قالوا عن الرئيس جمال عبد الناصر - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    Almatareed Mobile Version
    (الكاتـب : Admin ) (آخر مشاركة : Thomashib)
    المعادلة الكندية للصيادلة
    (الكاتـب : Batman ) (آخر مشاركة : LucasCen)
    حل مشكلة في ادراج مقاطع الفيديو
    (الكاتـب : يسر ) (آخر مشاركة : JamesCem)
    العملة الرقمية Tether ورمزها USDT
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : JamesCem)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > شهود على العصر

    شهود على العصر

    قالوا عن الرئيس جمال عبد الناصر


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 8th January 2010, 12:49 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي قالوا عن الرئيس جمال عبد الناصر

    أنا : كمال ناصر




    قالوا عن الرئيس جمال عبد الناصر
    ........................................

    إعداد و تجميع : عمرو صابح

    لم يكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر زعيما كبيرا للعالم العربي فقط. ولكنه أيضا كان أحد كبار رجال الدولة المعاصرين دخل التاريخ وكتب أسمه بجانب أسماء أكبر الرجال..إن العالم فقد بموته رئيسا كبيرا ، وإن قبرص وأنا شخصيا فقدنا فيه صديقا مخلصا، فقد كان لي شرف صداقته، وعرفته منذ مدة طويلة، وسمحت لي هذه المعرفة أن أقدر فيه صفاته العديدة. ومنها-وقبل كل شئ- رجولته بكل عمق هذه الكلمة.

    الأسقف مكاريوس
    رئيس قبرص

    إن الرئيس جمال عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربي بأسره خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة إرادته وشجاعته الفريدة، ذلك أنه عبر مرحلة من التاريخ أقسى وأخطر من أي مرحلة أخرى. لم يتوقف عن النضال في سبيل استقلال وشرف وعظمة وطنه والعالم العربي بأسره.

    شارل ديجول
    رئيس جمهورية فرنسا


    إن وفاة جمال عبد الناصر صدمة مفاجئة وخسارة لا يمكن أن تعوض لقد كان لا يهدأ أبد. وكان كل أمله أن يري حياة شعبه قد تحسنت، ويري الوحدة العربية وقد تحققت. إن جمال عبد الناصر واحد من البناة الذين سعوا إلي تحقيق وحدة أفريقيا.. وقد كانت حياته القصيرة حياة غنية ولم يكن أحد سواه يستطيع القيام بما قام به لما كان له من نفوذ عظيم في كل الدول العربية.

    تيتو
    رئيس يوغوسلافيا

    أن وفاة عبد الناصر كارثة عظيمة حلت بالوطن العربي لقد كان من ابرز زعماء الأمة العربية ومن أشرف زعمائها الخالدين.

    الشيخ صباح السالم الصباح
    أمير دولة الكويت

    أن وفاة عبد الناصر خسارة فادحة للعالم وللحركة الثورية العربية فى وقت تحاك من حولها مؤمرات الامبريالية لقد مات ثورى فذ من قادة القرن العشرين

    فيدل كاسترو
    قائد الثورة الكوبية

    سنظل نذكر عبد الناصر دائما. إن مساندته لحركة التحرر الأفريقية لم تكل أو تتوقف.

    جومو كينياتا
    رئيس كينيا


    كان لدي موعد قد تأخر ربع قرن مع رجل رفعت رأسي من بعيد كي يراه، ثم حالت ظروف قاهرة بينه وبيني لألقاه، وحين جئت إلي مصر فقد كان من سوء حظي أن جمال عبد الناصر لم يعد هناك سأزور فى مصر ثلاث أماكن الأهرامات و النيل العظيم و ضريح الرئيس جمال عبد الناصر

    نيلسون مانديلا
    من كلمة ألقاها عند تكريمه في جامعة القاهرةعام 1995


    لو كان جمال عبد الناصر على قيد الحياة ودخلت مصر المنافسة أمام جنوب أفريقيا على شرف إستضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 لأنسحبت جنوب أفريقيا على الفور من الوقوف أمام مصر
    ولكن الظروف تغيرت الأن ومصر لم تعد مصر عبد الناصر .

    نيلسون مانديلا
    فى المؤتمر الصحفى عقب فوز جنوب أفريقيا بتنظيم كأس العالم 2010 وحصول مصر على صفر من الأصوات .



    هبط الموت على مصر، وهبط الحزن على الشعب. فقد مات الزعيم . مات المعلم. مات الأب والإنسان. مات جمال عبد الناصر..وفي ذلك اليوم الرمادي يوم موته ماتت الأشجار واقفة وتجمد سواد العيون لا تصدق الخبر وامتلأت أفواهنا بالملح من شدة الحزن. فقد توقف قلب مصر حين توقف قلب هذا الرجل. ابن الشعب. مؤسس الجمهورية، وصاحب الدعوة العنيدة لوحدة الوطن وكرامة المواطن وأشجع الرجال في وجه العاصفة.

    فتحي رضوان
    الكاتب و السياسى المناضل

    أنا واحد من أمة كبيرة فجعت في الوالد العظيم حين فقدت رجلها الأول وقائدها. إن مأساتنا بفقد الرجل الكبير جمال عبد الناصر مأساة كبيرة. لقد مضي القائد البطل في سبيل أمته شهيدا..لكنه خط الطريق.

    د. جمال الأتاسي
    الأمين العام للأتحاد الاشتراكي في سوريا


    غاب عبد الناصر- أجمل أسم في تاريخنا المعاصر- ليجدد في صميم كياننا كل التطلعات والأحلام والآمال والأمجاد التي أقترن اسمه بها. إن عبد الناصر أوصل ثقل الوطن العربي إلي العالم كما كان رمزا للعالم الثالث. وتجسيدا حيا لعنفوان الثائر على الذل، ولتواضع الأبطال الحقيقيين الذين حققوا لبلادهم وشعوبهم الكرامة كل الكرامة.

    د. كلوفيس مقصود
    الكاتب والمفكر

    إن عبد الناصر كان شخصية عالمية كاملة..وكان تأثيره قادرا على اقتحام حدود وحواجز بعيدة يصل وراءها إلي أكثر مما تصل إليه سلطة الدولة التي كان يحكم فيها. كان جمال عبد الناصر أمام العالم الخارجي تعبيرا ظاهرا عن الرأي الغالب في أمة عربية بأسرها. وكان جمال عبد الناصر داخل الأمة العربية نقطة اللقاء الكبرى للإرادة الواحدة لهذه الأمة. كان جمال عبد الناصر في وجوده وبطبيعة دوره التاريخي _يستطيع أن يكون وحدة دائرة الحوار وقد أثبت ذلك فعلا في مواقف حاسمة في قصة نضاله وأعماله..ويجب أن تكون هذه النقطة أيضا موضع دراسة مستفيضة عندما يجئ الوقت لاستكشاف الأبعاد الرحبة لهذه الشخصية الضخمة. كان جمال عبد الناصر هو التجسيد لسلطة الشعب، وبعد رحيله فان تجسيد سلطة الشعب لا يمكن أن يكفلها غير ضمان الدستور والضمان القانوني. إن جمال عبد الناصر كان شخصية تاريخية، ومن بعده فليس هناك أشخاص تاريخيون.

    محمد حسنين هيكل
    الكاتب و المفكر


    أبدا لم تلهث الكلمة وتترنح في مواجهة موقف ما مثلما حدث لها حينما صك أسماعها نبأ وفاة جمال عبد الناصر! أبدا لم يواجه الأديب والمفكر والفنان تجربة قاسية تمرد فيها عليه خياله وتفكيره وفنه..مثلما حدث له وهو يقف وجها لوجه أمام الخبر المذهل: اختفاء جمال عبد الناصر من مسرح الحياة!
    …لقد فاجأنا خبر وفاة عبد الناصر فنغص حياتنا تنغيصا لا نعرف له مثيلا. لقد كنا نرجو_ بل كنا نثق _ بأن الرئيس جمال عبد الناصر سيمد له في الأجل لتحقيق أهداف الوطن، وهي مهمة لم تتح لأحد من قبل. فهو قد حاول _ موفقا إلي أبعد الحدود _ إلغاء الطبقات والأخذ بيد الضعفاء والفقراء، والمساواة الكاملة بين المواطنين، وحاول شيئا ما أظن أنه حوول من قبله، وهو أن يلائم بين الاشتراكية والديانات السماوية، فأدخل في بلادنا اشتراكية لا تمس الإسلام ولا تمس المسيحية، ولا غيرهما من الأديان بأذى ولو من بعيد. وأشهد أنني عرفت الرئيس جمال عبد الناصر منذ أوائل الثورة، واتصلت بينه وبيني مودة كانت في غاية الإخاء وفي غاية المتانة. لقد كان صديقا صدوقا، وأخا حميما، وكان بارا عطوفا على كل المواطنين.

    د. طه حسين
    عميد الأدب العربى


    لقد أعطي مصر والعرب أسمي مبادئ - سوف يذكرها له تاريخ الخلود - من أجل الشعب وعزته وكرامته واشتراكيته. لم يأبه للمخاطر ولا حفل بالمخاوف أنه البطل الذي كان ويكون وسيكون. وإن تعاليمه يجب أن تكون هدى لمستقبلنا من أجل عزة مصر وشعبها.

    كوكب الشرق
    أم كلثوم



    كانت مصر قبله بلدا لا يعتد به، يجللها العار عار يصاحب عرشها في أنحاء الأرض جميعا. فضائح بجلاجل. ثم أصبحت معه وبفضله بلدا يحسب حسابه لأنه هو نفسه كان رجلا لابد أن يحسب حسابه. إن الكرامة _هي أولي الدعائم التي تبنى عليها الأمة، وكانت كرامة أمتنا من كرامة جمال، وكرامة جمال من كرامة أمتنا. لم نري فيه نهما على استحواذ شئ من عرض الدنيا ولعله هو الرئيس الذي لم يخص أحد في سيرته الشخصية بالحق وبالباطل، فكان نعم الأب والزوج. 18 سنة لم يهدأ فيها عبد الناصر، لا يخرج من معركة إلا ليدخل معركة وهو صامد شجاع لا يتزعزع.

    الأديب الكبير
    يحيى حقي


    إن عبد الناصر بطل على مستوي العصر، فأبطال العصر الحقيقيون هم الذين يتوحدون بشعوبهم ويجسدون آمالها، ويهبون حياتهم للملايين من بسطاء الناس. وعبد الناصر نموذج رائع لهؤلاء.

    د. اسماعيل صبري عبدالله
    الكاتب و المفكر


    إن الكثيرين من قادة العالم وزعمائه قد صيرتهم المواقف والأعمال عظماء عند الناس، ولكن جمال وحده كان يصير المواقف والأعمال ويجعل الناس والأشياء عظيمة كلها من حوله، فهو لم يكن عظيما بما حققه لبلده ولأمته من انتصارات وأمجاد فحسب، ولكنه كان عظيما بالقيم الرفيعة والمبادئ الخالدة التي وقف من أجلها دوما بشرف وبسالة.

    الملك حسين
    ملك الأرد ن

    إن وفاة عبد الناصر، تعني وفاة عدو مر، إنه كان أخطر عدو لإسرائيل.إن إسرائيل لهذا السبب لا تستطيع أن تشارك في الحديث الذي يملأ العالم كله عن ناصر وقدراته وحنكته وزعامته

    مناحيم بيجن
    زعيم الليكود ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق

    بوفاة جمال عبد الناصر أصبح المستقبل مشرقا أمام إسرائيل و عاد العرب فرقاء كما كانوا وسيظلوا بإختفاء شخصيته الكاريزماتية .

    حاييم بارليف
    رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلى

    جمال عبد الناصر كان ألد أعدائنا وأكثرهم خطورة على دولتنا ووفاته عيد لكل يهودى فى العالم

    موشى ديان
    وزير الدفاع الإسرائيلى


    لم تكن قوة عبد الناصر ونفوذه معترفا بهما في مصر وحدها ولكن في جميع أنحاء العالم العربي .

    ادوارد هيث
    رئيس وزراء بريطانيا الأسبق


    لقد كان نبأ وفاة عبد الناصر أسوأ نبأ سمعته في حياتي. لقد كان ناصر من أعظم رجال العالم. كان شجاعا بعيد النظر. وكان يعمل جاهدا على استقرار الشرق الأوسط..لقد كان أفضل رجل ظهر في الشرق الأوسط.

    جورج براون
    وزير خارجية بريطانيا الأسبق


    كنت معتقلا فى سجون الشاه الذى كان يكن لعبد الناصر كراهية شديدة ، ولاحظت فى اليوم الحزين لوفاته حالة إبتهاج فى السجن بين الضباط والحراس وعندما سألت عن السبب علمت بوفاة الرئيس عبد الناصر ، وأقسم بالله أننى بكيت عليه كما لم أبك على أبى وأمى ، لقد كان الزعيم الوحيد الذى ساعد الإمام الخومينى وأمد الثورة بالمال والسلاح وقواعد التدريب ، مثل رحيله خسارة فادحة للعالمين العربى والإسلامى وللعلاقات بين مصر وإيران الثورة

    الإمام على خامنئى
    مرشد الثورة الإيرانية


    إن الغرب سيعيد النظر في تقييمه لهذا الرجل الوطني الكبير المخلص العربي الأصيل. وأخشى أن تكون وفاته كارثة.

    كريستوفر مايهيو
    عضو مجلس العموم البريطانى الأسبق


    إن نجاح عبد الناصر شجع فجأة الحركات القومية وجعلها تتصور أنها قادرة أن تسحق بريطانيا ولو أن جمال عبد الناصر استقل بمصر وحدها لما كان الخطر كبيرا على مصالحنا في العالم كله. وأنني أقول لكم صراحة أن جمال عبد الناصر كان أخطر على مصالحنا من الاتحاد السوفيتي ولم تستطع كل جهود روسيا أن تضعفنا كما استطاع أن يفعل عبد الناصر .


    هارولد ماكميلان
    رئيس وزراء بريطانيا الأسبق

    الرئيس عبد الناصر هو أعظم عربى ظهر فى عصرنا ووفاته خسارة عظيمة للعالم الإسلامى وللعلاقات بين مصر و إيران لقد كان أقرب زعيم لثورتنا عندما كنا مطاردين من الشاه ، لقد كان أول شخص وجهت إليه التحية وترحمت عليه عقب وصولى إلى إيران بعد الثورة .

