منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - منهج التابعين في تفسير القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
قديم 11th February 2013, 02:28 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 2
أسامة الكباريتي
Field Marshal
 






أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

افتراضي

أنا : أسامة الكباريتي





2 ـ تفسير القرآن بالسنة:

لا شك أن السنة مبينة للقرآن موضحة له قال الشاطبي: وهي راجعة في معناها إلى الكتاب، فهي تفصيل مجمله وبيان مشكله، وبسط مختصره[1][302]، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم بكلام الله وأكثر قدرة على فهم نصوص الآيات من غيره مع ما أوحاه الله تعالى من المعاني، فهو صلى الله عليه وسلم: ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) (النجم ، الآية : 3)، وقال صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه[2][303].

يقول ابن تيمية: فإن قال قائل، فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن... إلى أن يقول ـ فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له،
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال تعالى: ((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)) (النساء ، الآية : 105) . وقال تعالى : ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) (النحل ، الآية : 44). وقال تعالى: ((وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) (النحل ، الآية : 64[3][304]).
وقد اتفق العلماء على أن الأخذ بالسنة واجب والعمل بها حتم وتحكيمها فرض بل جاء عن مكحول التابعي أنه قال: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن[4][305].
وقد كثر عن التابعين النقول التي تدل على شدة متابعتهم للسنة، قال ربيعة للزهري: إذا سُئلت عن مسألة فكيف تضع؟ قال: أحدث فيها بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم فعن أصحابه، فإن لم يكن عن أصحابه اجتهدت رأيي[5][306]، ومما يدل على عظيم احتفائهم وعنايتهم بالمروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قل أن نجدهم يخالفون ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من تفسيره .

وفيما يلي بعض الأمثلة الدالة على ذلك:
أ ـ فمن هذا ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)) (الفاتحة، آية:6). قال صلى الله عليه وسلم: اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال[6][307].
وبذلك فسرها: مجاهدٍ[7][308]، وسعيد بن جبير[8][309]وغيرهما. قال ابن حاتم: لا أعلم خلافاً بين المفسرين في تفسير((الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)) باليهود، و((الضَّالِّينَ)) بالنصارى [9][310].

ب ـ ومنه أيضاً ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في بيان قوله: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)) (البقرة ، الآية 187). قال صلى الله عليه وسلم: هو سواد الليل وبياض النهار[10][311]، ولم يخالف في ذلك أحد من التابعين وبه قال الحسن[11][312]، وقتادة[12][313].

جـ ـ من ذلك ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام في تفسير معنى الظلم الذي ورد في قوله تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)) (الأنعام ، الآية : 82). قال صلى الله عليه وسلم حين شق ذلك على أصحابه فقالوا: أيُّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال: ليس بذلك ألم تسمعوا قول لقمان: ((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم [13][314])). وهذا هو المنقول عن التابعين قال به: إبراهيم النخعي، وقتادة، ومجاهد، وسعيد بن جبير[14][315].

س ـ ومنه ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير للسبع المثاني في قوله تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)) (الحجر ، الآية : 87). قال صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج، فذكرته، فقال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته[15][316]. وهذا التفسير هو المروي عن سعيد بن جبير والحسن، ومجاهد، وقتادة[16][317].

ش ـ ومن ذلك بيانه صلى الله عليه وسلم لمعنى: الأمة الوسط، التي وردت في قوله تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) (البقرة، آية: 143). ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)) قال((عَدُولاً))[17][318]وبهذا التفسير قال: مجاهد، وعطاء وقتادة[18][319]. هذه بعض الأمثلة التي اعتمدها التابعون في تفسير القرآن الكريم بالسنة النبوية.
------------------------------------------



المصدر نفسه (2/628) الموافقات (4/12) .[1][302]

سنن أبي داود رقم 4604 .[2][303]

الفتاوى (13/363) .[3][304]

تفسير التابعين (2/629) تفسير القرطبي (1/30) .[4][305]

جامع بيان العلم وفضله (2/75) تفسير التابعين (2/637) .[5][306]

موار الظمآن في زوائد ابن حبان رقم 224 .[6][307]

تفسير الطبري (1/188) .[7][308]

الدر المنشور (1/41) .[8][309]

تفسير ابن أبي حاتم رقم22، تفسير التابعين (2/638) .[9][310]

البخاري ، ك التفسير الفتح (8/182) .[10][311]

تفسير الطبري (3/510) .[11][312]

تفسير الطبري (3/510) .[12][313]

البخاري ، ك التفسير الفتح (8/294) .[13][314]

تفسير التابعين (2/639) .[14][315]

البخاري ، ك التفسير الفتح (8/381) .[15][316]

تفسير التابعين (2/641) .[16][317]

مجمع الزوائد (6/316)رواه أحمد (3/9) صحيح .[17][318]

تفسير التابعين (2/641) .[18][319]

 

 


 
رد مع اقتباس