وقامت بانتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة .. كما جند الموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأمريكية لمصاحبة الرحلة وحماية الحفار ..

    لكن من قال ان المصريين يعرفون المستحيل ..

    شكل محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية .. لتبدأ عمليه الحج .. وكان سبب تسميتها مزامنه أحداثها لموسم الحج
    وقام محمد نسيم بتجنيد عملاء المخابرات العامة فى الدول التى سيمر الحفار عبر سواحلها وأعطى أوامر بضرورة التفرغ لهذه العملية .. وقام باستقدام فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية .. حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير فى قلب البريمة الرئيسية للحفار لابطال مفعوله ..
    وبدأت لعبة القط والفأر بين نسيم ورجال الموساد ..

    وهناك .. فى أبيدجان الميناء الشهير لدولة ساحل العاج .. كان الحفار قد ألقي مراسيه بأمان للراحة .. وعلى الفور وبناء على الاستنتاجات المسبقة بعقله الفذ الذى أدرك أن أبيدجان هى الميناء المثالى الذى سيرسو عنده الحفار .. قام بحمل المتفجرات بنفسه ودار بها عبر أوربا وساحل افريقيا الشمالى وحط رحاله فى أبيدجان ولا أحد يعرف كيف تمكن من عبور مطارات خمس أو ست دول وهو يحمل هذه المتفجرات ..

    وكان فريق العمل أبطال البحرية قد سلك طريقا مماثلا عبر عدة عواصم أوربية حتى أبيدجان .. وفى فجر يوم العملية وصل الفوج الأول من الضفادع البشرية .. وبينما الكل فى انتظار الفوج الثانى علم محمد نسيم من مصادره فى أبيدجان أن الحفار فى طريقه لمغادرة ساحل العاج صباح اليوم التالى .. ليطير عقل محمد نسيم .. ويتخذ قراره بتنفيذ العملية بنصف الفريق فحسب .. وكان الحل السريع أن يكتفي نسيم بزرع المتفجرات تحت البريمة الرئيسية وأحد الأعمدة فحسب بديلا عن الخطة الرئيسية بتفجير البريمة والأعمدة الثلاثة

    وفى الفجر .. تسلل الأبطال تحت اشراف نسيم الى موقع الحفار وخلال ساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها .. ومضبوطة التوقيت على السابعة صباحا .. وخلال هذه الفترة أشرف نسيم بسرعة فائقة على سفر مجموعة العمل خارج ساحل العاج واستقبال المجموعة التى كان مقررا وصولها فى الصباح لتحط فى أبيدجان بطريقة الترانزيت وتكمل رحلتها خارج أبيدجان ..

    وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية .. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل .. حتى التقا عقربا الساعة عند السابعة صباحا ليتعالى دوى الانفجارات من قلب البحر .. ويصبح الحفار أثرا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان ..

    لكنه كان كالموسيقي الكلاسيكية فى أذنى نسيم ...

    والذى تأمل الحفار المحطم .. لترتسم ابتسامة نصر مشرقة ومألوفة على الوجه الأسمر الصارم ..

    وبعدها توجه نسيم الى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافا الى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب " مبروك الحج "

    هذا هو محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " والذى كتب قصته الأديب الراحل صالح مرسي وأخرجه المخرج يحيي العلمى .. لتنفجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج
    اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظروا حتى مجرد كلمة شكر ..

    أسود المخابرات العامة المصرية الأفذاذ .. العاملون فى صمت .. النائمون فى قلب الخطر .. رواد العظمة ..

    ونجمهم رجل المستحيل محمد نسيم الذى اتخذ دوره الى جوار زملائه فى حرب أكتوبر ليتمكن جهاز المخابرات العامة من احاطة ترتيبات الحرب بالسرية الكاملة حتى ساعة الصفر القاتلة للعدو ..

    لتخرج المراجع العالمية معترفة بانتصار المخابرات العامة المصرية على جهاز المخابرات الأمريكى والسوفياتى والاسرائيلي والبريطانى ..





    عندما يترجل الفارس



    ومع بداية الثمانينيات .. وبعد عشرات العمليات الناجحة وشهرة واسعة .. نالها الفهد الأسمر المصري اللواء محمد نسيم .. اعتزل البطل العمل السري ليخرج من جهاز المخابرات الى وظيفة مدنية كوكيل لوزارة السياحة المصرية ..
    وفى عام 1998م ..

    أسلم الفارس البطل .. روحه وجاد بأنفاسه الأخيرة بعد رحلة مثمرة فى محراب البطولة تتوارى الى جوارها صفحات التاريخ خجلا ..

    وتقدم جنازة البطل كبار رجال الدولة .. والعامة فى ميدان التحريرالذى يقع فيه مسجد عمر مكرم الذى خرج منه جثمان البطل ..

    وتساءل العامة فى فضول .. وهم يلقون نظرة على اللافته التى يحملها الجنود فى مقدمة الجنازة وتحمل اسم البطل

    ترى من يكون محمد نسيم







     

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة د. يحي الشاعر ; 6th July 2009 الساعة 02:14 PM
     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 671 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 2100 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 1102 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 522 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 464 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 6th July 2009, 02:00 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر







    تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق


    قبل لأن أتطرق إلي دور محمد نسيم وعملية "رأفت الهجان" المشهورة .... أود أن نتذكر موضوع عبدالحميد السراج ، وكبف أن أول خطوات الأنقلاب السوري علي الوحدة ، كان القبض علي عبدالحميد السراج والزج به في السجن

    وصل الخوف عليه حدا كبيرا ، وخشيت مصر أن ينتقم منه ضباط الأنقلاب السوري ويقومون "بإعدامه" كرد فعل وتعبيرا عن "المراهية" التي تلت فترة الأنقلاب .... ونتذكر ماجدث للعديد من المصريين فور الأنقلاب

    وتقرر ... "تهريبه من زنزانة السجن في دمشق "

    ولقد قام محمد نسيم رحمه الله بتولي مسئولية العديد من الخطوات الهامة التي "عاصرتهم في بيروت" وأدت في النهاية إلي تهريب السراج





    د. يحي الشاعر

    اقتباس



    اقتباس:


    .• كيف حصل لقاء الخيمة في آذار 1959؟

    تأسس لقاء الخيمة قبل انتخاب الرئيس شهاب، تأسس بناءً على نظرية قادها جمال عبد الناصر وتمسّك بها حتى رحل، وهي ارفعوا أيديكم عن لبنان. قالها للمرة الأولى عندما كنا معه في دمشق أيام الوحدة، على أثر حادثة لم أعد أتذكرها وتتعلق بكمال جنبلاط، في خصوص مشكلة ناشبة بينه وبين كميل شمعون، وكان مع جنبلاط الأفندي (رشيد كرامي). ويبدو أن المكتب الثاني السوري بقيادة عبد الحميد السراج أراد أن يتدخل على طريقة إخواننا السوريين بشيء من العنف الذي ليس من تقاليدنا المصرية، نحن نحبّذ الجدّية على العنف. ويبدو أن هذه هي طبيعة عمل الاستخبارات السورية بتوسّل العنف بلا ذكاء، وأرجو أن يؤخذ وصفي هذا بحسن نية، وهذا ما كان يحصل في ذلك الوقت وقبل ذلك الوقت، فأطلق الرئيس عبد الناصر عبارته: ارفعوا أيديكم عن لبنان، كان يقول لبنان هو لبنان، ويجب أن يظل هكذا.

    • كيف أعد لاجتماع الخيمة؟

    لمّا انتخب الرئيس شهاب تأكّد أن الجمهورية العربية المتحدة بقيادة جمال عبد الناصر شقيقة، وأسلوبها جديد وتحقّق مصالح لبنان الذاتية قبل أن تحقّق مصالحها العربية، كذلك مصالحها العربية، كنا نعرف أن لبنان هو نافذة العالم الغربي على العالم العربي، ونافذة العالم العربي على العالم الخارجي، وكان ذلك اقتناع عبد الناصر، الأمر الذي أرسى علاقة قوية بينه وبين الصحافة اللبنانية، كان يقرأ كل الجرائد والمجلات اللبنانية وعددها 102، تصل إليه يومياً من بيروت إلى القاهرة في طائرة خاصة تحط الساعة الأولى فجراً في بيروت لتحملها إلى الرئيس، واستمر هذا التقليد منذ العدوان الثلاثي عام 1956، وكان الصحافيون اللبنانيون يقصدون القاهرة كسعيد فريحة وميشال أبو جودة وغسان تويني وبديع سربيه وسليم اللوزي وكثيرين آخرين.

    كانت علاقة الريّس بالصحافة اللبنانية والصحافيين اللبنانيين قوية. في اجتماع الخيمة كان هناك نوع من التلاقي، لم يكن من طرف واحد فحسب، كل واحد قال في نفسه أن لا مبرر له لعدم التعاون مع الآخر يداً واحدة وجبهة واحدة للأمة العربية ضدّ الخارج، كان الريّس يرى أن الصحافة والسياسة تكمل إحداهما الأخرى، وكما أن الصحافة اللبنانية نافذة لبنان على الخارج، ونافذة الخارج على الداخل العربي، فإن في وسع السياسة اللبنانية أن تكون كذلك.

    حصلت اتصالات بعيدة عن الأضواء كان لعبد الحميد السراج دور فيها ولرئيس المكتب الثاني اللبناني انطون سعد. جمعت بين الرجلين علاقة طيبة ساعدت على تحقيق ذلك، وأنا كنت قد اجتمعت بأنطون سعد أكثر من مرة وأدركت كفاءيه على رأس الجهاز اللبناني ولم يكن أرعن. كان هناك دور لأحمد الحاج أيضاً.

    • لماذا وافق الرئيس عبد الناصر على الاجتماع بالرئيس شهاب في خيمة نصفها في لبنان ونصفها في سوريا؟

    لم تكن لذلك قصة، بل المسألة بسيطة للغاية، كان الاجتماع في خيمة أشبه بنوع من الكبرياء غير الحقيقية، أي من نوع لماذا تذهب مصر أو الجمهورية العربية المتحدة إلى لبنان، ولماذا يرضخ لبنان للذهاب إلى دمشق، قيل الكثير في ذلك، إن أحدهما يرضخ للآخر، جمال عبد الناصر للبنان أو لبنان لسوريا، وهكذا كان السجال حول المفهوم الحقيقي لكلمة رضوخ.


    • تقبّل الرئيس عبد الناصر الفكرة بسهولة؟

    جداً، بل قال: ما يريده الرئيس شهاب أنا جاهز للقيام به. كل ما يريحه ويجعله مطمئناً سأنفّذه له. قالها لنا في اجتماع في مكتب الريّس، كنا نناقش معه الاجتماع قبل ساعات من انعقاده على الحدود اللبنانية السورية، ونحن نعدّ الترتيبات اللازمة لذلك، طبعاً شملت الاتصالات القادة اللبنانيين الآخرين.


    • لماذا، مع أن اجتماعات قادة الدول تدوّن في محاضر رسمية أمانة للتاريخ؟

    بحسب ما فهمت لاحقاً من كلامي مع الرئيس عبد الناصر أن الرئيسين لم يشأ أحدهما أن يعطي الآخر صورة رسمية وبروتوكولية للقاء، أي أن يكون عفوياً بين شقيقين يفتحان صفحة جديدة من العلاقات الدولية والعربية على نحو مختلف يكون مثلاً يُحتذى به الآخرون.


    كما أن اللقاء في ذاته كان مجاملة، لم يكن هناك ما ينبغي تصفيته، قلب الرئيسان الصفحة القديمة لعلاقة البلدين وقررا فتح صفحة جديدة بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة، وقال الريّس للرئيس شهاب إن الجمهورية العربية المتحدة في تصرفه في كل ما يريد ويقرر، وبحسب ما علمت من الرئيس عبد الناصر أنه قال للرئيس شهاب: أرجو أن لا نضمر أي شيء في صدرنا للغد ونخفيه بعضنا عن بعض إذا حدث أمر ما، قبل أن تفكر في أننا فعلنا أو تعمدنا أو أننا مسؤولون عنه أم لا، أن تحيطني علماً بالأمر فوراً لمنع أي اجتهادات أو التباسات في الموضوع، لي في دمشق عبد الحميد (السراج) وفي بيروت عبد الحميد (غالب) وفي القاهرة سامي (شرف) سمّ لي مندوبين من عندكم.





