كشف مصدران يمنيان، الثلاثاء، أن عودة الحكومة اليمنية إلى مدينة عدن، جنوبا، مرهونة بترتيبات عدة، منها أمنية، يجب إنجازها على الأرض.
وأفاد المصدران وهما مسؤولان حكوميان بأن الرياض تستخدم سياسة "لي الذراع" مع الحكومة الشرعية لعودة وزرائها إلى العاصمة المؤقتة، عدن، بينما تغض الطرف عن التصعيد المستمر من قبل المجلس الانتقالي المدعوم حكومة أبوظبي.
وقال المصدران لـ"عربي21"، أحدهما مسؤول رفيع إن المملكة "للأسف، تبيع الوهم للحكومة الشرعية في ظل سياسة الأمر الواقع الذي ينتهجه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في عدن باستكمال سيطرته على ما تبقى من مؤسسات الدولة، وأخرها، مقرات الوكالة الرسمية للأنباء" سبأ".
وأضافا أن هناك ترتيبات تجري مناقشتها برعاية سعودية، ولن تعود الحكومة قبل إنجاز عددا من الترتيبات الأمنية في عدن.
وفي آذار/مارس الماضي، غادر رئيس وأعضاء الحكومة التي يشارك فيها المجلس الانتقالي بخمس وزارات، بعد اقتحام مقر إقامتها في قصر معاشيق الرئاسي، من قبل متظاهرين يحملون لافتات مؤيدة للمجلس المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله.
فيما أشار أحد المصدرين إلى أن ما يدور في بالعاصمة السعودية "دوران في حلقة مفرغة"، في الوقت الذي يفرض المجلس الانتقالي يفرض أمر واقع بعدن، واستكمال السيطرة على مؤسسات الدولة، وآخرها الاعلام وتغيير اسمائها كما حدث مع الوكالة الرسمية، في الأيام القليلة الماضية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اقتحمت ميليشيات تابعة للمجلس الانتقالي، مقري وكالة الأنباء الحكومية بالعاصمة عدن، واستولت عليهما، بعد طرد موظفيها، قبل أن تقوم بتغيير اسم احد المقرات إلى "هيئة الاعلام الجنوبي".
وبحسب المصدر فإن المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، يبيع كلاما معسولا للرياض بأنه يقف معها، ليرضي غرورها، بينما على الأرض يشتغل على مشروعه التدميري بما يحقق مصالح الإمارات على حساب المصالح اليمنية والسعودية.
ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات، على عدن، منذ انقلابه المسلح في أغسطس/ آب 2019، ورغم توقيعه اتفاقا سياسيا عامي 2019 و 2020 مع الحكومة اليمنية برعاية سعودية، إلا أنه يرفض استكمال تنفيذ بقية البنود المتعلقة بالملفين الأمني والعسكري، اللذين وردا في الاتفاق.
والإثنين، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السعودية، أن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، عقد اجتماعا بين ممثلين عن الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، في العاصمة الرياض.
وبحسب الوكالة الحكومية فإن الاجتماع ساده أجواء إيجابية، وسط تأكيد الطرفين على وقف التصعيد بأشكاله كافة، مشيرة إلى أنه جرى بحث الترتيبات اللازمة لحماية وعودة الحكومة إلى عدن، والعمل على متابعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
وتعيش العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، انقساما شعبيا حادا، وموجة غضب واسعة، بعد تحولت إلى ساحة مفتوحة للفوضى والعبث، تنتشر فيها الميليشيات المسلحة ويغيب عنها، أي مظهر من مظاهر الدولة.
مزيد من التفاصيل