رويترز |إنفجار جديد بمفاعل باليابان..وانتشار الإشعاع بنسب تعرض حياة الإنسان للخطر
15-3-2011 | 08:54
مفاعل اليابان النووي
ارتفعت مستويات الإشعاع اليوم الثلاثاء في أعقاب انفجار بأحد المفاعلات بمحطة نووية تعرضت لأضرار شمال شرقي اليابان. وأعلنت الحكومة اليابانية اليوم الثلاثاء أن مستويات الإشعاع في المناطق المحيطة بالمفاعلات النووية وصلت إلى حدود خطيرة. وقال يوكيو إدانو كبير متحدثي الحكومة اليابانية "إننا نتحدث الآن عن مستويات للإشعاع يمكن أن تعرض صحة البشر للخطر".
وقالت الشركة التي تتولى تشغيل المحطة إنها تخشى احتمال أن يكون وعاء الاحتواء بالمفاعل قد تعرض للتلف. ووقع الانفجار في المفاعل رقم 2 من المحطة الواقعة في مقاطعة فوكوشيما وتضم ستة مفاعلات نووية.
ووقعت انفجارات هيدروجينية سابقة في المفاعلين 1 و3، وأفادت تقارير باندلاع حريق في المفاعل رقم 4. لكن وكالة أنباء كيودو اليابانية نقلت عن شركة "طوكيو إليكتريك باور" (تيبكو) التي تتولي تشغيل المحطة قولها إنه تم إخماد الحريق.
وأعلنت الحكومة اليابانية اليوم الثلاثاء أن مستويات الإشعاع في المناطق المحيطة بالمفاعلات النووية وصلت إلى حدود خطيرة. وقال يوكيو إدانو كبير متحدثي الحكومة اليابانية "إننا نتحدث الآن عن مستويات للإشعاع يمكن أن تعرض صحة البشر للخطر".
وذكرت شركة "طوكيو إليكتريك باور" أنه بعد الانفجار الذي وقع الساعة 0610 من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي (2110 من مساء الإثنين بتوقيت جرينتش) في المفاعل رقم 2، ارتفعت مستويات الإشعاع إلى 5ر965 ميكروسيفرت في الساعة، وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المسموح بها والتي تصل إلى 500 ميكروسيفرت في الساعة.
ونقلت وكالة كيودو عن الشركة قولها إنه في تمام الساعة 0831 صباحا تجاوزت مستويات الإشعاع 8217 ميكروسيفرت، وهو ما يزيد ثمان مرات عن نسبة التعرض للإشعاع المسموح بها سنويا. وأقرت الشركة باحتمال حدوث انصهار نووي، وهو حادث نووي خطير تنصهر فيه قضبان الوقود وتتلف.
وكانت الرياح وقت الانفجار في المفاعل الذي يقع على بعد 240 كيلومترا شمال العاصمة طوكيو تهب باتجاه الجنوب، وهو ما قد يزيد من مخاطر هبوب جزيئات مواد إشعاعية باتجاه العاصمة.
وأوضحت الشركة أنها أجلت العاملين في المحطة النووية، وأبقت فقط على نحو 50 عاملا لاستمرار العمل في محاولة تبريد المفاعلات ومنع حدوث انصهار. وأكد إدانو أنه يجب على السكان المقيمين على مسافة 30 كيلومترا من المفاعلات إغلاق أبوابهم ونوافذهم وعليهم أيضا عدم ارتداء أي ملابس كانت معلقة خارج منازلهم.
وكانت السلطات أصدرت أوامر للسكان الذين يقيمون على بعد 20 كيلومترا من المحطة النووية في فوكوشيما بمغادرة مناطقهم مطلع الأسبوع الجاري، وأكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أن الغالبية التزمت بهذه الأوامر وأخلوا مناطقهم.
وتعطلت أنظمة التبريد الحيوية في المفاعلات النووية في فوكوشيما بسبب زلزال مدمر يوم الجمعة الماضية بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر وأعقبته موجات مد عاتية تسونامي. وأوضح إدانو أنه لا يزال يتم ضخ المياه إلى المفاعلات 1 و2 و3 في محاولة لتبريدها، ويعتقد بأن درجات الحرارة يمكن أن تظل منخفضة.
ودعا رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان اليوم الثلاثاء مواطنيه إلى التزام الهدوء في مواجهة الأزمة المتفاقمة، لكنه حذر في الوقت نفسه من احتمال حدوث مزيد من التسربات الإشعاعية. وألقي باللائمة على تراكم الهيدروجين في الانفجارات التي حدثت في المفاعلين 1 و3.
وقبل وقوع أحدث انفجار ، كان عمال المحطة يواصلون جهودهم طوال فترة مساء أمس للحفاظ على برودة قضبان الوقود النووي للمفاعل رقم 2 ، عبر محاولات متكررة لضخ مياه البحر إلى المفاعل. واستخدمت مياه البحر لتبريد قلبي المفاعل 1 و2، وهي عملية يمكن أن تجعلها غير قابلة للعمل في المستقبل.
وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان في وقت سابق من اليوم الثلاثاء أنه سيقود بنفسه غرفة عمليات متكاملة للتعامل مع الأزمة النووية تضم مسئولين حكوميين وممثلين عن شركة "طوكيو إليكتريك باور" .
ونقلت وكالة كيودو اليابانية للانباء عن حكومة مدينة مايباشي الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة طوكيو ان مستويات الاشعاع في المدينة اعلى عشر مرات من الطبيعي اليوم الثلاثاء.
وقالت حكومة المدينة ان مستويات الاشعاع ارتفعت في طوكيو وذلك بعد اربعة ايام من الحاق زلزال وموجات مد عملاقة اضرارا بمحطة نووية في شمال شرق البلاد ولكن المستويات الان "ليست مشكلات على الاطلاق.
وجاءت زيادة نسبة الإشعاع في طوكيو بسبب الرياح القوية التي حملت البخار الإشعاعي، حيث كانت سرعة الرياح ما بين 2-3 متر في الثانية.
من جهة أخرى بعث ناوتو كان رئيس وزراء اليابان برسالة نصية الى مستخدمي التليفونات المحمولة في شتى أنحاء اليابان اليوم الثلاثاء يطلب منهم فيها الحفاظ على الطاقة، وذلك بعد أربعة ايام من الزلزال القوي وموجات المد العملاقة التي قضت على خُمس الطاقة النووية اليابانية.