    25 آذار 1959: لقاء الخيمة بين الرئيسين شهاب وعبد الناصر
    ويري فى الخلف من اليمين عبد الحميد غالب وأكرم حوراني، ومن اليسار عبد الحميد السرّاج

    هل طمأن دور اللواء شهاب في «ثورة 1958» الرئيس عبد الناصر إلى التعاون معه؟

    بالتأكيد، طبعاً الرئيس عبد الناصر حذّرني مرة واحدة ولم يكرّرها، إياكم، إياكم، إياكم أن يقوم أحد منكم بعمل في لبنان يضر بفؤاد شهاب أو يؤذيه في شعوره وفي موقعه كرئيس للبنان، حظّر علينا القيام بأي نشاط أو اتصال بأحد ما أو عمل أمني يزعج الرئيس شهاب. قال ذلك في وقت لاحق على اجتماع الخيمة، كان مصراً على أن لا يتم أي عمل في لبنان، إلا بعلم الرئيس شهاب وموافقته الشخصية




    السفير المصرى فى بيروت اللواء عبدالحميد غالب (فى الوسط) وعلى يساره كمال رفعت
    (مدير المخابرات العامة) وأمامهما بالنظارة سامى شرف



    تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق

    سأعطيك مثلاً على حادث مشهور ومشهود له بتعاون الرئيسين هو تهريب عبد الحميد السراج من سجنه في دمشق، أسهم في تحقيق هذا العمل أكثر من طرف، هناك دور أردني من خلال نذير رشيد مدير المخابرات لا الحكومة الأردنية، وكان دوراً محدداً، وهناك دور فؤاد شهاب وكمال جنبلاط وشبلي العريان.

    كان الغطاء السياسي والأمني الرئيسي من الرئيس شهاب عبر أجهزته وخصوصاً المكتب الثاني اللبناني من خلال سامي الخطيب، جهّز كمال جنبلاط الجمال والرجال في انتظار وصول عبد الحميد السراج جرود الحدود السورية اللبنانية، فركب الجمل وعبر الحدود، حتى وصل إلى دير العشائر حيث استقبله شبلي العريان وهو دليلنا في تلك المنطقة، ومضى به إلى المختارة وأمضى فيها ليلة.

    في اليوم التالي غادر المختارة إلى بيروت، ساعدنا داخل سوريا منصور الرواشدة وهو العسكري الذي كان مكلفاً حراسة عبد الحميد السراج، وكان السراج قد جنّده سابقاً، فاتصل بنا الرواشدة وأبدى الاستعداد للتعاون، نحن تسلّمنا عبد الحميد عند الحدود السورية اللبنانية، من المختارة إلى بيت محمد نسيم الموظف في السفارة المصرية في بيروت في الروشة، ومنه إلى سيارة جيب أنا وسامي الخطيب الذي قادها، جلست وسامي في المقعدين الأماميين وعبد الحميد السراج ومحمد المصري وهو مساعدي للشؤون العربية في مكتب رئيس الجمهورية ومنصور الرواشدة في المقعد الخلفي، وكنا نرتدي بزّتَي الجيش اللبناني، ولا أزال أحتفظ بالبزة في خزانتي هنا في القاهرة، وقبل وصولنا إلى المطار أوجد المكتب الثاني فتحة في جدار سوره وكانت تنتظرنا الطائرة الخاصة التي تأتي فجراً إلى بيروت لنقل الصحف اللبنانية إلى الرئيس عبد الناصر، وكان قد تذرّع قائدها بعطل لتأخير إقلاعها إلى حين وصولنا، وأعلم برج المراقبة بالأمر وسط سرية كاملة لعملنا الأمني هذا، إلى أن وصلنا واخترقنا المدرج حتى مكان مرابضة الطائرة وأنجزنا مهمة التهريب والذهاب بعبد الحميد السراج إلى القاهرة.


    اقتباس





    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th July 2009, 02:02 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر







    المخابرات العامة والقوات البحرية وحرب الاستنزاف
    (عملية تدمير الحفار "كينتنج") في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، في 8 مارس 1970

    اقتباس:
    اقتباس
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحى الشاعر
    4. عملية تدمير الحفار "كينتنج" في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، في 8 مارس 1970


    القوات البحرية والمخابرات العامة وحرب الاستنزاف (عملية تدمير الحفار "كينتنج") في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، في 8 مارس 1970

    بعد احتلال إسرائيل لسيناء، بدأت في نهب ثرواتها الطبيعية، وأهمها البترول. ومن أجل ذلك اشترت حفاراً بحرياً من كندا، لاستخدامه في البحث والتنقيب عن البترول في مياه خليج السويس. وفي شهر فبراير 1970، صدرت الأوامر إلى قيادة القوات البحرية، لمنع وصول هذا الحفار إلى منطقة خليج السويس، وأن يتم تدميره قبل دخوله حقل البترول المصري "مرجان"، في خليج السويس.

    شرعت القوات على الفور في جمع المعلومات المتيسرة عن الحفار، من خلال المخابرات العامة. فاتضح أن الحفار قد وصل فعلاً إلى ميناء داكار بالسنغال على الساحل الغربي لأفريقيا، وسيمكث هناك حوالي ثلاثة أسابيع، لإجراء بعض الإصلاحات.

    استدعى قائد القوات البحرية، قائد المجموعة المسند إليها تنفيذ المهمة، وأخطره بالمهمة المنتظرة. وبدأت الخطة بعمل رسم تفصيلي للحفار. وتلخصت الخطة في تقسيم قوة الهجوم، المكونة من سبعة أفراد، إلى مجموعتين، مجموعة مكونة من أربعة أفراد تتوجه إلى باريس، ومجموعة ثانية مكونة من ثلاثة أفراد تتوجه إلى زيورخ، ثم من باريس وزيورخ يحصل كل منهم على تأشيرة دخول إلى السنغال، ثم يتوجهون، بعد ذلك، بطريقة فردية إلى داكار.

    وتقرر أن تتم العملية في الليلة التالية. وعند الظهر في اليوم التالي، وبينما كان قائد المجموعة يعد الألغام والمعدات، ويقوم بتلقين الأفراد، علم بخروج الحفار من ميناء داكار مقطوراً بوساطة قاطرة هولندية، إلى جهة غير معلومة. فتأجلت العملية لحين الحصول على معلومات جديدة، وتقرر عودة الأفراد إلى القاهرة، عن طريق زيورخ.

    ونشطت أجهزة المخابرات، في تجميع المعلومات عن الحفّار. وبعد عشرة أيام جاءت المعلومات تفيد، أن الحفار لجأ إلى ميناء أبيدجان، في ساحل العاج. وفي اليوم التالي كان الأفراد بمعداتهم وألغامهم في القاهرة، استعداداً للسفر إلى الميناء الجديد وبالأسلوب السابق، وبعد وصول المجموعة إلى أبيدجان، تقرر أن تتم العملية مساء السابع من مارس، ويوافق ليلة الأحد التي يحتفل فيها الأهالي حتى الصباح. وبعد الاستطلاع الدقيق للميناء، تم وضع الخطة التفصيلية لتنفيذ الهجوم على الحفار. وفي منتصف الليل تماماً، بدأ في تجهيز الألغام وتعميرها وضبطها، على أن تنفجر بعد ثلاث ساعات، من نزع تيلة الأمان. كما جرى تجهيز المعدات وأجهزة الغطس. وأستقل أفراد المجموعة سيارة أجرة، أوصلتهم في الرابعة صباحاً إلى منطقة العملية. وغادر الأفراد الشاطيء، واتخذوا خط السير في اتجاه الحفار، حيث وصلوا إليه في الساعة الخامسة. وثبتوا الألغام الأربعة، وعادوا إلى الشاطيء الساعة الخامسة وعشر دقائق.

    بعد فترة قصيرة من الراحة، توجهت مجموعة الضفادع إلى الفندق، فجمعوا ما كان لهم من متاع، ثم توجهوا مباشرة إلى المطار، الذي وصلوا إليه في الساعة الثامنة، وهو توقيت انفجار الألغام. وأقلعت الطائرة إلى باريس في الساعة العاشرة والنصف صباحاً. وقبل إقلاع الطائرة من أبيدجان، علم الفريق أن الألغام الأربعة، انفجرت في الحفار، فيما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف.

    5. إغراق سفينة أبحاث في رأس بيرون (شكل 13)، شمال البردويل (13 ـ 14 مايو 1970)
    في ليلة 13 ـ 14 مايو 1970، تمكنت البحرية المصرية من إغراق سفينة أبحاث تعمل لمصلحة إسرائيل، أمام منطقة راس بيرون في شمالي البردويل (بالبحر المتوسط)، بواسطة زوارق الصواريخ المصرية.


    الجداول

    (الجدول الرقم 1)
    الأعمال الإيجابية الناجحة (بالقوات) في الفترة من يونيه 1967 حتى 8 أغسطس 1970

    (الجدول الرقم 2)
    تدرج أنشطة القتال البرية المصرية في الشدة شهريا ومعدلاتها اليومية
    خلال عام 1969 (مرحلة حرب الاستنزاف)

    (الجدول الرقم 3)
    أنواع أنشطة القتال البرية المصرية ونسبتها المئوية إلى المجموع الكلي
    في الفترة من يونيه 1967 حتى 8 أغسطس 1970

    (الجدول الرقم 4)
    أنشطة جبهات الطوق خلال مرحلة الاستنزاف
    في الفترة من يونيه 1967 حتى 8 أغسطس 1970

    يحى الشاعر








    د. يحى الشاعر


    اقتباس



    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد


    نهاية عام 1969 … وفي ذروة الصراع العربي الإسرائيلي وبعد عامين من نكسة 1967، أعلنت إسرائيل عن عزمها علي التنقيب عن البترول في سيناء، وقامت بالفعل باستئجار حفار أمريكي ليقوم بالتنقيب عن البترول في خليج السويس تحت سمع وأبصار المصريين وبدا واضحاً للجميع أن الغرض من شراء هذا الحفار اقتصاديا وسياسياً في ذات الوقت،، فإسرائيل كانت في حاجة بالفعل إلي البترول في تلك الأيام، بالإضافة لذلك فهذا الحفار سيدعم خططها في محاولات إذلال مصر وإظهارها أما العالم بمظهر العاجز عن حماية أرضه وموارده الطبيعية، والضغط علي مصر من ناحية أخري للتخلي عن دورها الريادي في مناصرة القضية الفلسطينية ووصلت المعلومات إلي المخابرات الحربية بوجود حفار بالفعل واسمه كينتنج 1 وأنه يعبر المحيط الأطلنطي في طريقه للساحل الغربي لأفريقيا ليتوقف في أحد موانيها للتزود بالوقود ثم اتخاذ طريقه إلي الجنوب ليدور حول القارة الأفريقية ويتجه إلي البحر الأحمر ثم إلي خليج السويس.

    وكان القرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتدمير الحفار قبل وصوله إلي خليج السويس أيا كان الثمن وبأية وسيلة. وكان لابد من التحرك الفوري لمعرفة الميناء الذي سيتجه إليها الحفار للعثور عليه وتدميره. وكانت المشكلة أن تدمير الحفار سيثير أزمات سياسية مع أكثر من دولة فالحفار قامت ببناؤه شركة إنجليزية، وتملكه شركة أمريكية، ومؤجر لإسرائيل، وتقوم بسحبه في مياه المحيط قاطرة هولندية والمفروض أن يتم تدميره في ميناء أفريقي !! أي أن إسرائيل خططت لكي يكون الحفار إنجليزي أمريكي هولندي إسرائيلي !! ولكن كان القرار قد اتخذ بالفعل وكان لابد من تدمير الحفار أياً كان الثمن.

    عملية تدمير الحفار كانت من أروع وأعظم العمليات التي تمت من خلال سيمفونية رائعة الجمال تم عزفها بتناغم وانسجام جميل بين كل من المخابرات العامة والمخابرات الحربية والقوات البحرية ووزارة الخارجية، عملية متكاملة أدي فيها كل شخص دوره علي أكمل وأجمل ما يكون.

    وبعد 28 عاماً كاملة نفتح ملفات عملية الحفار وقد يكون الاستماع إلي الأحداث أو قراءتها في كتبا أو مشاهدتها في فيلم شئ، ومعرفة البطل الحقيقي والاستماع منه إلي قصة بطولته وجهاً لوجه شئ آخر.

