منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - التوثيق لقصة ثغرة الدفرسوار .. ثانيا .. (التطورات والخرائط العسكرية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 19th October 2010, 12:57 PM د. يحي الشاعر متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 5
د. يحي الشاعر
شاهد على العصر
 






د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

افتراضي

أنا : د. يحي الشاعر




!For Medical Professionals Only

اقتباس
المحاولة الأولى

عقد القائد العام للقوات المسلحة المشير أحمد إسماعيل مؤتمرا بمركز القيادة بعد ظهر 16 أكتوبر بحضور الفريق سعد الدين الشاذلي والمشير الجمسي رئيس هيئة العمليات ورؤساء أفرع القيادة العامة حيث صدر القرار بتدمير الثغرة عن طريق توجيه ضربة قوية ضد العدو في منطقة الثغرة، وكان التخطيط يدور حول قيام لواء مدرع (اللواء 25 التابع للجيش الثالث) بتوجيه ضربة قوية من الجنوب الى الشمال حيث يلتقي بالفرقة 21 المدرعة التى ستقوم بالضرب من موقعها شرق القناة وفي نفس الوقت يقوم اللواء 116 ميكانيكي غرب القناة بتوجيه ضربة ثانوية من الغرب الى الشرق لتدمير قوة العدو التى عبرت الى الغرب.

وكان التوقيت المبدئي لتنفيذ الخطة هو ليلة 16/ 17 أكتوبر، وعلى الفور قام اللواء تيسير العقاد قائد الجيش الثاني بالنيابة ظهر يوم 16 أكتوبر بإصدار أوامره لتنفيذ المهم، كما قام رئيس عمليات الجيش الثالث في الوقت نفسه بإصدار أوامره بحيث يبدأ التنفيذ مع آخر ضوء يوم 16 أكتوبر.

يقول اللواء أركان حرب جمال حماد المؤرخ العسكري: "على الرغم من أن الخطة التى وضعتها القيادة العامة لتصفية ثغرة الإختراق عند الدفرسوار كانت تبدو سليمة من الناحية النظرية فإن مجرى الحداث أثبت أنها كانت خطة خاطئة وغير واقعية".

ووفقا لهذه الخطة تحركت وحدات اللواء 25 مدرع مع آخر ضوء يوم 16 أكتوبر باتجاه الشمال وقبل ان تصل الى منطقة كبريت تلقة قائد اللواء أمرا بالتوقف وعودة جميع الوحدات الى مواقعها السابقة على أن يكون اللواء على اتم استعداد للتحرك مرة آخرى خلال ساعة واحدة من صدور الأوامر، وبالفعل عادت الوحدات مرة آخرى الى مواقعها، وفي الساعة الرابعة صباح يوم 17 أكتوبر صدرت الأوامر بالتحرك مع أول ضوء لتنفيذ المهمة السابق تخصيصها.

وقد أدى ذلك بالطبع الى إصابة الضباط والجنود بإرهاق شديد وحرمهم من أن ينالوا كفايتهم من النوم ليلة المعركة ليكونوا على أتم استعداد لها في الصباح، ونظرا لهذه المعوقات فقد حاول اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني القيام بمحاولة أخيرة لمنع تحرك اللواء المدرع صباح 17 أكتوبر.

يقول الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان في مذكراته: "حوالي منتصف الليل أويت الى فراشي ولكن ضابط العمليات المناوب أيقظني في الساعة الثالثة صباحا وأخبرني أن اللواء عبد المنعم واصل يطلب محادثتي بصفة عاجلة. أخبرني واصل بأن اللواء المدرع 25 لن يستطيع التحرك في هذا اليوم (17 أكتوبر) لأسباب فنية. كان واضحا أن اللواء عبد المنعم واصل وقائد اللواء المدرع 25 يتوقعان وقوع كارثة بالنسبة لهذا اللواء، وأنهما يريدان خلق المشكلات التى قد تؤدي الى منع قيامه بهذه العملية الإنتحارية. لقد كنت أشعر في قرارة نفسي بصدق وأحساس كل كلمة يقولها واصل، ولكن مسؤوليتي في ذلك الوقت كانت تحتم علي أن أعارض عبد المنعم واصل.


