نص رسالة عبدالله الحوراني الى سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني
تاريخ النشر : 2008-09-10
التاريخ : 01/09/2008
الأخ العـزيز/ الأستـاذ سـليم الزعـنون المحـترم ،،،
تحية طيبة أرسلها لكم مع قدوم شهر رمضان المبارك الذي أرجو أن يكون فاتحة خير لعملنا .
اطلعت على محضر اجتماع لأعضاء من المجلس الوطني الفلسطيني المقيمين في الأردن الذي عقد برئاستكم في 22/08/2008. ولاحظت ما دار فيه من أحاديث عن السلبيات والتجاوزات التي تجري في حياتنا السياسية ومن نقد لها ، والتخوفات المتوقعة نتيجة هذا الواقع الذي بات يتحكم في حياتنا . وقد أشارككم الرأي ـ أنا وغيري ـ في الكثير مما قيل .
ولكن اسمح لي أيها الأخ العزيز أن أصارحكم بالقول : إن دوركم كرئيس للمجلس الوطني لا يقف عند حدود الكشف عن هذه السلبيات والتجاوزات أو الاستماع إليها، بل إن ذلك يجب أن يدفعكم للتحرك لمواجهة المخاطر التي باتت تهدد قضيتنا الوطنية في كل جوانبها السياسية والتنظيمية والمصيرية .
فمن جهة لا نعلم ـ كأعضاء مجلس وطني أو مركزي، أو حتى أعضاء اللجنة التنفيذية ـ شيئاً عما يجري من مفاوضات حول قضايا الحل النهائي ، وما بات يتسرب من معلومات وأخبار حول التراجع في مفهوم حق العودة وكيفية التعاطي معه ، وحصره بالسعي لعودة بضعة آلاف خلال بضع سنوات ، كل ذلك قد يفاجئنا باتفاقيات تمس ثوابتنا الوطنية تفرض على شعبنا .
ومن جهة أخرى بتنا نلاحظ تنامي الانقسام في الساحة الفلسطينية ليس فقط بين القوى والفصائل السياسية، وإنما ـ وهذا هو الأخطر ـ بين الداخل والخارج ـ وهو ما عبرتم عنه في حديثكم في الاجتماع عن تخوفكم من مضمون الرسالة التي تلقيتموها من الدكتور سلمان أبو ستة . بخصوص المجلس الوطني .
لا يمكن يا أخي الكريم أن نظل متفرجين صامتين ، أو مجرد ناقدين لما يجري . وأقترح عليكم ، وأطالبكم ، بضرورة عقد اجتماع للمجلس المركزي ـ الذي مرت شهور طويلة على غيابه عن الانعقاد ـ لمناقشة هذه القضايا والتصدي لها . وإذا كنتم تخشون أن يستغل انعقاد المجلس لتمرير الاقتراح الخاص بسد الثغرات الأربع أو الخمس الموجودة في اللجنة التنفيذية فبإمكانكم أن ترفضوا تمرير هذا الاقتراح غير القانوني . وأن تصروا على أن يكرس الاجتماع لمناقشة موضوع المفاوضات . وما يجري فيها ، وإعادة النظر في مسار المفاوضات ، والاتفاقات التي عقدت مع سلطة الاحتلال، ووضع استراتيجيه بديلة تحمي ثوابتنا الوطنية . وتعمل على تحقيقها .
كما أقترح عليكم وأطالبكم بضرورة عقد اجتماع للجنة التحضيرية للمجلس الوطني . فهذه اللجنة شكلت بقرار من المجلس المركزي ، ولا يحق لأحد أن يلغيها أو يعطلها كما أفصح بذلك البعض ـ كما ذكرتم ـ وأن تسرعوا في تشكيل اللجنة المصغرة لوضع آلية لانعقاد دورة للمجلس الوطني ـ كما أقرت بذلك اللجنة الموسعة ـ . إننا إذا قمنا بهذه الخطوات نقطع الطريق على كل المحاولات التي تسعى لشق وحدة شعبنا بين داخل وخارج . كما نعيد للمجلس الوطني دوره ومكانته كإطار أساسي لوحدة شعبنا ، ونفعّل بنية المنظمة ودوائرها ونشاطها .
وتذكرون أيها الأخ العزيز الأفكار التي طرحتُها في الاجتماع الأول والوحيد للجنة التحضيرية ـ لأن الاجتماع الثاني كرس للحديث عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ـ وقد حظيت تلك المقترحات بتأييد واسع من قبل الكثيرين الذين تحدثوا في تلك الجلسة . فقد طرحت يومها أننا أمام خيارات ثلاث لعقد دورة للمجلس الوطني .
الخيار الأول، هو أن نؤجل عقد دورة المجلس حتى نجري انتخابات لأعضاء المجلس في الداخل والخارج . وهذا الخيار سيأخذ وقتاً طويلاً قد يصل إلى سنوات حتى يتم تنفيذه .
