منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - فيلم أوسلو.. ما أجمل الصهاينة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 29th December 2021, 03:40 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 1
Field Marshal
 





المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

Lightbulb فيلم أوسلو.. ما أجمل الصهاينة!

أنا : المستشار الصحفى





ثمة كثير من الملل والانزعاجتكبدته وأنا أشاهد فيلم "أوسلو"، الصادر في أيار/مايو 2021. على أن هذا الانزعاجلم يكن، في تقديري، راجعا لجرعة العنصرية الكامنة ضد الفلسطينيين، والمحاولات المستميتةلإظهار الفيلم؛ باعتباره عملا فنيا محايدا، بينما هو في الحقيقة يكاد يحتوي مقولات الصهيونيةكلها.. لم يكن انزعاجي لهذه الأسباب فحسب، بل ثمة أسباب أخرى فنية بحتة، تجعل الفيلمشديد الركاكة.


أتصور أن من التبعات الفنيةللعنصرية أن صانع العمل يجد نفسه منذ البداية مضطرا لافتعال واقع زائف ومنحاز لما تمليهعليه عنصريته، بغض النظر عن العلاقات الحقيقية بين البشر. هذا بالطبع يضرب العمل الفنيفي مقتل؛ لأنه يجبر صانع العمل على اختراع علاقات غير صادقة بدافع من الانحيازات الشخصية.لتوضيح ذلك، يمكنني تصور مخرج عنصري يصنع فيلما يصوّر البيض على أنهم الأخيار والسودعلى أنهم الأشرار. لن تكون المشكلة هنا أخلاقية فقط، بل ستكون في مدى افتعال تلك العلاقةبين البشر؛ لأننا جميعا نعلم أن بين هؤلاء وأولئك أخيار وأشرار. لذلك حين تطغى السياسةعلى الفن يصبح العمل الفني مملا، ركيكا، حتى لو وافق هوانا السياسي؛ لأن الغاية الطيبةلا تبرر رداءة العمل فنيا. لذلك أيضا خلدت الأعمال التي تسخر من الديكتاتورية وفي الوقتذاته تستوفي معايير الجمال الفني.

هذا المدخل ضروري برأيي حتى أوضح موقفي من فيلم أوسلو.


منذ بدايته، وقع فيلم أوسلوفي هذا النوع من الفخاخ؛ فخاخ التنميط العنصري الذي يعجز تماما عن رؤية الحقيقة الواقعية.منذ البداية بتصوير الاضطرابات السياسية والانتفاضة الفلسطينية على أنها أعمال عنفمتبادل بين "نديْن" أو شعبين متكافئين في القوة والعنف. منذ اللحظة الأولىتسود لغة الخطاب الكاذب، الذي يروج لفكرة أننا شعبان متحاربان، غارقان في صراع ينتميإلى الماضي، فلماذا لا ننظر إلى المستقبل بعين الأمل والتعاون والمحبة؟ وهو السؤالالذي يعجبني لو لم يسأله ذلك الصهيوني الذي وقف يقول لجارته الفلسطينية: إذا لم أسرقبيتك، سيأتي غيري ويسرقه.


سيكون هذا السؤال البريء مفعمابالأمل حقا لو أن الذين يطرحونه لا يبنون رؤيتهم للتعايش على كون البشر مختلفين باختلافأديانهم، بحيث يكون للصهيوني حق في انتزاع بيت من بيوت الشيخ جراح، لمجرد أن مالكه عربيمسلم أو مسيحي حتى، ولمجرد أن سارقه يهودي صهيوني. لقد طرح مثقفون فلسطينيون مخلصون(محمود درويش مثلا) طروحات كثيرة تبحث عن نوع من التعايش الذي لا بد منه لإيقاف نزيفالدم، شريطة أن يبدأ من نقطة راسخة: بشر متساوون في الحقوق والواجبات، لا يمكن انتهاكحقوقهم الأساسية، فهل قبلت إسرائيل بأي طرح من هذا القبيل؟


هل قبلت إسرائيل بأي طرح من هذا القبيل؟

من المفارقات المضحكة في الفيلم، أنه لا يرى شيئا من الواقع، بل يتصور واقعا مفتعلا حد الإضحاك، مثلما يروج العنصريونالبيض مثلا عن السود بأنهم مجرد وحوش مجرمة.. رغم أنهم يعيشون معهم على الأرض ذاتها.هكذا تختلق العنصرية علاقات وهمية وتصدقها. مثلا: حين يعرف وزير مالية منظمة التحريرالفلسطينية "أحمد قريع" بأنه سيلتقي بأستاذ اقتصاد إسرائيلي، يضطرب، يقولبأنه لم يلتق بإسرائيلي من قبل.