    ومع البطل الحقيقي .. قائد عملية الحفار كان هذا اللقاء ليتحدث البطل لأول مرة بعد 28 عاماً. وكانت البداية حينما عاد العقيد متقاعد أنور عطية قائد عملية تدمير الحفار الإسرائيلي كينتنج 1 بذاكرته 29 عاماً إلي الوراء وبالتحديد لنهاية عام 1969 وبدأ يحكي


    اقتباس

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد
    في البداية كيف تم اختيارك للقيام بالمهمة ؟؟

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد

    في نهاية عام 1969 كنت رائداً بالمخابرات الحربية ومسئولاً عن البحرية الإسرائيلية في فرع المعلومات في المخابرات الحربية، ووصلت لي معلومة أن إسرائيل قامت باستئجار حفار بترول من شركة أمريكية ليقوم بالتنقيب عن البترول المصري في خليج السويس وأن هذا الحفار يعبر المحيط الأطلنطي في طريقه إلي الساحل الغربي لأفريقيا وبدأت أتتبع أخبار هذا الحفار حتي علمت أنه قد رسا بميناء "دكار" بالسنغال وأن هذا الحفار تقوم بسحبه قاطرة هولندية، وعلي الفور أبلغت اللواء محرز .. مدير المخبرات الحربية وقتها والذي ابلغني بأن أذهب لإلقاء محاضرة عن الحفارات البحرية في هيئة الخدمة السرية بالمخابرات العامة وحينما ذهبت اكتشفت أنها لم تكن محاضرة ولكنه كان اجتماعاً علي أعلي درجة من السرية وكان يضم رئيس هيئة الخدمة السرية في المخابرات العامة ورئيس هيئة المعلومات والتقديرات وأحد ضباط المخابرات الحربية وكان متخصصاً في أعمال النسف والتدمير وبعد التعارف بدأ رئيس هيئة المعلومات والتقديرات في افتتاح الاجتماع وقال تقرر التعامل مع الحفار كينتنج 1 الموجود في دكار وسألني رئيس هيئة الخدمة السرية ما هي خطة المخابرات الحربية فقلت له إني غير جاهز بالخطة الآن وأن لي تحفظاً علي تدمير الحفار في هذا لوقت وهذا المكان (وكنا وقتها في شهر يناير 1970) وشرحت له وجهة نظري وهي أننا سنستكمل دفاعنا الجوي في شهر مارس عام 1970 وأننا حالياً غير قادرين علي استيعاب رد فعل إسرائيل للتصعيد البترولي كما أننا في غني عن استعداء دول أخري مثال السنغال وهولندا مالكة القاطرة. فقال لي رئيس هيئة المعلومات أن تدمير الحفار قد تقرر علي المستوي الأعلي ومطلوب خطة المخابرات الحربية لتدميره فرجعت لإدارتي وقابلت مدير المخابرات الحربية ورويت له ما حدث ووافقني علي ما قلته وبدأت بعدها في التخطيط لعملية التدمير.


    اقتباس
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد
    خمس خطط لتدمير الحفار :

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد

    ويستطر العقيد أنور عطية قائلاً : كان لابد من وضع عدد من الخطط لتدمير الحفار لكي نضمن نجاح العملية فإذا فشلت خطة انتقلنا للخطة التالية، وعند وضع الخطط كان الله معي في كل خطوة والخطط كانت تعتمد علي التعاون والتنسيق الكامل بين المخابرات الحربية والمخابرات العامة والضفادع البشرية ووزارة الخارجية.

    وكانت الخطة الأولي هي أن يتم اختيار مجموعة من الضفادع البشرية ونستعين بألغام قامت بتطويرها القوات البحرية المصرية بإضافة ساعة توقيت لها علي أن تسافر مجموعة التنفيذ تحت سواتر مختلفة وكل فرد فيها يسافر بصفة تختلف عن الآخر ونتسلل إلي الميناء الموجود به الحفار ونضع الألغام تحت جسم الحفار لتفجيره والخطة كانت تعتبر بدائية حداً وساذجة ولكنها هي التي نفذت.

    وقمت بوضع ثلاث خطط أخري بديلة للخطة الأولي في حالة فشلها. وكانت الخطة الثانية هي القيام باستدعاء أحد سفن الصيد المصرية من أعالي البحار وتضع عليها طاقم الضفادع البشرية والألغام ونتتبع الحفار لاسلكياً في المحيط وحينما ندخل أي ميناء ندخل ورائه ونلغمه وندمره.

    حفلة ماجنة في المحيط

    وكانت الخطة الثالثة هي أن نستأجر يخت في الميناء الموجود بها الحفار ونقيم حفلة ماجنة فوق اليخت وأثناء الحفلة ينزل أفراد الضفادع لتلغيم الحفار ثم نرحل باليخت. أما الخطة الرابعة فتقرر تنفيذها في حالة هروب الحفار منا وهي أن يتم ضرب الحفار بالمدافع في الآر - بي - جي عند دخوله البحر الأحمر وكان لدينا في الصاعقة البحرية والضفادع البشرية أفراد مدربين علي هذه المدافع تدريب عالي جداً وكان المقرر أن تُحمل المدافع علي قوارب الزود ياك.

    وأضاف رئيس هيئة المعلومات والتقديرات خطة خامسة وهي أن تخرج طائرة مصرية تتمركز في ميناء عدن ويتم ضرب الحفار بالطيران في حالة هروبه من كل المراحل السابقة.

    والمخابرات العامة المصرية في هذه العملية لعبت دوراً عظيماً لا يستطيع أي شخص أن ينكره، وفي كل مراحل العملية كان هذا الدور بارزا ولكني لم أكن أعلم بالطبع عن الخطوات التي قاموا بها إلا علي قدر حاجتي من المعرفة.

    وواجهتني في البداية مشكلة أني لم يكن لدي أي معلومة عن الحفارات البحرية ولم يكن لدنيا معلومات متوفرة عن هذه الحفارات وهيكلها وبناؤها فخطرت لي فكرة وقمت بتنفيذها علي الفور فارتديت الزي العسكري وذهبت إلي المهندس علي والي رئيس هيئة البترول في ذلك الوقت وقلت له إني مهندس بحري وأعد رسالة ماجستير عن بناء السفن وينقصني جزء خاص بالحفارات البحرية وليس لدي أي فكرة عنها.

    - سبحان الله

    كانت هذه هي الكلمة التي رددتها حينما حصلت علي كل المعلومات التي أريدها ليس عن الحفارات البحرية قط بل عن الحفار كينتنج 1 الذي ابحث عنه، والعجيب أن من أمدني بتلك المعلومات هو شخص "أمريكي الجنسية" **!! فقد اتصل المهندس علي والي وأنا أجلس معه بمديري شركة "إسو" للبترول بالقاهرة وكان أمريكي الجنسية وطلبت منه أن يساعدني فيما أطلبه وذهبت له بالفعل وأدخلني إلي مكتبته فوجدت كتاباً عن كل الحفارات الموجودة بجميع أنحاء العالم ومنها الحفار (كنيتنج 1) بمواصفاته ومقاساته وصورة وبالطبع مل يكن ذلك إلا توفيق من الله.

    وبدأت بعد ذلك في جمع المعلومات عن المناطق التي يتوقع أن يتواجد فيها الحفار، فتوجهت إلي مكتبة القوات البحرية بالإسكندرية وجمعت معلومات عن منطقة الساحل الأفريقي الغربي بأكمله بكل موانيه وجغرافيتها والتيارات البحرية فيها والأعماق وكل شئ حتي العملة السائدة واقتصادها. وبدأت في حساب الوقت الذي يمكن أن تستغرقه القاطرة والحفار حتي تصل لأقرب ميناء وقدرت أن القاطرة لن تسير بسرة أكثر من 1.8 كم في الساعة لأنها تسحب وراءها حفاراً ضخماً وكان هذا هو توقعي وتقديري.


    اقتباس
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد
    خطة التدمير :

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد

    وبدأت مع النقيب فتحي أبو طالب المتخصص في النسف والتدمير وضع خطة تدمير الحفار وتلغيمه وقرر النقيب فتحي وضع لغم علي كل رأس مثلث من رؤس الحفار ووضع لغم رابع تحت البريمة ولكني عارضته وقلت له لو أننا وضعنا ثلاثة ألغام علي نفس الخط ووضعنا اللغم الرابع في المنتصف فسوف يساعد ذلك في انقلاب الحفار علي أحد جوانبه وهذا ما نريده ووافقني فتحي أبو طالب علي ذلك.

    اختيار الرجال :

    وبدأت في خطوة من أهم خطوات العملية وهي اختيار الرجال الذين سيقومون بتدمير الحفار من رجال الضفادع البشرية وأدوات التنفيذ من ألغام ومواد متفجرة. وبدأت أذهب إلي لواء الضفادع البشرية وهو الذي كنت واحد منه حتي عام 1967 قبل عملي بالمخابرات الحربية وعلمت أن الضفادع البشرية من شدة حرصهم علي مصر يحاولون تطوير نوع من الألغام كان موجوداً بمصر منذ فترة وكان اللغم يحتوي علي 16 كيلوجرام من مادة T.n.t المفجرة وكانوا يحاولون إضافة ساعة له وعلمت أن لديهم أربعة ألغام تم تجهيزها بالفعل وبدأت في اختيار الرجال.

    ما هو المعيار التي اعتمدت عليه في اختيار الرجال ؟؟

    كان من المقرر أن أختار ستة من ضباط الضفادع البشرية وبدأت أولاً في اختيار قائد الضفادع ووقع اختياري علي الرائد (خليفة جودت) وهذا الرجل كان بطلاً بكل ما في الكلمة من معني وكان أستاذي وقت أن كنت أعمل بالضفادع البشرية وذهبت له في منزله وسألته عن أخباره فقال لي أنه لم يخرج في عمليات منذ فترة لأن يده كانت في الجبس فقلت له لو جاءت لك عملية غداً هل تخرج فيها فكان رده أن مد يده ونزع الجبس عن يده الأخري وقال لي أذهب فوراً وبدون تردد فطلبت منه أن نقسم علي المصحف علي ألا يعلم إنسان بهذا الموضوع وقد اخترت خليفة جودت لأنه كان شخصية فذة بالإضافة إلي أنه شارك في تطوير الألغام التي تحدثت عنها وذهبت بعدها للواء محمود فهمي قائد القوات البحرية وقتها وأبلغته بالمهمة وسلمته خطاب اللواء محرز الذي يطلب مه فيه ستة ضباط ولكن اللواء محمود فهمي أصر علي أن يقوم بالمهمة ثلاثة ضباط وثلاثة جنود واعتقد أنه تخوف من أن يفقد الضباط الستة في العملية وهذه تمثل كارثة بكل المقاييس.

    وأذكر أني كنت أجلس بميس الضباط بلواء الضفادع البشرية قبل اختيار الرجال ففوجئت بأحد الضباط يدخل إلي الميس وهو غاضباً وثائراً وكان يسب ويلعن لعدم اختياره في عملية إيلات رغم تقديراته المرتفعة في التدريبات أي أنه كان غاضباً لأنه لم تتح له فرصته في الاستشهاد وكان هذا الضابط هو الملازم محمود سعد - وذهبت لخليفة جودت وقلت له إننا سنذهب لإجراء مهمة في إيلات وطلبت منه تجهيز الألغام واختيار أفراد العملية ورجوته أن يكون من ضمنهم الملازم محمود سعد واختار هو بقية المجموعة ومنهم الملازم عادل السحراوي والملازم عادل الشراكي والرقيب محمد المصري.

    وكيف بدأ تنفيذ العملية ؟؟

    بعد أن اخترنا مجموعة التنفيذ انتقلوا للقاهرة ووضعناهم في منزل آمن لحين تنفيذ العملية وبدأت في تلقينهم الأسماء الجديدة التي اختيرت لكل منهم والشخصية التي سينتحلها عند سفره، وكان منهم من كان سيسافر علي أنه مستشار بالخارجية ومنهم من سيسافر علي أنه من مؤسسة دعم السينما وذاهب إلي تلك الدولة لتصوير فيلم سينمائي مصري واثنان منهم كمدرسين ومنهم من انتحل صفة موظف بشركة النصر للتصدير والاستيراد وظلوا في البيت الآمن لمدة ستة أيام عاشوا فيها وتعاملوا بشخصياتهم الجديدة وكنت ومعي السيد محمد نسيم والسيد أحمد هلال من المخابرات العامة نتعامل معهم علي أساس شخصياتهم الجديدة وكان من المقرر أن نحمل معنا أربعة ألغام وستة أجهزة تفجير من القاهرة إلي دكار مع الوقوف ترانزيت بمطار امستردام لعدم وجود خطوط طيران مباشرة بين القاهرة والدول الأفريقية وقتها وكنت أنا الذي سيحمل الألغام علي أن يسافر الباقون علي دفعات وسبقنا إلي دكار محمد نسيم وأحمد هلال. وأذكر أننا قبل سفرنا قابلنا السيد أمين هويدي مدير المخابرات العامة وقد ذهبنا إليه في منزله لأنه كان مصاباً بأنفلونزا حادة وبعد أن جلسنا معه قام وأمسك بكتفي بقوة قائلاً : "يا أنور سيادة الرئيس معتمد علي الله وعليك لضرب الحفار" فقلت له اعتبر أن الحفار تم ضربه بالفعل والموضوع مجرد وقت

