"الإعلام جسراً للتفاهم - كيف نواجه حالة الاستقطاب؟" كان هذا عنوان الجلسة الاستثنائية التي عقدها النادي الإعلامي المصري الدنماركي أمس والتي أدارها السيد أيمن الصياد الخبير الإعلامي والمستشار السابق لشئون الإعلام للرئيس محمد مرسي. وقد شارك في الجلسة كل من شريف عامر مقدم برنامج "الحياة اليوم" وأحمد أبوهيبة المدير التنفيذي لقناة مصر 25, ونادر بكار عضو الهيئة العليا لحزب النور, وألبرت شفيق مدير قنوات أون تي في. استهل الصياد الجلسة بسؤال وجهه لنادر بكار جاء فيه: "هل الإعلام مسؤول عن حالة الاستقطاب التي نعيشها حاليا, وإن كان مسؤولا فهل يمكن أن يلعب دورا في ذلك أم ماذا؟ قال بكار: "أن فكرة اتهام الإعلام بخلق حالة الاستقطاب قديمة ولكنها برزت بشكل كبير في الأونة الأخيرة, وأكد على أهمية الاختلاف وأن ثمة فارق كبير بين الاختلاف والخلاف. وأنه لا يوجد ما يُعرف بالإعلام المحايد فكل قناة لها رؤيتها الخاصة بها والتي تعكس خلفية المؤسسة التي تديرها ولكن على الأقل لابد من وجود مساحات يتوافق عليها الجميع ومعايير موحدة تمثل مرجعية للإعلام". وأضاف بكار أن الإعلام بجميع قنواته سواء "ذات التوجه الإسلامي أو الليبرالي أو تلك التابعة للدولة مسئول بنسبة لا تقل عن 60% من حالة الاستقطاب السياسي الجارية في المجتمع المصري. كما أن هذه القنوات هي التي باتت ترتب الأولويات لرجل الشارع وإحداث حالة من الفرقة بين أبناء البيت الواحد والترويج بشكل واضح للشعار الذي أطلقه جورج بوش الإبن "من ليس معنا فهو ضدنا". وشدد بكار على أن اعتماد القنوات على إظهار رأى من جانب واحد يمثل تحيزا بينا حيث أنها لا تعتمد فكرة الرأي والرأي الأخر". ومن جانبه رفض شريف عامر هذا الاتهام الموجه للإعلام المصري في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد والتي تشهد اضطرابا كبيرا وتخبطا عقب ثورة 25 يناير المجيدة. وأشار إلى أن الاستقطاب موجود بالفعل وكل الدور الذي يقوم به الإعلام هو عملية عرض وطرح لهذه الحالة دون أن يصنعها بشكل شخصي. والكثير من القنوات الإعلامية مسئوولة عن مخاطبة الجماهير دون أن تتدخل في تغيير أفكار الأغلبية التي سيكون لها الدور الأكبر في حسم نتيجة الاستفتاء المزمع إجراؤه الأسبوع القادم. بينما قال ألبرت شفيق:"إن الإعلام ليس صانع هذا الاستقطاب بل إنه موجود بالفعل ولكن هناك تحيز إعلامي واضح من قبل مقدمي البرامج حيث لا يتم الاهتمام بتقديم الحلول بل تكتفي وسائل الإعلام بطرح القضية وفقط. كما أكد على أهمية أن تلتزم القنوات الإعلامية بطرح كل الآراء ولا تستثني رأي أو وجهة نظر دون الأخرى. وكذلك لابد من مراعاة المهنية والموضوعية بغض النظر عن الفكرة المطروحة. فكل وسيلة لها توجه سياسي وتحيز للرؤية التي تقدمها". وأكد الصياد: "أن غالبية الناس قد انشغلت في أحداث الاتحادية بمعرفة إلى أي فئة ينتمي القتيل أكثر من محاولتهم البحث عن القاتل الحقيقي والسبب وراء سفك الدماء. وكأن هذه الاشتباكات تحولت إلى مباراة لكرة القدم وأرواح القتلى بمثابة الأهداف. كما أن الجميع بات يتاجر بدماء القتلى سعيا لإبراز أن قتلاه هم الأكثر وأنه هو صاحب الحق وأن الجانب الأخر هو المسؤول عن سفك الدماء. وأوضح الصياد أنه من الطبيعي حودث اختلاف في الآراء والتوجهات الحزبية ولكن هذا لا يبرر العنف واستخدام السلاح في وجه الأخر. كما أنه ليس من حق أحد أن يكفر الأخر أو يتهمه بالخيانة لمجرد الاختلاف معه في رؤيته للأحداث". وفي الوقت ذاته قال أحمد أبوهيبة المدير التنفيذي (لقناة مصر 25): "لقد ظل الاستقطاب ثقافة مجتمعية لفترة طويلة نعيشها في بلادنا يوميا. كما أنه لا يوجد في الإعلام أبيض وأسود فقط بل لابد من وجود مساحة رمادية بين الخطين. والمجتمع المصري بحاجة ماسة للتواصل الأن. وعن تجربة قناة (مصر 25) قال أبوهيبة: "حاولنا في القناة أن لا نلغي الأخر ونسعى لعكس وجهة نظره دون المساس بهوية القناة أو الخروج عن النص. وذكر أنه يمكن أن يصنع جسرا للتواصل ولكنه لا يمكنه إجبار أحد على العبور ومن ثم لابد أن يكون التواصل رغبة مجتمعية". وفي نهاية الجلسة أكد الصياد على أن الإعلام في مصر سيواجه تحديات صعبة خلال الأيام القادمة. وشدد على أن الحل لمنع الاستقطاب هو: بالإتاحة الكاملة وعدم المنع على الإطلاق لكل القنوات. ولابد للجميع أن يعرفوا الرجال بالحق وليس العكس. وأن يعمل الجميع من منطلق قول الإمام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".
مزيد من التفاصيل
