في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين التاريخ والفكر والدراسات الثقافية وعلم الاجتماع والرواية والكتابة التوثيقية.
? ? ?
عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان و"مركز الدراسات الشرقية" في بريشتينا، صدر مؤخراً كتاب "مقاربات بلقانية عن القدس خلال الحكم العثماني" من تأليف عدد من المؤرخين من صربيا وكرواتيا والبوسنة وكوسوفو، وترجمة وتحرير المؤرخ الكوسوفي السوري محمد م. الآرناؤوط،. يكشف الكتاب عن جوانب غير معروفة عن علاقات شعوب البلقان مسيحيين ومسلمين بالقدس خلال 800 سنة، منذ بداية القرن الثالث عشر، نتيجة لمكانة القدس الجديدة والارتباط الروحي والثقافي بها الذي تواصل عبر القرون خلال الحج وما بنوه هناك من منشآت دينية.
بترجمة أسامة غاوجي، صدرت حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" النسخة العربية من كتاب "مغامرة الإسلام: الضمير والتاريخ في حضارة عالمية" للمؤرّخ الأميركي مارشال هودسون (1922 - 1968). يُعدُّ الكتاب، الذي صدر عام 1974، أحدَ المراجع الأساسية في الاستشراق وسوسيولوجيا الإسلام. وقد قضى مؤلّفه 12 عاماً في تأليفه، ولم يصدر إلّا بعد ستة أعوام من رحيله. عن هذا العمل، يقول إدوارد سعيد: "باستثناء كتاب 'مغامرة الإسلام' لم يحدث أن وجد جمهور المثقّفين كتاباً عامّاً عن الإسلام يعرضه عليهم بالأمانة المطلوبة".
ضمن سلسلة "حداثات" التي يصدرها "معهد تونس للفلسفة" و"دار كلمة"، صدر مؤخراً كتاب جماعي بعنوان "فلاسفة قرطاج" أشرف عليه فتحي التريكي. يأتي هذا الكتاب ضمن مشروع أوسع يعتني بتاريخ الفلسفة في تونس كان إصداره الأول قد نُشر في 2012. من الفلاسفة الذين يتناولهم الكتاب أوغسطينوس وترتوليانوس وسيلوس أبيلوس تيسوس ولاكتنسوس. ومن المشاركين في تأليف الكتاب: معز المديوني، ومحمد علي الكبسي، ومعاوية مملوك، ودليلة بلحارث، وإدوارد سميث، وعادل الغربي، ولطفي الحجلاوي.
صدرت مؤخراً النسخة العربية من كتاب "مفهوم الفزع " للفيلسوف الدانماركي سورن كيرككَورد (1813 - 1855) عن "دار الرافدين"، ونقلها عن الدنماركية مباشرة المترجم العراقي قحطان جاسم الذي كتب أيضاً مقدّمة تضيء فكر كيرككَورد وموقع هذا العمل ضمن مجمل مؤلفاته. صدر الكتاب لأول مرة في عام 1844 وفيه يتأمّل الفيلسوف الدانمركي علاقة الإنسان بالخطيئة من خلال تحليل فكرة الخطيئة الأصلية باعتبارها إحدى السرديات المؤسسة في الحضارة البشرية، ومن خلالها يفهم الكثير من مسارات البشر وخياراتهم من زوايا نفسية وفلسفية.
"ماهي الأمّة.. تاريخ عالمي" عنوان كتاب صدر مؤخراً للباحث الفرنسي باسكال أوري عن منشورات "غاليمار". يشير المؤلف في مقدّمة كتابه إلى أن منطلقه هو نفس السؤال الذي طرحه المؤرخ الفرنسي إرنست رينان في القرن التاسع عشر، وطُرح ضمن ثقافات أخرى كثيرة ضمن تبلور النزعة القومية التي عرفت تراجعاً ملحوظاً في نهايات القرن العشرين إلى أيامنا مع صعود التصوّر الشمولي للعالم إثر سقوط جدار برلين وأثر التكنولوجيا في تغيير مفهوم الانتماء. من خلال جولة من اليابان إلى المكسيك يقدّم أوري تريخ مفهوم عرف تحوّلات حادة خلال قرنين.