    الإمام أيه الله الخمينى
    زعيم الثورة الإيرانية

    إن عبد الناصر لم يعد مجرد شخص وإنما هو رمز لإرادة العرب جميعا فى الحياة ، رمزا للصحة فى جسدنا والإصرار و العنفوان و العزم و التصميم فى نفوسنا . إنه العقل المدبر و الخطة و النجاة .
    نحن نريدك يا عبد الناصر أنت ونحن جسد واحد وشخص واحد لا انفصال فيه أنت ونحن وحدة لا تقبل التجزئة ، لن نفترق عن جمال عبد الناصر ، ولن يفترق جمال عبد الناصر عنا وإنما سنزداد اتحادا كل منا بالأخر وتحت لوائك يا عبد الناصر سوف نحارب حتى الموت بل حتى الحياة يا قمة الحياة .

    د / مصطفى محمود
    الكاتب الصحفى المصرى

    إننا فى عصر ما بعد عبد الناصر نتكلم أكثر و نصرخ أكثر وهو لا يتكلم ، ونخاف أكثر فقد كان عبد الناصر هو الأمان ، فاللهم أرحم عبد الناصر ، اللهم أرحم عبد الناصر و أرحمنا من بعده من أنفسنا

    أنيس منصور
    الكاتب الصحفى المصرى


    .........................................

    ملحوظة : أراء مصطفى محمود و أنيس منصور قبل انقلابهما على عبد الناصر ، وهى كافية للحكم على كلا منهما وتبيان كذبهما ونفاقهما فهما الاثنان وجها لعبد الناصر وعهده فيما بعد أقذع الشتائم وأحط الكلمات دون دليل أو وثيقة أو حجة ويكفينا لمعرفة نفاقهما أن نقرأ كلماتهما بالأعلى وهى مكتوبة بعد وفاة الرئيس عبد الناصر وليس فى حياته
    هل يصل النفاق و الكذب إلى هذا الحد ؟!
    .............................
    https://www.alfikralarabi.org/modules...ticle&sid=6750

     

    الموضوع الأصلي : قالوا عن الرئيس جمال عبد الناصر     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : كمال ناصر

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة كمال ناصر ; 8th January 2010 الساعة 01:49 PM
     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    خطة الخلاص من جمال عبد الناصر ... عمرو صابح ثورة يوليو 1952 MIGA 23 6020 4th December 2010 08:58 AM
    "عبد الناصر وسيناء ..1967-1970" تاريخ مصر الحديث سيد احمد 7 4775 4th December 2010 08:43 AM
    كفاكم متاجرة بأسم جمال عبد الناصر شهود على العصر كمال ناصر 1 1639 19th July 2010 10:02 AM
    نــــــــــاصــــــــــر 67 تاريخ مصر الحديث Dr.Samo 8 4345 17th June 2010 03:41 AM
    عبد الناصر ورموز جماعة الإخوان المسلمين تاريخ مصر الحديث جمال الصغير 26 5642 30th May 2010 03:07 AM

    قديم 8th January 2010, 11:00 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي السد العالى ( مشروع القرن )

    أنا : كمال ناصر





    مشروع القرن الذى غير مصير أمة ظلت لقرون خاضعة لإرادة نهر

    د/ أحمد السيد النجار



    فى عام 2000 عندما اجتاحت العالم موجة من استفتاءات لاختيار أعظم المنجزات فى القرن العشرين، جرى استفتاء فى الولايات المتحدة الأمريكية شاركت فيه الشركات العقارية العملاقة وشركات التصميم الهندسى وشركات بناء السدود، حول أعظم مشروع بنية أساسية فى القرن العشرين وهو بالضرورة الأعظم على مر التاريخ بحكم أن المشروعات الكبرى التى أتاح التقدم العلمى إنشاءها فى القرن العشرين لا تقارن بالمشروعات التى أنشئت قبله.. وكانت نتيجة الاستفتاء هى اختيار سد مصر العالى كأعظم مشروع بنية أساسية فى العالم فى القرن العشرين، بعد منافسة ضارية مع "الإمباير ستيت" أول ناطحة سحاب فى العالم، وسد "بولدر" الأمريكى. ولم يكن الاختيار مبنيا على أن السد العالى معجزة هندسية رغم أن ذلك أمر مسلّم به، ولكنه كان بسبب أن السد غير مصير شعب بأكمله. وهذا الاختيار تاج على رأس زعيم مصر الأسطورى جمال عبدالناصر الذى قاتل بضراوة وبراعة مذهلة فى أحلك الظروف من أجل بناء سد مصر العالى لحماية أمته وتغيير مصيرها من أمة