    وكيف تم نقل الألغام من مصر إلي دكار ؟

    كانت هذه النقطة هي أخطر ما في العملية فالألغام داخل كل واحد منها 16 كيلوجرام من مادة T.n.t وهي أربعة وكان معي ستة أجهزة تفجير (أقلام تفجير) وهي حساسة جداً يمكن أن تنفجر من أي احتكاك بالإضافة إلي ملابس الضفادع البشرية وهنا لا أنسي دور المخابرات العامة التي وضعت الألغام والملابس والمعدات في حقائب قامت بتغطية الألغام بمادة تمنع أي أجهزة للكشف عن الحقائب من كشف ما بداخل الحقيبة ووضعت أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة جداً داخل جيب الجاكيت الذي ارتديه ووضعت في جيبي الآخر كتاب الله. وكم كان الخوف لحظتها ليس خوفاً علي عمري بل خوف من فشل العملية وكشف الألغام وتوكلت علي الله وسافرت وكنت في حالة من الحرص والخوف لا أستطيع وصفها فكانت كل خلية في جسمي متيقظة ووصلت إلي دكار ومعي المتفجرات وفوجئت بمحمد نسيم يستقبلني في المطار ويقول لي أن الحفار غادر دكار وكانت صدمتي لا توصف. وتقرر عودتي إلي مصر مرة أخري في اليوم التالي ومعي الألغام ولسوء الحظ في هذا اليوم حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان فقد تم تفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الألمانية ومات فيها 137 فرد واتهم فيها العرب خاصة أن تلك الفترة كانت المقاومة الفلسطينية تقوم بعمليات اختطاف وتفجير للطائرات، وبالطبع تكون شعور عام معادي ومضاد جداً لكل ما هو عربي وكان المقرر أن أسافر من دكار إلي فرانكفورت ومنها إلي القاهرة ولكن لسوء الحظ وصلت خطابات تهديد لمكتب مصر للطيران بفرانكفورت بنسف المكتب وأغلق المكتب في ذلك اليوم وألغيت رجلة فرانكفورت القاهرة. وكنت قد وصلت بالفعل إلي فرانكفورت ففوجئت بعدم وجود رحلة طيران ولم يكن لنا في ألمانيا وقتها تمثل ديبلوماسي فظللت واقفاً بالمطار بجوار الحقائب حتى تأتي طائرة مسافرة لأي دولة لنا فيها تمثيل ديبلوماسي وكانت المخابرات العامة قد منحتني تذكرة مفتوحة لأي مكاني في العالم وكان من الممكن أن أذهب لأي فندق بالمدينة ولكن خوفي علي الألغام ربطني بأرض المطار حتى لاحظ أحد جنود المطار وقفتي فاقترب مني في شك وقال لي أنك تقف هنا منذ فترة طويلة وهذا ممنوع فإما أن تستقبل أحد أو تودع أحد وترحل خارج المطار فقلت له إني من دولة ليس لها لديكم تمثيل دبلوماسي وإني أحمل أوراق هامة جداً للخارجية المصرية ونحن في حالة حرب مع إسرائيل وأنا لدي حجز في فندق خمس نجوم لكني لا أستطيع أن أغادر المطار ومعي الأوراق لإني أخاف أن يضربني أحد علي رأسي وتضيع الأوراق فسألني وما الحل ؟

    وكان لا بد من التصرف بسرعة للخروج من هذا المأزق فقلت له هناك أحد حلين إما أن تدعوني إلي فنجان من القهوة في مكتبك حتى تصل أية طائرة تابعة لأي دولة لنا فيها تمثل دبلوماسي لأسافر عليها أو أن تطردني خارج المطار فيضربني أي شخص وتضيع الأوراق فقال أنا لا أستطيع دعوتك في مكتبي لأن ذلك ممنوع وذهب لإجراء اتصالاً برؤسائه ثم عاد وأبلغني أنه حصل علي موافقة بأن أظل تحت حراستهم في كافيتريا المطار حتي الصباح. وظللت بالفعل في الكافيتيريا حتى حان موعد قيام طائرة من فرانكفورت لأثينا فركبتها ونزلت بمطار أثينا وكانت تنتظرني هناك مفاجأة غير سارة.

    فبعد ثلث ساعة من وصولي وجدتهم يعلنون عن وصول طائرة شركة العال الإسرائيلية فانزعجت وخفت أن يحدث عن طريق الخطأ أو الصدفة أو العمد أن تذهب حقيبة من الحقائب لطائرة العال فقررت أن أذهب لمخزن العفش وأجمع الحقائب وأجلس وسطهم وهذا كان ممنوعاً فأعطيت حارس المخزن مبلغ من المال ودخلت وجلست بالفعل بين الحقائب ويبدو أني قد غفوت قليلاً وفوجئت بعدها بشخص يضربني علي وجهي وبمسدس يوضع في جانبي فاستيقظت مفزوعاً ووجدت حارس المخزن يقول لي أنهم رجال مخابرات وذكر لهم أنه سمح لي بالدخول لأهمية الأوراق التي أحملها فسألوني هل تتصور أننا لن نستطيع حماية حقائبك فقلت له أنا أعلم إنك تستطيع أن تحميني وأنا سأتنازل عن حقي فيما فعلته معي لأني خالفت القواعد ولكني رجوته أن يتركني وأنا يترك معي إن أراد أي شخص حتى أصعد لطائرة القاهرة، وقد كان وظل معي شخصين حتى صعدت الطائرة، وكانت أصعب ساعات مرت علي فقد كنت حريصاً إلي درجة كبيرة جداً خوفاً من فشل العملية حتى أني أثناء وجودي بالقاهرة تعرفت علي الراكب الجالس بجواري ودعاني إلي سيجارة وأخرج ولاعته ليشعلها لي ولكني خطفت منه الولاعة بسرعة خوفاً من أن تكون بها مخدر أو أي شئ وقمت بإشعال سيجارته هو أولاً لأطمئن وتظاهرت بأني أشاهد الأنسيال الذي يرتديه وأبديت إعجابي به.

    وماذا لو أصروا علي فتح الحقائب في أي مطار ؟؟

    كنت بالفعل قد أعددت خطة لي ولكل المجموعة في حالة كشف شخصياتنا وكنت قد نويت في حالة إصرار أي شخص علي فتح الحقيقة أن أقوم بعمل مشاجرة وشغب حتى يقوم أمن المطار بضربي حتى أفقد وعيي وعندما يقوموا باستدعاء السفير أنكر أي معرفة لي بالحقائب وأدعي أنها استبدلت أثناء فقدي الوعي.

    وعدت القاهرة وعقد اجتماع في المخابرات العامة وسألوني أين أتوقع أن نجد الحفار فأحضرت خريطة بحرية وقمت بحساب سرعة الحفار واقترحت مكان معين فتقرر أن أبدأ أنا البحث من شمال أفريقيا متجهاً للجنوب في كل المواني وأن يبدأ محمد نسيم البحث من الجنوب للشمال حتى نجد الحفار. وبدأت البحث وسافرت علي أني مستشار بالخارجية وكان لابد لي أن أدخل كل الحانات وأتعرف علي كل الناس وأقيم علاقات معهم حتى أني في أحد المرات تعرفت علي مدير الحركة في ميناء فري تاون ودعاني لمكتبه وذهبت ورأيت السفن الموجودة بالميناء ولم أجد بينها الحفار، وفي مرة أخري ذهبت لأحد المواني وقلت أني مندوب لشركة مصايد أعالي البحار وأبحث عن ميناء لتدخل فيه سفننا فكانوا يجعلوني أري الميناء بكل مناطقه.

    رجال الخارجية العظام :

    حتى وصلت إلي لاجوس وكان سفيرنا فيها هو السفير العظيم (كمال زادة) ويبدوا أنه شعر بأني مكلف بمهمة ذات طبيعة خاصة (وكانت المعلومات هي ألا أعطي السفير أي معلومات عن المهمة إلا إذا وجدنا الحفار وكنا سننفذ بالفعل) وتعامل معي السفير كمال زادة بعطف وتعاون شديد ودعاني إلي الغذاء في منزله وأثناء جلوسنا في تراس كبير يطل علي المحيط قال لزوجته بطريقة لطيفة جداً هل تذكري الصورة التي صورناها لسفينة شكلها غريب جداً فأحضرت السيدة زوجته الصورة ووجدتها للحفار وكان هذا الرجل العظيم يأخذني للميناء لأراها من الداخل وكان يريد أن يساعدني دون أن يشعرني بذلك. وأنا لا أستطيع أن أنكر الدور العظيم الذي لعبته وزارة الخارجية ورجالها في العملية.


    اقتباس
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد
    العثور علي الحفار :

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبوزيد

    ومن المواقف الطريفة التي أذكرها أثناء البحث اني عندما وصلت إلي إحدى دول غرب إفريقيا أقام المستشار الموجود بالسفارة دعوة علي العشاء للترحيب بي وأثناء العشاء سألني "ما أخبار مشاجرتي مع سيادة السفير؟" وفوجئت بالسؤال فقد كان يتصور أني مسئول أبحاث الخارجية أو أمن الخارجية وكان لابد لي من التصرف بسرعة قبل أن يكشف الحقيقة فقلت له أنا حضرت لأسمع منك فحكي لي الحكاية بالكامل فقله له أنهم في مصر متعاطفين مع وجهة نظرك وسيتم نقلك إلي سفارة دولة أخري قلتها له بالصدفة والعجيب أن هذا المستشار تم نقله بالفعل إلي هذه السفارة !!

    وكيف وأين عثرتم علي الحفار ؟

    انتقلت بعد ذلك إلي (ابيدجان) بساحل العاج ووجد هناك السفير (إحسان طلعت) ولحسن حظي كان قبل عمله بالخارجية يعمل كضابط بحري وكان هو الضابط الإداري لنا في الكلية البحرية وكان يعرفني جيداً، وحينما دخلت إليه قلت له إني المستشار فلان فرحب بي ولم يظهر أنه يعلم مهمتي الحقيقية وخرجت للبحث عن الحفار وأخيراً وجدته موجوداً بميناء أبيدجان فقلت للسفير علي شخصيتي الحقيقية وأوضحت له طبيعة المهمة فرحب بي وسألني عن أخباري وأخبار الأصدقاء المشتركين بيننا وقلت له أني أبحث عن السيد محمد نسيم فقال لي أن محمد نسيم وصل قبلي ومقيم في أحد الفنادق فاتصلت به فحضر وكان معه خليفة جودت وكانت وجهة نظري أن نقوم بتفجير الحفار في نفس اليوم لأن هذا اليوم بالتحديد كان يزور أبيدجان (آلان شبرد) رائد الفضاء الأمريكي وبالتالي سيكون جزء كبير من أفراد الشرطة مشغولين في التشريفة والاحتفال به.

    وكانت هناك 3 مجموعات من أفراد العملية قد وصلوا بالفعل إلي أبيدجان ومعهم الألغام بعد أن استدعاهم محمد نسيم وتبقت مجموعة واحدة في مصر، وجمعتم كلهم في فندق وقررنا العمل قبل أن يرحل الحفار وأقمنا حفلة ماجنة وأحضرنا خمور وسيدات في الحفل للتمويه علي العمل وأبلغت المجموعة أن المهمة ستتم اليوم.

    تفجير الحفار :

    وبدأنا في تجهيز الألغام وطلبت من خليفة جودت أن أكون أنا نقطة الإلتقاط وهي أكثر نقطة معرضة للخطر في العملية لأنها تقوم بإنزال الضفادع وتنتظرهم وتلتقطهم فرفض خليفة تماماً وأصر أن يكون نقطة الإلتقاط، وكنت قبل التنفيذ قد طلبت من السفير إحسان طلعت أن يخلي المكان لنقوم بدفن الألغام وملابس الضفادع ومعدات الغوص في حديقة السفارة حتى نبدأ العمل، وطلبت منه أن يرشح لي من عنده شخص ذو ثقة وليذهب إلي المطار لانتظار الطائرة القادمة من القاهرة وعليها الفردين الآخرين من أفراد العملية ليبلغهم بضرورة السفر إلي باريس وانتظارنا هناك لأنهم لن يلحقوا بنا قبل تنفيذ العملية لأنهم كانوا سيصلوا في الفجر وكنا قد قررنا التنفيذ في الفجر وقررت الاكتفاء بالأفراد الذين معي وبالألغام الثلاثة التي أحضروها.

    وبدأنا التنفيذ بعد تجهيز الألغام وذهبنا إلي الميناء في سيارة ومعنا الألغام في الساعة الخامسة فجر يوم 7 مارس 1970 وكان الضفادع يرتدون ملابس الغوص وفوقها الملابس المدنية وبدءوا في النزول إلي المياه للسباحة حتى مكان الحفار وقاموا بتلغيمه وضبط توقيت الانفجار علي الساعة الثامنة صباحاً وكان محمد نسيم قد قام بالحجز لنا علي الطائرة التي تغادر أبيدجان في الساعة الثامنة والثلث ليضمن سفرنا قبل أن ينتبه أحد إلينا وقبل غلق المطار. وكان المفترض أن أظل أنا وخليفة علي رصيف الميناء في مكانين متباعدين حتى يرجع الرجال وكان خليفة يمسك في يده ببطارية ليوجه ضوء يهتدي علي أثره الرجال إلي طريق العودة. وأنهي الرجال المهمة وعند عودتهم فوجئنا بما جعلنا نتحفز بسرعة للتصرف بأسرع ما يمكن.

