أعلنت شرطة برلين، يوم الإثنين، أنه تحقق في شأن مدوّن عبر "يوتيوب" نشر تسجيل فيديو يظهره متجولاً في شوارع العاصمة الألمانية بزي عربي تقليدي وهو يجرّ ويجلد شخصاً غطى وجهه بصورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتأتي هذه الخطوة بعدما أثار الرئيس الفرنسي موجة سخط في أوساط المسلمين في بلدان عدة، إثر تصريحات دافع فيها عن الحق في نشر رسوم الكاريكاتور باسم حرية التعبير، عقب قطع رأس المدرّس الفرنسي سامويل باتي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، على يد مهاجر إسلامي، بعد عرضه على تلامذته رسوماً كاريكاتورية عن النبي محمد.
وأوضحت شرطة العاصمة الألمانية عبر "تويتر" أن المدوّن ارتدى زياً عربياً تقليدياً، "وجرّ وراءه بحبل أحد معارفه، بعدما وضع له شعراً مستعاراً وقناعاً بوجه ماكرون في حي نيوكولن، ثم وجه له إهانات وادعى توجيه ضربات له".
وفي تسجيل مصوّر نشر السبت على الشبكة الاجتماعية، يظهر شاب يرتدي زياً عربياً تقليدياً أبيض مع كوفية حمراء وبيضاء على الرأس، وهو يجر شخصاً آخر في الشارع يرتدي زياً أسود مع شعر مستعار وقناع على شكل وجه إيمانويل ماكرون.
ويجر صاحب المقطع الرجل وراءه كالعبد في شارع مكتظ بالمارة جنوب برلين، حيث يعمد إلى جلده بين الحين والآخر. ويتبع بضعة شبان هذه المسيرة في الحي الذي يضم عدداً كبيراً من المهاجرين العرب.
ويبلغ المدوّن صاحب الفيديو نحو عشرين عاماً، وعرّفت عنه صحيفة "تاغشبيغل" الألمانية على أنه السوري فايز كنفش المقيم منذ سنوات في برلين.
وينشر المدوّن عبر قناته على "يوتيوب" عشرات الفيديوهات ذات الطابع الترفيهي، رغم أن بعض المحتوى المقدّم يعكس منحى دينياً، بما في ذلك فيديو نشره أخيرا يستوقف فيه بعض المارة من الألمان في ساحة كبيرة في برلين، لسؤالهم عما إذا كانوا يعلمون ما ينبغي عليهم فعله إذا ما أرادوا اعتناق الإسلام.
وفي ظل عدم درايتهم بالمطلوب لهذه الغاية، يطلب المدوّن السوري من هؤلاء النطق بالشهادتين موضحا لهم أن ذلك يتيح اعتناق الإسلام للراغبين بذلك. وفي النهاية، يقدم لهؤلاء هاتفاً أو جهاز كمبيوتر محمولاً.
وقد شهدت بلدان ذات غالبية مسلمة في الأيام الأخيرة تظاهرات مناهضة لفرنسا بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون في شأن حرية نشر الرسوم الكاريكاتورية.
وفي ألمانيا حيث أبدت المستشارة أنغيلا ميركل تأييدها للرئيس الفرنسي، تجمع عدد قليل من المتظاهرين المناوئين لماكرون الخميس والجمعة في برلين، تحديداً أمام بوابة براندنبورغ حيث مقر السفارة الفرنسية، مطلقين هتافات مناوئة لفرنسا ورئيسها.
(فرانس برس)
مزيد من التفاصيل
