على مدى اسابيع استمعت بقراءة شهادة دكتور عبد المنعم ابوالفتوح على فترة اعداة نشوء الحركات الإسلامية في مصر ابان فترة السبعينات ... تلك الفترة الحافلة بالأحداث و التحولات في تاريخ مصر .... و لأنني عايشت هذه الفترة و كنت متابع جيد لها فأنا ارى صدق كل كلمة كتبها فبالرغم من انتمائه للأخوان الا انني ارى انه كان محايدا لمدى كبير في نظرته و حكمه و هذا ما دفع بعض الأخوان بعدها للهجوم على هذه الشهادة
هذه الشهادة او الخواطر الشخصية ربما تزيل اللبس عن الكثير من المفاهيم الخاطئة لتلك الفترة و هي فرصة ممتازة لمن لم يعاصر هذه الفترة الناضجة من تاريخ مصر ليتعرف على جانب هام منها
د.عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر نشر شهادته عن تاريخ الحركة الإسلامية المصرية خلال حقبة السبعينيات، والتي شهدت تأسيس الجماعات الإسلامية في الجامعات، وكانت بمثابة التأسيس الثاني للحركة الإسلامية في مصر.
الشهادة التي قدم لها المستشار طارق البشري المؤرخ والمفكر الإسلامي، وحررها حسام تمام الباحث في شئون الحركات الإسلامية، تتناول حياة أبو الفتوح ونشأته الدينية والفكرية والسياسية، بدءا من ارتباطه بثورة يوليو 1952 وقائدها جمال عبد الناصر مروراً بمشاركته في مظاهرات خطاب التحني الشهير عقب نكسة 1967 حيث طالبت المتظاهرين ببقاء ناصر، وصولاً إلى حالة الانكسار التي أصيب بها معظم شباب جيله بعد النكسة.وحملت المذكرات عنوان "عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر : من الجماعة الإسلامية إلى الإخوان المسلمين".
ويصف المستشار البشري المذكرات التي حررها الباحث حسام تمام، بأنها مزج بين أحداث التاريخ الموضوعية وبين السيرة الذاتية للشاهد، مؤكداًً أن صاحبها على قدر كبير من إنكار الذات، وقال "يضع نفسه ونشاطه وأحزانه الذاتية في سياق حركة التاريخ العام ويضع نفسه جزء منها وعنصراً فيها".
وترجع أهمية هذه الشهادة، والحديث مازال للبشري، في أنها تضع أيدينا على الحركة الإسلامية الحالية ورافدها الفكرية والعناصر الحركية التي شكلتها. وقال في مقدمته أيضاً: إن الشهادة كشفت عن نماذج اللقاء التاريخي، بين حركة شباب إسلامى تلقائية وبين كوادر تنظيم قديم مخضرم، بين جيل ثابت لا يزال يتفتح وجيل أدرك عهدين وخاض تجربتين.