موسم الهجرة الى الشمال

[أحمد سيف]

بسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ... أصدقائي ... أحبتي

تحياتي لكم جميعا من أرض المهجر ... أو من الوطن الجديد ... من أرض الثلوج والصقيع ... أو من أرض الخضرة والجمال ... من بلد الحرية والنظام ... أو من بلد المجهول والبدء من نقطة الصفر ... كل يراها من وجهة نظره ... وكل يفهمها بطريقته ... ولكن في النهاية لها أسم واحد ... كندا

بعد أن أكملت شهري الثاني هنا أعتقد أنه قد حان الوقت لأبدأ في نقل بعض مشاهداتي وانطباعاتي لكم حول رحلة الهجرة والاستقرار ... لا بهدف إثارة إعجابكم فليس في الأمر ما يستحق ... ولا بهدف الترويج لكندا أو التنفير منها فتلك ليست مهمتي ... ولا كذلك لإظهار موهبتي الروائية فأنا للأسف لا أملك منها الكثير ... بل لأساهم - ولو بقدر متواضع - في تقديم صورة واقعية عما مررت وأمر به من مواقف وخبرات عسى أن يساعد ذلك غيري في رحلة الهجرة والاستقرار كما استفدت - وما زلت - من تجارب ونصائح من سبقوني من الإخوة والأخوات المهاجرين.

وأنا وإن كنت أرى أن المدة التي قضيتها ليست كافية لتكوين رأي متكامل عن الحياة في كندا فإنها على الأرجح كافية لأن أنتقل من مرحلة "السائح" التي يمر بها غالبا من يأتي كندا في رحلة "لاندينج" الى مرحلة "المقيم" التي تسمح لي بالحكم على الأمور بقدر أكبر من الواقعية والموضوعية ... وهي كذلك ليست فترة طويلة بحيث أنسى معها تجارب وصعوبات الاستقرار الأولى ويجعلها بالتالي غير ذات قيمة للمهاجرين الجدد.

وفضلا عن خصوصية التجربة ككل تجارب المهاجرين الجدد فإن تجربتي لها ملمحين يميزانها عن كثير من تجارب الأعضاء الكرام الذين سبقوني في الكتابة ... أولهما أنني ورغم أن هدفي النهائي هو الهجرة والاستقرار لسنوات فإنني ما زلت الى اليوم مقيما هنا كطالب دكتوراه ولم أحصل على صفة المقيم الدائم بعد ... وثانيهما أنني قدمت الى كندا برفقة عائلتي كاملة منذ اليوم الأول وبهدف الاستقرار مع ما يتضمنه ذلك من تحديات إضافية.

أتمنى أن تسهم الانطباعات التي سأقدمها والتجارب التي سأسردها في تحقيق ما أرجوه من فائدة لمن يقرأها. وسأكون سعيدا بالإجابة عن أية أسئلة و استقبال تعليقاتكم وملاحظاتكم ونصائحكم كذلك.

ولنبدأ على بركة الله