وحين يلتقي به، ويحرك الإسرائيلييده في أثناء الكلام، يتراجع قريع مضطربا كأن محدثه سيقتله مثلا! لماذا لا يعلم صناع الفيلمأن الفلسطيني العادي يلتقي بإسرائيليين كثيرين لأنهم محتلو أرضه؛ يلتقيهم عند المعابروفي نقاط التفتيش، والمباني الحكومية، والمطارات وغيرها، دون أن يرتعب الفلسطيني ويتراجع"مخضوضا" لأن يد رجل إسرائيلي تحركت أمامه! هذا بالتحديد ما أزعجني منذ البداية:كيف يصنع أحد فيلما عن فلسطين دون أن يعرف المعلومات البديهية والمعطيات اليومية فيحياتهم؟


بالطبع، يتذاكى صناع الفيلم،يتصورون أنه من الممكن إقناع العالم أن الفلسطينيين مجرد همج منحطين، كلما اختلف مفاوضفلسطيني مع نظيره الإسرائيلي زعق فيه. وحين تناول مفاوض إسرائيلي عرفات بمزاح خفيف،هاج المفاوض الفلسطيني وأصر على ضربه! أما آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا،ويُقتلون، على الهوية، فلا نكاد نرى منهم أحدا في الفيلم. حتى لحظة مقتل فتى فلسطيني(لأنه يعتدي على جنود الاحتلال) حتى تلك اللحظة، لا يعرضها المخرج إلا بعيني جندي صهيونيرقيق القلب، ينظر بذهول نحو مكان سقوط الشهيد الفلسطيني، الذي لا تظهر جثته حتى، وبلاقطرة دم واحدة على شاشة المشهد!


يقسم الفيلم البشر إلى الأنواع التي يحبها ويكرهها

كما أن "حسن" مساعدالمفاوض الفلسطيني، الشيوعي، رجل متجهم ذو شارب ثقيل وبنيان ضخم، حاد الملامح، سليطاللسان، عدواني، يقابله مساعد المفاوض الإسرائيلي، المبتسم دوما، طيب الملامح، سريعالبديهة، والأهم: دائم التحمل لاعتداءات نظرائه الفلسطينيين الأوغاد. هكذا إذن!
في الفيلم اعتمد الكاتب والمخرجحيلا ضعيفة فنيا لإثارة مشاعر المشاهد. منها مثلا كثرة الزعيق وشدته، بلا مبرر، بالإضافةإلى قدر غريب من النظرات المصطنعة، التي تبدو نوعا من "الميكب" أكثر من كونهانظرات طبيعية للبشر. ثمة دراما أخرى تحاول خلق توتر بشكل غير مقنع. مثلا: يعرقل المفاوضالفلسطيني المفاوضات، فيخرج المفاوض الإسرائيلي غاضبا، ليجد حلا سحريا: يصطحب صاحبالبيت وزوجته للرقص في مرآب البيت لتهدئة أعصابه، ثم يعود للمفاوضات متحملا سخافة هذينالفلسطينيين. أرأيت إذن كم هم إنسانيون ومحبون للفن هؤلاء الصهاينة؟!


من مظاهر ابتعاد الفيلم عن وقائعالحياة، واعتماده نهجا تنميطيا يقسم البشر إلى الأنواع التي يحبها ويكرهها، بناء مشهدكامل على حوار بين مفاوض فلسطيني وصهيوني، بحيث ينتهي الحوار إلى مصادفة مدهشة: كلاهمالديه طفلة اسمها مايا؛ هكذا يكتشفان في ذروة درامية مضحكة كيف أنهما شعب واحد ينبغيأن يعيش في سلام، أليس لابنتيْهما الاسم ذاته؟ أما الفارق الهائل في توزيع حقوق المواطنةبينهما، وأما حرمان أحدهما من كل شيء تقريبا ومنح الآخر كل شيء.. فهذا يبدو لصناع الفيلمأمرا هامشيا، لا نحتاجه في وقت تصفية الأجواء وفتح صفحة السلام الجديدة.


هذا الفيلم، بتقديري، نوع منالبروباجندا الصهيونية، كما أنه ضعيف فني، مليء بالزعيق والنظرات المتشنجة، والمضحكةفي آن معا!



مزيد من التفاصيل

 

الموضوع الأصلي : فيلم أوسلو.. ما أجمل الصهاينة!     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

 

 


 
رد مع اقتباس


Latest Threads By This Member
Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
كوريا الجنوبية تتهم جارتها الشمالية بتدريب... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 2nd May 2024 09:30 AM
بايدن يتحدث عن "معاداة السامية" بالتزامن مع... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 2nd May 2024 09:30 AM
"يونيسف" تحذر من كارثة في حال اجتياح رفح..... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 2nd May 2024 09:30 AM
ناشطات سعوديات تعرضن لأحكام قاسية بالسجن.. تعرف... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 2nd May 2024 09:30 AM
"بلومبيرغ": هذا هو الهدف الحقيقي وراء زيارة... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 2nd May 2024 09:30 AM