    خاضعة لمشيئة النهر
    إلى أمة متحكمة فى مسار النهر.
    كانت مصر فى وضع مائى حرج فى عام 1952، حيث تزايدت احتياجاتها المائية بشكل كبير نتيجة زيادة عدد السكان، وأصبحت هناك ضرورة ماسة للقيام بمشروعات كبرى لتخزين مياه الفيضانات لاستخدامها فى موسم انخفاض إيرادات النيل من نوفمبر حتى يونيو من كل عام، ولاستخدامها فى الأعوام التى ينخفض فيها الإيراد المائى للنيل. وطرحت المفاضلة بين إقامة المشروعات فى أعالى النيل فى أوغندا والسودان وإثيوبيا، أو إقامة مشروع جبار لحجز مياه الفيضان وتنظيم جريان النهر فى مصر من خلال إقامة سد عملاق عند أسوان. وقد أجريت الدراسات الفنية والاقتصادية من خلال خبراء وزارة الأشغال العامة والموارد المائية المصرية ومن خلال خبراء البنك الدولى ومن خلال خبراء فى بناء السدود من ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وأقرت كل هذه الدراسات بالصلاحية الفنية لإقامة السد العالى عند أسوان، وأقرت أيضا بالجدوى الاقتصادية الهائلة لإقامة هذا السد. وبعد جدل طويل، حسمت حكومة يوليو أمرها باختيار مشروع السد العالى الذى وقف وراءه وبكل قوة زعيم مصر الراحل جمال عبدالناصر الذى كان بالفعل الأب الشرعى للمشروع خاصة بعد أن نجح فى توظيف جماهيريته الأسطورية لتحويل قناعته بمشروع السد العالى إلى اختيار اجتماعى حقيقى بحيث أصبح السد مشروعا شعبيا تعلقت به آمال شعب مصر لمواجهة موجات الجفاف والفيضانات العنيفة والتذبذب الموسمى والتذبذب من عام لآخر فى إيراد النيل.
    لكن الشعبية العارمة التى حظى بها السد العالى واستعداد الشعب المصرى لتحمل الصعاب من أجل بنائه، لم تكن كافية لتمويل بنائه الذى ذهبت التقديرات إلى أن تكلفته تبلغ نحو 210 ملايين جنيه مصرى تكلفة إنشاء السد ومحطته الكهرومائية ترتفع إلى 400 مليون جنيه مصرى إذا أضفنا إلى إليها باقى تكاليف المشروع من رى وصرف واستصلاح وإسكان ومرافق وطرق. وإضافة إلى هذه التكاليف هناك الفائدة عليها والتعويضات عن الأراضى التى ستغمرها المياه فى مصر والسودان. وهذه التكاليف الهائلة كان من الصعب على مصر تحملها وحدها، وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى البحث عن مصادر خارجية للمساهمة فى تمويل إنشاء سد مصر العالى، وبالذات تمويل استيراد المعدات والآلات اللازمة لتنفيذه.
    معركة التمويل:
    توجهت مصر إلى دول الغرب والبنك الدولى فى البداية لكنهم بعد مماحكات طويلة رفضوا التمويل وبصورة مهينة لمصر حتى بعد أن قبل الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر بالشروط الأمريكية فى اللحظة الأخيرة فى يوليو عام 1956 بما فيها الشرط الذى يحدد مديونية مصر الخارجية ويقيد حريتها فى عقد قروض أخرى أثناء عملية تنفيذ السد العالى.
    وكان هذا الموقف من عبدالناصر ينطوى على بعد نظر لأنه كان يريد إبطال آخر حجة أمريكية قد تبرر بها واشنطن والبنك الدولى تخليهما عن المساهمة فى تمويل السد العالى. لكن الولايات المتحدة رفضت تمويل المشروع ونقل وزير الخارجية الأمريكى هذا الرفض إلى السفير المصرى فى الولايات المتحدة فى 19 يوليو 1956 بقوله:
    "إن الولايات المتحدة غيرت رأيها فى موضوع السد العالى، وأنها تعتذر الآن عن عدم المضى فى أية مفاوضات تتعلق بتمويل المشروع، وأن أسبابها فى ذلك هى أن بلدًا من أفقر بلدان العالم لا يستطيع أن يتحمل تكاليف مشروع من أكبر المشروعات فيه، ثم إن مياه النيل ليست ملكًا لمصر وحدها، وإنما هناك آخرون على مجرى النهر لهم آراء أخرى وأنه يود إخطاره بأن هذا القرار اتخذ بعد مشاورات بين الرئيس والكونجرس".
    ثم أصدرت الخارجية الأمريكية فى 20 يوليو 1956 بيانًا صحفيا أكدت فيه هذا الرفض وأعلنته على العالم كله. وقد جاء فى هذا البيان:
    "إن الولايات المتحدة أصبحت مقتنعة بأن الحكومة المصرية ليس فى استطاعتها أن تقدم النقد المحلى اللازم لتمويل السد، لأن تنفيذ هذا المشروع العملاق سوف يفرض على الشعب المصرى تقشفا لمدة تتراوح بين 12 و15 سنة. وأن الشعب المصرى لا يستطيع أن يتحمل ذلك، ثم إن الحكومة الأمريكية ـ لا ترغب فى أن تتحمل مثل هذه المسئولية".
    وإزاء هذا الرفض الأمريكى للمشاركة فى تمويل السد العالى بصورة تنطوى على الاستخفاف بمصر وشعبها، لم يتأخر الرد المصرى كثيرًا، إذ ألقى الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر خطابه التاريخى فى 26 يوليو 1956 وعرض فيه قصة مشروع السد العالى والتلاعب والابتزاز الأمريكى والغربى، والإهانة التى وجهتها الولايات المتحدة لمصر فى رفضها تمويل المشروع وإعاقتها لتمويل البنك الدولى له، وعرض بالمقابل للعرض السوفيتى (الروسي) لمساعدة مصر فى إنشاء سدها العالى من خلال قروض طويلة الأجل.
    الحل البديل
    طرح الزعيم الراحل الحل البديل لتمويل السد العالى قائلا: "إن دخل قناة السويس بلغ فى عام 1955 نحو 35 مليون جنيه أى مائة مليون دولار نأخذ منها نحن الذين حفرناها، ومات منا 120 ألفاً أثناء حفرها، مليون جنيه فقط أى ثلاثة ملايين دولار". وأضاف "لقد كانت قناة السويس دولة داخل الدولة.. شركة مساهمة مصرية ولكنها تعتمد على المؤامرات الأجنبية، وتعتمد على الاستعمار وأعوانه. واليوم حينما نستعيد حقنا أقول باسم الشعب: إننا سنحافظ على حقوقنا، وسنعض عليها بالنواجذ، لأننا نعوض ما فات، ولن نبنى صرح العزة، والحرية، والكرامة إلا إذا قضينا على صروح الاستعباد، وقد كانت قناة السويس صرحًا من صروح الاستعباد، والاغتصاب.. والذل.
    واليوم أيها المواطنون، أممت قناة السويس.. ونشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية، وأصبح هذا القرار أمرًا واقعًا". وكما هو واضح من نص خطاب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فإنه بدأ باختيار الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، كطرف خارجى يمكن أن يساهم فى تمويل السد العالى، وأنه ـ أى عبدالناصر ـ حاول جاهدًا أن يكون هذا التمويل جزءًا من علاقة تعاون فعالة مع الغرب شريطة ألا تمس استقلالية مصر. لكن الدول الغربية التى كانت نظرتها لمصر وللدول النامية عمومًا، نابعة من عقلية وتصورات استعمارية بالية، لم تتقبل فكرة المساهمة فى مشروع عملاق يمكنه إحداث تحول استراتيجى هائل فى علاقة المصريين بنهر النيل العظيم وفى قطاع الزراعة، دون أن تكون مصر دولة تابعة سياسيا واقتصاديا.
    ووجد عبدالناصر نفسه أمام أحد خيارين: إما الخضوع لمشيئة الولايات المتحدة وبريطانيا فى وقت كانت الذكريات المريرة للاحتلال البريطانى والنهب الاستعمارى المنظم والمدمر لمصر مازالت حية، وإما البحث عن الاعتماد على الذات بصورة رئيسية فى تمويل السد العالى بالإضافة إلى الاستعانة بمصدر خارجى آخر للتمويل بادر بعرض المساعدة غير المشروطة على مصر وهو الاتحاد السوفيتى السابق.
    وكانت الصعوبة فى الاختيار الثانى هو أنه يتضمن العمل على تحقيق زيادة كبيرة فى إيرادات مصر عن طريق استعادة حقوقها المسلوبة فى قناة السويس، وهو أمر كان من المؤكد أنه سيضع العلاقات المتوترة بين الغرب وبين مصر منذ استقلالها وإنهاء الاحتلال البريطانى لها، على طريق المزيد من التصعيد لهذا التوتر. وكدولة بدأت طريق الاستقلال وكانت فى عنفوانها، اختار الزعيم الراحل ومن ورائه شعب مصر العظيم، الطريق الثانى، وأممت مصر قناة السويس. وفى أعقاب هذا التأميم حدث العدوان الثلاثى على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وهو العدوان الذى واجه مقاومة بطولية من الشعب والجيش فى مصر، وتمكنت مصر بصمودها وإصرارها الأسطورى على المقاومة رغم الفارق الهائل فى القوة بينها وبين أعدائها، من حشد تأييد عربى وعالمى هائل لها فى تلك المعركة.
    أمة تنهض
    كان عميقا فى دلالاته العروبية، قيام الأشقاء السوريين بقطع خط النفط الذى يمر عبر أراضيهم بأمر مباشر من المقدم عبدالحميد سراج قائد المخابرات العسكرية السورية لتكتمل دائرة انقطاع إمدادات نفط الشرق الأوسط عن إنجلترا وفرنسا بعد إغلاق قناة السويس التى كانت المعركة الكبرى تدور عند مدخلها الشمالى فى مدينة بورسعيد الباسلة.
    وكم كان المشهد العربى رائعا.. حين عبرت الشعوب العربية الخاضعة للاحتلال أو المقهورة بحكام عملاء وتابعين، عن وقفتها مع مصر بكل أشكال الاحتجاج وبضرب المصالح البريطانية والفرنسية من العراق إلى عدن إلى لبنان إلى المغرب العربى. وكان تقرير السفير البريطانى فى بغداد (مايكل رايت) بليغا فى التعبير عن عظمة الوقفة العربية إلى جانب مصر، إذ ذكر لرئيس وزرائه (أنتونى إيدن): إذا لم يتوقف الهجوم على مصر بسرعة فلن تكون هناك قوة على الأرض قادرة على حماية نظام نورى السعيد فى بغداد لأن مشاعر الشعب العراقى كلها فى حالة نقمة ضد بريطانيا. وأكد أنه "لم ير ظاهرة مثلها من قبل فى تجربته الدبلوماسية.. حقا كانت هناك أمة تنهض من طول سباتها، وكانت معركة سد مصر العالى وتأميم قناة السويس والإدارة الملهمة لهذه المعركة من قبل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، هى الشرارة التى فجرت بركان هذه الأمة لتهب فى وقفة شجاعة مساندة لمصر ومعبرة عما هو مشترك بين كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. وما أحوج أمتنا العربية فى الوقت الراهن لنهوض جديد مشابه لانتفاضتها عام 1956، ولزعامة تستلهم روح وميراث وأحلام الأمة فى قيادتها لمشروعها الحضارى والنهضوى والاستقلالى بدلا من رواد ودعاة التبعية للاستعمار الأمريكى.
    ولم يكن المشهد العالمى أقل روعة سواء من التظاهرات العارمة المؤيدة لمصر فى عدد كبير من الدول المستقلة حديثا أو الخاضعة للاستعمار أو من التظاهرات التى شهدتها دول الغرب وبالذات بريطانيا وفرنسا بصورة أكدت أن خيار الحرب العدوانية الفرنسية ـ البريطانية ـ الإسرائيلية ضد مصر، هو خيار الحكومات المعبرة عن الرأسمالية المتطرفة فى عدوانيتها فى تلك البلدان وليس خيار شعوبها. لكن درة ذلك المشهد العالمى، كان الإنذار السوفيتى لكل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل حيث تضمن الإنذار الموجه إلى بريطانيا وفرنسا ضرورة وقف العمليات العسكرية ضد مصر فورًا والانسحاب من الأراضى المصرية دون إبطاء، وتضمن تهديدا صريحا للدولتين عندما نص على أن:
    "لندن وباريس ليستا بعيدتين عن مدى الصواريخ النووية السوفيتية". أما الإنذار الموجه إلى إسرائيل فقد اتهمها بأنها "تعبث على نحو إجرامى غير مسئول بمصير العالم وبمصير شعبها وتبذر بذور الكراهية لدولة إسرائيل فيما بين الشعوب الشرقية وهو أمر لابد أن يترك آثاره على مستقبل إسرائيل ويشكك فى وجود إسرائيل ذاته كدولة".
    وانتهى الأمر بانسحاب قوات العدوان الثلاثى، واستعادت مصر سيادتها وملكيتها لقناة السويس. وقد أتاح ذلك لمصر قدرة اقتصادية إضافية شكلت عاملا مساعدا على تحمل تكاليف بناء السد العالى. وبدأت مصر فى اتخاذ خطوات جدية بدراسة العرض السوفيتى للمشاركة فى تمويل بناء السد العالى. وبعد مفاوضات قصيرة، وقعت مصر فى 27 ديسمبر عام 1958، اتفاقية القرض السوفيتى لتمويل المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى التى تشمل البدء فى إنشائه والارتفاع ببنائه إلى الدرجة التى تكفل تحويل مياهه إلى مجرى جديد يتم إنشاؤه لهذا الغرض مع زيادة التخزين المتاح سنويا.
    وقضت الاتفاقية بأن يقدم الاتحاد السوفيتى لمصر قرضا قيمته 400 مليون روبل أى نحو 34.8 مليون جنيه مصرى يستخدم فى استيراد الآلات والمعدات والمهمات التى لا تتوافر فى مصر. وكذلك لتغطية نفقات الأخصائيين والفنيين السوفيت الذين يستعان بهم فى تنفيذ أعمال هذه المرحلة من السد العالى وفقا لما يتفق عليه الطرفان. ويسدد القرض على 12 قسطا سنويا اعتبارًا من عام 1964 بفائدة قدرها 2.5% سنويا. ومع توقيع هذه الاتفاقية أصبح مشروع السد العالى على أعتاب مرحلة جديدة هى تحويله من حلم تاريخى لأمة عظيمة إلى واقع يجسد التحول الاستراتيجى الأكبر فى علاقة الشعب المصرى بنهر النيل الذى استعصى على الترويض الحقيقى حتى ذلك الحين.
    مسيرة الاتفاق
    ورغم التوترات التى اعترت العلاقة السياسية بين مصر والاتحاد السوفيتى السابق عام 1959 بسبب الهجمة البوليسية الشاملة للسلطات المصرية ضد الشيوعيين فى مصر، إلا أن تلك التوترات لم تؤثر على مسيرة الاتفاق بشأن المشاركة السوفيتية فى تمويل وتصميم وتنفيذ السد العالى.
    وفى 15 يناير 1960 عندما أرسل الزعيم السوفيتى نيكيتا خروشوف خطابا إلى الزعيم المصرى جمال عبدالناصر يؤكد فيها استعداد الاتحاد السوفيتى للتعاون مع مصر فى إتمام بناء السد العالى.
    وفى 27 أغسطس 1960 تم عقد اتفاقية مشاركة الاتحاد السوفيتى فى تمويل إتمام مشروع السد العالى. وقدمت حكومة الاتحاد السوفيتى بمقتضى تلك الاتفاقية 900 مليون روبل (78 مليون جنيه مصري) وذلك لتغطية تكاليف تصميم المشروع والبحوث والدراسات وتوريد وتركيب البوابات ووحدات التوليد الكهربائية المائية والمعدات اللازمة لمشروعات الرى وإصلاح الأراضى وغيرها.
    ونص الاتفاق على أن يتم تسديد القرض على اثنى عشر قسطا سنويا متساويا تبدأ بعد عام من تاريخ إتمام بناء السد العالى فى وضعه النهائى وإتمام محطة القوى الجاهزة لتوليد ما لا يقل عن 1 مليون كيلووات على ألا يتأخر ذلك عن أول يناير 1970. أما الجزء الخاص من القرض الذى يستخدم ابتداء من أول عام 1969 فى إتمام الأجزاء المتبقية من المشروع فيتم سداده بنفس شروط الدفع بعد عام من تاريخ إتمام كافة هذه الأعمال بحيث لا يتأخر ذلك عن أول يناير 1972. وسعر فائدة القرض 2.5% تسرى من تاريخ استخدام كل جزء من القرض على أن تؤدى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام التالى للعام الذى استحقت فيه.
    وبعقد ذلك الاتفاق فى 27 أغسطس 1960 حسمت مصر تماما معركة تمويل بناء سدها العالى وبدأت ملحمة أسطورية لبناء أعظم مشروع فى تاريخها القديم والحديث. ورغم كل الصعوبات ورغم العدوان الإسرائيلى الغادر على مصر عام 1967، أكملت مصر مشروعها العملاق لينهض سدها العالى جبلا يعترض مجرى النيل العظيم ويروضه تماما لأول مرة فى تاريخ النهر الأطول على الكرة الأرضية.
    خمسينية اتفاقية النيل : تشييد السد العالي ونتائجه قبل نصف قرن‏,‏ وبالتحديد في شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام‏1959,‏ تم توقيع الاتفاق التاريخي بين مصر والسودان بشأن بناء السد العالي لتوفير مياه النيل التي تذهب هباء إلى البحر المتوسط في أثناء موسم الفيضان‏,‏ مع بداية السنة المائية في أول آب/أغسطس من كل عام‏.‏
    وفي الأيام الأولي من شهر نوفمبر/تشرين ثاني ‏1959,‏ أعلن الزعيم جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة التوصل إلى اتفاقية النيل‏,‏ والتي أشرف بنفسه على مفاوضاتها مع الرئيس السوداني الراحل ابراهيم عبود.
    وعندما اجتاحت العالم فى عام 2000، موجة من استفتاءات لاختيار أعظم المنجزات فى القرن العشرين، جرى استفتاء فى الولايات المتحدة الأميركية شاركت فيه الشركات العقارية العملاقة وشركات التصميم الهندسى وشركات بناء السدود، حول أعظم مشروع بنية أساسية فى القرن العشرين وهو بالضرورة الأعظم على مر التاريخ بحكم أن المشروعات الكبرى التى أتاح التقدم العلمى إنشاءها فى القرن العشرين لا تقارن بالمشروعات التى أنشئت قبله.. وكانت نتيجة الاستفتاء هى اختيار سد مصر العالى كأعظم مشروع بنية أساسية فى العالم فى القرن العشرين، بعد منافسة ضارية مع "إمباير ستيت" أول ناطحة سحاب فى العالم، وسد "بولدر" الأميركى. ولم يكن الاختيار مبنيا على أن السد العالى معجزة هندسية رغم أن ذلك أمر مسلّم به، ولكنه كان بسبب أن السد غير مصير شعب بأكمله. وهذا الاختيار تاج على رأس زعيم مصر الأسطورى جمال عبدالناصر الذى قاتل بضراوة وبراعة مذهلة فى أحلك الظروف من أجل بناء سد مصر العالى لحماية أمته وتغيير مصيرها من أمة خاضعة لمشيئة النهر إلى أمة متحكمة فى مسار النهر.
    كانت مصر فى وضع مائى حرج فى عام 1952، حيث تزايدت احتياجاتها المائية بشكل كبير نتيجة زيادة عدد السكان، وأصبحت هناك ضرورة ماسة للقيام بمشروعات كبرى لتخزين مياه الفيضانات لاستخدامها فى موسم انخفاض إيرادات النيل من نوفمبر/تشرين الثاني حتى يونيو/حزيران من كل عام، ولاستخدامها فى الأعوام التى ينخفض فيها الإيراد المائى للنيل. وطرحت المفاضلة بين إقامة المشروعات فى أعالى النيل فى أوغندا والسودان وإثيوبيا، أو إقامة مشروع جبار لحجز مياه الفيضان وتنظيم جريان النهر فى مصر من خلال إقامة سد عملاق عند أسوان. وقد أجريت الدراسات الفنية والاقتصادية من خلال خبراء وزارة الأشغال العامة والموارد المائية المصرية ومن خلال خبراء البنك الدولى ومن خلال خبراء فى بناء السدود من ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وأقرت كل هذه الدراسات بالصلاحية الفنية لإقامة السد العالى عند أسوان، وأقرت أيضا بالجدوى الاقتصادية الهائلة لإقامة هذا السد. وبعد جدل طويل، حسمت حكومة يوليو/تموز أمرها باختيار مشروع السد العالى الذى وقف وراءه وبكل قوة زعيم مصر الراحل جمال عبدالناصر الذى كان بالفعل الأب الشرعى للمشروع خاصة بعد أن نجح فى توظيف جماهيريته الأسطورية لتحويل قناعته بمشروع السد العالى إلى اختيار اجتماعى حقيقى بحيث أصبح السد مشروعا شعبيا تعلقت به آمال شعب مصر لمواجهة موجات الجفاف والفيضانات العنيفة والتذبذب الموسمى والتذبذب من عام لآخر فى إيراد النيل.
    لكن الشعبية العارمة التى حظى بها السد العالى واستعداد الشعب المصرى لتحمل الصعاب من أجل بنائه، لم تكن كافية لتمويل بنائه الذى ذهبت التقديرات إلى أن تكلفته تبلغ نحو 210 ملايين جنيه مصرى تكلفة إنشاء السد ومحطته الكهرومائية ترتفع إلى 400 مليون جنيه مصرى إذا أضفنا إلى إلى ها باقى تك إلى ف المشروع من رى وصرف واستصلاح وإسكان ومرافق وطرق. وإضافة إلى هذه التكاليف هناك الفائدة عليها والتعويضات عن الأراضى التى ستغمرها المياه فى مصر والسودان. وهذه التكاليف الهائلة كان من الصعب على مصر تحملها وحدها، وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى البحث عن مصادر خارجية للمساهمة فى تمويل إنشاء سد مصر العالى، وبالذات تمويل استيراد المعدات والآلات اللازمة لتنفيذه.

