https://dostor.org/authors/11/60/10/april/18/13595 اقتباس الحقائب..جاهزة الإثنين, 19-04-2010 - 11:31الأحد, 2010-04-18 20:27 وائل عبد الفتاح .. الحكاية متوقعة. شخص كبير في الحزب الوطني.. كبير بقدرته علي عبور الحواجز ومعرفته بأساليب الصعود وتقديم الخدمات.. ليبقي تحت أقدام الحاشية الأقرب إلي قصر الرئاسة. الكبير دفع الثمن غاليًا ليصل إلي منصبه في الحزب، ووصل بعد أن أزاح أستاذًا جامعيًا صدّق الحزب وإمكانية التغيير من الداخل، لكنه فوجئ بأن متطلبات المنصب تحتاج إلي «بلطجي» قادر علي تنفيذ عمليات من نوع اغتصاب المتظاهرات. طلب الجامعي الاستقالة، وقالوا له: «معندناش حد يمشي.. إحنا اللي بنمشي بس..». هنا ظهر «الكبير» بطل الحكاية. قدم خدمات وحصل علي المنصب مقابلها. وطرد الجامعي بعد أوامر بالخرس وعدم فتح فمه للصحافة. فرصة تاريخية جعلت صاحب الحكاية يحتل موقعه المميز بجوار أحد كبار النظام.. وأصبح هو إحدي الأوراق في لعبة صراع الأجنحة والحرس القديم والجديد.. وأصبح شريكًا في لعبة الصراع لكنه اكتشف أن اللاعبين كلهم أصابهم قلق فجائي. وهذه الحكاية: انتقل القلق من المستويات العليا إلي الوسيطة التي ينتمي إليها صاحب الحكاية، هذه القيادات الوسيطة للحزب أدركت بغريزتها أن القلق يسيطر علي كبارهم، وأنهم جميعًا يجهزون أنفسهم لشيءٍ ما في المستقبل. المهم أن الرجل الذي دفع ثمنًا للوصول إلي موقعه سعي إلي كل السفارات التي يمكنه الحصول علي تأشيراتها، وجهز حقائبه للقفز في أول طائرة وإلي أي مكان. هذا ما حكاه هذا الكبير لأصدقاء شكا لهم من أن الحزب في حالة «تثبيت»، لا أحد يتحرك سوي أحمد عز، وحده ينفرد بكل شيء، ويختار مرشحين - من وجهة نظر صاحب الحكاية - لا يمتلكون مقومات الترشيح؛ لأنهم لا يملكون المال اللازم لمعارك الانتخابات في العصر السعيد الذي نعيشه. يعتقد الرجل أن أحمد عز يسيطر علي الحزب بالأموال.. ولن يخفي علي أحد الآن أنه من الجماعة التي ترتاح لاحتكار القرارات في يد المجموعة الصغيرة المحيطة بجمال مبارك والتي اختصرت في أحمد عز. صاحب الحكاية أكد أن حقائبه جاهزة، وقال في الجلسة الحميمة إن هذا ليس شعوره وحده.. بل شعور عام في أوساط الحزب الحاكم. لا أعرف في الحقيقة إلا أن هذه الحكاية لم تُقل في اجتماع حزبي أو في لقاء سياسي. بل كانت في زيارة حميمة لمكتب الرجل الذي يفخر باقترابه من «كبار» يحكمون البلد. الحكاية.. تشير إلي المناخ الذي تعيشه دائرة من دوائر المجموعات المحيطة بالحكام.. هل هو شعور بالقلق من التغيير؟ أم بانفلات الأمور..؟ أم هي نفسية هروب طيعة لمن اخُتطف منصبه.. في حزب اختطف البلد..؟ الحكاية يمكن أن تكون معروفة في أوساط ضيقة.. وربما تكون قديمة والحقائب جاهزة دائمًا.. وفي فترات سابقة ارتفعت معدلات شراء المسئولين المصريين شققًا وبيوتًا في أوروبا وأمريكا وكندا. كيف يمكن أن يحكم مصر من يشعر بالقلق والحاجة إلي الهروب..؟!