هاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط،من وصفهم بـ"اليمين اللبناني العنصري"، بسبب موقفهم من اللاجئينالسوريين في لبنان.
وقال جنبلاط، في حديث مع صحيفة الجمهورية اللبنانية:"نحن نختلف طبعاً مع (وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر) جبران باسيل،وخلافنا الأول معه موضوع اللاجئين السوريين"، مضيفا: "نحن نرفض التوطينبالتأكيد، لكن من سيؤمّن لهؤلاء العودة الآمنة والطوعية؟".
ولفت الزعيم الدرزي اللبناني إلى أنه "جرت محاولةلعودة البعض (إلى سوريا)، وعاد قسم منهم، لكن حصل فرز بين الرجال والنساء والأطفال،واعتُقِل الرجال واختفوا على الحدود". وتساءل: "لكي يعودوا، ألا نحتاج إلىإعادة إعمار؟ من سيُعمّر؟ أم سيوضعون في الصحراء؟".
اقرأ أيضا: اللاجئون السوريون في لبنان.. عودة أم ترحيل في عام 2019؟
اليمين "العنصري"
وقال جنبلاط إن باسيل "بدأ بالتصعيد ضد الفلسطينيالذي لم يأت إلى لبنان برغبته بل لأنه طُرِد. هناك مجزرة يتناسونها، وهي التهجيرمن اللِّد أكبر مدن فلسطين. عندما نقول اللِّد أو كفر قاسم أو دير ياسين، فهذامصغّر لحمص وحلب وغيرها من المدن السورية. كذلك السوري لم يأت بطَيّبه، مع العلمأنّ هناك سوريين ساهم قدومهم إلى لبنان إيجاباً حيث عملوا في الزراعة والصناعة والإعمار".
ورأى أن لبنان فشل في إقامة مخيمات "كان يسهلالسيطرة عليها أمنياً (..) لكن مع الحذر اللبناني والتقليد العنصري؛ ساهم ذلك فيتوزّعهم في الداخل"، مضيفا: "أنا أحمّل اليمين اللبناني العنصري، بكلأطيافه، مسؤولية ما وصلنا إليه".
وتشكل قضية اللاجئين السوريين في لبنان محورا للتجاذبالسياسي في لبنان. وبينما تتفق كل القوى على ضرورة عودتهم إلى بلادهم، إلا أن هناكقوى، على رأسها رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر الذي أسسه، تريد دفعاللاجئين لمغادرة لبنان بأي ثمن، وتدعو للتنسيق مع النظام السوري بهذا الشأن. لكن القوىالمناهضة للنظام السوري، بينها تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية والحزبالتقدمي الاشتراكي، تحذر من عودتهم دون ضمانات دولية، كما ترفض إقامة علاقات معالنظام السوري تحت هذه الذريعة.
اقرأ أيضا: باسيل: لا نرى سببا لبقاء اللاجئين السوريين في لبنان
وتشير أرقام الأمن العام اللبناني إلى عودة أكثر من 50ألف سوري خلال الأشهر الماضية، فيما بدت التحذيرات أكثر جدية على مصير العائدينعندما أشار وزير شؤون النازحين السابق، معين المرعبي، إلى معطيات تعرض العائدين للتنكيلوالاعتقال.
وتم تنظيم عودة هؤلاء عبر جهاز الأمن العام تحت مسمى"العودة الطوعية"، كما ساهم حزب الله بشكل فعّال في تشجيع هذا العودة،وأنشأ مكاتب خاصة لاستقبال طلبات العائدين.
النظام السوري
اقرأ أيضا: كلمة للأسد.. تحدث عن 4 حروب بسوريا واللاجئين والمعارضة
من جهة أخرى، رفض جنبلاط أي زيارات أو علاقات مع النظامالسوري بحجة إعادة اللاجئين. وانتقد في هذا السياق زيارة وزير النازحين اللبنانيصالح الغريب، المحسوب على رئيس الجمهورية، إلى دمشق. وأضاف: "ليتفضّل غريبويسأل بشّار عما إذا كانت لديه الضمانات المطلوبة لعودة السوريين. ليعطنا جواباً،آخذين في الاعتبار قدرة بشّار الهائلة على المراوغة"، كما قال.
وتطرق جنبلاط إلى خطاب الأسد الأخير، وقال إنه "لميغيّر حرفاً عن خطابه الأول في مجلس الشعب. اليوم، وبعد أن هجّر ثلث الشعب السوري،لا يزال يقول أنا أحارب الإرهاب.. شو هالنكران للذات يَلّي عندو؟"، بحسبتعبيره.
وكان جنبلاط قد كشف في وقت سابق أن عون منح الجنسيةلسوريين تابعين للنظام، من بينهم رجال أعمال خاضعين لعقوبات دولية. ومنحت الجنسيةلنحو 360 شخصا من أصول متعددة، بينهم حوالي 250 سوريا، غالبيتهم من المسيحيين.
اقرأ أيضا: جنبلاط يكشف تجنيس عائلات مقربين من نظام الأسد (أسماء)
وفي هذا السياق، قال رئيس حركة التغيير في لبنان، إيليمحفوض، المقرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إنه "لا بد من التذكير بأنهيوجد الآلاف من السوريين في لبنان يوالون الأسد، فماذا بشأن هؤلاء؟ أليسوا هممخابرات للأسد، حيث يحركهم للتخريب وعندما تدعو الحاجة لهم؟".
وأشار في تغريدات على حسابه في تويتر إلى "السوريينالموالين للأسد يوم أجروا انتخابات رئاسية (في سوريا)، فكانت الجماهير الغفيرة منالسوريين الذين زحفوا إلى سفارتهم في مشهد أرادوا منه تخويف اللبنانيين، لذا يجبالبدء بترحيل هذه الفئة".
وفي تصريحات منفصلة، قال محفوض إن الأسد يريد أن يحكم 10ملايين سوري فقط، وأنه لا يريد عودة اللاجئين لأنهم من "السنّة".
اقرأ أيضا: الحريري يكشف عن أصعب لحظة في حياته.. ما علاقتها بالأسد؟
1
الخلاف مع الحريري
وفي شأن آخر، ألمح جنبلاط إلى أنه صفحة الخلاف مع رئيسالحكومة سعد الحريري، وقال إن "المقابلة مع رئيس الحكومة سعد الحريري هي الخطالبياني الذي يعكس موقفي للمستقبل. كل ما يمكن أن يُعاد التذكير به من مواقف سابقةلي أو مواقف سبق أن أدليتُ بها للاعلام قبل عشاء بيت الوسط لا تمثّلني!".
وأضاف جنبلاط: "هذه ثالث مرة أختلف مع الحريري، وقداتخذت قراراً بأنّ التصعيد الاعلامي لم يعد ينفع شيئاً. اللقاء الشخصي والمصارحةأفضل بكثير"، وألمح إلى دور سعودي مصري في التهدئة، لافتا إلى أنه "ليسهناك من سياسي لا يغيّر وجهة نظره حسب الظروف".
وكانت الخلافات بين الزعيمين بسبب ملفات اقتصادية وسياسية؛قد ظهرت للعلن في الفترة الأخيرة، وجرى تبادل الانتقادات عبر تغريدات في تويتر.
اقرأ أيضا: ما هي دلالات الخلاف بين الحريري و جنبلاط؟
اقرأ أيضا: صحيفة لبنانية: عون سيزور الأسد وسيبحث معه هذا الملف
مزيد من التفاصيل