صدر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات" كتاب "أحفورات الفهم: تاريخانيّات المعنى" للأكاديمي السوري نجيب جورج عوض، ويتضمن مجموعة من الدراسات التفكيكية والتحليلية التي تقارب الثقافة والدين والسياسة كتبها المؤلف خلال السنوات الخمس عشرة الماضية وشارك فيها في محاضرات ومؤتمرات في جامعات غربية وعربية، وعمل فيها على مقاربة الهم الثقافي والمخيال اللاهوتي والفكر السياسي العربي والغربي بمنهجيات تاريخولوجية لمقاربة السياقات الثلاثة، في كل فصل يقيم الباحث محاورة بين الفكر السياسي والديني والثقافي العربي والغربي حول قضية ما.
صدر حديثاً عن منشورات "جامعة كولومبيا"، كتاب "سوسيولوجيا شيكاغو"، للباحث جان ميشيل شابولي (1941) بنسخة جديدة، ذلك أن الكتاب صدر أول مرة بالفرنسية في 2001، وتناول فيه الكاتب مدرسة شيكاغو في علم الاجتماع التي تعرف بدراساتها الرائدة للحياة الحضرية والهجرة والجريمة باستخدام "المدينة مختبراً"، وكان لها حضور مهيمن في العلوم الاجتماعية منذ ظهورها في جامعة شيكاغو في العقود الأولى من القرن العشرين. الكتاب يتتبع تطور وتأثير تقاليد شيكاغو، بالاعتماد على أبحاث أرشيفية عميقة ومقابلات أجراها سابقاً مع بعض مؤسسيها.
صدر حديثاً عن "دار الكتاب الجديد" في بيروت ترجمة لكتاب "فلسفة اللّغة الدّينيّة؛ العلامة والرّمز والقصّة" لـ دان ر. ستايفر أنجزها الأكاديمي كيان أحمد حازم يحيى. يتيح الكتاب مدخلاً إلى الفلسفة التحليلية للغة وصلتها بجانبيها التحقيقي والوظيفي، وكيف أثرت تطورات هذه الفلسفة على اللغة الدينية. كما يقدم الكتاب تحليلاً لأهم المفكرين في هذا الحقل والنصوص المركزية فيه، ويتناول علم التأويل، وفلسفة الاستعارة، والسرد، والبنيوية، وما بعد البنيوية وعلاقة كل هذه المجالات بتحليل النصوص الدينية، وخاصة المسيحية.
عن "دار جسور"، صدرت حديثاً للكاتب السوري محمد برو رواية بعنوان "ناجٍ من المقصلة: ثمانية أعوام في سجن تدمر". وفيها يروي تجربة اعتقاله وقضائه ثماني سنواتٍ في سجن تدمُر خلال ثمانينيات القرن الماضي، سارداً تفاصيل ما حدث معه شخصياً، أو مع سجناء آخرين. ومِن خلالها يُضيء على سجون ومعتقلات نظام الأسد. نقرأ في غلاف الكتاب: "إنها حكاية الآلاف ممّن قضوا في ذلك السجن الرهيب، وضاعت حكاياتهم كما ضاعت حقوقهم... هي حكاية الآلاف من الناجين، وأنا واحد منهم، ولعلَّ الكثير منهم لم ينجُ بعد، وإن خرج بجسده من السجن حياً".
تحت عنوان "سوء حظّ: ذكريات صحفي في زمن الانقلابات"، صدر حديثاً عن "دار المدى" كتابٌ جديد للكاتب والتشكيلي العراقي المقيم في الدنمارك سهيل سامي نادر، والذي يستعيد فيه تجربته المهنية في الصحافة العراقية منذ منتصف الخمسينيات، والتي يقرنها بـ "سوء الحظ"؛ حيث يروي أنَّ حصوله على أوّل وظيفةٍ مدقّقاً لغوياً في صحيفة مستقلّة تزامَن مع صدور قرار تأميم الصحافة وإلغاء الصحف الأهلية. ومِن خلال تجاربه الشخصية، يُضيء نادر على سيرة العمل الصحافي وتحوُّلاته في العراق على ضوء الأحداث السياسية التي شهدها منذ انقلاب 8 شباط/ فبراير 1963.
مزيد من التفاصيل
