منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - الربيع العربى والنفاق الغربى
عرض مشاركة واحدة
قديم 7th August 2013, 06:56 PM م الغزالى غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 17
م الغزالى
Colonel
 





م الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond reputeم الغزالى has a reputation beyond repute

افتراضي

أنا : م الغزالى




وجاء الانفجار مفاجئا للنظام وللأمريكان فى25 يناير 2011 ، وبعد أيام من الارتباك رأى الأمريكان أنها فرصة للتخلص من مبارك الذى هرم ، وأسرته المثيرة للمتاعب ، مع بقاء النظام كما هو . وهذا ماحدث وهو مانعانى منه حتى الآن .

الثورات العربية رفعت من شأن الرأى الذى يقول بضرورة التعاون مع التيار الاسلامى حتى وإن وصل للحكم ، وكانت هناك مقدمات لذلك :التعاون مع الملك المغربى للسماح بفوز حزب اسلامى بالأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة ( يوسفنى أن أقول أن رئيس وزراء المغرب استقبلنى فى بيته 3 مرات وأن وزير الخارجية المغربى صديقى ولكننى آسف لحزبهما على هذا الموقف ).

فى الجزائر كان مسموحا لبعض الأحزاب الاسلامية أن تشارك فى الحكومات التى اعقبت الانقلاب على الشرعية . فى البحرين كانت الأغلبية للأحزاب الأصولية الشيعية والسنية ولكن تم إجهاض التجربة لغلبة الشيعة المتهمين بموالاة إيران . الكويت بها ديموقراطية لا خلاف حولها طالما وضع الأمير محصنا . تركيا اعتبرت النموذج الذى يجب تعميمه ، فهى اسلامية وايضا علمانية فى نفس الوقت وأيضا عضو بالناتو وعلى علاقة مع اسرائيل ، وهذه هى المواصفات المطلوب تعميمها .

والآن دعونا نركز على مصر : انتصر الرأى الذى يقول بإمكانية السماح للاخوان المسلمين أن يصلوا إلى الحكم ، خاصة وهناك حوار طويل معهم يسمح بالإطمئنان الحذر. وعندما وصلنا لانتخابات الرئاسة ، وكانت النتيجة الحقيقية هى حصول مرسى على 51% ضغط الأمريكان لإعلان النتيجة حرصا على الاستقرار ، وإكمالا لمشوار استئناس أكبر حركة اسلامية فى الشرق الأوسط . ووافق عملاء العسكر على مضض وأضمروا أن يخربوا كل شىء على دماغ مرسى وحزبه وتياره ، وعلى دماغ الشعب كله إن تطلب الأمر ذلك !
ومن علامات ضعف وترهل القوة العظمى ألا تتمسك بسياسة واضحة ومحددة .

لقد تقلب الأمريكان بشدة منذ تولى مرسى الحكم حتى الآن ( 13شهرا ) بين موقفين لايمكن أن يتعايشا معا فى نفس الوقت : الصبر على حكم الاخوان حتى يتغربوا ، وهذا الأمر يحتاج لأكثر من عام بالتأكيد .

وكانت هناك مؤشرات ايجابية من وجهة نظر أمريكا: إستمرار التمسك بكامب ديفيد والتطبيع مع الصهاينة من خلال الكويز ، استمرار المناورات العسكرية وكل التسهيلات العسكرية للأمريكان ، الحفاظ على الاستثمارات المجحفة فى البترول ، التفاوض مع الصندوق الدولى ، ومع أوروبا الخ وفى المقابل كانت هناك أمور مقلقة : موقف مرسى من غزة أثناء العدوان عليها خاصة ، رفض مرسى مقابلة أى مسئول اسرائيلى أو حتى استقبال مكالمة هاتفية .

وحتى إذا كان من الممكن تحويل موقف الاخوان فى أمور استراتيجية فإن هذا يحتاج لأكثر من عام . فكيف خلال هذه الفترة تعمل أمريكا مع الفريق العلمانى وتقول لهم السفيرة الأمريكية التى يسبونها الآن : احشدوا 100 ألف واثبتوا فى الميادين عدة أيام وخذوا السلطة ، فأنتم بالتأكيد أحب إلى قلوبنا من الاسلاميين . ولم يكن مجرد تصريح لسفيرة ، بل كان مكر الليل والنهار فى دبى وغيرها ، وكانت الغرف السوداء التى تحيك كل المؤمرات لإسقاط حكم مرسى .

ومن البلاهة أن تتبع دولة عظمى سياستين متعارضتين فى نفس اللحظة ، بل ورأينا أمورا مشابهة ومتزامنة فى تركيا والبرازيل .مما يعكس فقدان الصبر حتى مع النموذج التركى . ولايمكن أن تدار الأمور الدولية من قبل دولة عظمى بكل هذا التضارب والإرتباك بين موقفين ، تكتيكيين حقا ، ولكنهما متعارضين .

وهذا مظهر من مظاهر تدهور أداء الدولة العظمى التى لاتزال تبحث بعد أكثر من شهر : هل ماحدث فى مصر انقلاب أم لا ؟! طبعا هى تعرف ككل أطفال العالم أن ماحدث انقلاب ، ولكنها لاتعرف أن تتخذ موقفا ، وأصبحت مثل القطار الذى يقوده سائقان من الناحيتين ، فهو إما أن ينفجر أو يتوقف تماما .

الشرح والتحليل مطلوبان لكى نصل إلى أننا نرفض كلا الموقفين الأمريكيين : نرفض محاولة احتواء الحركة الاسلامية . ونرفض التآمر ضد الحركة الاسلامية . لماذا لانفكر فى حياة حرة ؟ هل علمتم الآن أين هو مصدر العبودية ؟ ليس مبارك وحبيب العادلى وعمر سليمان والسيسى رغم أنهم جميعا مجرمون. المصدر الأساسى للعبودية هو الطاغوت الأمريكى . ومن يقول : كيف نحيا بعيدا عن السيطرة الأمريكية ؟ أقول له : إن إيمانك ضعيف ، واعتمادك على الله قليل . ومن قال لك أن هذه هى السياسة قد خدعك . بل هذا يقدم المبرر لما فعله السيسى ومبارك بنا .هما أيضا يقولان : أين نذهب من أمريكا ؟

وأنا أقول لكم ماقاله رسول الله :
( قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا
إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا) [ الجن 22- 24]

بقلم: مجدى أحمد حسين
[email protected]

 

 


 
رد مع اقتباس