    معركة التمويل
    توجهت مصر إلى دول الغرب والبنك الدولى فى البداية لكنهم بعد مماحكات طويلة رفضوا التمويل وبصورة مهينة لمصر حتى بعد أن قبل الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر بالشروط الأميركية فى اللحظة الأخيرة فى يوليو/تموز عام 1956 بما فيها الشرط الذى يحدد مديونية مصر الخارجية ويقيد حريتها فى عقد قروض أخرى أثناء عملية تنفيذ السد العالى.
    وكان هذا الموقف من عبدالناصر ينطوى على بعد نظر لأنه كان يريد إبطال آخر حجة أميركية قد تبرر بها واشنطن والبنك الدولى تخليهما عن المساهمة فى تمويل السد العالى. لكن الولايات المتحدة رفضت تمويل المشروع ونقل وزير الخارجية الأمريكى هذا الرفض إلى السفير المصرى فى الولايات المتحدة فى 19 يوليو 1956 بقوله:

    "إن الولايات المتحدة غيرت رأيها فى موضوع السد العالى، وأنها تعتذر الآن عن عدم المضى فى أية مفاوضات تتعلق بتمويل المشروع، وأن أسبابها فى ذلك هى أن بلدًا من أفقر بلدان العالم لا يستطيع أن يتحمل تكاليف مشروع من أكبر المشروعات فيه، ثم إن مياه النيل ليست ملكًا لمصر وحدها، وإنما هناك آخرون على مجرى النهر لهم آراء أخرى وأنه يود إخطاره بأن هذا القرار اتخذ بعد مشاورات بين الرئيس والكونغرس".
    ثم أصدرت الخارجية الأميركية فى 20 يوليو/تموز 1956 بيانًا صحفيا أكدت فيه هذا الرفض وأعلنته على العالم كله. وقد جاء فى هذا البيان:
    "إن الولايات المتحدة أصبحت مقتنعة بأن الحكومة المصرية ليس فى استطاعتها أن تقدم النقد المحلى اللازم لتمويل السد، لأن تنفيذ هذا المشروع العملاق سوف يفرض على الشعب المصرى تقشفا لمدة تتراوح بين 12 و15 سنة. وأن الشعب المصرى لا يستطيع أن يتحمل ذلك، ثم إن الحكومة الأميركية ـ لا ترغب فى أن تتحمل مثل هذه المسئولية" .
    وإزاء هذا الرفض الأميركى للمشاركة فى تمويل السد العالى بصورة تنطوى على الاستخفاف بمصر وشعبها، لم يتأخر الرد المصرى كثيرًا، إذ ألقى الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر خطابه التاريخى فى 26 يوليو/تموز 1956 وعرض فيه قصة مشروع السد العالى والتلاعب والابتزاز الأميركى والغربى، والإهانة التى وجهتها الولايات المتحدة لمصر فى رفضها تمويل المشروع وإعاقتها لتمويل البنك الدولى له، وعرض بالمقابل للعرض السوفيتى (الروسي) لمساعدة مصر فى إنشاء سدها العالى من خلال قروض طويلة الأجل.

    الحل البديل
    طرح الزعيم الراحل الحل البديل لتمويل السد العالى قائلا: "إن دخل قناة السويس بلغ فى عام 1955 نحو 35 مليون جنيه أى مائة مليون دولار نأخذ منها نحن الذين حفرناها، ومات منا 120 ألفاً أثناء حفرها، مليون جنيه فقط أى ثلاثة ملايين دولار" .وأضاف "لقد كانت قناة السويس دولة داخل الدولة.. شركة مساهمة مصرية ولكنها تعتمد على المؤامرات الأجنبية، وتعتمد على الاستعمار وأعوانه. واليومحينما نستعيد حقنا أقول باسم الشعب: إننا سنحافظ على حقوقنا، وسنعض عليها بالنواجذ، لأننا نعوض ما فات، ولن نبنى صرح العزة، والحرية، والكرامة إلا إذا قضينا على صروح الاستعباد، وقد كانت قناة السويس صرحًا من صروح الاستعباد، والاغتصاب.. والذل.
    واليوم أيها المواطنون، أممت قناة السويس.. ونشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية، وأصبح هذا القرار أمرًا واقعًا". وكما هو واضح من نص خطاب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فإنه بدأ باختيار الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، كطرف خارجى يمكن أن يساهم فى تمويل السد العالى، وأنه ـ أى عبدالناصر ـ حاول جاهدًا أن يكون هذا التمويل جزءًا من علاقة تعاون فعالة مع الغرب شريطة ألا تمس استقل إلى ة مصر. لكن الدول الغربية التى كانت نظرتها لمصر وللدول النامية عمومًا، نابعة من عقلية وتصورات استعمارية بالية، لم تتقبل فكرة المساهمة فى مشروع عملاق يمكنه إحداث تحول استراتيجى هائل فى علاقة المصريين بنهر النيل العظيم وفى قطاع الزراعة، دون أن تكون مصر دولة تابعة سياسيا واقتصاديا.
    ووجد عبدالناصر نفسه أمام أحد خيارين: إما الخضوع لمشيئة الولايات المتحدة وبريطانيا فى وقت كانت الذكريات المريرة للاحتلال البريطانى والنهب الاستعمارى المنظم والمدمر لمصر مازالت حية، وإما البحث عن الاعتماد على الذات بصورة رئيسية فى تمويل السد العالى بالإضافة إلى الاستعانة بمصدر خارجى آخر للتمويل بادر بعرض المساعدة غير المشروطة على مصر وهو الاتحاد السوفيتى السابق.
    وكانت الصعوبة فى الاختيار الثانى هو أنه يتضمن العمل على تحقيق زيادة كبيرة فى إيرادات مصر عن طريق استعادة حقوقها المسلوبة فى قناة السويس، وهو أمر كان من المؤكد أنه سيضع العلاقات المتوترة بين الغرب وبين مصر منذ استقلالها وإنهاء الاحتلال البريطانى لها، على طريق المزيد من التصعيد لهذا التوتر. وكدولة بدأت طريق الاستقلال وكانت فى عنفوانها، اختار الزعيم الراحل ومن ورائه شعب مصر العظيم، الطريق الثانى، وأممت مصر قناة السويس. وفى أعقاب هذا التأميم حدث العدوان الثلاثى على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وهو العدوان الذى واجه مقاومة بطولية من الشعب والجيش فى مصر، وتمكنت مصر بصمودها وإصرارها الأسطورى على المقاومة رغم الفارق الهائل فى القوة بينها وبين أعدائها، من حشد تأييد عربى وعالمى هائل لها فى تلك المعركة.

    أمة تنهض
    كان عميقا فى دلالاته العربية، قيام الأشقاء السوريين بقطع خط النفط الذى يمر عبر أراضيهم بأمر مباشر من المقدم عبدالحميد سراج قائد المخابرات العسكرية السورية لتكتمل دائرة انقطاع إمدادات نفط الشرق الأوسط عن إنجلترا وفرنسا بعد إغلاق قناة السويس التى كانت المعركة الكبرى تدور عند مدخلها الشمالى فى مدينة بورسعيد الباسلة.
    وكم كان المشهد العربى رائعا.. حين عبرت الشعوب العربية الخاضعة للاحتلال أو المقهورة بحكام عملاء وتابعين، عن وقفتها مع مصر بكل أشكال الاحتجاج وبضرب المصالح البريطانية والفرنسية من العراق إلى عدن إلى لبنان إلى المغرب العربى. وكان تقرير السفير البريطانى فى بغداد (مايكل رايت) بليغا فى التعبير عن عظمة الوقفة العربية إلى جانب مصر، إذ ذكر لرئيس وزرائه (أنتونى إيدن): إذا لم يتوقف الهجوم على مصر بسرعة فلن تكون هناك قوة على الأرض قادرة على حماية نظام نورى السعيد فى بغداد لأن مشاعر الشعب العراقى كلها فى حالة نقمة ضد بريطانيا. وأكد أنه "لم ير ظاهرة مثلها من قبل فى تجربته الدبلوماسية.. حقا كانت هناك أمة تنهض من طول سباتها، وكانت معركة سد مصر العالى وتأميم قناة السويس والإدارة الملهمة لهذه المعركة من قبل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، هى الشرارة التى فجرت بركان هذه الأمة لتهب فى وقفة شجاعة مساندة لمصر ومعبرة عما هو مشترك بين كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. وما أحوج أمتنا العربية فى الوقت الراهن لنهوض جديد مشابه لانتفاضتها عام 1956، ولزعامة تستلهم روح وميراث وأحلام الأمة فى قيادتها لمشروعها الحضارى والنهضوى والاستقلالى بدلا من رواد ودعاة التبعية للاستعمار الأمريكى.
    ولم يكن المشهد العالمى أقل روعة سواء من التظاهرات العارمة المؤيدة لمصر فى عدد كبير من الدول المستقلة حديثا أو الخاضعة للاستعمار أو من التظاهرات التى شهدتها دول الغرب وبالذات بريطانيا وفرنسا بصورة أكدت أن خيار الحرب العدوانية الفرنسية ـ البريطانية ـ الإسرائيلية ضد مصر، هو خيار الحكومات المعبرة عن الرأسم إلى ة المتطرفة فى عدوانيتها فى تلك البلدان وليس خيار شعوبها. لكن درة ذلك المشهد العالمى، كان الإنذار السوفيتى لكل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل حيث تضمن الإنذار الموجه إلى بريطانيا وفرنسا ضرورة وقف العمليات العسكرية ضد مصر فورًا والانسحاب من الأراضى المصرية دون إبطاء، وتضمن تهديدا صريحا للدولتين عندما نص على أن:
    "لندن وباريس ليستا بعيدتين عن مدى الصواريخ النووية السوفيتية". أما الإنذار الموجه إلى إسرائيل فقد اتهمها بأنها "تعبث على نحو إجرامى غير مسئول بمصير العالم وبمصير شعبها وتبذر بذور الكراهية لدولة إسرائيل فيما بين الشعوب الشرقية وهو أمر لابد أن يترك آثاره على مستقبل إسرائيل ويشكك فى وجود إسرائيل ذاته كدولة".
    وانتهى الأمر بانسحاب قوات العدوان الثلاثى، واستعادت مصر سيادتها وملكيتها لقناة السويس. وقد أتاح ذلك لمصر قدرة اقتصادية إضافية شكلت عاملا مساعدا على تحمل تك إلى ف بناء السد العالى. وبدأت مصر فى اتخاذ خطوات جدية بدراسة العرض السوفيتى للمشاركة فى تمويل بناء السد العالى. وبعد مفاوضات قصيرة، وقعت مصر فى 27 ديسمبر/كانون الأول عام 1958، اتفاقية القرض السوفيتى لتمويل المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى التى تشمل البدء فى إنشائه والارتفاع ببنائه إلى الدرجة التى تكفل تحويل مياهه إلى مجرى جديد يتم إنشاؤه لهذا الغرض مع زيادة التخزين المتاح سنويا.
    وقضت الاتفاقية بأن يقدم الاتحاد السوفيتى لمصر قرضا قيمته 400 مليون روبل أى نحو 34.8 مليون جنيه مصرى يستخدم فى استيراد الآلات والمعدات والمهمات التى لا تتوافر فى مصر. وكذلك لتغطية نفقات الأخصائيين والفنيين السوفيت الذين يستعان بهم فى تنفيذ أعمال هذه المرحلة من السد العالى وفقا لما يتفق عليه الطرفان. ويسدد القرض على 12 قسطا سنويا اعتبارًا من عام 1964 بفائدة قدرها 2.5 في المئة سنويا. ومع توقيع هذه الاتفاقية أصبح مشروع السد العالى على أعتاب مرحلة جديدة هى تحويله من حلم تاريخى لأمة عظيمة إلى واقع يجسد التحول الاستراتيجى الأكبر فى علاقة الشعب المصرى بنهر النيل الذى استعصى على الترويض الحقيقى حتى ذلك الحين.

    مسيرة الاتفاق
    ورغم التوترات التى اعترت العلاقة السياسية بين مصر والاتحاد السوفيتى السابق عام 1959 بسبب الهجمة البوليسية الشاملة للسلطات المصرية ضد الشيوعيين فى مصر، إلا أن تلك التوترات لم تؤثر على مسيرة الاتفاق بشأن المشاركة السوفيتية فى تمويل وتصميم وتنفيذ السد العالى.
    وفى 15 يناير/كانون الثاني 1960 عندما أرسل الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف خطابا إلى الزعيم المصرى جمال عبدالناصر يؤكد فيها استعداد الاتحاد السوفيتى للتعاون مع مصر فى إتمام بناء السد العالى.
    وفى 27 أغسطس/آب 1960 تم عقد اتفاقية مشاركة الاتحاد السوفيتى فى تمويل إتمام مشروع السد العالى.
    وقدمت حكومة الاتحاد السوفيتى بمقتضى تلك الاتفاقية 900 مليون روبل (78 مليون جنيه مصري) وذلك لتغطية تك إلى ف تصميم المشروع والبحوث والدراسات وتوريد وتركيب البوابات ووحدات التوليد الكهربائية المائية والمعدات اللازمة لمشروعات الرى وإصلاح الأراضى وغيرها.
    ونص الاتفاق على أن يتم تسديد القرض على اثنى عشر قسطا سنويا متساويا تبدأ بعد عام من تاريخ إتمام بناء السد العالى فى وضعه النهائى وإتمام محطة القوى الجاهزة لتوليد ما لا يقل عن 1 مليون كيلووات على ألا يتأخر ذلك عن أول يناير/كانون الثاني 1970. أما الجزء الخاص من القرض الذى يستخدم ابتداء من أول عام 1969 فى إتمام الأجزاء المتبقية من المشروع فيتم سداده بنفس شروط الدفع بعد عام من تاريخ إتمام كافة هذه الأعمال بحيث لا يتأخر ذلك عن أول يناير/كانون الثاني 1972. وسعر فائدة القرض 2.5في المئة تسرى من تاريخ استخدام كل جزء من القرض على أن تؤدى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام التالى للعام الذى استحقت فيه.
    وبعقد ذلك الاتفاق فى 27 أغسطس/آب 1960 حسمت مصر تماما معركة تمويل بناء سدها العالى وبدأت ملحمة أسطورية لبناء أعظم مشروع فى تاريخها القديم والحديث. ورغم كل الصعوبات ورغم العدوان الإسرائيلى الغادر على مصر عام 1967، أكملت مصر مشروعها العملاق لينهض سدها العالى جبلا يعترض مجرى النيل العظيم ويروضه تماما لأول مرة فى تاريخ النهر الأطول على الكرة الأرضية.
    وفر هذا المشروع العملاق نحو 19 مليار متر مكعب من المياه عند أسوان بعد خصم الفواقد بالتبخر وأتاح نصيب مصر من هذه المياه، زيادة الرقعة المنزرعة بنحو 1.3 مليون فدان. كما أدى إلى تحويل رى الحياض فى مساحة 670 ألف فدان إلى نظام الرى المستديم. كما أدى لرفع إنتاجية المحاصيل الزراعية من خلال تحسين حالة الصرف وضمان مياه الرى فى الأوقات الملائمة للمحاصيل. كما يتم توليد نحو 1.4 مليون كيلووات/ساعة من المحطة الكهربائية التى أنشئت على السد العالى بتكلفة تقل كثيرًا عن تكلفة محطة حرارية واحدة. كما تم تحسين الملاحة فى النيل سواء لنقل البضائع أو لنقل السياح فى رحلاتهم النيلية. كما أدى إلى حماية مصر من أخطار الفيضانات المدمرة التى كان يتم تخصيص نحو 100 ألف مهندس وعامل لمواجهتها خلال شهور الفيضان.
    وبالرغم من ضخامة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التى جنتها مصر من وراء السد العالى، إلا أن دوره فى حماية مصر من دورات الجفاف الرهيبة يعد بحق المأثرة التاريخية للسد العالى بالنظر إلى الآثار المرعبة لدورات الجفاف على مصر بشرًا وزرعًا وضرعًا.



