منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - للمتشدقين بقدسية العلم ونظرياته وعدم تقبل نقده !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 21st October 2016, 07:19 PM NazeeH غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 13
NazeeH
Moderator
 






NazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond reputeNazeeH has a reputation beyond repute

NazeeH's Flag is: United States

افتراضي

أنا : NazeeH





ومما حذرنا الله منه من أوصاف السباع ما جاء في قوله : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف : 175 -176].

" فشبه - سبحانه - من أتاه كتابه ، وعلمه العلم الذي منعه غيره فترك العمل به واتبع هواه وآثر سخط الله على رضاه ، ودنياه على آخرته ، والمخلوق على الخالق : بالكلب الذي هو من أخبث الحيوانات وأوضعها قدراً وأخسها نفساً وهمته لا تتعدى بطنه وأشدها شرها وحرصاً ومن حرصه أنه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض بتشمم ويستروح حرصا وشرها ولا يزال يشم دبره دون سائر أجزائه وإذا رميت إليه بحجر رجع إليه ليعضه من فرط نهمته وهو من أمهن الحيوانات وأحملها للهوان وأرضاها بالدنايا . والجيف القذرة المروحة أحب إليه من اللحم الطري والعذرة أحب إليه من الحلوى وإذا ظفر بميتة تكفي مائة كلب لم يدع كلبا واحدا يتناول منها شيئا إلا هر عليه وقهره لحرصه وبخله وشرهه . . . وفي تشبيه من آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه (سر بديع) وهو أن الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته واتباعه هواه إنما كان لشدة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة فهو شديد اللهف عليها ولهفه نظير لهث الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه واللهف واللهث شقيقان وأخوان " (التفسير القيم: 443) .

ومما قبحه الله من حال بعض العباد عند نفرتهم من ذكره ما جعله شبيها بالحمر عند نفرتها مما تخشى ضرره كما قال – تعالى - : {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ, كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ, فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}[المدثر: 49 - 51] .

" أي: كأنهم في نفارهم عن الحق، وإعراضهم عنه حُمُر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد، قاله أبو هريرة، وابن عباس - في رواية - عنه وزيد بن أسلم، وابنه عبد الرحمن. أو: رام، وهو رواية عن ابن عباس، وهو قول الجمهور" (تفسير ابن كثير : 8/246- 247).

وحذر الله – تعالى – عباده من التشبه بالحمير في موضع آخر حال كونهم لا يعملون بما علمهم الله ، كما قال – تعالى - : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الجمعة : 5] .

" فقاس من حمَّله - سبحانه - كتابه ليؤمن به ويتدبره ويعمل به ويدعو إليه ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع له ولا تحكيم له وعمل بموجبه كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها وحظه منها حمله على ظهره ليس إلا فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعايته " (إعلام الموقعين : 1 / 197 ) .


من سلسلة مقال الخطيب (5) : زجر الأنام عن التشبه بأخلاق السباع والأنعام

 

 


 
رد مع اقتباس