سوريا .. الشآم
مقدمة ضرورية جدا ..
كانت خلال القرن المنصرم تخضع لمن يستيقظ باكرا..
انقلابات متتابعة تمكنت من التخلص من جيل كامل من الوطنيين السوريين انتهوا بين معتقل ولاجئ ومغتال ..
ثم كان الانقلاب البعثي
تمخض الانقلاب عن سلسلة من التغييرات الداخلية في الحزب حتى تمكن النصيريون (غيروا اسمهم إلى علويين) من السيطرة على الحزب بالكامل .. والأنكى أن جناحا نصيريا معينا انقلب على إخوانه من النصيريين واستولى على مقدرات الدولة منذ العام 1970 حتى يومنا هذا ..
حافظ الأسد تخلص من كل - جميييييييييييع- من خالفه أو شك في ولائه المطلق لشخصه ..
جثم على صدور السوريين حتى توفاه الموت .. وورث !!
الوريث المستجد في عالم السياسة .. ورث تركة مثقلة بمختلف أنواع الفساد والمفسدين ..
مراكز قوى متشرذمة ومتجذرة تمرست في نهب خيرات سوريا وجارتها لبنان ..
أجهزة امنية سلطوية غرست أنيابها في أعناق الناس بشراسة ..
فقد كان حكما لم يتورع عن قصف مدينة سورية بالمدفعية الثقيلة والطيران تحت سمع وبصر الغرب كله ..
جريمة المدينة العريقة أنها كانت محافظة متدينة وقد مالت نحو الإخوان المسلمين في زمن كانت العمارة التي يحتمي بها إخواني تدمر على من فيها ..
هكذا كانت تركة حافظ الأسد التي ورثها ولده بشار الذي لم يكن والده قد انتهى من تأهيله للميراث الثقيل .. نظرا لأنه صرف جل جهده في تأهيل ابنه البكر "باسل" لهذه المهمة .. لكنه فضل أن يستبق والده إلى القبر .. فأسقط في يده وانصرف إلى الابن الثاني بشار الذي لم يكن "غاوي" سياسة .. بل إنها الظروف تلك التي فرضت عليه التسيُّس ..
خلال ساعات بعد الجنازة اجتمع مجلس الشعب السوري ليقر تعديلا دستوريا يسمح للوريث الشاب أن يحكم -دستوريا- البلد الذي لم يجد منقذا له غيره ..
كان من الطبيعي أن يتخلص الملك الشاب من بعض أركان النظام الموروث ويحل محلهم من يرتاح لهم هو ومجموعة مستشاريه الجدد ..
هل تبدل شئ في سوريا بحلول الشاب محل العجوز الذي أزمن الحكم والمرض؟
لا بأس في قليل من الانفتاح الاقتصادي .. وحلحلة السوق باتجاه نوع من السيطرة المخففة للدولة ودخول رأس المال الخاص شيئا فشيئا لكن ...........
مع بقاء سيطرة الأجهزة الحزبية والأمنية التي تدين لجيوبها قبل النظام .. كان من الطبيعي أن تذهب أحجام كبيرة من رؤوس الأموال إلى تلك الجيوب حتى تتمكن بالباقي من اقتطاع أجزاء من تورتة واعدة منتشية بوعود انفتاح أطلقت لكن لا يدري الحاكم توقيت تنفيذها ..
تضاعفت الأسعار .. وانخفض الدعم على السلع الضرورية .. وبقيت الدخول مقيدة بكادر وظيفي عقيم أكل عليه الدهر وشرب ..
الحل في الرشوة .. والسلب والنهب ..
وكله إلا الإعلام !!!
الإعلام خط احمر لا يجب الاقتراب منه بأي حال .. ومن يتقرب منه عليه أن يتعلم الطرق المريحة في التسبيح بحمد الملك وتمجيد أحلام أولاد جلالته .. وإلا ..
وللحديث بقية ..