    وقد بدأ السد العالى دوره فى حماية مصر من الجفاف فى العام المائى الثانى بعد اكتمال بنائه أى فى العام المائى 72 / 1973 حيث بلغ إجمالى إيراد النيل عند أسوان فى عام 1972 نحو 69.9 مليار متر مكعب حسب أعلى التقديرات بما يقل بنحو 14.1 مليار متر مكعب عن متوسط الإيراد السنوى للنيل عند أسوان، وبلغ الإيراد وفقا لأقل التقديرات نحو 58 مليار متر مكعب أى ما يقل بنحو 26 مليار متر مكعب عن متوسط الإيراد السنوى للنهر عند أسوان. ويقدر د. عبدالعظيم أبو العطا الخسائر التى مكن السد مصر من تجنبها فى ذلك العام بنحو 250 مليون جنيه. فضلا عن تلافى الصعوبات التى كان القائمون على تشغيل الخزانات السنوية فى ملء هذه الخزانات لسعتها الكاملة نظرًا لانخفاض التصرفات فجأة فى فيضان عام 1972 على سبيل المثال. وإذا كان انخفاض إيراد النيل قد حدث لمدة عام مائى واحد فى 1972/1973 فإنه بدءًا من العام المائى 1978/1979 شهد النيل انخفاضا مستمرًا فى إيراده السنوى عن المتوسط المعتاد لذلك الإيراد. وحسب بعض التقديرات فإن العام المائى 83/1984 شهد أقل إيراد مائى لنهر النيل عند أسوان منذ متابعة ذلك الإيراد. حيث بلغ الإيراد فى ذلك العام نحو 34.8 مليار متر مكعب، بما يقل بنحو 10.8 مليار متر مكعب عن إيراد عام 1913 الذى بلغ نحو 45.6 مليار متر مكعب والذى كان أقل إيراد مسجل للنهر فى أسوان منذ بدء تسجيل الإيرادات السنوية له.
    ورغم أن تقديرات وزارة الرى المصرية تختلف كثيرًا عن التقدير المذكور أعلاه لإيراد النيل عام 83/1984 إلا أن ذلك لا ينفى أن إيراد النيل فى ذلك العام كان من أدنى الإيرادات المائية التى حملها النيل لمصر فى تاريخه المعروف. وعلى أى حال فإن السنوات العجاف التى بدأت فى العام 1979 قد استمرت حتى العام 1987. أى لمدة تسع سنوات كاملة قبل أن يأتى الفرج مع الفيضان العالى الذى شهدته مصر فى العام 1988.
    وخلال سنوات الجمر من عام 1979 إلى عام 1987 لعب السد العالى أعظم أدواره فى حماية مصر من جفاف كان من الممكن ألا يبقى ولا يذر لو لم يكن السد العالى قد بنى. وبالنظر إلى أن مخزون البحيرة كان 133 مليار متر مكعب عند مستوى 177.75 متر عام 1979، انخفضت إلى 125 مليار متر مكعب عام 80/1981 ثم واصل المخزون انخفاضه مع السحب حتى بلغ نحو 37 مليار متر مكعب عند منسوب 149.4 متر فوق مستوى البحر عام 1988 قبل بدء الفيضان فى يوليو/ تموز، ونظرا لأن التخزين حتى منسوب 147 مترا توازى نحو 31.6 متر مكعب يعتبر تخزين ميت مخصص لاستيعاب ترسيب الطمى فى البحيرة على مدى 500 عام فإن المخزون الحى للبحيرة قد وصل إلى نحو 5.4 مليار متر مكعب فقط قبل أن يأتى الغوث فى الفيضان العالى الذى حدث فى صيف العام 1988 والذى رفع منسوب بحيرة ناصر إلى نحو 168 مترا توازى مخزون قدره 89.2 مليار متر مكعب منها 31 مليار متر مكعب مخزون ميت ليبقى نحو 58.2 مليار متر مكعب مخزون حى.
    المهم هنا أن مصر سحبت من مخزون بحيرة ناصر نحو 4 مليارات متر مكعب من المياه بين عامى 1976، 1980 ثم سحبت نحو 88 مليار متر مكعب من مخزون البحيرة فيما بين عام 1981 إلى عام 1988 أى بمعدل 11 مليار متر مكعب سنويا ولنا أن نتصور حال الزراعة والصناعة فى مصر لو لم يكن السد موجودًا يوفر لمصر من مخزون بحيرته هذا الكم الهائل من المياه على مدى سنوات الجمر التى اكتوت بها بلدان منابع النيل بينما لم نعان منها بفضل سدنا العالى ومخزون بحيرة ناصر.
    وحتى ندرك مدى ما كانت تعانى منه مصر فى سنوات الجفاف سوف نستعيد الذكريات المفزعة لبعض المجاعات التى سببها انخفاض إيراد النيل...
    يقول المقريزي: ثم وقع الغلاء فى الدولة الأيوبية وسلطنة العادل أبى بكر بن أيوب وكان سببه توقف النيل عن الزيادة وقصوره عن العادة، فانتهت الزيادة إلى اثنى عشر ذراعا، وأصابع، فتكاثر مجيء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع، ودخل فصل الربيع فهب هواء أعقبه وباء وفناء، وعدم القوت حتى أكل الناس صغار بنى آدم من الجوع، وفى آخر الربيع احترق ماء النيل فى برموده حتى صار المقياس فى بر مصر، وانحسر الماء منه إلى بر الجيزة، وتغير طعم الماء وريحه، ثم أخذ الماء فى الزيادة قليلا قليلا إلى السادس عشر من مسرى فزاد أصبعًا واحدًا، ثم وقف أياما، وأخذ فى زيادة قوية أكثرها ذراع إلى أن بلغ خمسة عشر ذراعا وست عشرة إصبعا، ثم انحط من يومه، فلم تنتفع به البلاد بسرعة نزوله. وكان أهل القرى قد فنوا، حتى إن القرية التى كان فيها خمسمائة نفس لم يتأخر بها سوى اثنين أو ثلاثة.
    ويضيف المقريزي: واستمر النيل ثلاث سنين متو إلى ة لم يطلع منه إلا القليل، فبلغ الإردب من القمح إلى ثمانية دنانير، وأطلق العادل للفقراء شيئا من الغلال، وقسم الفقراء على أرباب الأموال، وأخذ منهم اثنى عشر ألف نفس وجعلهم فى مناخ القصر وأفاض عليهم القوت، وكذلك فعل جميع الأمراء وأرباب السعة والثراء، وكان الواحد من أهل الفاقة إذا امتلأ بطنه بالطعام بعد طول الطوى سقط ميتا فيدفن منهم كل يوم العدة الوافرة، حتى إن العادل قام فى مدة يسيرة بمواراة نحو مائتى ألف وعشرين ألف ميت، وتعطلت الصنائع وتلاشت الأحوال، وفنيت الأقوات والنفوس حتى قيل: سنة سبع افترست أسباب الحياة، فلما أغاث الله الخلق بالنيل لم يوجد أحد يحرث أو يزرع.

    وهذه المآسى المروعة التى رواها المقريزى عن المجاعة والتى اختصرنا الكثير منها تسبب فيها انخفاض إيراد النيل المتحكم فى حياة البشر فى مصر فى الماضى. أما فى ظل الزيادة الهائلة فى عدد سكان مصر فى الوقت الراهن فإن جفافا كبيرا مثل ذلك الذى حدث لمنابع النيل طوال الفترة من العام 1979 حتى العام المائى1988. كان كفيلا بإحداث مآس مروعة تحصد أرواح مئات الآلاف وربما الملايين من المصريين وتماثل المآسى التى وقعت لبلدان منابع النيل طوال الثمانينات وبصفة خاصة إثيوبيا وأوغندا، والفضل فى ذلك يرجع إلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى وقف بكل قواه وقاد مصر فى ظروف عصيبة فى مواجهة أعتى قوى البغى والتسلط الاستعمارى من أجل إنجاز مشروع السد العالى الذى كفل الأمن المائى والحياتى والغذائى لمصر بما اختزنه من مياه فى بحيرة ناصر، اعتمدت عليها مصر فى سنوات الجمر فمرت بردًا وسلامًا على مصر وشعبها إلى أن جاءت الإغاثة مع فيضان عام 1988.
    ورغم وجود بعض الآثار الجانبية للسد العالى مثل الإطماء فى بحيرة ناصر، فإنه يمكن تحويله لأثر إيجابى باستخدام الطمى المتراكم فى البحيرة كتربة شديدة الخصوبة تغطى بها أراضى الاستصلاح، أو يصنع منها الطوب الأحمر. أما النحر الناتج عن سرعة جريان المياه الخ إلى ة من عوالق الطمى، فإنه يمكن معالجتها من خلال تبطين منحنيات النهر والترع ودعم بغال الكبارى، وتك إلى فها جميعا لا تساوى شيئا بالمقارنة مع فوائد السد العالى. أما تبخر المياه من مسطح بحيرة ناصر والذى ثبت أنه يقل عن 10 مليارات متر مكعب سنويا، فإنه كان محسوبا بدقة عند إنشاء السد الذى يوفر بعد ذلك كميات ضخمة من مياه الفيضان كما أشرنا آنفا.
    كذلك فإن إنشاء السد العالى أدى لتفاقم مشكلة ارتفاع مستوى المياه الجوفية والملوحة فى بعض الأوقات.
    وكان العديد من المختصين يرجعون هذه المشكلة الموجودة قبل بناء السد العالى إلى ارتفاع منسوب المياه فى النيل فى فترة الفيضان، ومع إنشاء السد العالى واستقرار منسوب المياه فى النيل على مدار العام عند مستوى أعلى من المتوسط السنوى لمنسوب المياه فى النيل قبل إقامة السد العالى ولكنه أقل كثيرا من منسوب المياه فى فترة الفيضان.. مع هذا الوضع الجديد ساهم السد العالى فى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وأيضا بسبب إدخال مياه الشرب لكل القرى دون أن تكون لديها شبكة للصرف الصحى حيث يتم الصرف عبر خزانات أرضية تساهم فى رفع مستوى المياه الجوفية، وليست القرى فحسب التى لا توجد فيها شبكة صرف صحى، وإنما يوجد الكثير من الامتدادات العمرانية العشوائية فى المدن الكبرى وبخاصة القاهرة والإسكندرية التى لا توجد بها مجارى وبالتالى يتم الصرف الصحى عبر خزانات أرضية فى تلك الأحياء تساهم فى رفع مستوى المياه الجوفية.
    وبالرغم من الآثار السلبية التى يؤدى إلى ها ارتفاع منسوب المياه الجوفية مثل تطبيل الأراضى الزراعية إلا أنها ليست مشكلة بلا حل، فهناك الكثير من السبل لمعالجتها مثل ترشيد استخدام مياه الرى وزيادة مشروعات الصرف المكشوف والمغطى لسحب تلك المياه الجوفية وتخليص الأراضى الزراعية من آثارها السلبية وإعادة معالجتها للاستفادة منها كلما كان ذلك ممكنا. كما أن تطوير شبكة الصرف الصحى ومدها إلى كل مكان فى مصر يمكن أن يساهم فى تحسين نوعية المياه الجوفية وتقليل آثارها السلبية على الأراضى الزراعية.
    كذلك فإن بناء السد العالى وتناقص كمية المياه التى تذهب للبحر فضلا عن خلوها من الغالبية الساحقة من الطمى الذى كانت تحمله قبل بناء السد العالى، أدى إلى زيادة نحر الشواطئ فى المناطق القريبة من مصبى نهر النيل فى البحر المتوسط عند رشيد ودمياط. وقد استدعى ذلك تدعيم الشواطئ فى تلك المناطق بكتل خرسانية لحمايتها، وربما يحتاج الأمر لمزيد من الدراسات والجهود لمواجهة هذه المشكلة. ولكننا نود أن نشير إلى أن البعض يضخم من هذه المشكلة بصورة غير واقعية. وعلى سبيل المثال أعلن أحد علماء البيئة الأميركيين ويدعى ديفيد أوبروى ـ يهودى ـ عام 1990، أن أجزاء من دلتا النيل تتآكل بشكل منتظم وأن ربع منطقة الدلتا ستجرفها مياه البحر مع حلول عام 2100 وذلك بسبب نحر البحر إلى جانب قلة الرواسب نتيجة بناء السد العالى وهو نفس ما يحدث فى دلتا الميسيسبى بالولايات المتحدة الأميركية بمعدل تآكل يصل إلى 1.5 سنتيمتر سنويا.
    وبالرغم من مشكلة نحر مياه البحر المتوسط لبعض شواطئ الدلتا وبخاصة قرب رشيد ودمياط إلا أن تنبؤات العالم الأميركى متشائمة ولا تستند لأى براهين موضوعية لأن معنى ما يقوله هو أن البحر سيلتهم نحو 30 كيلومترا بعمق الدلتا من الآن وحتى 2100 أى بمعدل يزيد على 250 مترا فى العام، وهذا التقدير فى الحقيقة لا يتوافق مع ما يحدث فى الواقع فعليا حيث لا يزيد النحر على سنتيمتر أو عدة سنتيمترات فى بعض المناطق، وهو عموما تقدير ينطوى على درجة ع إلى ة من المبالغة والعبث ربما يكون وراءها أى أغراض لكنها لا تمت للعلم بصلة فى تقديرى.
    وربما كان غرق قرى ومناطق النوبة وتعرض بعض آثارها للانغمار بمياه بحيرة ناصر قبل إنقاذ تلك الآثار هو أسوأ الآثار الجانبية للسد العالى. وقد ذكرنا سابقا أن إقامة السد العالى فى موقعه الذى أقيم به مما أدى لغرق قرى ومناطق النوبة القديمة لم يكن اختيارًا بقدر ما كان ضرورة نظرا لأنه أنسب المواقع لإقامة السد العالى كما أثبتت الدراسات العلمية للمنطقة من أسوان وحتى حدود السودان الشقيق. ورغم أن غرق قرى وأراضى النوبة القديمة قد خلق بعض المرارات لدى أبناء مصر الذين كانوا يعيشون فيها إلا أن ذلك كان ضرورة لحماية مصر وشعبها بما فيه النوبيون من مخاطر الفيضان والجفاف، وكان ضرورة للاستفادة من النتائج الاقتصادية الهائل للمشروع لصالح مصر وشعبها من النوبة إلى الإسكندرية. وربما يكون إعطاء الأولوية لأبناء النوبة فى تمليك الأراضى فى منطقة توشكا لإعادة توطينهم قرب موطنهم الأصلى، إجراءً ملائما لتعويضهم عن تحمل تبعات بناء سد مصر العالى فى موقعه الذى أدى إلى تهجيرهم.