    فعلي بعد 30 متر فوجئ خليفة بضوء أقوي من الضوء الذي بوجهه هو إلي الماء وكان هذا الضوء يتوجه إلي الماء والضفادع تتجه إليه وكان خليفة أكثر شجاعة ورباطة مني فأخذ في التسلل ببطيء حتى وصل إلي مصدر الضوء فوجد أحد المواطنين يقوم بقضاء حاجته في ذلك المكان وفوجئ الرجل بأشياء تتحرك في الماء فوجه لها ضوء بطاريته ليري ماذا يتحرك. فوضع خليفة بسرعة خنجره في جانب الرجل وقام بخبطه علي كتفه وقام بعمل صفارة الضفادع ليعودوا للشاطئ بسرعة وعادوا بالفعل وأسرعنا إلي السيارة واتجهنا إلي السفارة ومنها للفندق لتغير ملابسهم واتجهنا علي الفور إلي المطار.

    تماسيح إلي جوار الضفادع !!

    وفي كل خطوة من خطوات العملية كنت علي يقين أن الله معنا وكثير من المواقف كانت تحدث تؤكد أن الله فوق كل شئ وأن هناك معجزات تحدث في زمن به معجزات، فأثناء طريقنا للفندق بعد إنهاء العملية، قال لي الرقيب محمد المصري (يا فاندم وأنا أعوم في الماء كان فيه أشياء تتحرك فيجانبنا وسألني عنها فقلت له تعالي لأريك إيه الأشياء دي وكان بالفندق الذي نقيم فيه نافورة بها تماسيح فأشرت له عليها وقلت له هي دي الحاجات اللي كانت تتحرك جوارك !! وكانت قدرة الله هنا فوق كل شئ، قدرة الله التي جعلت التماسيح تعوم بجوار الضفادع بسلام دون أن تؤذيها أو تعوقها عن أداء مهمتها.

    وحينما عدنا للفندق كنا نترنح كالمخمورين ونصدر أصوات عالية وضجيج. وذهبنا للمطار وحضر نسيم لتوديعنا وأشار لنا من بعيد ولوح لنا بثلاثة أصابع من يده ليقول لنا أن الألغام الثلاثة قد انفجرت وكانت فرحتنا في تلك اللحظة لا توصف !

    واتجهنا إلي باريس وتقابلنا مع عادل السحراوي ومن معه وعدنا للقاهرة وبعدها أرسلت المخابرات مجموعة منهم خليفة جودت لكي يروا الحفار لأنه لم يغرق غرق كامل ولكي يكملوا العملية إذا كانت تحتاج للإكمال فوجدوا الحفار موجوداً بالحوض الجاف يباع علي أنه خردة.

    وبعد فترة كتب محمد حسنين هيكل في الأهرام خبراً يقول فيه أن هناك حفار إسرائيلي تم تفجيره في أبيدجان وأن أصابع الاتهام تشير إلي الضفادع المصرية ولا أحد يستطيع القيام بهذه العمليات طويلة المدى إلا الضفادع البشرية المصرية. ولكن الاتهام كان بلا أي دليل يؤكده وتم تكريمنا بعدها ومنحني الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام النجمة العسكرية وهو أعلي وسام مصري في ذلك وحينما تولي الرئيس الراحل أنور السادات الحكم كرمني مرة أخري حينما زارنا وعلم بالعملية ومنحني ترقية إلي رتبة المقدم.

    بعد هذه السنوات ماذا تقول حينما تتذكر العملية ؟

    لا أقول إلا سبحان الله وأن قدرة الله فوق كل شئ، حقاً عظيمة يا مصر .. عظيمة بكل ما فيك.. وعظيمة بأبنائك الذين يذوبون فيك عشقاً ويبذلون كل قطرة في عروقهم فدائك.


    التعديل الأخير تم بواسطة يحى الشاعر ; 04-01-2008 الساعة 10:04 AM

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th July 2009, 02:02 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    لتفرأ الفاتحة علي بطل .... لن أنساه

    كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال ..

    محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " والذى كتب قصته الأديب الراحل صالح مرسي وأخرجه المخرج يحيي العلمى .. لتنفجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظروا حتى مجرد كلمة شكر ..



    كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه ..



    إســـلمي يـــامــصــر


    فيما يلي صورة أول جيل من ضبااط المخابرات العامة المصرية

    This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 1444x1002 and weights 144KB.


    اسماء وصور مؤسسوا المخابرات العامة فى الصورة "الجيل الأول"
    وينقصهم بعض من كانوا اما خارج القاهرة او من كانو فى خدمة هامة فى ذلك اليوم ولا يتعدوا عشرة آخرين سوف أنشر أسمئهم فى رسالة اخرى

    فتحى الديب - مصطفى مختار - احمد كفافى - سعدعفرة - مصطفى المستكاوى - محمد شكرى - سعيد حليم - عد القادر حاتم - لطفى واكد - كمال رفعت - فريد طولان - سامى شرف - ابراهيم بغدادى - محمد فائق -
    محمود عبد الناصر - جمال الشناوى

    (سامى شرف فى الصف الأمامى متريعا ويلبس جـاكيت أبيض)

    كان محمد نسيم رحمه الله يشبه محمد فائق ... الثاتي علي يمين سامي شرف "بالشراب الأبيض"والموكاسان "اليض أسود" .. مع فرق بسيط ... في الأنف .. والبشرة القمحية فليلا .. وطول القامة بعض الستنيمترات

    وكان يحدث كثيرا ، أن يلتبس اليعض بينهما ، عندما يدخلا "المكان" بدون سيارة



    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th July 2009, 02:09 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    !For Medical Professionals Only

    ملخص للذكـــري
    ...
    ونزول ألأمريكان علي الشاطي


    الذكري الخمسين لإنزال القوات البحرية الأمريكية في منطقة الأوزاعي جنوب بيروت 1958





    اقتباس


    انزال المارينز عند شاطئ الأوزاعي في 16 تموز 1958 على أثر الثورة الشعبية

    تقول واشنطن إنها لا تتدخّل في الرئاسة اللبنانية. ماضيها مغاير: انتخاب فؤاد شهاب كان استحقاق روبرت مورفي، وانتخاب الياس سركيس استحقاق دين براون، وانتخاب بشير الجميل استحقاق فيليب حبيب، وانتخاب مخايل ضاهر لو حصل كاد يكون استحقاق ريتشارد مورفي. أما السفراء فلم تقل أدوارهم أهمية: أرمين ماير حرّك معارضي شهاب لرفض التجديد له، وجون غونتر دين تبنى بشير وعقّل سلوكه، وجيفري فيلتمان رأس حربة الطعن في تمديد ولاية إميل لحود ودعم حكومة فؤاد السنيورة.

    نقولا ناصيف
    ملف خاص
    لبنان 2007 الرئاسة في المهب

    دخلت الولايات المتحدة لبنان من البوابة التي عبرت منها إلى الشرق الأوسط: العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. أخلت المنطقة من نفوذ فرنسا وبريطانيا اللتين خاضتاها مع إسرائيل. فكان أن فرضت عليها الخروج من قناة السويس. السنة التالية ابتكرت مخيلة الرئيس دوايت أيزنهاور ما حمل اسمه منذ 5 كانون الثاني 1957: «مبدأ أيزنهاور» الذي يشجع دول الشرق الأوسط على طلب مساعدة عسكرية من واشنطن إذا شعرت أن التمدّد الشيوعي يهدّد أنظمتها. بعد السعودية، انضم إليه لبنان في آذار، وكذلك الأردن. غضب جمال عبدالناصر وحاول تطويقه بوحدة مصرية ـــــ سورية.

    كان «مبدأ أيزنهاور» فاتحة سياسية لخطوات عسكرية ستبصر النور في تموز 1958. سقط ملك العراق فبصل الثاني وخاله الوصي عبدالإله ورئيس الحكومة نوري السعيد في انقلاب، فجر 14 تموز 1958 نفّذه عبدالكريم قاسم الذي قتل الثلاثة وأسقط الملكية الهاشمية. حتى ذلك اليوم لم تكن واشنطن استجابت طلب كميل شمعون مساعدته على مواجهة تدخّل عبدالناصر في الشؤون اللبنانية، وسعيه إلى إسقاط حكمه، توطئة لجعل لبنان نجمة ثالثة في الجمهورية العربية المتحدة. عبثاً حاول الرئيس اللبناني لدى السفير الأميركي روبرت ماكلنتوك (1958 ـ 1961) لنصرته ضد خصومه في «ثورة 1958». بعد سقوط الملكية، نزل على شاطىء الأوزاعي، بعد ظهر 16 تموز، خمسة ألآف من مشاة البحرية الأميركية للحؤول دون انهيار لبنان في قبضة الناصرية.

    كان أول دخول عسكري أميركي إلى لبنان مقدمة حل سياسي. بعد تعاطف أميركي مع التجديد لشمعون في الأشهر السابقة، غذته جهود وزير الخارجية شارل مالك، بات على واشنطن أن تعدّ لتسوية مختلفة. حضر روبرت مورفي إلى لبنان في 18 تموز وجال على المسؤولين والزعماء وانتهى إلى تأييد ترشيح قائد الجيش فؤاد شهاب لخلافة شمعون. في 31 تموز بات القائد رئيساً. قبل ساعات غادر مورفي بيروت في جولة عربية كيلا يقال إنه حاول التأثير في إجراء الإستحقاق. كان الرجل قد سلّم بفاعلية النفوذ الناصري في لبنان وقوة مؤيديه، ووجد شهاب ـ وقد أجمع المعارضون مسيحيين ومسلمين على تأييده، الأقدر على بناء توازن سياسي جديد في لبنان.

    انطوت انتخابات 1958 على درسين: أولهما سابقة انتخاب قائد للجيش رئيساً شجعتها واشنطن بحرارة. وثانيهما تسليم الأميركيين للمرة الأولى بدور عربي مباشر في انتخاب الرئيس اللبناني وُضع في يد الزعيم المصري. بعد انتخابة طلب شهاب انسحاب المارينز، فغادر الجنود في تشرين الأول.

    التجربة نفسها تكرّرت عام 1976. كان التأثير الأميركي المباشر في الوضع اللبناني انحسرتماماً. عُهِد الدور إلى أرمين ماير (1962 ــــ 1965)، خلف روبرت ماكلنتوك، فراقب عن كثب علاقة شهاب بعبدالناصر. كان الإستقرار ساد الوضع اللبناني آخذاً بمعادلة دقيقة. كانت سهلة ومربكة أحياناً للعهد الشهابي في وجه غلاة معارضيه: تأييد لبنان السياسية الخارجية لمصر التي تترك حكم لبنان لرئيسه.

    الوجه الآخر لهذه المعادلة توسّع النفوذ الناصري في لبنان، وأخصّه السفير عبدالحميد غالب الواسع التأثير على الحياة السياسية الداخلية. ورغم جنوح شهاب إلى الغرب لأسباب اقتصادية وثقافية ووجدانية، وتحديداً الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة، ظلّ نفوذ عبدالناصر يطبع مسار السياستين الداخلية والخارجية للبنان، على نحو حمل ماير على الإضطلاع بدور مناوىء لأي محاولة تجديد انتخاب شهاب. تذرّع أمام بعض السياسيين بأن الرئيس يسيء إلى الديموقراطية والنظام البرلماني باعتماده إصدار القوانين بمراسيم اشتراعية أو وفق المادة 58 من الدستور تجاوزاً لمجلس النواب. لكن شهاب رفض التجديد وأمّن خلافته بمن شعر أنه يحظى بثقته هو شارل حلو في 18 آب 1964.

    غابت واشنطن عن لبنان عقد ستينات القرن الماضي، وأعرضت عن التدخل في انتخابات الرئاسة عام 1970. مات عبدالناصر وأصبحت المقاومة الفلسطينية، بترسانتها العسكرية ووجود قادتها على اختلاف فصائلها بديلاً عربياً نافذاً في المعادلة اللبنانية، رجّح كفة فريق على آخر. إذذاك وجدت سوريا سانحة الإضطلاع بدور مماثل في لبنان. ونتيجة للتوازن السياسي الجديد، الناشىء تدريجاً منذ عام 1968، انفجرت الحرب اللبنانية.



    التعديل الأخير تم بواسطة يحى الشاعر ; 09-03-2009 الساعة 08:06 AM.


     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th July 2009, 02:17 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    ألله يرحمك ويغفر لك ويحسن إليك ..



