[خالة عواصف]

عندما سقطت طائرة جيت إير فى فلوريدا .. وهى من الولايات السياحية وبها كثافة سكانية ايضا .. كانت المفاجأة عدم استطاعة السلطات انتشال الطائرة وركابها رغم الحصول عليها بمنطقة برارى ومستنقعات .. ولكن عجزت فرق الانقاذ قبل أن تبدأ بأى خطوة ونأت بنفسها عن تلك النوعيات من الاغاثة التى اعتبروها مغامرة غير محسوبة العواقب ..

نعم هم يعلمون مكان سقوط الطائرة .. وتم تصويرها بدقة من الفضاء .. لكن التواجد على الارض مخاطرة لها تقديرات اخرى غير خاضعة لأجواء ولا أهواء .. وكانت الصدمة اذا كان هذا الحال بولاية معروفة ولها تواجدها وحضورها السياحى والاعلامى والتعليمى وبها كثافة سكانية .. مابال الولايات دون ذلك ..

حادثة اوكلاهوما الشهيرة والتى تسبب عمل ارهابى امريكى الى انهيار اكبر مبنى حكومى فيدرالى بها .. واذا بقوات الاغاثة تستغرق اكثر من اسبوع لازالة الركام وانتشال الجثث والمصابين .. وأدى التأخير الى مزيد من الضحايا .. الامر الذى افزع المواطنين الامريكان والذين وضعوا ثقة فى قدرات سلطاتهم .. تصوروا معها امكانية فعل ذلك فى ساعات بل سويعات او دقائق قليلة .. ولكنها الحقيقة هم امام واقع وليسوا بدور عرض لأفلام بات مان ولا سوبر مان ولا الرجل الامريكى الخارق .. هى قدرات بشرية تتفاوت فى قدراتها وامكاناتها ..

بعد حوادث اليمين المتطرف ببعض الولايات الامريكية اكتشفت السلطات وجود ميليشيات على أراضيها وبجبالها تمارس تدريباتها بأقصى طاقاتها دون علم السلطات .. بل ان التعامل معها تطلب الكثير من المفاوضات والمساومات وتنازلات لتحجيم نشاطاتها ..

الهجرات الغير شرعية للولايات الجنوبية لامريكا خاصة كاليفورنيا وتكساس والتى عجزت السلطات عن منعها واكتفت بتحجيمها للحد من تسلل المهاجرين عبر الحدود الامريكية مع المكسيك .. تلك الهجرات كشفت عن التقدير الفعلى لحجم السلطات الحدودية .. هى امكانات بشرية تتفاوت تبعا للامكانات المادية والمهارات فى التعامل مع المتسللين ..

وقد يتعجب الكثير من تواجد اكبر جالية عربية بولاية ميتشجان بالشمال الشرقى لأمريكا رغم برودة الطقس الذى لا يتلائم والمناخ الذى أتى منه المهاجرين العرب والمسلمين .. ماسبب اختيارهم لتلك الولاية الباردة الكئيبة ببدايتها والتى لا تتناسب والأجواء المشرقة التى اتى منها العرب .. لما اختيار تلك الولاية وهناك البديل ولايات بالوسط والشرق والجنوب تتلائم وما اعتادوا ونشأوا عليه من ظروف مناخية وبيئية .. لما العناء والمشقة فى التأقلم مع هذا الكم من الثلوج والبرودة والتى تتطلب اكتساب مهارات واسلوب حياه للتعايش معها .. ولكنه الواقع الذى بقدر الله فرض على المهاجرين العرب وعلى امريكا هذا الاختيار الاضطرارى ..

ميشجان لها اطول حدود مائية مع كندا وتحيط بها اربع بحيرات مما ساعد على الهروب من كندا الى امريكا .. الامر بغاية السهولة وله كوادر متخصصة فى تلك الصنعة دخول امريكا عبر كندا .. ولأن الحصول على تأشيرة كندا كان ومازال ايسر بكثير من دخول امريكا .. فكانت كندا بوابة الدخول لامريكا .. وتحولت ولاية ميتشجان الباردة النائية ملجأ واستراحة للمهاجرين عبر كندا واول محطات استقبال العرب وخاصة المصريين .. وبالتدريج فتحت بزانس استقبال وفنادق وتحولت الى الاستيطان بها ..

والى الآن لم ولن تستطع امريكا تأمين حدودها الشمالية مع كندا ولاحتى المكسيك .. الأمر فوق طاقتها التى هى حصيلة مجموعة طاقات بشرية وامكانات مخلوقات من خلق الله العلى القدير ..