منتديات المطاريد - عرض مشاركة واحدة - براءة طفولة... ودفع رشى!
عرض مشاركة واحدة
قديم 1st October 2020, 09:42 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
  رقم المشاركة : 1
Field Marshal
 





المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

new براءة طفولة... ودفع رشى!

أنا : المستشار الصحفى




قرأت في عيني طفلتي الصغيرة رغد، ابنة السنوات العشر، براءة الطفولة وهي تسألني عن أيام سبق أن عاشتها مع أيامها الأولى في بلدها الأم سورية، وتذكر أيّام الزمن الجميل التي انقضت من عمرها، على الرغم من أنها ما زالت في بداية الطفولة، كانت تعيش أجمل أيّام العمر بعيداً عن سطوة القمع والذل والفاقة، والتأوّهات التي كنا قد عشناها في زماننا نحن، قبل نحو خمسة وأربعين ربيعاً.

في هذه السنوات التي عاشتها رغد، في تعدادها العشرة، لم تخفِ فرحتها وهي تعارك أيام الطفولة، ومع بداية دخولها عالم التربية في البلاد الأوروبية، وتدرّجها في مدارسها، وبكل لطف وإدراك للمسؤولية، واحترام للطفولة، والروح غير العادية، والتعامل الحسن من قبل المعلمات المشرفات على تعليمها أصول التربية والحياة، بدءاً من مدرسة رياض الأطفال مروراً بصفوف المرحلة الابتدائية، وهذا ما كنا نفتقده في بلدنا!

إنّها أجمل أيّام العمر، ولّت وانقضت وعشناها معها بكل حبّ، فكانت جزءاً من حياتها، ومن حياتنا، نحن الذين كنا نتعايش معها، وصارت جزءاً كبيراً من يومنا!

في الواقع الصورة تختلف كثيراً عمّا كنا نعيشها، نحن في زمن ولّى، الذي رافقه الكثير من صور الأسى، وفي بلاد تختلف عمّا كنا نعيشها. لا مجال للمقارنة، فالبون، بالتأكيد شاسع جداً، وها هي رغد تدرك جيداً اليوم معنى المدرسة الحقيقي وماهيتها، ونعرف نحن أيضاً أنّها تجاوزت مراحل الطفولة المعذّبة التي يعيشها أبناء سورية، في أيّامها الضنكة والحاجة والفقر المدقع الذي عانى، وما زال يعاني منه أطفالنا هناك!

***

الحزن في هذه المرّة كان له طابع مغاير تماماً، وإن كانت المواقف واحدة، وبصورةٍ خاصة، تلك التي رسمنا صورها في هذا المكان الذي نعيش فيه ساعات، وساعات طويلة وطويلة جداً أو في غيره!

إنَّ حال رغد اليوم، بالتأكيد، كحال الكثير من الأطفال الأبرياء الذين بحاجة إلى العطف، بصدق وبعفوية بعيداً عن التملّق، والكبرياء، وهذا ما يكادُ يتحلى به الكثير من الأطفال ومن يرعاهم

هنا، في المكان الذي أقيم فيه، صار يستوقفني العديد من الصور المؤسية، ما أن تتلاشى ـ على الرغم من جمالها ـ حتى تأخذ حيّزاً واسعاً من المبالغة لأن تكون أكثر مقتاً وتشاؤماً، وهذا ما يزيد في وهني وإحباطي!

في هذه اللحظات، التي أعيشها أتذكّر ضوء بريق طفلتي الحبيبة، رغد، ذات العيون العسلية، والشعر الأشقر الذي ينساب جانباً على وجنتيها، وابتسامتها الرائعة، وضحكتها التي لا تفارق عينيّ، وإطلالتها البهية برقصتها الطفولية الممتعة، والتي تتمايل يمنةً ويسرة، متفائلةً بمستقبل جديد.. وحياة أجمل، ملؤها السعادة والراحة الأبدية التي طالما ننشدها، لمَ لا ونحن ما زلنا نعيش في هذا العصر العربي المالح، والحاجة الملحّة إلى سوق أسري، اقتصادي محض نحاول من خلاله معرفة سقف مصروف الجيب اليومي في ظل غلاء الأسعار الفاحش، ولهيبها المرتفع الذي أخذ يرتقي في سلّم تصاعدي يوماً بعد آخر!