    د. يحي الشاعر


    المصدر



    اقتباس:

    اقتباس

    قضايا و اراء

    41407‏السنة 124-العدد2000ابريل19‏14 من المحرم 1421 هـالأربعاءحقائق عن دور البطل الراحل نسيم
    بقلم : عبد الهادي البكار

    في عدديها الصادرين يوم السبت‏25‏ ـ‏3,‏ ويوم السبت‏1‏ ـ‏4‏ـ‏2000‏ نشرت جريدة الأهرام مقالتين بقلم الأستاذ عادل حموده في مناسبة رحيل البطل المصري الصديق محمد نسيم‏,‏أشهر ضابط أنجبته المخابرات العامة المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين الذاهب

    ولأن المقالتين نشرتا في جريدة الأهرام الشهيرة برصانتها وموضوعيتها الرزينة‏,‏ ولأن كاتبهما هو الأستاذ عادل حمودة‏,‏ فقد أوليتهما من جانبي‏,‏ كقاريء عربي‏,‏ عناية استثنائية‏,‏ وحرصت علي أن أقرأهما قراءة متأنية ممحصة‏,‏ خاصة أن لي صلة صداقة أعتز بها‏,‏ كانت قد جمعتني بالصديق الراحل محمد نسيم‏,‏ الذي شاركنا وشاركناه النضال ضد‏(‏ عهد الانفصال‏)‏ في سوريا‏,‏ إلي أن تم تقويضه بثورة الثامن من آذار‏(‏ مارس‏)1963‏ التي سرعان ما شهدت تطورات محزنة ادت الي حدوث تصادم عنيف بين حزبي البعث في كل من دمشق وبغداد‏,‏ من ناحية‏,‏ وجمال عبد الناصر في القاهرة‏,‏ من ناحية أخري‏,‏ وهو التصادم الذي أوهن المد العربي القومي ذا التطلعات الوحدوية‏,‏ ونقله من حال المد‏,‏ الي حال الجزر الانتحارية‏.‏

    وبما أن السيرة الذاتية الموجزة‏,‏ للبطل الراحل محمد نسيم‏,‏ التي خصص لها الأستاذ عادل حموده مقالتيه هاتين‏,‏ تمحورت حول عدد من الوقائع المصرية والعربية التي شهدها عقدا الستينات والسبعينات من القرن العشرين الذاهب‏,‏ فقد كان علي التحديق جيدا في ما ساقه الأستاذ حموده من معلومات حول واقعتين تاريخيتين كانت لهما صلة عضوية مباشرة ببعض المهمات المخابراتية التي أنيطت بالبطل الراحل محمد نسيم‏,‏ فأداهما علي خير ما يكون الأداء الأمين البارع‏.‏

    وعلي هذا‏,‏ أسوق الملاحظتين الآتيتين‏:‏

    ‏1)‏ ذكر الاستاذ حموده في مقالته‏(‏ نجم من عالم السرية‏)‏ المنشورةفي أهرام السبت‏2000/3/25,‏ أن البطل الراحل محمد نسيم‏,‏ قام‏(‏ باختطاف‏)‏ عبد الحميد السراج من سجن المزة في دمشق‏,‏ الذي اعتقله فيه الانفصاليون السوريون عقب قيام حركتهم الانفصالية وهو أخطر السجون السورية وأكثرها إحكاما كما وصفه الكاتب ثم روي الأستاذ حموده حكاية ذلك‏(‏ الاختطاف‏)‏ علي النحو الآتي‏:‏

    وقد تسلل محمد نسيم في ملابس أحد حراس السجن‏,‏ ودخل زنزانة عبد الحميد السراج‏,‏ ونجح في إخراجه حتي الأسوار‏,‏ ثم قفزا معا من ارتفاع كبير‏,‏ وسبحا ساعات طويلة‏(‏ طوالا‏),‏ حتي وصلا الي بر الأمان‏..‏ وبعد ساعات أخري كان عبد الحميد السراج في بيروت‏,‏ وبعد أيام كان في القاهرة‏...‏ الخ‏..‏ وقد تضمن هذا العرض وقائع تفرض تصحيحها علي النحو الأتي‏:‏

    أ‏)‏ إن البطل الراحل محمد نسيم لم يقم بـ‏(‏ اختطاف‏)‏ عبد الحميد السراج‏:‏ ولم يدخل سوريا قط بعد قيام الحركةالانفصالية‏,‏وإنما هو كان مقيما في بيروت بصفته‏(‏ دبلوماسيا‏)‏ في السفارة المصرية في لبنان‏.‏ وهو بالتالي لم يتسلل مرتديا ملابس أحد الحراس الي زنزانةعبد الحميد السراج في سجن المزة‏,‏ بخاصة وأنه كان صاحب وجه معروفة ملامحه للسوريين في غالبيتهم‏.‏

    ب‏)‏ ما أعرفه جيدا أن عملية‏(‏ تهريب‏)‏ وليس اختطاف عبد الحميد السراج من سجن المزة ربيع‏1962,‏ نفذت بالتنسيق بين عدة أطراف سورية ولبنانية ومصرية‏,‏ بل إن تنفيذها تم ضمن إطار‏(‏ غض نظر ـ مقصود‏)‏ من قبل بعض أركان النظام الانفصالي في سوريا نفسه وبموافقة كل من اللواء عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش‏(‏ درزي‏),‏ وعبد الكريم النحلاوي‏,‏ والضابط مهيب الهندي‏,‏ بعد أن تبين لقادة الانفصال أن محاكمة عبد الحميد السراج ستشكل عامل إحراج لبعض أركان الحكم الانفصالي من السياسيين المدنيين الذين كان عبد الحميد السراج علي علم مؤكد بكل مباذلهم وأسرارهم العائلية‏,‏ والشخصية‏,‏ والمالية‏,‏ والسياسية التي ما كانت لتشرف أحدا منهم‏.‏

    وهكذا‏,‏ ومن خلال الصلة الحميمة التي كانت تربط اللواء عبد الكريم زهر الدين‏(‏ الدرزي‏)‏ بكل من المناضل كمال جنبلاط‏,‏ زعيم الطائقة الدرزية في لبنان‏,‏ وباللواء شوكت شقير الدرزي اللبناني‏(‏ الناصري‏)‏

    قائد الجيش السوري الأسبق‏,‏ تم وضع السيناريو الخاص بعملية هروب عبد الحميد السراج من سجن المزة‏,‏ علي النحو التالي‏:‏ أن يقوم الجندي الشاب منصور الرواشدة المسئول عن حراسة عبدالحميد السراج داخل السجن‏,‏ بفتح باب السجن الرابض فوق هضبة‏(‏ ربوة‏)‏ صخرية‏,‏ وأن يتسلل مع عبدالحميد السراج عبر باب السجن‏,‏ للهبوط في الطريق الضيقة النازلة‏,‏ علي الأقدام‏,‏ حيث كان احد الدروز اللبنانيين من اتباع ورفاق كمال جنبلاط‏,‏ في انتظارهما عند منعطف الطريق‏,‏ وان يتوجه الثلاثة قبل انبثاق ضوء الفجر‏,‏ علي اقدامهم‏,‏ الي منطقة الحدود السورية اللبنانية عبر المناطق الجبلية‏,‏ وصولا الي بلدة‏(‏ المختارة‏)‏ مربض الزعيم كمال جنبلاط حيث كان سامي شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات ومعه ضابط المخابرات محمد نسيم‏,‏ وشوكت شقير‏,‏ ينتظرون وصول عبدالحميد السراج وحارسه الجندي السوري منصور الرواشدة‏,‏ في منزل كمال جنباط‏,‏ وهناك‏,‏ تحت اشراف سامي شرف المباشر‏,‏ قام محمد نسيم بوضع ماكياج علي وجه عبدالحميد السراج لاخفاء ملامحه الحقيقية‏,‏ وتم تزويد السراج بجواز سفر باسم مستعار‏,‏ ثم توجه سامي شرف وعبدالحميد السراج وحارسه منصور الرواشده‏,(‏ وقد تم تزويده هو الآخر بجواز سفر باسم مستعار‏)‏ ومعهم محمد نسيم‏,‏ الي بيروت‏,‏ حيث تم اخفاء السراج في منزل محمد نسيم وأفراد عائلته‏,‏ ثم نقله عبر مطار بيروت‏,‏ تحت إشراف سامي شرف المباشر‏,‏ الي القاهرة ومعه حارسه الرواشده‏,‏ حيث استقبلهما الرئيس جمال عبد الناصر في منزله في منشية البكري‏.‏

    ج‏)‏ من ذلك يتبين أن دور محمد نسيم في عملية هروب عبدالحميد السراج من سجن المزة في دمشق‏,‏ بدأ منذ وصول السراج وحارسه الرواشدة‏,‏ واحد مساعدي كمال حنبلاط‏,‏ الي الأرض اللبنانية في المنطقة الحدودية السورية اللبنانية‏.‏

    د‏)‏ كذلك يتبين مما سبق أن محمد نسيم لم يتسلل قط الي داخل سجن المزة‏,‏ ولم يقفز مع السراج من ارتفاع كبير ولم يسبح مع السراج ساعات طويلة حتي وصلا الي بر الأمان‏,‏ خاصة أنه ليس ثمة من‏(‏ بحر‏)‏ أو‏(‏ نهر‏)‏ يحيط بسجن المزة الذي تحيط به ارض صخرية من جوانبه الأربعة

    ‏2)‏ أسند الأستاذ عادل حموده في مقالته‏(‏ إعلان الحرب‏,‏ واعلان الحب‏)‏ المنشورة في أهرام السبت‏1‏ ـ‏4‏ ـ‏2000‏ شرف البطولة التي تولت عملية التخطيط‏,‏ وعملية التنفيذ الخاصتين بنسف‏(‏ الحفار‏)‏ متعدد الجنسيات الي البطل الراحل محمد نسيم الذي سيبقي اسمه خالدا في سجل البطولات المجيدة التي حققتها المخابرات العاملة المصرية الباهرة المشرفة لكل عربي‏.‏

    إلا أن هذا الاسناد‏,‏ أغفل ما لا ينبغي أن يغفل‏,‏ وهو الدور القيادي المشرف الذين قام به أمين حامد هويدي‏,‏ رئيس المخابرات العامة المصرية وزير الحربية عقب نكبة‏1967,‏ فهو الذي اقترح علي جمال عبدالناصر نسف‏(‏ الحفار‏)‏ متعدد الجنسيات قبل بلوغه البحر الأحمر‏,‏ وقد استحسن جمال عبد الناصر اقتراح هويدي هذا‏,‏ واعطاه الا ذن بالتخطيط والتنفيذ‏,‏ وقد استمر هويدي من موقعه القيادي هذا‏,‏ يشرف علي كل صغيرة وكبيرة في عملية التخطيط والمتابعة‏,‏ وهو الذي أوكل الي بطلنا الخالد محمد نسيم مهمة التنفيذ الميداني للعملية‏.‏

    ويذكر أمين حامد هويدي في كتابه‏(‏ الفرص الضائعة‏)‏ الصادر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت عام‏1992(‏ الصفحة‏155)‏ أن المبادرة الخاصة بفكرة نسف الحفار‏Kenting‏ الاسرائيلي متعدد الجنسيات كانت منا أي من رئاسة المخابرات العامة المصرية أما الجنسيات التي كان ينتمي اليها الحفار فكانت انجليزية ـ أمريكية ـ كندية ـ هولندية‏,‏ مختلطة‏.‏ كذلك يذكر أمين حامد هويدي في الصفحة‏156‏ من مؤلفه القيم هذا ما يأتي‏:‏

    وبعد أن أعدت كافة الترتيبات اختير الضابط الميداني للإشراف علي تنفيذ العملية‏..‏ محمد نسيم‏..‏

    وما لم يذكره أمين حامد هويدي‏,‏ أن فريق الضفادع البشرية الذين قاموا بتلغيم وتفجير الحفار الاسرائيلي في ميناء أبيدجان‏,‏ وبرفقتهم قائدهم‏,‏ في الساعة الخامسة من فجر‏8‏ ـ‏3‏ ـ‏1970,‏ حرصوا وهم في طريقهم الي مطار القاهرة الدولي للتوجه منه الي أبيدجان‏,‏ علي أن يعبروا بالفيلا رقم‏31‏ في شارع الدكتور حجاب في الحي الثاني من مساكن الضباط في مصر الجديدة حيث يقيم رئيس المخابرات العامة وزير الحربية أمين حامد هويدي‏,‏ لتوديعة‏,‏ وهو أسير فراش المرض‏,‏ يعاني من ارتفاع الحرارة الشديد‏,‏ مراوحا بين الصحو والاغماء وحين قام هويدي ـ من بعد ـ بتوزيع النياشين علي أبطال العملية‏,‏ في احدي حجرات مقر المخابرات العامة المصرية‏,‏ بأمر صادر عن الرئيس جمال عبدالناصر‏,‏ كان صدر وهو الصدر الوحيد الذي لم يوسم بنيشان ثم‏,‏ بعد أشهر قلائل‏,‏ فاضت روح جمال عبد الناصر الي بارئها‏,‏ دون ان تتمكن اسرائيل قط‏,‏ من بلوغ الثروة النفطية المخزونة في بطونها تحت ارض سيناء وخليج السويس‏,‏ بحفار آخر بديل‏...‏

    وقد كان الفضل في هذا الانجاز الوطني المصري العربي القومي‏,‏ لأمين حامد هويدي أولا‏,‏ ولمحمد نسيم ثانيا ولكل أفراد المجموعة التي أسهمت في التخطيط لهذه العملية‏,‏ وتنفيذها علي هذا النحو المشرف البطولي الذي انقذ الثروة النفطية المصرية في خليج السويس وشبه جزيرة سيناء من القرصنة والاستلاب قبل أن تسترد مصر المقتدرة‏,‏ في حرب‏1973‏ أرضها المغتصبة وثروتها النفطية التي كانت مرشحة للاستلاب عقب نكبة‏1967,‏ الا أن المخابرات العامة المصرية‏,‏ في عهد رئيسها أمين حامد هويدي‏,‏ عرفت كيف تصون هذه الثروة من القرصنة التي كادت تحقق هدفها لولا نسف الحفار كينتينج في أبيدجان وفي ربيع‏1970..‏

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 26th September 2009, 12:12 AM شينكاوي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    شينكاوي
    Platinum Member






    شينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond reputeشينكاوي has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : شينكاوي




    رحم الله محمد نسيم وغفر له , موضوع شيق

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 26th September 2009, 12:49 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    ]عملية عبد الحميد السراج ، "تهريبه من سجن المزة" في سوريا إلي مصر ... تفاصيل العملية

    اقتباس


    عملية عبد الحميد السراج ، "تهريبه من سجن المزة" في سوريا إلي مصر ... تفاصيل العملية

    اقتباس





    هناك أشخاص ، تربطك بهم علاقة أبدية....