والخيار الثاني، هو أن نعقد المجلس بأعضائه الحاليين ، وهذا الخيار سيلقى اعتراضاً كبيراً من العديد من الفصائل والقوى السياسية والمنظمات الجماهيرية.
والخيار الثالث، هو أن نعقد دورة للمجلس الوطني وفق الأعراف والتقاليد المتبعة التي كانت تقوم بها قيادة المنظمة قبل كل دورة جديدة للمجلس ـ أي كل ثلاث سنوات، وليس في كل اجتماع سنوي للمجلس ـ.
وهذه التقاليد والأعراف كانت تعيد تركيب المجلس على النحو التالي :
1- تعيد الفصائل تسمية أو تغيير ممثليها في المجلس .
2- تعيد الاتحادات والمنظمات الشعبية تسمية ممثليها في المجلس وفق انتخابات تجريها هذه الاتحادات لتجديد قياداتها .
3- يتم تغيير ممثلي القوى العسكرية والأجهزة الأمنية بناء على التغييرات التي تكون قد جرت في قيادات هذه القوى والأجهزة .
4- يتم الاتفاق على تسمية شخصيات وطنية مستقلة بدلاً للذين استشهدوا أو وافتهم المنية، من أعضاء المجلس .
5- يمكن الاتفاق أيضاً على ترشيح عدد من ممثلي الفصائل الموجودة خارج المنظمة (حماس والجهاد) لضمهم للمجلس الوطني .
هذا الخيار الثالث هو الخيار الممكن ، والذي يمكن إقناع الجميع به خاصة إذا أكدنا أن اعتماد هذا الخيار للإسراع في عقد المجلس لايعني التخلي عن الخيار الأول القائم على إجراء انتخابات لأعضاء المجلس. والتزاماً بذلك يمكننا أن نجعل من بين مهمات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني ، أن تكلف عدداً من أعضائها، ومن خارج أعضائها بالبدء في بحث موضوع الانتخابات . ويمكن أن يعتمد هؤلاء الأعضاء أو غيرهم ، كلجنة مكلفة من قبل المجلس الوطني عند انعقاده لإنجاز هذه المهمة ـ خلال سنة مثلاً ـ
أما التفاصيل الكثيرة والدقيقة التي طرحتُها لعقد المجلس وفق الخيار الثالث فهي موجودة لديكم إذ سلمتها لكم مكتوبة بعد أن عرضتها على أعضاء اللجنة ، ولقيت ترحيباً كبيراً من معظمهم . وإذا أردتم أن أرسلها لكم فأنا جاهز .
أخي الكريم : في كل الحالات يجب أن نتحرك سواء كان الخيار الثالث والمقترحات المرفقة به مقبولاً كما هو ، أو مع إدخال تعديلات عليه ، أو حتى لو كنتم ترون أنه غير مناسب . المهم أن نتحرك لإيجاد مخرج من هذا الحال الذي وصلت إليه المنظمة ومؤسساتها ، وما يعكسه هذا الحال المتردي من آثار سلبية قد تكون مدمرة لقضيتنا وثوابتنا الوطنية .
أخي العزيز : لا يمكننا أن نظل جامدين أو مجمدين إزاء ما يجري . وأنت ، بصفتك رئيساً للمجلس الوطني ، تتحمل مسؤولية العمل على إخراجنا من هذا الواقع .
آمل أن أكون ، برسالتي هذه ، قد أديت بعضاً من واجبي تجاهك كأخ وصديق، وتجاه منظمتنا، منظمة التحرير، وتجاه وطننا وشعبنا .
ولكـم كـل الاحـترام والتقـدير ,,,
أخـوكـم
أبو منيف
عـبد الله الحـوراني
غزة في : 01/09/2008م
1 رمضان 1429هـ
تعقيب:
محاولة يائسة من عضو مستقل له تاريخه النضالي البارز ..
بكل أسف أن ما ينادي به الحوراني يفوق قدرات الزعنون ..
محاولة ترقيع المجلس الوطني المهترئ جدا لم تعد مجدية على الإطلاق ..
فعباس ومن خلفه العرب العاربة والمستعربة والعارية والمستغربة لن يوافقوا على إعادة الحياة للمجلس الوطني بأي شكل كان ..
لقد اعتادوا على تلاعب عرفات بالمجلس وتمرير ما يشاء رغم أنوف الرافضين ..
ولن يسمحوا بأن تقوم للمجلس قيامة ..
ولو أجريت انتخابات حقيقية بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج فإن النتائج لن تخدم خدمة تمرير اتفاقيات تضييع فلسطين بدءا من أوسلو وانتهاءا بأحضان كندرا رايس وألومرت ومرورا بشهود الزور من طراطير أنابوليس الذين سوف لن ينسى التاريخ القذف بهم في مزابله ..
