منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - كل تصريحات قادة السلطة كاذبة .. تداعيات تفريط عباس الجديد
عرض مشاركة واحدة
قديم 23rd October 2010, 04:10 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 9
أسامة الكباريتي
Field Marshal
 






أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

افتراضي

أنا : أسامة الكباريتي




معنى يهودية الدولة


محمد علي الحلبي





منذ فترة قريبة استأثرت فكرة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بصيغتيها المباشرة وغير المباشرة بالساحة السياسية الإقليمية، بل العالمية إلى حد ما. لقد كثر الحديث عنها متضمنا التحليلات لأبعادها، وكذلك التوقعات المحتملة لنتائجها إثر لحظة الاتفاق لتكون مباشرة وبرعاية أميركية، وبحضور نظامين رسميين عربيين أفضل ما يمكن وصف حضورهما به هو "الغيب"، وقدامى العرب أطلقوا اسم الغيب على المكان الذي لا يُدرى ما فيه ولا حتى ما وراءه.
إضافة إلى أن بعض الأنظمة العربية الرسمية أيدت سراً أو علنا هذه المباحثات، وعندما تتوالد وتتكاثر قلة المعرفة وعدم الإدراك والضياع تغذيها عوامل مرغوبة لذاتها (مصلحه ذاتية، والمحافظة على حكم نظام الأسر، والاستئثار بغنائم السلطة الكثيرة، والتوريث)، والطريق لتحقيقها يمر عبر بوابة الالتزام الدقيق بتنفيذ الإملاءات والرغبات المغايرة لأماني الشعب العربي، عندها يصبح الغيب غيوبا واضعا الأمة العربية في حالة مأساوية لا قِبل لها بها.
فليس لديهم إلا التمسك بالشرعية الدولية التي زاد عمرها عن النصف قرن، فملّها الناس وملت بدورها من المتحدثين عنها بدون أفعال تدعمها.
والطرف الثاني "الإسرائيلي" الذي يصول ويجول قادته، ويضعون الشروط والاشتراطات وكان من أخطرها الاعتراف بيهودية الدولة، بينما يفرضون على الطرف الأول عدم وضع أي شرط، بل العودة لنقطة الصفر وبداية جديدة مُلغين بذلك كل المباحثات التي تمت منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم.
والطرف الثالث "الأميركي" الذي أتقن فنّ المراوغة والمداهنة والرياء، فهو حيادي نظريا، منحاز كليا، وعملي للإسرائيليين بفعل عوامل مصلحية داخلة في صلب السياسة الأميركية متأصلة فيها ولا عودة عنها، وما يُقال عن بقية الأطراف التي أسهمت، والتي قد تسهم مستقبلا في المباحثات، فأفضل تسمية لهم هي "كمالة العدد"، وهو تعبير عاميّ أي لا وزن ولا قيمة لهم فهم طيّعون لأوامر الراعي.

لقد شكلت "إسرائيل" وعلى مدار العقود الماضية بؤرة خطر وإزعاج، وقلق ونصب لحبائل الموت على البلدان المجاورة لها، فكانت الحروب المتعددة والصراعات غير المحددة الزمن وغير المحدودة الأنماط والأشكال فكثرت أنواعها وتنوعاتها، بل تمادت في غيّها وفي توسيع حلقات دوائر التآمر لتشمل الدول المحيطة بالأقطار العربية. وعلى سبيل العدّ لا الحصر، التآمر مع دول منبع نهر النيل ضد مصر والسودان..
فإسرائيل العماد والركيزة الأساسية لاستنزاف ثروات المنطقة لإضعافها ضمانا للمصالح الاستعمارية الجديدة، لكن الشعار الذي يبدو أنه جديد وهو يهودية الدولة إنما هو في حقيقته قديم وُلد مع ولادة العقيدة اليهودية، وخطورته الآن تتمثل في العودة إلى التاريخ القديم وصراعاته الدينية المدمرة.
وتتجلى الخطورة في بندين: الأول شمولي، والثاني خاص بالقضية الفلسطينية، فالشمولي تتركز فيه تغطية المصالح بتنوعاتها بغطاء ديني لتأخذ حدّة أكبر ولتخلف آثاراً من الصعب إغفالها أو تناسيها، وهذه الظاهرة تتوسع في هذه الأيام لتصبح سِمة من سمات عصرنا (صراعات دينية) وإن كانت مخالفة لكل الشرائع السماوية، فالله جلت قدرته قال في كتابه العزيز: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" سورة الحجرات، الآية: 13.
وعن الشق المتعلق بالقضية الفلسطينية، فيعني إلغاءه لحق العودة للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وسيعني مستقبلا حتمية ترحيل من بقي في الأرض المحتلة بعد عام النكبة وتعدادهم يقدر بـ1.5 مليون عربي فلسطيني.
وفي عودة إلى جذور الفكر اليهودي سنجد أن الركن الأساسي لعقيدتهم ينطلق من أنهم شعب الله المختار، فهم "الأخيار" وكل شعوب العالم قاطبة يعتبرونهم من "الأغيار"، ويصدمنا قول "أشعيا" في كتاب الدين اليهودي إذ يقول: "بالوجوه إلى الأرض يسجد لك ويلحسون غبار رجليك".. "بنو الغريب يبنون أسوارك، وملوكهم يخدمونك، تتفتح أبوابك ليؤتى إليك بغِنى الأمم وتقاد ملوكهم".."يقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتدعون كهنة الرب، تأكلون ثروة الأمم، وعلى مجدهم تتآمرون".

