قالها أحمد مطر من قبل :
أَعطِنا يا ربُّ جنسيةَ أمريكا لكيْ نحيا كراماً في البلادِ العربيّهْ!
وطَني ثوبٌ مُرقَّعْ
كلُّ جُزءٍ فيهِ مصنوعٌ بِمصنَعْ
وعلى الثوبِ نقوشٌ دَمَوِيَّهْ
فَرَّقَتْ أشكالَها الأهواءُ
لكنْ
وحّدَتْ ما بينَها نفسُ الهويَّهْ:
عِفَّةٌ واسعةٌ تشقى
وعهرٌ يتمتّعْ!
**
وطني: عشرون جزّاراً
يسوقونَ إلى المسلخ
قطعانَ خِرافٍ آدميّهْ!
وإذا القطعانُ راحتْ تتضرَّعْ
لم نجدْ عيناِّ ترى
أو أُذُناً من خارجِ المسلخِ.. تَسْمَعْ
فطقوسُ الذبحِ شأنُ داخليٌ
والأصولُ الدُوَليّهْ
تمنعُ المسَّ بأوضاع البلادِ الداخليّهْ
إنّما تسمحُ أن تدخُلَ أمريكا علينا
في شؤون السِلْمِ والحربِ
وفي السلْبِ وفي النهبِ
وفي البيتِ وفي الدربِ
وفي الكُتْبِ
وفي النومِ وفي الأكلِ وفي الشُربِ
وحتّى في الثياب الداخليّهْ!
فإذا ما ظلّتْ التيجانُ تلمعْ
وإذا ظلّتْ جياعُ الكوخِ
تستجدي بأثداءِ عذاراها لتدفَعْ
وكلابُ القصرِ تبلعْ
وإذا لم يبقَ من كُلِّ أراضينا
سوى مترٍ مربّعْ
يسعُ الكرسيَّ والوالي
فإنَّ الوضعَ في خيرٍ.. وأمريكا سَخِيَّهْ!
**
فَرّقتنا وحدةُ الصَفِّ
على طَبلٍ ودُفِّ
وتوحّدنا بتقبيل الأيادي الأجنبيّهْ:
عَرَبٌ نحنُ.. ولكنْ
أرضنا عادتْ بلا أرضٍ
وعُدنا فوقَها دونَ هويّهْ.
فبحقِّ "البيتِ"
.. والبيت المُقَنّعْ
وبجاهِ التبعيّهْ
أَعطِنا يا ربُّ جنسيةَ أمريكا
لكيْ نحيا كراماً
في البلادِ العربيّهْ!