في ذروةسباق الزمن الذي تخوضه تل أبيب ضد إيران لمنعها من دخول النادي النووي العالمي، يستذكرالإسرائيليون بكثير من الأسى والحسرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حين اعتمدعليه كثيرا رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، أما اليوم فإن خليفته نفتالي بينيتلا يجد في جو بايدن بديلاً مناسبا لكبح جماح خامنئي.
رغمذلك، فلا يبدو أن تل أبيب بوارد أن تخوض صراعًا عامًا مع الإدارة الديمقراطية كما فعلنتنياهو مع باراك أوباما، لكن أوساطها السياسية ترى أنها قد تتخذ نهجًا جديدا تجاهإيران، يقوده نفتالي بينيت ويائير لابيد، منطلقه الأساسي اللعب على وتر أن إيران تشكلللولايات المتحدة تهديدًا استراتيجيًا، ولإسرائيل تهديدا وجوديا.
أريئيلكهانا ذكر في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "إيران تعتبر لأمريكا مصدر قلقكبير، لأنها رأس أخطبوط يرسل أسلحة مميتة خانقة عبر المنطقة، وحينما طرح نتنياهو موضوعإيقاف إيران على الأجندة العالمية، فقد أجبر أوباما فعليا على فرض عقوبات عليها، ثمالتوصل معها إلى اتفاق يوقف برنامجها النووي، لكن الإيرانيين سرعان ما عاودوا السباقلتطوير البرنامج النووي بالفعل في وقته، ورغم العقوبات".
وأضاففي مقال ترجمته "عربي21" أنه "إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لتكرارسيناريو كوريا الشمالية مع إيران، فهذا يعني أنها ستخدع الأمريكيين، الذين لم يثيروابعد قضية استخدام القوة ضدها، على اعتبار أنهم يرون أن الخيار الدبلوماسي هو الطريقالوحيد، في حين أن تل أبيب، بغض النظر عمن يقودها، لا تستطيع أن تتصالح مع النهج الأمريكي،وهي تدرك جيدا أنه عاجلاً أم آجلاً، سيكون عليها مواجهة إيران، على الأقل في المرحلةالأولى ستفعل ذلك بمفردها".
يتزايدهذا النقاش حول إمكانية تخلي واشنطن عن تل أبيب عند لحظة الحقيقة من خلال طرح سؤالهاالجديد القديم الخاص بإيران: أين هو الخط الأحمر الذي يعني تجاوزه من قبل إيران الضغطعلى زر التفجير؟ ويعني ذلك ضرورة التوصل بين تل أبيب وواشنطن، ومتى لا يمكنهم التسامحمع الإيرانيين في معركة كسب الوقت، مما يتطلب الاتفاق الإسرائيلي الأمريكي على نقطةالصفر، والحيلولة دون أن تواصل إيران التقدم، وإلا فإن الأمر يعني حينها طرح أسئلةأخرى.
وفيظل القناعة الإسرائيلية بأنه لا توجد استراتيجية أخرى تجاه إيران غير المواجهة العسكرية،فهناك دعوات متزايدة بألا تتصرف تل أبيب بمفردها، صحيح أنها طورت قدراتها على التصرفبمواجهة التهديدات التي تواجهها، لكن الحديث يدور عن قدرات تبدو متواضعة أمام دولةقوية مثل إيران.
وصحيحكذلك أن تل أبيب ترى نفسها مطالبة بأن تفعل كل ما بوسعها لمنع إيران من أن تصبح نووية،لأنه أمر محل توافق واسع للغاية، لكن في هذه المرحلة لا ينبغي لها أن تعمل بمفردها.
يحاولالإسرائيليون الاستعانة بتسويق صور تمرين "العلم الأزرق" الذي حصل بمشاركة15 دولة، وإجراء 70 طائرة لـ880 طلعة بمشاركة 1500 طيار، وهي متأكدة أن إيران تتابعتوثيق هذه الصور وتحفظها، على أمل ان تلتقط رسالة تل أبيب بأنها تعمل بالتنسيق مع ائتلافغربي لمواجهتها، دون التأكد أن إيران ستكون مردوعة من هذه التصاوير الموجهة.
مزيد من التفاصيل