نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن العزوبية، التي باتت تعدّ الدافع الأقوى لانضمام بعض الشباب إلى تنظيم الدولة، متجاوزة بذلك الجهاد في معظم الأحيان، على عكس ما يعتقد الأغلبية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الغاية الرئيسة من انضمام بعض الشباب إلى تنظيم الدولة يكمن في تكاليف الزواج الباهظة، التي ينبغي على الشاب وعائلته دفعها، والتي تعادل في مصر سبع سنوات من الادخار. في المقابل، يمكن للتنظيم توفير الزوجة ومراسم الزفاف، فضلا عن شهر العسل في الرقة، بمعلوم معتدل.
وأضافت الصحيفة أن الكثير من الأشخاص لا يمكنهن تحمل تكاليف الزواج الباهظة. فإذا انتقلنا إلى الدول الفقيرة، على غرار جنوب السودان، نجد أن مهر العروس يقدر بالأبقار؛ لذلك ينبغي على الشاب تقديم نصف قطيع من الأبقار للعروس، بمبلغ يصل إلى 50 ألف يورو.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى بعض الأمثلة المستمدة من دراسة منبثقة عن الأمن الدولي، تحت عنوان "الصلة المنكرة بين مهر العروس والنزاع العنيف". وتسلط هذه الدراسة الضوء على الحقيقة التي "لا يتحدث عنها أحد"، وتبين كيف دفعت هذه الأسباب بالكثير من الشباب، في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إلى الالتحاق بتنظيم الدولة؛ قصد الزواج.
ونوهت الصحيفة بأنه بالنسبة للعديد من هؤلاء الشباب، أصبح الزواج ضرورة اجتماعية، خاصة في الدول التي تشهد فيها تكاليف الزواج زيادة متواصلة، على غرار مصر والسودان. فوفقا لدراسة أجرتها فاليري هدسون من جامعة تكساس إيه اند آم، وهيلاري ماتفيس من جامعة يال، تحاول مصر بشكل متزايد الالتفاف على هذه الإشكالية؛ من خلال البحث عن نساء أجنبيات، كالفلسطينيات مثلا، أو الدول الإسلامية الأخرى، التي لا تتضمن ثقافاتها تلك التكاليف العالية للزواج.
كما بينت هذه الدراسة، بالإشارة إلى جنوب السودان، أن الطريقة الوحيدة للحصول على المال اللازم للزواج، بالنسبة للكثير من الشباب، تتجسد في الانضمام إلى العصابات المسلحة. في الواقع، تعي المنظمات الإرهابية جيدا هذا الإشكال، وتعمل على الاستفادة منه لتلبية مصالحها.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة في العراق وسوريا يغري العديد من المقاتلين الأجانب بالانضمام إليه، من خلال وعده لهم بإمتاعهم "بالفريسة الجنسية"، من بين الأسيرات المحتجزات لديه. في الحقيقة، كان هذا الوعد دافع المقاتلين الأجانب الأقوى للقتال في صفوف التنظيم في السنوات الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة لا يوفر لعناصره "عبيد الجنس" فقط، ولكن يمكنهم أيضا من شراء الإيزيديات والمسيحيات بأسعار مناسبة. ولعل هذا ما أكدته العديد من النساء اللاتي كن محتجزات لدى التنظيم، واللاتي أدلين في شهاداتهن بمدى الوحشية التي تعرضن لها من قبل عناصر تنظيم الدولة، وهو ما يذكرهن بما يعرفنه عن العصور الوسطى.
في الختام، أفادت الصحيفة بأن تنظيم الدولة يتيح لعناصره مبلغا يقدر بعشرة آلاف دولار؛ لأجل شراء العروس المناسبة، وقضاء شهر عسل في الرقة، قبل أن يلقوا أجلهم في نهاية المطاف باسم الخلافة.
مزيد من التفاصيل