أكاذيب عن البرادعى
الكاتب
أيمن الجندي
كدتُ أبكى وأنا أقرأ ما قاله البرادعى: «أنا أكثر مصرى كُرّم فى الخارج وأُهين فى بلده». حزنت لأن ما قاله هو الحقيقة. هذا النظام الفاشل نجح فى شىء واحد: تلويث سمعة هذا الرجل النبيل. افتروا عليه بكل خسّة، كذبوا، ضلّلوا، أفحشوا فى القول، اتهموه بكل كاذب وخسيس. زرعوا الخوف فى قلوب البسطاء منه، هو الذى لم يخرج إلا من أجلهم، حاسر الرأس، عارى الصدر، سليم الطوية، لا يملك إلا الحب والحزن النبيل.
بخسة ليست مُستغربة منهم، افتروا عليه فى أهل بيته، بما يغضب له الرجل الكريم. كنت أراه والقهر فى عينيه، ودموع تأبى أن تنهمر أمام الشامتين. لفّقوا الصور الخارجة لابنته المصون، زعموا أنها تزوجت على غير دين الإسلام، والحقيقة أن زوجها أسلم قبل عقد قرانهما ومعه كل أسرته. والمفروض أن نشكره لأنه أضاف للمسلمين أسرة جديدة.
استعدوا عليه البسطاء باسم الدين، والدين براء من الظالمين المفسدين. قالوا إنه ضد المادة الثانية من الدستور، والرجل قال إنه مع مبادئ الشريعة الإسلامية التى تدعو إلى المساواة والقيم الإنسانية. أشاعوا أنه رجل أمريكا، هو الذى أعلن فى مجلس الأمن بلسان فصيح أن العراق خال تماما من الأسلحة النووية. قالوا إن زوجته أجنبية وهى مصرية من كفر الدوار. قالوا إنه يحمل جنسية أوروبية، هو الذى رفض أن يحمل أى جنسية غير جنسية مصر رغم عرضها عليه مرارا وتكرارا، فى وقت لم يكن مطروحا فيه فكرة ترشحه للرئاسة. موقف مبدئى نابع من حبه وفخره بمصر فى زمن أسود رهيب. قولوا بالله عليكم كم نسبة الذين يرفضون منا جنسية أوروبية جاءت دون أن نسعى إليها؟ والمدهش أنه يرفض التعديلات الدستورية التى تمنع الترشح للرئاسة على من يحملون جنسية أخرى أو متزوج من أجنبية، برغم أنها تعديلات تصب فى صالحه، وتستبعد واحدا من أهم منافسيه وهو أحمد زويل. ذلك أنه يرى أن مسألة نقاء الجنسية تعود بنا إلى هتلر والتعصب الأعمى، وأنه سيصوت ضد التعديلات. أرأيتم أنه رجل المبادئ والشرف والخُلُق الرفيع!
............
وقالوا إنه لا يعرف مشكلات مصر، والحقيقة أنه كان يذهب للأحياء العشوائية دون إعلان. وأن ما شاهده من بؤس هو السبب المباشر الذى جعله يقرر الترشح. وقالوا إنه انتظر بالخارج حتى نجحت الثورة ثم عاد ليجنى الثمار. والحقيقة أنه عاد فى ذروة الخطر قبل أن يتضح شىء، ولم يكن أسهل من بلطجى يقتله وسط الزحام.
.............
باختصار شديد، وكما قال البرادعى فى رسالته لشعب مصر: «أنا مصرى نشأت على أرض مصر وعملت فى وزارة الخارجية وانتقلت إلى العمل فى منظمات دولية وأريد أن أنقل الخبرة التى اكتسبتها إلى بلدى، وأن أراها تلحق بركب الحضارة، وأن تتحقق فيها الكرامة والإنسانية».
وأنا أقول له بدورى: «أنا أصدقك فى كل كلمة قلتها، وأعلم أنك رجل شريف».
آخر 10 مشاركات
3rd April 2011, 06:19 PM
أكاذيب عن البرادعى ايمن الجندى
العرض العادي