    تبقي ذكراهم "نسيم عاطر" لك حتي بعد رحيلهم ، وتتذكرهم كل مرة تقرأ إسمهم ، أو سطور وقصص عن أعمالهم ... بينما تحتفظ لنفسك بأسباب إعتزازك بهم ، وتقديرك وإحترامك ومحبتك لهم

    لقد أوفيت هنا بحق "العديد" من الشخصيات "التاريخية" ... ولكن ، هناك شخص يجب علي أن أعطيه ، وذكراه ما يستحقان من التقدير والمحبة

    ويأتى الأن ... الوقت ... لكي أنشر عنه وعن بعض "بطولاته" ... وأبدأ بما هو معروف عنه ، وسأكتمل الموضوع بالعديد من المعلومات عن العديد من بطولاته

    محمد نسيم .... "الأسد" ..... و "الذئب" .... الذي ينسي البعض أنه كان ايضا "ثعلبا"
    فشلت "الموساد" سنوات طويلة في إكتشاف أمره ... إلي أن جاء الوقت ... ليواح الستار وتظهر شخصيته للعالم أجمع .... رمز "التحدي المصري"


    لقد كان رجل فى "أخلاقه" .... بطل فى "أعماله" .... وعادلا في "معاملته" ......
    وأخ كبير حنون

    رحمه الله وأسكنه واسع جناته



    د. يحي الشاعر



    عملية عبد الحميد السراج ..
    ولكن ما هى تفاصيل تلك العملية ..


    محمد نسيم اسد المخابرات الاسمر...حياته وبطل لن ينسي



    على عبد الحميد السراج .. ضابط جيش سورى .. معروف جدا .. فهو أحد الضباط الوطنيين النوابغ فى سوريا والذى نأى بنفسه عن كم الانقلابات الرهيبة التى تتابعت فى سوريا على يد حسنى الزعيم .. وأدب الشيشيكلى .. وسامى الحناوى .. ومصطفي حمدون .. وغيرهم من نجوم انقلابات سوريا العسكرية فى الفترة التى أعقبت التحرير على يد شكرى القويتلى ..

    وبدأ ظهور عبد الحميد السراج عقب التزامه بالخط الوطنى .. قبيل الوحدة مع سوريا .. ولمع اسمه فى مصر عند عبد الناصر نفسه عقب قيامه باسداء جميل العمر الى مصر كلها .. وهو الجميل الذى لم تنسه له مصر وقيادتها ..

    فعبد الحميد السراج هو رجل المخابرات العسكرية السورى الذى تولى تدمير خطوط أنابيب البترول الممتدة من العراق عبر سوريا الى سواحل البحر المتوسط لتصب فى الناقلات البريطانية لتغذية احتياجات بريطانيا من البترول ... وكانت هذه العملية أثناء تعرض مصر للعدوان الثلاثي .. ليصبح تدمير خطوط أنابيب البترول الشعرة التى قصمت ظهر البعير وكان البعير هنا هو أنتونى ايدن رئيس الحكومة البريطانية والذى قدم استقالته عقب فشل عدوان السويس عام 56 ..

    وكان طبيعيا مع بدء الوحدة المصرية السورية عام 1959م .. أن يلمع نجم عبد الحميد السراج أكثر وأكثر فتدرج فى السلطة حتى ولاه عبد الناصر نيابة القسم الشمالى وهو سوريا ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية السورية ومع العلاقة الوثيقة التى جمعته بعبد الناصر خاصة بعد عملية أنابيب البترول وأيضا كشفه للمؤامرة التى استهدفت حياة عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا عقب الوحدة ..

    من هذا كله تمكن عبد الحميد السراج من السيطرة ليس فقط على الأمن الداخلى كوزير للداخلية فى الاقليم الشمالى وتولى نيابة الرياسة بل سيطر أيضا على المخابرات وأجهزة الاقتصاد والتنظيم السياسي الوحيد وهو الاتحاد الاشتراكى ليصبح عبد الحميد السراج أقوى رجل فى سوريا بأكملها ..

    ولأن السلطة المطلقة مفسدة فى كل الأحوال .. فقد تغلبت أجواء السلطة على نقاء السراج .. لتتدهور الأمر أكثر وأكثر خاصة بعد فشل الوحدة المصرية السورية عام 1961 م .. وأتت نهاية عبد الحميد السراج على يد الانقلاب الذى أطاح به من قمة الحكم السورى .. عندما غفل عن ضابط الجيش السورى ومدير مكتب عبد الحكيم عامر الذى كان يتولى الرياسة فى الاقليم الشمالى للوحدة وكان هذا الضابط هو عبد الكريم النحلاوى .. والذى استهان به السراج فتمكن النحلاوى من قيادة تنظيم سري فى الجيشش ضده وأطاح به وطرد عبد الحكيم عامر من سوريا فى فضيحة مدوية .. ليتم اعتقال السراج فى أبشع المعتقلات السورية وهو " سجن المزة "
    وكان وقع الصدمة مدمرا على عبد الناصر ..

    الا أنه سلم بالأمر الواقع ونفض موضوع الوحدة مؤقتا وألقي بصره على مصير السراج المظلم فى أيدى خصومه المتعدديبن ..

    فالسراج كان له أعداء فى القوات المسلحة السورية وهى منفذة الانقلاب عليه ..
    وله عداوات رهيبة فى لبنان نتيجة لتدخله فى الشأن اللبنانى عندما اقتضت الظروف ذلك
    وله عداء قديم وثأر رهيب عند أصحاب مؤامرة اغتيال عبد الناصر ..

    اضافة الى عداء تقليدى من الموساد والمخابرات الأمريكية ورجالهما بلبنان ..

    فلك عزيزى القارئ أن تتخيل كيفية المصيدة التى وقع فيها السراج .. ولك أن تتخيل أكثر .. كيف يمكن تحقيق المستحيل وانقاذه منها ..

    أرسل عبد الناصر الى محمد نسيم وكلفه بانقاذ السراج مهما كان الثمن ..

    وكلمة مهما كان الثمن فى عرف العمل المخابراتى تعنى أنه لا مستحيل ..

    وسافر نسيم منفردا الى لبنان لهذا الغرض .. وفى تلك اللحظة كان السراج يهرب من سجن المزة الرهيب بمعاونة عدد من ضباط الجيش الذين كانوا لا يزالون على ولائهم للسراج .. وانتقل فيما يشبه المعجزة وعبر رحلة شاقة ووعرة الى لبنان ليلقي خبر هروبه قد سبقه الى لبنان وعشرات الذئاب الجائعة فى انتظاره ..

    وكشف الموساد وجود نسيم فى لبنان .. وكذلك كشفه اللبنانيون .. وغيرهم ..

    وتعرض فى تلك المهمة فقط لتسع محاولات اغتيال نجا منها جميعا كان آخرها عن طريق وضع قنبلة فى أنبوب العادم بسيارته وكانت تلك المحاولة غير قابلة للفشل لأن تلغيم السيارات كان من المعروف أنه يكون عن طريق تلغيم المقعد أو المحرك أو جسم السيارة السفلى ..

    أما وضع القنبلة فى أنبوب العادم فهو الابتكار غير قابل للكشف .. ومع ذلك فقد اكتشفها نسيم .. وفشلت المحاولة .. بل ونجح فى الخروج بالسراج من لبنان الى مصر وللأسف الشديد فكيفية الخروج ما زالت قيد السرية الى يومنا هذا ..
    ونال السراج مكانه فى مصر آمنا مطمئنا ..

    تذكر عبد الناصر قصة هذه العملية وهو يتحدث الى نسيم .. وكان نسيم يتساءل عن سبب استدعائه ليقول له عبد الناصر أنه رقد طريح الفراش بعد اعلان اسرائيل عن بدء عمليات التنقيب عن البترول فى سيناء فى اشارة واضحة الى أن سيناء قد أصبحت اسرائيلية لتذل القيادة المصرية ..

    وبرقت عينا نسيم غضبا .. وعاجله عبد الناصر وهو يقول له فى مرارة .. " الحفار يا نسيم " ..

    فنهض نسيم واقفا .. وقال له فى حزم " أمرك يا سيادة الرئيس " ..
    وبدأت عملية الحج ..




    محمد نسيم - ذئب المخابرات الاسمر

    هذه الشخصية الفريدة .. اللواء محمد نسيم .. وكيل المخابرات العامة الأسبق بمصر .. ووكيل أول وزارة السياحة المصرية فى نهاية الثمانينات


    هذا الرجل الأسطورة المجهول دورا وعظمة لدى الكثرة الغالبة من أبناء مصر .. مصر التى فداها وذاد عن حياضها كأكمل ما يكون الجهاد ..

    رحمه الله من فارس .. ورحمه الله من عقلية جبارة ..

    من هو .. ؟!!

    هو أحد ضباط الجيش المصري الذين انضموا لتنظيم الضباط الأحرار .. وشارك ضمن الصف الثانى من رجال الثورة ..

    ومع بدء التفكير فى انشاء جهاز مخابرات مصري فى أوائل عام 1954م .. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتكليف أحد رجال الثورة وهو فتحى الديب بتولى هذا الأمر فنشأت لجنة تابعة للجيش تقوم بأعمال التجسس والتخابر .. ثم تطور الأمر مع ازياد الحاجة الى جهاز مخابرات محترف على نفس النسق العالمى الذى ظهر فى الحرب العالمية الثانية .. والذى كانت لأجهزة المخابرات الفضل الأول ان لم يكن الوحيد فى انهائها لصالح الحلفاء ..

    أسند الرئيس جمال عبد الناصر الأمر اى زكريا محيي الدين وعلى صبري .. ليخرج الى الوجود جهاز المخابرات المصري .. ولكنه ولأنه جهاز ما زال يبحث عن هوية الاحتراف .. لذا تكلف انشاؤه من الجهد والوقت ما يفوق التصور فى وسط أجهزة معادية عملاقة كالموساد الذى تأسس قبل اعلان دولة اسرائيل أساسا وكان رجاله وضباطه من المحترفين الذين خاضوا غمار الحرب العالمية الثانية واكتسبوا الخبرة الطاغية التى افتقد اليها المصريون ..

    لكن .. ولأن المقاتل المصري بطبعه كاره للهزيمة والاستسلام ولا يعرف معنى المستحيل .. تمكن الرعيل الأول من الضباط الذين كونوا لبنة الجهاز الأولى من جمع الكثير من المراجع وكتابات الخبراء وعكفوا بصبر مدهش على دراستها واستخلاص ذلك العلم الغزير نحتا فى الصخر ..

    وكان هذا الرعيل .. عدد من ضباط القوات المسلحة الشبان من من يمتلكون شجاعة وجسارة المقاتلين مع الذكاء الفطرى ..

    ومنهم على سبيل المثال .. فتحى الديب .. وعبد المحسن فائق .. وحسن بلبل .. وعبد العزيز الطورى .. وصلاح نصر وبطلنا .. البكباشي " المقدم " فى ذلك الوقت .. محمد نسيم الفهد الأسمر ..

    كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال ..
    كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه ..

    وعندما تولى اللواء صلاح محمد نصر الشهير بصلاح نصر رياسة جهاز المخابرات العامة كان محمد نسيم أحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل به مباشرة فى عدد من العمليات فائقة الحساسية وما أكثرها فى ذلك الوقت ..