    في عام‏2000,‏ اختارت مجموعة من مؤسسات تصميم السدود والهندسة العقارية الأمريكية‏,‏ سد مصر العالي الذي يمر اليوم‏47‏ عاما علي بدء العمل فيه‏,‏ كأعظم مشروع بنية أساسية في القرن العشرين‏,‏ وبالتالي في التاريخ‏,‏ بعد منافسة حامية مع سد بولدر الأمريكي الذي بني علي نهر ريوجراند‏,‏ وكان أحد أوائل السدود الضخمة في العالم‏,‏ وأيضا مع الإمباير ستيت وهي أول ناطحة سحاب في العالم‏,‏ وكان مبرر الاختيار هو أن السد العالي قد غير مصير شعب بأكمله‏.‏

    وقبل أن تبني مصر سدها العالي كانت بلدا خاضعا للفيضان و الذي كانت فيضاناته العالية تغرق وتدمر وتؤدي لانتشار الأوبئة وتكلف مصر تكاليف باهظة لمكافحته‏,‏ وكانت دورات الجفاف السباعية التي كانت تستمر لسبع سنوات متتالية وتتكرر كل قرن أو قرنين علي اقصي تقدير ويوجد شواهد عليها منذ عهد زوسر في الدولة الفرعونية القديمة‏..‏ كانت تلك الدورات الرهيبة تتكفل بالقضاء علي أكثر من ثلثي سكان مصر لتعيدها للوراء مرة أخري وتخرب بنيانها الاجتماعي‏.‏ ومن يريد أن يستدل علي الآثار الرهيبة للجفاف يمكنه الرجوع لكتاب المقريزي إغاثة الأمة بكشف الغمة‏.‏ كما أن تعداد سكان مصر الذي بلغ وفق أدني التقديرات أكثر من‏10‏ ملايين نسمة عند نقطة الميلاد قبل أكثر من ألفي عام‏,‏ قد انهار إلي مجرد‏2.5‏ مليون نسمة في عهد محمد علي قبل قرنين من الزمان‏,‏ وكان لدورات الجفاف السباعية دور مهم في ذلك‏,‏ إلي جانب الظلم الاجتماعي والقهر الذي عاني منه المصريون‏,‏ بخاصة الفقراء علي أيدي الحكام الأجانب وبالذات في العهدين المملوكي والعثماني‏.‏

    وقد أعدت دراسات عدة من قبل البنك الدولي ومجموعات متخصصة في بناء السدود في ألمانيا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة‏,‏ ووزارة الأشغال العامة والموارد المائية في مصر‏,‏ وأكبر خبراء تصميم السدود في العالم‏.‏ وأجمعت كل تلك الدراسات علي الإمكانية الفنية لإقامة السد العالي وعلي الجدوي الاقتصادية الهائلة للمشروع‏,‏ وبعدها تم اتخاذ قرار إنشاء السد علي غرار عملية اتخاذ القرار في أعرق الدول الديمقراطية‏,‏ رغم أن مصر لم تكن بلدا ديمقراطيا‏.‏

    ومنذ البدء في انشاء السد العالي‏,‏ مر علي مصر عدد من الفيضانات العالية في سنوات مرتفعة الإيراد المائي بصفة عامة أولها في الأعوام‏1998,1996,1988,1975,1967,1964.‏

    وكان السد العالي قد تعرض خلال سبعينيات القرن العشرين لهجوم ضار وجاهل ضمن الحملة علي عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر‏,‏ لكن مع بداية الثمانينات صمت الكثيرين من المهاجمين للسد‏,‏ عندما ضرب الجفاف الرهيب هضبتي البحيرات الاستوائية والأثيوبية لمدة سبع سنوات‏,‏ فشح الإيراد المائي للنيل واضطرت مصر للسحب من مخزون السد العالي طوال سنوات الثمانينات العجاف‏,‏ وحتي العام المائي‏1989/88‏ حينما أغيثت مصر بفيضان مرتفع‏,‏ بعد أن كان مستوي المياه في بحيرة ناصر الي مستوي‏149‏ مترا ولم يبق سوي مترين حتي يصل منسوب البحيرة إلي مستوي‏147‏ مترا‏,‏ وهو المنسوب الذي تتوقف عنده المحطة الكهرومائية وتتعرض التوربينات للتشقق‏,‏ ولم يكن باقيا من المخزون المائي الحي في بحيرة السد العالي سوي‏6‏ مليارات متر مكعب‏...‏ لقد أنقذ السد مصر خلال سنوات الجفاف في الثمانينات‏,‏ فتحولت المناقشات حول السد الي تساؤلات تنطوي في غالبيتها علي الرغبة في الاطمئنان علي السد العالي وعلي مخزون بحيرته بعد أن ظلت عقول وقلوب المصريين معلقة به في سنوات الجفاف خلال الثمانينات والذي لم يمس بسوء بفضل سدها العالي‏.‏

    وهناك حقيقتان تحددان الطبيعة الخاصة لنهر النيل‏:‏ الأولي هي تقلب إيراد النهر علي مدار العام حيث يكون فياضا وجبارا في موسم الفيضان في الصيف‏,‏ حيث ترد فيه كميات هائلة من المياه كان يضيع منها في البحر نحو‏32‏ مليار متر مكعب قبل بناء السد العالي‏,‏ ثم يصبح النهر بعد الفيضان شحيحا وبطيئا في غالبية العام‏,‏ وقد أدي هذا التقلب في إيراد النيل علي مدار العام الي التفكير في التخزين السنوي لاحتجاز المياه في شهورالفيضان واستخدامها في الشهور التي ينخفض فيها إيراد النيل‏.‏

    والحقيقة الثانية هي التقلب الشديد في إيراد النيل بين عام وآخر‏.‏ ويكفي أن نعلم أن أقصي إيراد للنيل عند أسوان سجل في العام المائي‏1879/1878‏ وبلغ‏151‏ مليار متر مكعب‏,‏ في حين بلغ الإيراد المائي في عام‏1914/1913‏ نحو‏42‏ مليار متر مكعب‏,‏ وبلغ الإيراد المائي عام‏1984/1983‏ نحو‏34,8‏ مليار متر مكعب‏,‏ وهذا التقلب كان مصدرا للمجاعات والكوارث المروعة في مصر علي مدار تاريخها الطويل‏,‏ وهو الباعث علي التفكير في التخزين المستمر الذي اصطلح علي تسميته بالتخزين القرني‏,‏ وذلك لتخزين المياه في السنوات التي يكون الإيراد المائي فيها عاليا لاستخدامها في السنوات التي ينخفض فيها ايراد النيل‏.‏ وكانت هناك مشروعات عديدة للتخزين القرني في البحيرات الاستوائية وفي السودان‏,‏ ولكن عبد الناصر اختار مشروع السد العالي بدلا من تلك المشروعات‏,‏ باعتباره خيارا وطنيا حتي يكون تحت سيطرة مصر ولاتصبح مصر رهينة لمشروعات مائية موجودة خارجها‏.‏

    وقد وقف زعيم مصر الراحل جمال عبد الناصر وراء السد العالي بكل قوته‏.‏ لكن ذلك لم يكن كافيا لتمويل بنائه الذي ذهبت التقديرات الي أن تكلفته تبلغ نحو‏210‏ ملايين جنيه مصري تكلفة انشاء السد ومحطته الكهرومائية‏,‏ ترتفع الي‏400‏ مليون جنيه مصري اذا اضفنا اليها باقي تكاليف المشروع من ري وصرف واستصلاح واسكان ومرافق وطرق‏.‏ واضافة الي هذه التكاليف هناك الفائدة عليها والتعويضات عن الأراضي التي ستغمرها المياه في مصر والسودان‏.‏ وهذه التكاليف الهائلة كان من الصعب علي مصر تحملها وحدها‏,‏ وهو مادفع الحكومة المصرية الي البحث عن مصادر خارجية للمساهمة في تمويل انشاء السد‏.‏ وقد توجهت مصر الي دول الغرب والبنك الدولي في البداية لكنهم بعد مماحكات طويلة رفضوا التمويل وبصورة خبيثة ومهينة لمصر‏.‏ وأشارت الولايات المتحدة في خطاب رسمي لوزير خارجيتها الي أن بلدا من أفقر بلدان العالم لايستطيع ان يتحمل تكاليف مشروع من اكبر المشروعات فيه‏,‏ ثم إن مياه النيل ليست ملكا لمصر وحدها‏,‏ وانما هناك آخرون علي مجري النهر لهم آراء اخري وانه يود اخطاره بأن هذا القرار اتخذ بعد مشاورات بين الرئيس والكونجرس‏.‏

    وإزاء هذا الرفض الأمريكي للمشاركة في تمويل السد العالي بصورة تنطوي علي الاستخفاف بمصر وشعبها‏,‏ لم يتأخر الرد المصري كثيرا‏,‏ إذ ألقي الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر خطابه التاريخي في‏26‏ يوليو‏1956‏ وعرض فيه قصة مشروع السد العالي وتمويله وألقي قنبلته بتأميم قناة السويس من آجل تمويل السد‏.‏

    وكم كان المشهد العربي رائعا‏..‏ حين عبرت الشعوب العربية الخاضعة للاحتلال أو المقهورة بحكام عملاء وتابعين‏,‏ عن وقفتها مع مصر بكل اشكال الاحتجاج وبضرب المصالح البريطانية والفرنسية من العراق وسورية الي عدن الي لبنان الي المغرب العربي‏.‏ حقا كانت هناك امة تنهض من طول سباتها‏,‏ وكانت معركة تأميم قناة السويس لتمويل بناء سد مصر العالي‏,‏ والإدارة الملهمة لهذه المعركة من قبل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر‏,‏ هي الشرارة التي فجرت بركان هذه الأمة لتهب في وقفة شجاعة مساندة لمصر ومعبرة عما هو مشترك بين كل الشعوب العربية من المحيط الي الخليج‏.‏

    ولم يكن المشهد العالمي اقل روعة سواء من التظاهرات العارمة المؤيدة لمصر في عدد كبير من الدول المستقلة حديثا او الخاضعة للاستعمار او من التظاهرات التي شهدتها دول الغرب‏,‏ الي الانذار السوفيتي لكل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل‏,‏ والذي تضمن تهديدا نوويا صريحا‏.‏

    وانتهي الأمر بانسحاب قوات العدوان الثلاثي‏,‏ واستعادت مصر سيادتها وملكيتها لقناة السويس‏.‏ وقد اتاح ذلك لمصر قدرة اقتصادية اضافية شكلت عاملا مساعدا علي تحمل تكاليف بناء السد العالي‏.‏ وبعد مفاوضات قصيرة بين مصر والاتحاد السوفيتي‏,‏ تم توقيع اتفاقيتين الأولي عام‏1958‏ والثانية عام‏1960,‏ اقترضت مصر بموجبهما‏1300‏ مليون روبل‏(‏ نحو‏325‏ مليون دولار بأسعار ذلك الحين‏)‏ ويسدد القرض علي‏12‏ قسطا سنويا بعد فترة سماح تمتد حتي اتمام الاعمال التي يستخدم القرض في تمويلها‏,‏ وكانت الفائدة تبلغ‏2,5%‏ سنويا‏.‏

    وبنت مصر سدها العالي الذي حمي البلاد من اخطار الفيضانات المدمرة وكون لها بنكا مركزيا للمياه هو بحيرة ناصر التي حمت مصر من مخاطر دورات الجفاف الرهيبة‏,‏ ووفرت مصر‏19‏ مليار متر مكعب صافية من المياه عند اسوان بعد خصم فواقد البخر بما اتاح استصلاح واستزراع مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت تفتقر للمياه‏,‏ وزيادة انتاجية الأراضي بتوفير المياه للمحاصيل في اي وقت تحتاج فيه لها‏,‏ وحولت مصر نحو‏670‏ الف فدان من ري الحياض الذي يزرع محصولا واحدا في العام الي ري دائم‏,‏ وتم تحسين الملاحة في النيل بما انعش السياحة النيلية‏.‏ أما المحطة الكهرومائية للسد العالي فإنها تولد في العام كهرباء تعادل الكهرباء المولدة من نحو‏2,5‏ مليون طن من النفط تبلغ قيمتها بأسعار العام الحالي نحو‏1,1‏ مليار دولار‏.‏ أما الآثار الجانبية للسد مثل الاطماء والنحر وارتفاع المياه الجوفية وتآكل الشواطيء الشمالية في بعض المناطق وغرق النوبة وآثارها‏
    ‏ فإنه جري مواجهة البعض بينما يحتاج الآخر للمزيد من الجهود المتواصلة من اجل مواجهته‏.‏ وفي كل الأحوال يبقي سد مصر العالي هو مشروع البنية السياسية الاعظم في مصر والعالم‏,‏ وهو المشروع الذي استنهض روح امة‏,‏ وما احوجنا لاستنهاض روح البناء والتطور والتنوير في أمتنا العظيمة بمشروعات مناظرة للسد في اهميتها وجدواها لمواجهة كل التحديات الاقليمية والدولية التي تواجهنا في الوقت الراهن‏.‏

    د /أحمد السيد النجار
    مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية .

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 8th January 2010, 11:11 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي شخصية جمال عبد الناصر

    أنا : كمال ناصر





    شخصية جمال عبد الناصر
    محمد حسنين هيكل
    ............................

