واصلت تحويلات الأردنيين العاملين في الخارج انخفاضها خلال العام الحالي بسبب التداعيات السلبية لجائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط الذي أثر على اقتصاديات دول الخليج العربي الأكثر تشغيلا للأيدي العاملة الأردنية من مختلف الاختصاصات.
وحسب أحدث بيانات للبنك المركزي الأردني أطلعت عليها "العربي الجديد"، فقد انخفض إجمالي تحويلات الأردنيين العاملين في الخارج خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنسبة 10% لتصل إلى 2.21 مليار دولار مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي، فيما تراجعت بنسبة 11.5% خلال أغسطس/ آب الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه.
وكان البنك الدولي توقع في تقرير أصدره الثلاثاء الماضي انخفاض تحويلات المغتربين المالية (الحوالات) إلى الأردن بنسبة 12% خلال العام الحالي، بسبب الأثر السلبي لاستمرار تباطؤ معدلات النمو العالمي جراء جائحة كورونا المستجد في العالم.
وتعتبر تحويلات المغتربين أحد المصادر المهمة للعملة الصعبة إلى جانب الاستثمار الأجنبي المباشر والدخل السياحي والإيداعات بالدولار علاوة على إيرادات الصادرات.
وبدأت تحويلات الأردنيين في الخارج تتأثر سلباً منذ تداعيات هبوط أسعار النفط على اقتصادات الخليج فضلا عن تداعيات جائحة فيروس كورونا، فيما تتوقع الحكومة عودة آلاف المواطنين من الخارج بعد إنهاء خدماتهم في مناطق عملهم على أثر هذه التداعيات.
وقال رئيس جمعية الصرافين الأردنيين، عبد السلام السعودي لـ"العربي الجديد" إن انخفاض تحويلات الأردنيين بخاصة في منطقة الخليج العربي كان متوقعا بسبب التداعيات السلبية لانخفاض أسعار النفط وأزمة كورونا ما أثر على اقتصاديات الدول المنتجة للنفط، وبالتالي تعرض كثير من الشركات وقطاعات الأعمال لخسائر كبيرة تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا.
وأضاف أن أثر انخفاض تحويلات المغتربين خلال الفترة المنقضية من العام الحالي بدا واضحا من خلال هبوط تعاملات شركات الصرافة المحلية في تلك الفترة حيث تشكل التدفقات المالية من المغتربين أحد أهم العوامل لتحريك سوق الصيرفة.
ويتجاوز عدد المغتربين مليون شخص موزعين على حوالي 70 دولة بحسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة الخارجية، 80% منهم في دول الخليج و11% في الولايات المتحدة وكندا و3% في أوروبا، و3% في باقي الدول العربية، والنسبة المتبقية في مختلف بلدان العالم.
من جانبه قال رئيس المرصد العمالي الأردني (مؤسسة مجتمع مدني)، أحمد عوض، لـ"العربي الجديد": من المتوقع أن تشهد تحويلات المغتربين الأردنيين مزيدا من الانخفاض خلال الفترة المقبلة حيث بدأت أعداد منهم بالعودة إلى البلاد بعد تسريحهم من العمل أو تخفيض رواتبهم بشكل لم تعد تغطي التزاماتهم المالية هناك.
وأضاف أن عودة المغتربين ستؤدي أيضا إلى ارتفاع نسبة البطالة التي قفزت إلى 23% للربع الثاني من العام الحالي، حسب البيانات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة.
وعملت غرفة تجارة الأردن على إطلاق منصة إلكترونية لمساعدة المغتربين المتوقعة عودتهم وذلك لدمجهم بمنظومة الاقتصاد الوطني ورفدها بخبرات جديدة.
وتوقع رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، في وقت سابق عودة 20% من المغتربين في حال استمرار انكماش اقتصادات الدول جراء تداعيات كورونا الجديد.
مزيد من التفاصيل