كمبدأ عام يمكن للقادة أن يختلفوا عند إبداء وجهة نظرهم قبل اتخاذ القرار، أما بعد أتخاذه فيجب أن يعمل كل منهم قدر طاقته لتنفيذه، سواء أكان يتفق مع وجهة نظره أم لا.
وقد تم أتخاذ القرار ولا سبيل الى التراجع عنه الأن. وبعد حديث طويل مع عبد المنعم واصل، قال لي بيأس شديد: "لا حول ولا قوة الا بالله. سوف أقوم بتنفيذ هذه الأوامر ولكني أقولها مسبقا: سوف يُدمر هذا اللواء".

وفي الساعة السادسة والنصف صباح يوم 17 أكتوبر بدأ اللواء 25 المدرع تحركه، وفي الطريق أشتبك ببعض مقاومات العدو لكنه أستطاع التغلب عليها وواصل تقدمه بعد أن خسر بضع دبابات من مجموع دباباته الذى كان يبلغ 75 دبابة.

ولم يكن تحرك اللواء 25 خافيا عن أعين الإسرائيليين الذين تحركوا مبكرا لصد الهجوم تحت قيادة الجنرال أدان بنفسه فتم قصف اللواء المصري بالمدفعية بعيدة المدى كما تعرض لقصف جوي عنيف بالقنابل العنقودية. في الوقت الذى أعد فيه الجنرال أدان فخ محكم للواء المصري مستغلا تفوق عدد دباباته وصواريخه ومعاونة المدفعية والطيران وكان اللواء المصري بالنسبة اليه شديد الوضوح مما جعله هدفا مثاليا وسهل المنال.

وفور اقتراب اللواء المصري من مرمى النيران الإسرائيلية تعرض لسيول من نيران المدافع والدبابات والمقذوفات الصاروخية من الأمام واليمين فحاول اللجوء الى اليسار لكن المحاولة فشلت نظرا لفداحة الخسائر وطلب قائد اللواء من قيادة الجيش الثالث عن طريق اللاسلكي الدعم من القوات الجوية والمدفعية وأن يسمح له بالتوقف، لكن قيادة الجيش أجابته بعدم التوقف أبدا ومواصلة الطريق.

وحاول قائد اللواء القيام بمحاولة التفاف من اليمين لكن المحاولة فشلت خاصة مع غياب دعم المدفعية والقوات الجوية عدا طلعة جوية واحدة بطائرتين من طراز ميج 17 قامتا بقذف مواقع العدو بالصواريخ قبل آخر ضوء.

وعند فشل المحاولة من اليمين أندفعت بعض الدبابات الى اليسار ولكنها تورطت في حقل الغام وأصيب معظمها، وإزاء هذا الموقف العصيب أرسل قائد اللواء رسالة لاسلكية ثانية مكررا طلبه من قيادة الجيش الثالث بالسماح له بالتوقف أو الإنسحاب بالقوة المتبقية معه الى حصن كبريت، الا أن قيادة الجيش أكدت تعليماتها السابقة بوجوب التقدم "بأي ثمن".

ولم تلبث النيران الإسرائيلية أن دمرت دبابات مركز قيادة اللواء وكذلك مركبة القيادة في المركز الرئيسي كما أشعلت النيران في عدد كبير من الدبابات المصرية، ولم يجد قائد اللواء وسيلة عندئذ للإتصال بقيادة الجيش الا عن طريق جهاز لاسلكي احتياطي بعربة جيب عثر عليها في مركز القيادة الرئيسي فأبلغ القيادة بالموقف وباستحالة التقدم، ثم أصدر أوامره بالإنسحاب تحت جنح الظلام الى حصن كبريت لكنه تورط أثناء طريق العودة في حصن الغام كان يحيط بحصن كبريت. وكانت النتيجة هي هلاك اللواء 25 المدرع كما تنبأ اللواء عبد المنعم واصل.

دُمر اللواء دون أن تتح له الفرصة للإشتباك وجها لوجه مع دبابات العدو. وقد قدرت خسائر اللواء المصري بـ 65 دبابة بينما وصلت الى حصن كبريت 10 دبابات و7 مركبات مدرعة و180 ضابط وجندي.



د. يحي الشاعر

 

 


 
رد مع اقتباس