أدى انتقاد زعيم حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة التركية، كمال كلجدار أوغلو، للإصلاحات القضائية التي تعتزم الحكومة إجراءها، إلى تلقيه تهديدا من زعيم المافيا علاء الدين جاقجي، بعد أن أفرج عن الأخير قبل أشهر ضمن عفو جزئي بسبب كورونا.
وأفرجت السلطات التركية عن جاقجي في إبريل/نيسان الماضي، بعد أن أمضى 16 عاماً في السجون، بتهم ترؤسه شبكة جرائم منظمة، وذلك في تعديلات دستورية جاءت للتخفيف عن السجون، بسبب انتشار جائحة كورونا.
وفي ظل انتقادات المعارضة لسعي الحكومة إجراء إصلاحات قضائية، قال كلجدار أوغلو، أمس، في كلمة له، "إن كانت الحكومة صادقة في الإصلاحات القضائية، فعليها إعادة الموظفين المطرودين من الخدمة إلى رأس عملهم، عندها نفهم حقيقة الإصلاحات، ولكن عندما يتم الإفراج عن زعماء المافيا ومهربي المخدرات، ويتم الاحتفاظ بسجن معتقلي الرأي، فإننا نفقد إيماننا بالإصلاح".
جاقجي رد برسالة عبر حسابه على "تويتر" مكتوبة بخط يده، تناول فيها كلمات غير لائقة بحق كلجدار أوغلو، منها "كن عاقلا"، و"لا يجب أن تضع الخونة بكفة، وزعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي بكفة أخرى، عندها ترتكب خطأ حياتك"، وكلمات أخرى مليئة بالإهانات.
ورد كلجدار أوغلو، بعد لقائه اليوم مع زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، في تصريح صحافي: "أنتقد الرئيس رجب طيب أردوغان فيرد علي باهتشلي، أنتقد باهتشلي فيرد علي زعيم عالم الظلام، فأي حال وصلت إليه تركيا، فالدولة التي تفتقد معايير الحكم والأهلية تصبح عبارة عن عصابة إجرامية، فالرد علي يكون من باهتشلي أو رفاقه، فليس من الجدية أخذ تهديده على محمل الجد".
من ناحيته، قال داود أوغلو في تصريح للصحافيين: "يجب بداية الرد على التهديدات المتعلقة بالسياسيين من قبل الحكومة، فلا يمكن تهديد زعيم حزب سياسي، وهو بالتالي اختبار للجميع، فإذا كان الوضع السياسي في تركيا بحاجة لتغيير، فعلينا بداية التعلم كيف نتحدث، نحن جاهزون للتوافق ولكن المطلوب مجرد الجلوس والكلام".
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تصريح من قبل الحكومة بشأن هذا التهديد، وفتح تحقيق فيه كما جرت العادة في اتهامات مماثلة توجه للحكومة أو الرئيس أردوغان، فإن قياديين في المعارضة أبدوا ردود فعل كبيرة على هذه التهديدات.
مزيد من التفاصيل
