لم يكن المنتخب الأردني لكرة القدم يستحق الخسارة بنتيجة 1-3 أمام المنتخب المصري، في ربع نهائي بطولة كأس العرب، بل كان يستحق الخروج بفوز كبير ومفاجئ، لولا بعض التفاصيل الصغيرة وسوء الحظ الذي لازم منتخب "النشامى"، خاصة في الشوط الأول من المباراة.
نشامى المنتخب الأردني في مباراة اليوم أمام مصر، وبالرغم من الخسارة، إلا أنهم أعادوا الهيبة للكرة الأردنية التي ضاعت في السنوات الأخيرة، وهذا يتطلب من اتحاد الكرة والجهاز الفني، العمل على تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات التي ظهرت خلال مرحلة الإعداد وخلال منافسات البطولة أيضاً.
نجوم المنتخب الأردني، تفوّقوا على أنفسهم في الشوط الأول، ومسحوا امتعاض الجماهير من سوء أدائهم في مباريات دور المجموعات، وبالتأكيد فإنّ أداء المنتخب الأردني أمام مصر لم يأت من فراغ، بل جاء نظراً لتخلّي الفريق عن رتمه الدفاعي المعتاد، وهو ما فاجأ به المنتخب المصري الذي كان يتوقع تقوقعاً للاعبي الأردن في ملعبهم، ليأتي الرد مغايراً ومعاكساً، ما منح الأردن أفضلية وفرصاً بالجملة كانت كفيلة بإنهاء الشوط الأول بعدد من الأهداف.
خسارة "النشامى" غير المستحقة أمام مصر، جاءت لتفاصيل صغيرة، أبرزها تخلّي الجهاز الفني عن النسق الهجومي، بعد إخراج يزن نعيمات الذي أرهق دفاعات مصر، وكان يفترض أن يُواصل الأردن اندفاعه الهجومي، من خلال الإبقاء على نعيمات، وإشراك حمزة الدردور في الجهة اليسرى، ومحمود مرضي في الجهة اليمنى، مع الإبقاء على نعيمات في العمق الهجومي. فهذه الخطوة أفقدت "النشامى" خطورتهم، ومنحت المصريين فرصة التقدم والزيادة العددية، ما تسبب في تغيير السيناريو.
كما أنّ الجانب البدني لعب دوراً في منح مصر الأفضلية، خاصة وأنّ مدرب الفريق احتفظ بالتبديلات للوقت المناسب، ما منح الأفضلية والتفوق للمنتخب الشقيق الذي يضم نخبة من اللاعبين المهاريين.
منتخب "النشامى" ودّع بطولة كأس العرب، بأداء تصاعدي تجلّى في مباراة اليوم، وكسبت الكرة الأردنية نجوماً أمثال يزن نعيمات ونور الروابدة وعلي علوان ومحمود مرضي. هذا الرباعي الهجومي المرعب الذي أكد أنّ الكرة الأردنية ينقصها فقط خطوات جريئة في الواجبات الهجومية لتكون في مقدمة الفرق المنافسة في جميع المشاركات العربية والآسيوية.
خرج المنتخب الأردني بشرف في هذه البطولة، ولا بد من البناء على هذا المنتخب، استعداداً لظهور مميز في نهائيات آسيا في الصين 2023.
مزيد من التفاصيل