من هذه الرؤى انبعثت العقيدة اليهودية، فالغرباء عندهم مجرد خدم لديهم، ثروتهم ليست لهم، بل "للأخيار". ومع هذا الوضع المزري المقرر للأغيار والذي سيضعونهم فيه فلا بد من التآمر عليهم، لا بل وإمعانا في الإذلال، عليهم لحس وتنظيف أرجلهم من الغبار!!.. لنتصور وفق هذه المقولة إلى أين وصل التمييز بين بني البشر؟!..
وعندما نبحث في أقوال المسؤولين الإسرائيليين جميعهم نرى مدى إيمانهم واعتقادهم بمقولة "أشعيا"، فحول أوهام السلام يقول صاحب معاهدة السلام مع مصر مناحيم بيغين: "لن يكون سلام لشعب إسرائيل، ولا في أرض إسرائيل، ولن يكون هناك سلام للعرب أيضا، ما دمنا لم نحرر وطننا بأكمله من النيل إلى الفرات حتى ولو وقعنا مع العرب معاهدة الصلح".
وقد سبقه للتعبير عن هذا الهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون يوم قيام "دولة" إسرائيل عام 1948 إذ قال: "ليست هذه نهاية كفاحنا، بل إننا اليوم قد بدأنا، وعلينا المُضي لتحقيق الدولة التي جاهدنا في سبيلها من النيل إلى الفرات".

"وفي إطار العقلية المجرمة التي لا تكتفي بالقتل والاحتلال، بل تريد محوّ التراث الديني المُقام على الأرض الطاهرة مسيحيا كان أو مسلما، يقول مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل: "إذا حصلنا يوما على مدينة القدس، وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي عمل فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق جميع الآثار الموجودة ولو مرّت عليها قرون".
في عام 1983 وفي أكتوبر/تشرين الأول جدّد ثانية رئيس بلدية تل أبيب الهوية والمهنة للفلسطينيين في قوله: "يجب أن نقتل جميع الفلسطينيين ما لم يرتضوا بالعيش هنا كعبيد"، وفي كتاب "العرب في إسرائيل" للكاتب صبري جرجس ينقل في كتابه عن أوري لوبراني المستشار الخاص للشؤون العربية لرئيس الوزراء بن غوريون عام 1960 ليظهر مدى التطابق في قوله وفيما قاله "أشعيا" مقولته: "سنعمل على تحويل السكان العرب إلى مجتمع حطابين، ونُدُل" والنادل: الخادم الذي يقدم الطعام.

في كثرة المتاهات والشِباك التي تُنصب قبل وأثناء المفاوضات بدعم كبير من الراعي غير المحايد، تبرز فكرة الحدود الآمنة المطلوبة إسرائيليا، ورغم أن في ذلك مجافاة وبعدا عن المنطق، فالأمن يجب تحقيقه لمن اُعتدي عليه أي الضحية، وليس للجلاد، فإن رئيسة وزراء العدو غولدا مائير وفي عام 1969 نادت بهذه المقولة: "ليس عندي شك في أنه عندما يأتي اليوم الذي يكون فيه إمكان حقيقي للسلام لن يتنازل أحدنا -والتعبير هنا مطلق يشمل جميع المسؤولين- عن شبر واحد من الأراضي التي يمكن أن تضمن حدودا آمنة".
لكنها وفي 10/7/1969حددت مرحلياً الحدود الآمنة عندما خاطبت الجنود الإسرائيليين بقولها: "إن الآخرين لن يحددوا حدودنا إذ إنه في أي مكان تصلون إليه وتجلسون فيه تكون حدودنا"، وتتوسع في مراميها وطموحاتها، وبعد هزيمة عام 1967 وفي زيارة لها إلى بلدة "أم الرشراش" (إيلات) هتفت قائلة: "إنني أشم رائحة أجدادي في الحجاز، وهي وطننا الذي علينا استعادته".

وعن الفلسطينيين ومأساتهم القديمة ونزوحهم عن أراضيهم، والمأساة القادمة التي يُطمح ويخطط لها وفق شعار يهودية الدولة التي يجب أن تبقى حكرا على اليهود، فالأحاديث تماشت مع العقيدة الصهيونية. فمنذ عام 1937 قال بن غوريون: "يجب علينا طرد العرب وأخذ أماكنهم"، وفي عام 1948عاد ليحدد بدقة أكبر مصيرا للاجئين: "يجب القيام بكل شيء لضمان أن الفلسطينيين لن يعودوا أبدا"، مؤكدا لزملائه عدم عودتهم بقوله: "الكبار في العمر سيموتون، والصغار سوف ينسون"، وعن العرب الباقين (عرب 48) وللتخلص منهم قال: "يجب أن نستخدم الإرهاب والاغتيال والترهيب ومصادرة الأراضي وقطع جميع الخدمات الاجتماعية لتخليص الجليل من السكان العرب".
ويجاريه الرأي، وبعد أربعة عقود زمنية، رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون عندما يقول في أغسطس/آب 1988: "إنك ببساطة لا تحمل الناس في شاحنات وتذهب بهم بعيداً، إنني أفضل التوصية بسياسة إيجابية أن نخلق في الواقع وضعا يدفع الناس إلى أن يغادروا".
وفي ذات الإطار العقائدي لمفهوم يهودية الدولة، والنظرة اليهودية المتعالية تجاه الشعب العربي بل شعوب العالم، يقول الحاخام ياكوف بيران: "مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي" (المرجع: نيويورك ديلي نيوز, فبراير/شباط).


يتبع...............

 

 


 
رد مع اقتباس