Hani Hodaib
ليه قضية ريجيني معقربة ! ليه الناس بتحسس و هية بتتكلم في الموضوع !
طيب دي شوية خيوط :
الأجهزة الأمنية في مصر كانت حتي قبل عامين هي: المخابرات العامة - المخابرات الحربية - أمن الدولة .. دا كان زمان بقي , دلوقتي فيه جهاز أمني تاني اسمه الإتحادية
طبعا دا مفهوم لما يكون رئيس الجمهورية هو أصلا تخصص عس و تجسس و تآمر و غرام بأحاديث النميمة و مسك الذلل و الملفات و السيديهات ..
الموضوع بدأ من وقت مبكر بمكتب وزير الدفاع بعد يونية , حيث عباس و هاني و بقية الطقم كانوا منهمكين علي 3 ملفات , الأول هو ملف السيطرة علي الإعلام المرئي و المسموع و المقروء , و الثاني ملف ضرب محاولات لملمة تنظيم الإخوان , و الثالث ضرب أي محاولة تنظيم تقدمية (أحزاب - نقابات مهنية - اتحادات عمالية - نقابات مستقلة - روابط عمال زي النقل و عاملين بالمصالح الحكومية و هيئات التدريس - روابط التراس - اتحادات طلابية الخ الخ)
طبعا ملف الإعلام دانت السيطرة فيه لعباس و رفاقه , و ملف الإخوان استطاعوا تحقيق اختراقات مهمة فيه لدرجة إن مكتب إداري لمحافظة في شمال الصعيد تم القبض علي أعضاءه المنتخبين بعد أقل من 48 ساعة من انتخابهم في 3 مناسبات متتالية , و ملف ضرب التنظيمات الأخري حقق نجاحات أمنية مهمة زي إن الحمد لله معادش فيه أحزاب و اللي موجود بقي متحزّم أمنيا من الداخل , و النقابات خصوصا اتحاد المهن الطبية (اللي في مرحلة ما كانوا منسقين اضراب عام شامل 3 نقابات مهنية: الأطباء و الصيادلة و الأسنان) اتضرب في مقتل و بقي الحمد لله فيه مخبرين ماسكينها زي نقيب الصيادلة مثلا و عدد من أعضاء مجلسه وعدد من أعضاء مجلس أطباء الأسنان و نقيبة التمريض , و طبعا تم الغاء فكرة انتخاب عمداء الكليات و رؤساء الجامعة و بالتالي اتضرب حراك هيئات التدريس اللي كانت بدأت يبقي ليها عازة و كلمة في القرار الجامعي بعد الثورة
المهم بعد انتقال السيسي للإتحادية , بقي الإتحادية عبارة عن جهاز أمني بتطلع منه التعليمات و بيتم الرجوع ليه من قبل باقي الأجهزة , و بقي فيه ضباط اتصال بمهام مختلفة تحت الملفات الرئيسية , و اللي بتعليمات منهم بيتم كل شئ من اختيار نواب الشعب و انتهاءا بأسماء اللي تتم مراقبتهم أو منعهم من السفر أو حتي القبض عليهم
إيه علاقة دا بريجيني بقي !
- ريجيني اترصد أمنيا يوم 11 ديسمبر 2015 في اجتماع ضم نقابات عمالية في دار الخدمات النقابية في شارع القصر العيني , و اللي راحه روجيني بحكم موضوع دراسته عن النقابات المستقلة بعد الثورة .. طبعا اللي صوّره بالموبايل هو واحد من المخبرين اللي بيحزّموا التنظيمات السياسية و النقابية في مصر , و هو معروف بالمناسبة و الناس بتكون حذرة منه , و طبعا التعامل مع المخبرين في التجمعات اللي زي دي بيبقي بمبدأ (المخبر اللي تعرفه أحسن من المخبر اللي متعرفوش)
- بعدها ربجيني جت له رسايل من أرقام عديدة , بعضها خاص , بتحمل مضامين متعددة من تحذيره من مغبة ما يقوم به لتهديدات صريحة بالأذي , و دا اللي خلّي ريجيني يطلب نشر مقالاته في "المانيفستو" تحت اسم مستعار قبيل اختفائه
- طبعا الطليان عندهم معلومات من أصدقاء ريجيني (مصريين و طليان) و بعض المحامين (طارق خاطر و محمود البكري و غيرهم) و بعض المتعاونين من الأجهزة الأمنية (عبر الرشاوي طبعا) بالإضافة لشهود قدروا يوصلوا ليهم
- خالد شلبي المشار ليه من الأسوشيتيد برس , قد يكون متورط بشكل شخصي في تعذيب ريجيني .. و علي فكرة التضحية بيه مش مشكلة , لكن المشكلة إن مجرد اتهامه رسميا , الطليان هيطلبوا المشاركة في التحقيق , و طبعا دا يعني إن الراجل دا مش بس هيتنفخ (معادش خلاص بقي فكرة حكم قضائي شامخ مع ايقاف التنفيذ زي قضية شوقي عبد العال بتاع 1999) دا كمان هيشيل طين برا و جوا , و بالتالي هيبقي مقداموش غير إنه يقول حقايق تورّط ناس تانية بتدي أوامر , و دي أصابع تشير إلي الإتحادية
- الموبايل بقي و اللي جات عليه رسايل التهديد لروجيني قبل اختفائه دا مشكلة تانية , و الطليان مصرين علي معلومات من شركات الاتصالات في القصة , و دا غالبا هيورّط ناس كتير غير شلبي , و اللي بالتبعية مرة تانية أصابع الإتهام هتشير إلي الإتحادية
الخلاصة يعني إن التضحية بظابط أو حتي مجموعة ظباط مش هية القضية , و النظام مش من الغباء إنه يعرّض جهوده ل3 سنين لنيل اعتراف دولي بيه عشان ظابط (بلاش استعباط يعني) .. الموضوع فعلا متورط فيه جهاز أمني بيقبض علي الناس (أيّا كانت ملتهم و جنستهم) و يعذّبهم و يطفّي في جسمهم سجاير و بعدين يقتلهم و يرميهم عريانين علي الطريق , بس الجهاز دا جديد لنج , عمره 3 سنين , لسة بيجي له اسهال من أي شوية برد يعني !
الجهاز دا بقي هوا اللي بيحكم البلد حضرتك , و اللي قاعد بيمزمز في تقاريره و يتسلّي بالفرجة علي صور ضحاياه هوّا اللي عليه العين و النيّة سيادتك !