    اللقاء الأول مع جمال عبد الناصر
    محمد حسنين هيكل:
    ما تزال أمامي نفس الخريطة للرجال والمواقع التي كانت تؤثر في حلقة ما جرى بعد 23 و26 يوليو، فهي أمامي لا تزال، لكني هذه المرة هأستأذن في إنه قبل أن أواصل السياق وأكمل مسألة صراع أو حركة الوزارة وحركة القانونيين.. يعني علي ماهر، سليمان حافظ، السنهوري باشا هأقف لحظة واحدة قصيرة جداً قدر ما أستطيع أمام لحظة أنا بأعتقد أنها كانت مهمة بالنسبة لي جداً وهي لحظة أن اكتشفت جمال عبد الناصر الإنسان، أنا قلت قبل كده إن أنا شوفته أول مرة في فلسطين وبعدين قلت إني شوفته.. بعد كده جاء لي طلب كتاب مع زكريا محيى الدين وطلب كتاب إيران فوق بركان وأهتم به ويومها سألني على اللي كنت بأكتبه عن الانقلابات السورية والحاجات دي كلها وبعدين قلت.. حكيت عن لقائنا الثالث تقريباً يوم 18 يوليو قبل الثورة بعدة أيام وبعدين عرضت مرات وأنا أتكلم عن وقائع أيام 23 و24 و25 بعض اللقاءات وبعض المرات اللي تكلمنا فيها إلى آخره، لكن حتى هذه اللحظة لم أكن أستطيع أن أقول ولا كان في وسعي أن أدّعي أنه فيه علاقة حميمة أو علاقة وثيقة أو علاقة فهم نشأت بيني وبين رجل أنا لاحظت حركته وأحسست أنه يمثل شيء مختلف عن الباقيين ولذلك أنا هأقف في هذه الحلقة بعض منها أمام هذا الاكتشاف فيما يتعلق بي، أقصد الرجل موجود طول عمره بكل ما فيه لكن هذه لحظة أنا اكتشفت فيها شيء مختلف، إزاي؟ حصل أنه يوم ثلاثين زي ما الدفتر اللي على مكتبي بيقول اتصل بي سعد توفيق وقال لي.. أنا كنت بطلت أروح القيادة زي ما حكيت ويبدو لي إنه أنا بطلت مثلاً يوم 29 ما روحتش لكن يوم ثلاثين ضرب لي سعد توفيق تليفون وبيقول لي فيه.. بيقول لي حاجة غريبة جداً إحنا عاوزين نسألك على حاجة وهي إنه القيادة فيها تيكر بتاع شركات أخبار، فيه عندنا تيكر اللي هو الماكينة الحاملة للأخبار من وكالات الأنباء وتضعها في مقر المشتركين مقابل اشتراك، عندنا في القيادة اكتشفنا إن في القيادة فيه تيكر من وكالة الأنباء الفرنسية ويبدو أن الدولة كلها في ذلك الوقت كانت مشتركة في خدمة وكالة الأنباء الفرنسية لكن رويترز كانت موجودة بس في رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية، لكن القيادة وده كان شيء غريب أيضاً عندها الاشتراك المعمم على كل إدارات الحكومة في وكالة الأنباء الفرنسية، لكن إخوانا الضباط الجدد ما بيقرأوش فرنساوي فسألوا إذا كانوا.. وهم مهمتين بالشأن العام بقوا قريبين وعاوزين يعرفوا إيه اللي بيتقال في العالم عن ما جرى في مصر وعن ما قاموا هم به، طيب بيسألوا إذا كان في حاجة إنجليزي بتطلع وعرفوا إن في حاجة اسمها شركة رويترز فطلبوا أنهم يشتركوا فيها، ففوجؤوا بأن الاشتراك هو ألفين جنية في الشهر، فبيكلمني سعد توفيق بيقول لي إنه إحنا حصل كذا والاشتراك ظهر إنه بألفين جنية في الشهر والبكباشي جمال سألني.. قال لي.. سأل عليك لم يجدك فقال لي أكلمك في أخبار اليوم وأسألك إذا كان يساوي إنه يدفع فيه ألفين جنية، فأنا قلت له طبعاً يساوي وتكلمنا في الموضوع ده شويه وبعدين أنا قلت له يا أخي أنا عاوز أشوفه.. هو سألني قال لي ما جيتش ليه ما شفوناكش إمبارح والنهارده ما جيتش قلت له.. يعني الدنيا عندكم زحمة وما فيش حاجة وشرحت له وجهة نظري باختصار وقلت له أنا عاوز أكلم البكباشي جمال لكن الزحمة دي كلها والحقيقة عاوز أقعد معه شويه، فقال لي حاضر وبعدين ده كان يوم ثلاثين، يوم ثلاثة أغسطس اللي هو يوم الأحد ثلاثة أغسطس زي ما أنا شايف أمامي في ورق مذكراتي كلمني سعد توفيق ثاني وقال لي إنه اتصل.. البكباشي جمال بينتظرك كلمه في التليفون في النمرة التالية 61271 وأنا كتبتها أمامي جمال عبد الناصر 61272، فاتصلت به على طول وبعدين برضه سألني قال لي بقلنا يوم ما شوفناكش ولا يومين ما شوفناكش، قلت له الحقيقة الدنيا زحمة والمسائل.. يعني باختصار في التليفون كده، فقال لا نتقابل، قلت له عاوز أشوفك، قال لي نتقابل، قلت له نتقابل فين؟ فقال لي ما تيجي لي بيتي، الكلام ده رحت له بيته يوم الثلاثاء خمسة أغسطس لأول مرة، وصف لي هو البيت فين، البيت كان وراء.. مطرح ما فيه ضريحه دلوقتي جانبه فيه الكوبري الصغير اللي هو الكوبري اللي يودي على القبة وراءه فيه محطة البنزين اللي كان موعد اللقاء في ليلة الثورة، فيه شارع طالع من الميدان ده أسمه شارع والي، شارع صغير جداً وبيته هو أظن كان في نمرة ستة، عمارة صغيرة كده أربع أدوار وهو ساكن في الدور الثاني وأنا رحت فعلاً في يوم الثلاثاء خمسة أغسطس وكانت هذه أول مرة نلتقي ونلتقي فيها في جو مختلف خالص، إحنا كنا التقينا قبل كده في بيتي كلقاء مباشر وطويل في بيتي قبل كده مرة وبعدين المرة الثانية كانت في بيته هو وأنا رحت البيت لقيت عربية جيب على باب البيت ولقيت فيه سواق بتاع العربية دي عسكري مراسلة موجود وجاء.. كان مستنيني وطلعت على الدور الثاني على السلالم وهو خبط على الباب والباب اتفتح وأظن أنه كان فيه حد شغالة صغيرة كده بنت فتحت الباب وأخذتني.. أنا أول ما اتفتح الباب كان فيه غرفة سفرة مصرية تقليدي لكن على الشمال كان فيه صالون دخلت فيه وهي ردت الباب ورائي لما دخلت وبصيت حولي وأنا أحاول أبص لقيت الصالون تقليدي فيه فوتيهات كبيرة، حاجات مدهب وفيه سجادة على الأرض وفيه الصالون لافف حوالين الغرفة وفي ترابيزة على جنب كده عليها رخامة والغرفة كان متعلق فيها شوية صور له في فلسطين، متعلق شوية صور ثاني لحد من العائلة ومتعلق صورة شهادة تخرجه في كلية أركان حرب وبعد دقيقتين هو جاء فقعدنا وأنا.. لأنه هذا لقاء مهم جداً ولأن أنا بأعتقد.. إحنا قعدنا يومها أربع ساعات، ميعادنا كان الساعة أربعة بعد الظهر في هذا اليوم وفضلنا قاعدين تقريباً لغاية المساء جاء والساعة بقت تقريباً سبعة ونصف، ثمانية إلا ربع، ثمانية في هذه الحدود لأن لما نزلت كان فيه ظلام كامل في المنطقة، ابتدينا وأنا هنا هأحاول قد ما هو ممكن أقعد أقول لأنه أنا هنا اكتشفت فعلاً أنني أمام حد مختلف، بالتأكيد مختلف، هو بيقول لي أنت فين وأنا اختفيت من القيادة، فأنا قلت له إنه الدنيا زحمة عندكم جداً وفيه هيصات كثيرة جداً وإلى آخره وبعدين هو قال لي الأسبوعين الأخيرين معلش.. أنت لازم تخلي بالك الأسبوعين الأخيرين الحقيقة الناس كلها كانت عصبية والناس كلها كانت مأخوذة، قلت له على عيني ورأسي بس أنا فيه حاجات شوفتها مستغرب لها جداً وكلمته على آخر مشهد أنا شوفته وهو حكاية ضباط المدفعية الهائجين دول كلهم، فهو قال لي ممكن جداً إنه أي أحد يطل على ده لكن لازم تعرف إنه هؤلاء الناس اللي عملوا هذا العمل ما هماش.. ما تقيسش عليهم الطريقة اللي أنتم بتتكلموا فيها كملكية، الملكية في اعتقاده أو في تعبيره في ذلك الوقت هي المضاد لكلمة العسكرية، فالملكيين كنا إحنا المدنيين يعني، فهو بيقول لي ما تحسبوش عليكوا، فأنا قلت له أنا الحقيقة فيه بعض المظاهر، قال لي معلش لكن أنا هأسألك سؤال خلي بالك إنه في اللي إحنا عملناه ده لازم تقدر إنه فيه ناس كثير جداً من أنواع مختلفة وإنه حتى فيه مجانين، فأنا قلت له طيب ما هو المجانين دي مشكلة، فقال لي هو.. طيب أنا هأقول لك حاجة، ألا ترى.. ما تشوفش إنه المجانين في بعض المرات بيعملوا حاجات لا يستطيع العقلاء إنهم يعملوها؟ هسألك لو أنا جئت لك وأنت راجل بتشتغل وقلت لك تعالى اشترك معنا.. من بدري جداً قلت لك تعالى اشترك معنا إحنا ناس متخانقين مع الأوضاع الراهنة اللي في البلد وإحنا عاوزين نصلح أمور الجيش وعاوزين نعمل كذا وفكرنا اغتيالات وقال لي أنا قرأت لك على فكرة تغطيتك للكلام اللي أنت كتبته عن حسين سري عامر.. عن محاولة اغتيال حسين سري عامر وأنا اللي عملتها وأنا ده كانت مفاجأة لي أنا كنت فيها، لأنه لغاية هذا الوقت أنا ما كنتش أعرف وأنا قرأت اللي كتب عنها في الجرائد ثاني يوم وحسيت إنك أنت.. اللي كتب الكلام ده متعاطف معنا، لكن هأسألك لو أنا جئت لك قلت لك تعالى اشترك معنا وأنت.. يعني عاقل المفروض وقلت لك تعالى اشترك معنا في موضوع من هذا النوع كنت تيجي؟ قلت له طبعاً لا، قال لي خلاص يبقى لازم تقدر إنك أنت هنا هتقابل ناس مختلفين، فكلمني عن محمود الجيار وعن اللي عمله محمود الجيار في الاستيلاء على اللواء السابع وكيف استولى عليه بالطريقة زي الروايات تقريباً كده وأخذه وأنضم به من القوات الموالية للملك إلى القوات الموالية للثورة وفي لحظة حاسمة.. يعني وحكى لي بالتفصيل وبعدين دخلنا نتكلم على لقاءنا في فلسطين، أول مرة تقابلنا في فلسطين وقال لي إن أنا.. قال لي هو إنه بدأ يقرأ لي من سنة 1946 وكان بيقرأ اللي كتبته عن الحرب الأهلية في اليونان وتابع تحركاتي يظهر على حدود أو الرسائل اللي كنت أبعث بها لأخبار اليوم على حدود يوغسلافيا وبلغاريا وشمال اليونان ومن سالونيكا إلى آخره وبعدين تابعني في حرب فلسطين طبيعي.. يعني واهتم جداً باللي أنا قلته على أحمد عبد العزيز وبدا لي إنه أنا أمام قارئ متابع، إنه حد تابعني فعلاً.. يعني وهنا بدأ الاكتشاف، يقول لي إيه؟ يقول لي إنه من الحاجات اللي أعجبته في اللي أنا كتبته هو وصف وأنا بأتحرك من القدس على طريق أريحا القدس وإن أنا استعملت وصف إنه الجو كان فيه رائحة البارود ممتزجة برائحة الدم مع عطور البرتقال.. مع زهور البرتقال اللي في.. أي حد يمشي في المنطقة دي في تلك الظروف وفي تلك الأيام كان يحس بهذا المزيج اللي هو فعلاً بارود وبرتقال ورائحة دم، لأنه فيه حرب في حاجة شغالة، فهو أنا قلت له غريبة جداً ده أنا كنت بأعتبر إن ده تزيّد من جانبي يعني، قال لا بالعكس أنا بأتصور إنه الكتابة بيضيف لها كثير جداً الأدب، فأنا قلت له طيب أنت مهتم بالموضوع ده إزاي يعني؟ قال أنا هأقولك حاجة وبدأ يبان عليه إنه شويه تورط يمكن في الكلام بأكثر ما هو مقدر، فبدأ يقول لي إن هو مهتم بالكتابة وإنه كتب وإنه مهتم بالشعر وأنه قرأ ما كتبش فيه، فأنا قلت له كلام مش معقول، فقال لي طيب استنى وخرج بره غاب يجئ دقيقة أو دقيقتين ورجع ومعه كراسة شكلها.. شكل الكراسة غريب جداً، غلافه.. هو عارض جداً إني آخذ الكلام ده منه في ذلك الوقت، غلافه الحكومة الملكية المصرية، زمان كان فيه نوع من الكشاكيل كده مستطيلة وكانت بتبقى موجودة في مقر الحكومة ما عرفش هو جابها منين، قطعاً جابها من الوحدة اللي كان فيها، الحكومة الملكية المصرية وجوه كاتب بخط يده أحسن ما قرأت، جمال عبد الناصر، أنا ده.. قلت له طيب هأشوف، هأتفرج، هو كان.. بشكل ما كان مكسوف ما أعرفش ليه كان مكسوف يوري اللي هو تصور إنه أحسن ما قرأ؟ وأنا أدركت لي لأنه أخذت منه الكشكول ده اللي كان بيتكلم فيه وقلت له اسمع بقى اسمح لي أقرأه وبدأت أقرأ أول حاجة في أحسن ما قرأت، أحسن ما قرأت ده كان باب.. كل الجرائد تقريباً بتنشر حاجات من النوع ده أحسن ما كتبت وأحسن ما قرأت إلى آخره، لكن هنا يبدوا لي أنه فيه قارئ مهتم بشكل أو بآخر وقرر أن يختار لنفسه ويكتب في الكشكول بتاعه إيه، فأنا لقيت أول حاجة فيها قصيدة غرامية، لمين؟ للأستاذ عباس محمود العقاد، بتقول إيه القصيدة؟ هو كان مكسوف إني أنا بأقرأها، أنا أخذتها وبعدين بصيت بدأت أقرأ فيها ولقيت إنه القصيدة بتقول إيه؟ بتقول ليلة البدر الأستاذ العقاد وهو كاتبها بخط يده في الكشكول بتاعه..
    هات لي الذكرى وجدد ما مضى
    عندك الذكرى ورجعاها معا
    هات ما كان كما كان قضى
    أو فجدد غيره مبتدعا
    ليلة البدر وقد كان الرضا
    موعد الأهرام نبغي مطلعا
    فقضى الله سواه غرضا
    قد نوينا ونوى الغيب لنا
    وإلى آخر القصيدة.. وبعدين بعدها لقيته عامل حاجة ثانية، واخد.. ناقل مقالة من مصطفى صادق الرفعي وكاتب جنبها أنه.. قطعة بديعة بخط يده وهي حديث قطين، لكن لقيت هتطول الحكاية فقلت له اسمع بقى أنا هآخذها معي وأقرأها في.. قال لا.. يعني بلاش من فضلك، قلت له والله هأرجعها لك تاني يوم وهو فعلاً قبل.. يعني لكن في مصطفي صادق الرافعي هو ناقل في مختاراته حديث قطين.. حديث بين قطتين، إن كان أول ما في الحياة أن نأكل فأهون ما في الحياة أن نأكل وما يقتلك شيء كاستواء الحال ولا يحييك شيء كتفاوتها ولكن أين أنت من إرثك من أسلافك؟ والسعادة أن تكون فيك القوى الداخلية التي تجعل الأحسن أحسن ما يكون وتمنع الأسوأ أن يكون أسوأ مما هو، ماشي واخد كلام كثير جداً وبعدين صفحة ثانية ألاقي فيها.. كاتب فيها بيت أو حكمة بتقول..
    ابكي على العاقل حين يموت
    وابكي على الأحمق حتى يموت
    وألاقي بيت شعر بيقول..
    تموت الأسد في الآجام جوعا
    ولحم الضأن يرمى للكلاب
    قلت له ده أنت حكاية، ده أنت.. يعني بينافسنا، فدخلنا نتكلم في الأدب وأنا أتذكر إن أنا قلت له غربية جداً إنك أنت بيعجبك شعر العقاد، قال أنا بألاقي العقاد مفكر هائل وكاتب بديع لكنه أنا مش مؤمن به جداً كشاعر لأنه الشعر محتاج حاجة ثانية والعقاد كان الميزة اللي فيه هو الأبنية العقلية اللي أنا في رأيي ما تعملش شعر وقعدنا لقيت نفسي بأتكلم مع هذا الضابط في هذا المكان، في هذا التوقيت بنتكلم عن الشعر طيب.