    وفى بداية الستينيات كان جهاز المخابرات العامة مكتمل البناء .. وخاض العديد من العمليات العملاقة فى تاريخه ضد المخابرات الاسرائيلية والأمريكية .. وللحق ..
    فان انشاء الجهاز على صورته تلك .. كان لجهود رجاله وادارة صلاح نصر رئيس الجهاز على الرغم من انحرافه فيما بعد نتيجة للسلطة المطلقة التى تمتع بها فى ظل حماية المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش المصري وبطل فضيحة النكسة المريرة ..

    وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه .. اعادة تأهيل العميل المصري الأشهر " رفعت الجمال " الشهير باسم " رأفت الهجان "

    كان رفعت الجمال قد سافرالى اسرائيل فى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء " عبد المحسن فائق " المعروف باسم " محسن ممتاز فى المسلسل الشهير الذى حكى قصتة .. ومنذ أن تم زرعه فى اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا الا المعلومات التى أرسلها فى حرب العدوان الثلاثي .. وللحق فلم يكن هذا تقصيرا من رفعت الجمال .. أو معلمه عبد المحسن فائق .. بل كانت الظروف أقوى منهما لضعف الامكانيات التدريبية التى تلاقاها رفعت وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا فى ذلك الوقت ..

    وعلم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التى أمضاها رفعت فى اسرائيل فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فذ يتمكن أولا من السيطرة على رفعت الجمال صاحب الشخصية شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذى تركه اللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه .. وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريب والعمل ..

    وكان ضابط الحالة الذى تولى عملية الجمال هو عبد العزيز الطورى الشهير باسم " عزيز الجبالى " .. وبعد دراسة عميقة لشخصية رفعت .. ومع استحالة عودة اللواء عبد المحسن فائق من مقر عمله فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت .. لم يجد عبد العزيز الطورى الا قلب الأسد محمد نسيم المعروف بصرامته وشخصيته القوية ونبوغه الفائق وهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق ..

    وتم اللقاء بين قلب الأسد وبين رفعت .. ولم تمض ساعات على لقائهما الا وكان محمد نسيم وهو بالمناسبة الشهير باسم " نديم هاشم " فى مسلسل " رأفت الهجان .. وقام بدورة باقتدار بالغ الفنان المصري نبيل الحلفاوى فى واحد من أعظم أدواره على الاطلاق لا سيما وأن نبيل الحلفاوى كان يشبه اللواء محمد نسيم فى الشكل والأداء الى درجة مذهلة ..

    لم تمض ساعات على اللقاء بين العملاقين رفعت ونسيم .. الا وكان نسيم قد ألقي بغياهب شخصيته الفريدة فى وجه المتمرد النابغة رفعت الجمال ..

    وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود . كيفية التقدم المدهش هم فى مجال الأمن .. وكان فى أمس الحاجة الى من يريه تفوق بلاده .. وقد كان .. تمكن نسيم عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذى أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما ..

    وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق ..

    خرج رفعت الجمال فى مستوى ضابط حالة وهو المستوى الأعلى لأى عميل مدنى فى نظم المخابرات .. ووقع تحت الاشراف المباشر لعبد العزيز الطورى وللتدريب على يد محمد نسيم لتكتسب مصر كما رهيبا من المعلومات باغة السرية التى أرسلها رفعت لا سيما بعد تمكنه من بسط علاقاته ونفوذه فى مجتمع تل أبيب بتعليمات نسيم عبر شركة " سي تورز " والمعروفة باسم " ماجى تورز "

    وفى قلب تل أبيب واصل نجم المجتمع الاسرائيلي " جاك بيتون " وهو الاسم المستعار
    لرفعت الجمال وهو الاسم الذى عرف فى المسلسل بـ " دافيد شارل سمحون " .. وبلغت علاقاته حدا جعله صديقا شخصيا للجنرال موشي ديان وجولدا مائير رئيسة الوزارة الشهيرة ..

    كل هذا بفضل نبوغ رفعت الشخصي .. وبراعة معلمه الفذ " محمد نسيم " .. ومن قبل هذا وذاك النصرة الالهية لأناس نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم


    الصدمة ..

    كانت نكسة 67 .. مدمرة فى آثارها الى حد رهيب على العالم العربي أجمع ..
    الا أنها كانت ذات تأثير صاعق على الأسود الرابضة فى عرين المخابرات العامة المصرية الكائن فى حى حدائق القبة بالقاهرة الواقع خلف قصر القبة الشهير ..
    ولكى تتأملوا الأثر وتقدروه ..

    يكفي أن تعلموا أن مصر كلها ذاقت الهزيمة الا هذا الجهاز كان هو المنتصر على أى مقياس منطقي ..

    فقد تكفل رجاله ونجومه وعلى رأسهم رفعت الجمال بمعرفة كل التفاصيل الدقيقة والخرائط لخطة الحرب العسكرية فى 67 .. وقاموا بارسالها الى قيادتهم السياسية المغيبة .. ليفاجئ الأبطال بالنكسة وهم الذين كادوا يعطون قياداتهم أسماء الجنود والقادة من العدو اسما اسما لو طلبوا اليهم ذلك ..

    ولكن لعوامل كثيرة .. ليس هذا مكانها وقعت الواقعة وانهزمت مصر هزيمة ساحقة كادت تعبر بها حافة اليأس لولا توفيق الله والارادة الفولاذية التى قدت من الصخر ..

    وبدأت معارك الاستنزاف .. وتزلزلت القوات الاسرائيلية بكم العمليات الصادمة التى انتقت عيون أسلحة ورجال العدو مع المعلومات الغزيرة التى تولاها الرجال فى المخابرات العامة .. وذلك بعد تطهير الجهاز من قياداته المنحرفة ..

    وتولى محمد نسيم وأمين هويدى مسئولية اعادة الأمور الى نصابها فى جهاز المخابرات العامة عقب النكسة ..

    وأرسل عبد الناصر الذى كاد الندم يقتله .. الى محمد نسيم .. وتواعدا بالحديث وتقاسما الهم سويا ليتذكر عبد الناصر مدى قدرة الأسد الرابض أمامه وذكره باحدى عملياته التى لاقت شهرة واسعة على الرغم من سرية أعمال المخابرات فى العادة ..

    عملية الحج :الحفار كيتنج"



    كانت واقعة نية اسرائيل التنقيب عن البترول فى سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية .. وقد بعثت الى احدى الشركات الكندية لاستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لاستخدامه فى التنقيب وهو الحفار " كينتج " ..

    وقد خططت اسرائيل بدقة لهذه العملية .. وقامت عمدا باستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى .. لكى تعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند اقترابه من البحر الأحمر .. لأن مصر اذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها استعدت عليها ثلاث دول كبري على الأقل ..

    ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة لن تترك الحفار .. فقد احتاطت للأمر وقامت بتأمين الخطوط الملاحية للحفار القادم عبر المحيط الأطلنطى الى رأس الرجاء الصالح ثم البحر الأحمر .. وقامت بانتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة .. كما جند الموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأمريكية لمصاحبة الرحلة وحماية الحفار ..

    لكن من قال ان المصريين يعرفون المستحيل ..

    شكل محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية .. لتبدأ عمليه الحج .. وكان سبب تسميتها مزامنه أحداثها لموسم الحج
    وقام محمد نسيم بتجنيد عملاء المخابرات العامة فى الدول التى سيمر الحفار عبر سواحلها وأعطى أوامر بضرورة التفرغ لهذه العملية .. وقام باستقدام فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية .. حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير فى قلب البريمة الرئيسية للحفار لابطال مفعوله ..
    وبدأت لعبة القط والفأر بين نسيم ورجال الموساد ..

    وهناك .. فى أبيدجان الميناء الشهير لدولة ساحل العاج .. كان الحفار قد ألقي مراسيه بأمان للراحة .. وعلى الفور وبناء على الاستنتاجات المسبقة بعقله الفذ الذى أدرك أن أبيدجان هى الميناء المثالى الذى سيرسو عنده الحفار .. قام بحمل المتفجرات بنفسه ودار بها عبر أوربا وساحل افريقيا الشمالى وحط رحاله فى أبيدجان ولا أحد يعرف كيف تمكن من عبور مطارات خمس أو ست دول وهو يحمل هذه المتفجرات ..

    وكان فريق العمل أبطال البحرية قد سلك طريقا مماثلا عبر عدة عواصم أوربية حتى أبيدجان .. وفى فجر يوم العملية وصل الفوج الأول من الضفادع البشرية .. وبينما الكل فى انتظار الفوج الثانى علم محمد نسيم من مصادره فى أبيدجان أن الحفار فى طريقه لمغادرة ساحل العاج صباح اليوم التالى .. ليطير عقل محمد نسيم .. ويتخذ قراره بتنفيذ العملية بنصف الفريق فحسب .. وكان الحل السريع أن يكتفي نسيم بزرع المتفجرات تحت البريمة الرئيسية وأحد الأعمدة فحسب بديلا عن الخطة الرئيسية بتفجير البريمة والأعمدة الثلاثة

    وفى الفجر .. تسلل الأبطال تحت اشراف نسيم الى موقع الحفار وخلال ساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها .. ومضبوطة التوقيت على السابعة صباحا .. وخلال هذه الفترة أشرف نسيم بسرعة فائقة على سفر مجموعة العمل خارج ساحل العاج واستقبال المجموعة التى كان مقررا وصولها فى الصباح لتحط فى أبيدجان بطريقة الترانزيت وتكمل رحلتها خارج أبيدجان ..

    وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية .. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل .. حتى التقا عقربا الساعة عند السابعة صباحا ليتعالى دوى الانفجارات من قلب البحر .. ويصبح الحفار أثرا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان ..

    لكنه كان كالموسيقي الكلاسيكية فى أذنى نسيم ...

    والذى تأمل الحفار المحطم .. لترتسم ابتسامة نصر مشرقة ومألوفة على الوجه الأسمر الصارم ..

    وبعدها توجه نسيم الى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافا الى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب " مبروك الحج "

    هذا هو محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " والذى كتب قصته الأديب الراحل صالح مرسي وأخرجه المخرج يحيي العلمى .. لتنفجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج
    اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظروا حتى مجرد كلمة شكر ..

    أسود المخابرات العامة المصرية الأفذاذ .. العاملون فى صمت .. النائمون فى قلب الخطر .. رواد العظمة ..

    ونجمهم رجل المستحيل محمد نسيم الذى اتخذ دوره الى جوار زملائه فى حرب أكتوبر ليتمكن جهاز المخابرات العامة من احاطة ترتيبات الحرب بالسرية الكاملة حتى ساعة الصفر القاتلة للعدو ..

    لتخرج المراجع العالمية معترفة بانتصار المخابرات العامة المصرية على جهاز المخابرات الأمريكى والسوفياتى والاسرائيلي والبريطانى ..





    عندما يترجل الفارس



    ومع بداية الثمانينيات .. وبعد عشرات العمليات الناجحة وشهرة واسعة .. نالها الفهد الأسمر المصري اللواء محمد نسيم .. اعتزل البطل العمل السري ليخرج من جهاز المخابرات الى وظيفة مدنية كوكيل لوزارة السياحة المصرية ..
    وفى عام 1998م ..

    أسلم الفارس البطل .. روحه وجاد بأنفاسه الأخيرة بعد رحلة مثمرة فى محراب البطولة تتوارى الى جوارها صفحات التاريخ خجلا ..

    وتقدم جنازة البطل كبار رجال الدولة .. والعامة فى ميدان التحريرالذى يقع فيه مسجد عمر مكرم الذى خرج منه جثمان البطل ..

    وتساءل العامة فى فضول .. وهم يلقون نظرة على اللافته التى يحملها الجنود فى مقدمة الجنازة وتحمل اسم البطل

    ترى من يكون محمد نسيم




    لن أنســـاه مدي حياتي ... وأدعو الله دائما أن يرحمه ويسكنه واسع جناته




    د. يحي الشاعر


     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 26th September 2009, 08:16 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    الموضوع التالي أيضا ، يستكمل المعلومات المنشورة هنا ... وسيتم إضافة مواضيع أخري


    محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية

    https://www.almatareed.org/vb/showthread.php?t=303



    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 13th June 2010, 07:38 PM ووليد غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    ووليد
    Member





    ووليد is on a distinguished road

    افتراضي

    أنا : ووليد




    رحم الله تعالى جميع أبطال وشهداء مصر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    المخابرات العسكرية المصرية ونكسة حرب 1967، من أقوال الفريق محمد صادق مدير المخابرات ا د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 11 5th June 2013 07:01 PM
    حوار مع نائب رئيس المخابرات السعودية الأسبق "أحمد باديب" د. يحي الشاعر المخابرات والتجسس والجاسوسية 0 12th December 2009 05:13 PM
    هشام نسيم نجل أسطورة المخابرات المصرية «نسيم قلب هشام نسيم الأسد»: زواجى من إسرائيلية د. يحي الشاعر شهود على العصر 9 11th November 2009 07:51 AM
    محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية د. يحي الشاعر المخابرات والتجسس والجاسوسية 9 21st August 2008 11:18 AM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]