وعلى الرغم من هذا التسابق المحموم لجائحة الأسعار، ارتدت رغد ملابسها الجديدة، والتصقت بباب البيت الخارجي الذي تسكن، جالسةً أمامه ملتفتة يمنةً ويسرة، تتابع المارّة بعينيها الجميلتين، ملتمسةً منهم بعض العطف، الذي افتقدته بغيابي عنها، لنحو سنتين، وإن كانت قد استسلمت للمارة تارةً، ولأختها التي تكبرها سناً، تارةً أخرى. هي وحدها التي تحمّلت عبأها وشقاوتها، بالرغم من وجود ثلاث شقيقات غيرها.. ومحبّة زبيدة لها، وهي الأخت الثانية بعد شقيقتها البكر، زادها تعلقاً غريباً، ودفع بها إلى تحمّل مسؤولياتها أكثر من والدتها التي تجدها مشغولةً طوال الوقت في متابعة شؤون البيت.

أخذت رغد قسطاً كبيراً من محبة المحيطين المحلّقين حولها، لما تحمله من بذور الجاذبية والرّقة، والرتابة، وهذا ما دفع بهم للأخذ بيدها، والإصغاء الى حديثها الطفولي الخليّ من الخبث واللؤم، ما جعل لها مكانة تُحسد عليها من بين شقيقاتها الأخريات.

استسلمت رغد لنومٍ عميق بعد جهد يوم شاق، وفي الصباح الباكر، من اليوم التالي، تابعت يومها بأسلوب آخر، وتهذيب جديد، وطريقةً أكثر إقناعاً، وهكذا دواليك .. وأخذت الأيام تمضي مسرعةً، واللحاق بها يحتاج إلى تسريع أكثر من وتيرة.

إنَّ حال رغد اليوم، بالتأكيد، كحال الكثير من الأطفال الأبرياء الذين بحاجة إلى العطف، بصدق وبعفوية بعيداً عن التملّق، والكبرياء، وهذا ما يكادُ يتحلى به الكثير من الأطفال ومن يرعاهم، وهم كثر، بعيداً عن الركض خلف ارتفاع الأسعار التي أصابت الأطفال في الصميم، وحرمت الكثير منهم ارتداء الملابس الجديدة!!

إنّ ارتفاع أسعار ملابس الأطفال حلّقت بشكلٍ جنوني، ويجب مراقبتها من الجنوح أكثر، كرمى عيون أطفالنا، فلّذة أكبادنا، الذين حُرموا من سعادتهم، والعمل، أقلّها، على تأمين احتياجاتهم الرئيسة، وبأسعار مقبولة.

***

سمعت من بعض الأصدقاء المقيمين في فيينا عن التجاوزات التي لجأ إليها البعض من اللاجئين، وارتكابهم للكثير من التحذيرات التي سبق للحكومة النمساوية أن وقفت عليها وعالجتها، وهذا ما تأخذ به الكثير من الدول الأوروبية.

المشكلة أن بعضهم، وبالتواصل مع أشخاص خالفوا القوانين والتعليمات المتبعة بدفع رشى لقاء تجاوز الامتحان التحريري الخاص بشهادات السوق الخاصة بالسيارة بالاتفاق مع العاملين في مدارس تعليم السواقة، لا سيما أنّ تجاوز الامتحان التحريري فيه الكثير من الصعوبة، ويكمن ذلك في إلزام المتقدم للحصول على الشهادة على دراسة ألف وخمسمائة سؤال، عليه الامتحان بها، ما دفعهم للجوء الى التعامل مع أشخاص في تسهيل الإجابة على الأسئلة المطروحة باستعمال المزور من خلال نصب كاميرا صغيرة تعلّق على صدر المتقدم للامتحان، وقراءة الأسئلة المطروحة، والإجابة عنها لمجرد مرور الكاميرا عليها.

