منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - ♥ أنـــــــت لــــــي ♥
عرض مشاركة واحدة
قديم 8th June 2011, 01:39 PM مدى غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 8
مدى
Brigadier General
 






مدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond reputeمدى has a reputation beyond repute

افتراضي تكملة الحلقة الثانية

أنا : مدى




ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .


أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !


كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !



" وليد ، تعال إلى هنا "



نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .



" نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "


و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :



" خذ رغد لبعض الوقت ! "



" ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "



لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :



" أريد أن أسبح ! "


" هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "



أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :


" هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "



ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !


جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !



اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة



رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !



أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها ...



" أوه كلا ! "



أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا .


غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا



" وليد كيف تركتها تغرق ؟ "


" أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "


" ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . "



غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا كي أراقب الأطفال !



" أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر "



و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا .



في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي


رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد .



" أرأيت ؟ "


استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي ...


كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .


عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة !


يا لخبث هؤلاء الأطفال !



نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :


" إنها تحبك أنت يا وليد ! "



قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال .



" وليد ، نظف أطراف الصغيرة و البسها هذه الملابس "



تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !



ربما أكون قد سمعت شيئا خطا !



" ماذا أمي ؟؟؟ "


" هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "



كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل ...


و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !



أما جديدة لرغد !



نعم ... لقد كنت أما لهذه المخلوقة ...


فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !


و في الواقع ...


كنت أستمتع بهذا الدور الجديد ...


و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد ان أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع ... و أشعر بسعادة لا توصف !



هكذا ، مرت الأيام ...


و كبرنا ... شيئا فشيئا ...


و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك ... أو يدرك أحد ... أصبحت تعني لي ...



أكثر من مجرّد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر !

 

 


 
رد مع اقتباس