جريمة باسم يوسف في حقنا
هناك مفهوم متعلق بنظرية السيادة، هو مفهوم "الإنسان المستباح"! وهو قطاع من الشعب تعتبره الدولة في حالات الطوارئ "إنسانا بلا حقوق، يجرّد فيها من مواطنيته، ويمكن لأي أحد أن يقتله دون عقاب، لأن السلطة والقطاع الأوسع من الشعب قد اتفقا أنهم يستحقون ذلك، أو أن ذلك ضرورة في حالة استثناء عارضة". أبرز الأمثلة: اليهود في معسكرات الاحتجاز النازية.
هذه الحالة هي التي نجحت دولة 3 يوليو في فرضها، بدعم النخب السياسية والإعلامية، وبدعم شعبي واسع. صار على إثرها الإسلاميون "بشرا مستباحين"، للدولة أن تتعامل مع "خطرهم" دون أدنى قيد قانوني أو أخلاقي، قتلا وسجنا وهتكا للعرض، ولن يشعر الشعب بأدنى ذنب، إذ نحن في "حالة استثناء\حرب"، بل قد يصحب ذلك رقصا في الشوارع، أو في "البرنامج" على خشبة مسرح راديو!
رقصة باسم الساقطة ليست أصل جريمته، بل هي فرعٌ. جريمته هي تماهيه مع اعتقاد الدولة وحالة الفاشية يومئذٍ التي صُنّفنا وفقها كـ"بشر مستباح"! لذا فهو دائما كغيره من الفاشيين يكثر من ذكر أخطاء الإسلاميين -معيّرا بها أراملهم وأيتامهم في الحقيقة- لا لتبرير رقصته فقط، بل لتبرير ما وقع عليهم من مذابح. بدأ ذلك من يوم مذبحة الحرس، ولم ينته حتى اليوم!
ابحث في كل تصريحاته وتدويناته على مدار عامين ونصف: لن تجد أي وصف لرابعة بالـ"مذبحة"، فضلا عن التضامن مع أهلها!
تدوينته الأخيرة التي يدافع فيها عن نفسه أبلغ دليل على عدم شعوره بأدنى إشكال في إراقة دمائنا.
هو يجادل عن نفسه بتعداد أخطاء الإخوان السياسية، لكي يرد عليه الإسلاميون: والبرادعي أخطأ وحمدين فعل وووو. كان هذا "هريا" متبادلا بين شباب التيارات قبل المذابح! رابعة كانت محل خلاف سياسي قبل 14 أغسطس. بعد هذا اليوم فارقت رابعة ساحة الجدل السياسي إلى ساحة التضامن الإنساني عند كل سويّ الفطرة. المجرم المنحطّ لا يزال بعد سنين ثلاث يدافع عن موقفه منها بتعداد أخطاء الإخوان! لماذا؟ لأنها لم تنتقل عنده للمربع الإنساني أصلا، ببساطة لأن من ماتوا فيها كانوا "بشرا مستباحا" في "حالة استثنائية"!
يقول الفاشي في تدوينته الأخيرة: ( الحلقة اتعرضت بعد شهرين و نص تقريبا بس برضة مالوش دعوة بالفكرة مجرد وضع الأحداث في السياق الزمني) يعني و لا كان الناس بتتقتل و احنا عمالين نغني على المسرح و لا حاجة. البلد كلها كانت تحت حظر تجول."
منتهى الفاشية والاستباحة! لماذا؟
لأن الحيوان الفاشي عرض حلقته يوم 25 أكتوبر، يعني شرع في إعدادها مثلا قبلها بأسبوع! يعني بعد أقل من أسبوعين على مذبحة يوم 6 أكتوبر، التي قضى فيها فيها 53 شهيدا في الدقي ورمسيس! 53 إنسانا يُذبحون، ثم هو يغني "السيسي لعبها صح". معذور! هو لا يكاد يبصر بشرا تُقتل، وإنما خرافا تذبح!
مشهد 6 أكتوبر هذا أنكره الجميع لو تذكرون. مشهد راقصات يرقصن في التحرير وهن يستمعن لزخات الرصاص تخترق صدور المتظاهرين على بعد مئات الأمتار، ويواصلن الرقص لساعات!
ببساطة: هن لم يجدن أدنى حرج! القتلى على بعد أمتار "أناس مستباحون"، ونحن نرقص في سبيل الوطن، دعما لسلطته التي تخوض حربا على الإرهاب في حالة استثنائية! عملية في منتهى الطبيعية والاعتيادية!
ما الفارق بين تلك الراقصات في التحرير وبين باسم وخالد وشادي وأيمن وتار على مسرح راديو؟ الفارق أسبوعان فقط، هي فترة إعداد الحلقة! باسم والراقصات: كلا منهما اعتبرنا "بشرا مستباحا"، فلم يشعر أصلا بذبحنا!
لذلك فباسم تحديدا دون غيره حسابه معنا عسير، عسير جدا! في الدنيا، أو يوم يقوم الأشهاد. هو عندنا مجرم فاشي مساهم في استباحة دمائنا بهز خصره.
باسم عندنا في نفس السلة، مع القاتل اللي "لعبها صح".
https://www.facebook.com/permalink.p...00009444620435