ونمّي إليّ أنَّ بعضهم دفع مبلغ أربعة آلاف يورو لقاء التوصّل إلى حل هذه الأسئلة، ومنهم من تراجع في خوضها قبل دخوله قاعة الامتحان خوفاً من اكتشاف أمره وتعرّضه للمساءلة القانونية بعد أن كشف أمر البعض، ومنهم من تجاوز الاسئلة الشفهية ونجح بعد دفع ما فيه من نصيب للوصول الى حل يريحه من هموم البحث عن شهادة سوق تخفّف عنه الكثير من ضروريات الحياة، وهذه الخطوة المهمّة تساعده في حال تجاوزها، على الدخول الى الامتحان العملي، وفي حال تجاوزه، هذا يعني الوصول إلى الهدف، وهو الحصول على شهادة السوق ـ الحلم بالنسبة للكثير من اللاجئين، في النمسا وفي عموم الدول الأوروبية.

***

شاهدت أنَّ البعض من حملة شهادة سوق السيارة السورية، ممن سبق لهم الحصول عليها في بلدهم، وحاولوا التقدّم إلى الجهات المسؤولة هنا في النمسا لتعديلها، انتظار الكثير من الوقت للحصول على الموافقة الأولية بعد مراسلة الجهات الوصائية في سورية، ومنهم من رفضت طلباتهم، بذريعة أن شهادة السوق التي يحملها مزوّرة، ما يعني يصعب تعديلها..!.

ومنهم من لجأ الى استخراج وثيقة رسمية من إدارة المرور في سورية، حسب تعليمات وإرشادات الحكومة النمساوية، وتصديقها من الخارجية السورية، ومن ثم السفارة النمساوية في بيروت، فضلاً عن تصديقها من وزارة الخارجية اللبنانية، وارسالها في ما بعد لإدارة المرور في فيينا، ورغم ذلك فقد تم رفض أغلبها لعدم قناعة السلطات المحلية بصحتها.

وهذا التعديل، لا يعني الحصول على شهادة سوق نمساوية وإنما تساعده في تجاوز الامتحان التحريري، واقتصار المتقدم في الدخول إلى الامتحان العملي بعد انتسابه إلى مدرسة سواقة معترف بها من حكومة النمسا ومسجلة في قيودها. أما بالنسبة لمن يرغب في استخراج شهادة سوق نمساوية، من ألفها إلى يائها، فإنَّ تكلفتها تتجاوز الـ 1800 يورو، بما في ذلك الرسوم الخاصة بمدرسة تعليم السياقة، وإجراءات ادارية أخرى، ناهيك عن فترة الانتظار الطويلة التي يقضيها المتدرّب والتي تسبق الحصول على الشهادة، والتي تمتد الى أكثر من ستة أشهر!



مزيد من التفاصيل

 

الموضوع الأصلي : براءة طفولة... ودفع رشى!     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

 

 


 
رد مع اقتباس


Latest Threads By This Member
Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
مهندس طبي أردني زار غزة: المعدات الطبية في القطاع... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 3 27th April 2024 06:22 AM
تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة.. ما... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 3 27th April 2024 06:22 AM
الفاشية الجديدة وربيعها الكاذب صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 3 27th April 2024 06:22 AM
العدوان في يومه الـ204| عشرات الغارات الدامية..... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 3 27th April 2024 06:22 AM
دفنوا أحياء.. تقرير أممي يكشف فظائع الاحتلال في... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 3 27th April 2024 06:22 AM