    اكتشاف جديد لشخصية جمال عبد الناصر
    "
    عبد الناصر كان مهتما بفلسطين ويدرس التاريخ العسكري خاصة خطة مارشال اللينبي في الدفاع عن مصر
    "محمد حسنين هيكل: لقينا.. تكلمنا شويه في الشعر وبعدين بدأ.. أنا الحقيقة بدأت أبقى (Desirous) أكثر، بقيت أبقى متشوق أكثر لهذا الرجل اللي أمامي لأنه بدا لي أنه غير عادي.. يعني أنا بقيت شايف حد مختلف وبعدين بيقول لي إيه؟ بيقول لي إنه جرب يكتب وبيقول لي إنه كتب فعلاُ قصة ما كانتش موجودة جاهزة عنده وأعطاها لي بعدين، فيما بعد أنا أخذتها منه وبعدين طبعاً بعد نص ساعة من الكلام في الأدب والشعر والعقاد وشوقي وأنا بأختلف معه في الكلام ده كله بدأنا نخش في الكلام عن السياسية، فأنا هو بيقول لي أنت بعدت وكده، فأنا قلت له الحقيقة.. وبعدين بيسألني بيقول لي إيه الأحوال في البلد بصفة عامة؟ فأنا قلت له أنه الحقيقة إنه البلد فيها حالة قلق وإنه بعد الفوران الكبير جداً فيه مشكلة.. يعني والمشكلة فيها إنه أنتم طرحتم مرة واحدة حكاية التطهير وبعدين بدأ ندخل في موضوع كبير جداً في حكاية التطهير والجرائد مليانة كلام وأصبحت حكاية التطهير فرصة لكل حد بينتقم من حد، فتحت ملفات كثير جداً مرة واحدة، دخلت قوى كثير في الفراغ اللي حصل ده، أي فراغ بيجذب ما حوله والأقرب إليه باستمرار ليس أفضل العناصر ولا أصحها، فبدأ يبقى فيه كلام في الحكاية دي كلها وهو بدأ يقول لي إنه هو الحكومة طرحت هذا الموضوع، إحنا دخلنا فيه في الجيش لكن الحكومة طرحت موضوع التطهير وبعدين وعلى أي حال هو يقدر يتصور أنه الحكومة عندها حق، هو بدأ يتكلم في هذا الموضوع لكن بدا ثقته ولا حقد.. يعني ثقته كاملة في محمد نجيب بيتكلم عليه سيادة اللواء، ثقته كاملة في علي ماهر وبيتكلم عليه باعتباره رئيس الوزارة.. يعني وثقته كاملة أكثر جداً بقى في سليمان حافظ والسنهوري وإنه كان يظهر قابلوهم قبلها بيوم علشان يفهموا منه حكاية القضايا القانونية فهو كان لا يزال متأثر بأنه.. بإعجابه بهم وإنه هم بيعملوا كذا وعلى أي حال إحنا مش عاوزين ندخل ولو إنه فيه ناس كثير جداً بيشدونا، لكن هو في النهاية قال لي حاجة استوقفتني، قال لي إنه في آخر لقاء لهم أو في اللقاء اللي تم إمبارح مع علي ماهر علي ماهر طلب يقعد معهم وإنه هو في حاجة قلقاه في اللقاء ده وقال لي الرجل يمكن عنده عذر وأنا.. هنا عند هذه اللحظة كان بقى لنا ساعة.. ساعة ونص بنتكلم واتكلمنا في الأدب وفي الأحوال الراهنة والحاجات دي وأنا كنت حاسس رويداً رويداً زي ما بيقولوا إنه حجاب الغربة بيزول وبيختفي وإنه أنا أمامي حد فاهم خصوصاً لما بدأ يقول لي إنه.. بدأ هو يحكي لي عن فلسطين وعن اهتمامه بفلسطين وعرفت وهو بيكلمني إنه هو كان بيدرّس تاريخ عسكري وعرفت وهو بيكلمني إنه هو رسالته عن.. في كلية أركان حرب كانت على خطة مارشال اللينبي في الدفاع عن مصر وكيف أن الدفاع عن مصر يبدأ على خط بئر سبع غزة وإنه هذا هو خط الدفاع الأول عن مصر وخط الدفاع الثاني هو خط الحدود وخط الدفاع الثالث هو خط المضايق والخط الأخير هو خط قناة السويس وبدأ يتكلم على فلسطين وبدأ يلاقي (Logic) أكثر.. يلاقى منطق أكثر مختلف عن غيره عن الدعاوى العاطفية اللي كان بيقولها وهو بيتكلم مش بس كان بيتكلم على اللينبي وعلى رسالة اللينبي لكن لقيته أيضاً بيتكلم عن فون مولتيك القائد الهائل الشهير اللي كان بيقود الحرب على جبهة الأتراك في الحرب العالمية الأولى واللي هو أمامه اللينبي كان بيدافع واللي بعدين أمام نوابه بعد كده اللينبي وضع خطته في الدفاع عن مصر وقاد الهجوم إلى الشام وحرر.. لغاية ما حرر دمشق وده اللي نسب بعد كده.. يعني جهد الجنرال اللينبي هو الجهد أو بعض الجهد اللي إحنا قلنا فيه ده عملته الثورة العربية الأولى في مطاردة فلول الأتراك وفي احتلال دمشق وهي دي بالضبط المعركة اللي عملوها الإنجليز لكن نسبت إلى الملك فيصل واللي فيها شعر خاص.. الملك عبد العزيز عمل فيها قصيدته المشهورة جداً اللي بيوجهها لفيصل اللي بيقول فيها..
    بسيفك لا بسيف الإنجليز
    دخلت الشام (Easy) ثم (Easy)
    وأنا قلت له يومها بيت الشعر ده وإحنا بنتكلم في هذا الموضوع، لكن بدأ هو يقول لي حاجة على علي ماهر زي ما كنت بأقول، بيقول لي إيه؟ بيقول لي إنه.. أولاً هو بدأ يشتكي من زوار كثار جداً لكن لفت نظره بعضهم واهتم بهم ومن بالناس اللي اهتم بهم في هذه الفترة لفتوا نظره.. بيقول زوار كثير جداً جايين القيادة، لكن هو استوقف.. ذكر اسمين بالتحديد، ذكر اسم الدكتور أحمد حسين اللي بعد كده بقى وزير الشؤون الاجتماعية وكان وزير شؤون اجتماعية مع نبيل الهلالي باشا وذكر اسم ميريت غالي في الكلام عن الإصلاح الزراعي ويبدوا أنه في ذلك الوقت أيضاً عرف الأستاذ محمد فؤاد جلال اللي بعد كده بقى وزير شؤون اجتماعية وإنه هو اللي اقترح إنه يشوف بعض هؤلاء الناس وشافهم فعلاً ضمن آخرين بشكل ما قالوه علق في ذاكرته ،لأنه ذكر لي أسماءهم وبعدين بيكلمني على علي ماهر فبيقول لي إنه علي باشا ماهر.. أنا لما قلت له على التطهير أنا قلت له أنا قلقان جداً من التطهير فاللي حاصل ده في البلد كله، لكن قلقان جداً على آثاره مش بس في الحكومة وبعدين بدأ هو يخش يقول لي إيه؟ في هذا الفترة بيقول لي إحنا بيطلبوا مننا نتدخل في أشياء كثير جداً وإحنا مش عايزين نتدخل فيها أبداً وبيقول لي إن إحنا حاولنا نقول للمدنيين.. للملكيين زي ما كان بيقول إحنا.. بيسألونا رأينا وإحنا فاهمين إن عندهم هم أراء وعندهم كل حاجة، لكن على أي حال إحنا بنحاول نحط مجموعة مبادئ تربطنا أو على الأقل تقول لهم إحنا عاوزين إيه وقال لي لأول مرة.. أول مرة أسمع ذكر المبادئ الستة كان بعد الثورة بعشرة أيام أو بأسبوعين وقال لي إنه.. إذا لم تكن ذاكرتي مخطئة أنا مش متأكد في اللي أنا كتبته وقتها لكن أظن إنه قال لي إنه اللي بيصيغ المبادئ الستة هو الأستاذ أحمد فؤاد وقال عليه الحقيقي.. يعني بدأ يحكي عليه وبعدين بيقول لي.. بيتكلم معي بيقول إنه شاف من الصحافة كثير جداً وبدأ.. اشتكي شويه من الصحفيين وبعدين بدأ يقول إنه اللي بقي في ذهنه.. علق في ذهنه وهو واللي اهتم به جداً في كل ما سمعه هو قضيتين قضية إنه لابد يبقى فيه انتخابات وتيجي حكومة شرعية ولو أنه أنا حسيت إنه بشكل أو آخر مقابلته للنحاس باشا أو المقابلة اللي عملها النحاس باشا مع أعضاء القيادة وكانت قبل لقائنا بعدة أيام حسيت أنها بشكل ما.. لما تكلم هو تكلم كلام واضح جداً على أنه لابد من انتخابات وإنه هم مش جايين يحكموا ولا جايين يقعدوا وبعدين بيتكلم على إنه الإصلاح الزراعي وإن دة كلام حقيقة وإنه في الضمير المصري وإنه عارف أحوال الفلاح بدأ يتكلم فيها وبعدين بأرجع بقى لكلامه مع علي ماهر، كلامه مع علي ماهر هو أنا لخصته طبقاً لما روى لي، قال لي إنه هو مش عايز.. هو قلقان جداً إنه ناس كثير جداً بتيجي القيادة والآن الصحافة بتركز جداً أكثر على اللي حاصل من العسكريين، لكن عايزهم يركزوا أكثر على الوزارة لأن الوزارة هناك.. هو ده الشغل الحقيقي هناك في الوزارة وبدأ يقول لي إنه لما قابله علي ماهر إمبارح.. نصائح علي ماهر لهم بدت شويه بعضها ملفت، هو قال لهم عدة حاجات، قال لهم إن هو بيترجاهم إنهم ما يقابلوش وفود، لأنه كثرة الوفود بتحدث عند البلد انطباع إننا مركز القوة الحقيقية وهذا ممكن يسيء لهم وأظن هم وافقوه على ذلك والحاجة الثانية وهي لفتت نظرهم إنه من فضلكم ما تسمعوش لساسة المدنيين اللي تقابلوهم، لأن دول كلهم بتحركهم أغراض وسمى بالاسم فؤاد سراج الدين وسمى بالاسم الدكتور محمد صلاح الدين ولمح تلميحاً إلى أنه خائف عليهم من القانونيين.. ما قالش القانونيين لكن من الناس اللي ممكن جداً يغرقوهم في نصوص وورق وبعدين قال إنه كفاية تبعثوا لنا أوراق لأنه إحنا بيجي لنا كل يوم رسائل من عندكم ومجلس الوزراء بيعتقد.. الموظفين في مجلس الوزراء يعتقدوا إن هذه مسائل جديرة بالاهتمام وبيركنوا شغلهم ويقعدوا يشوفوا الورق اللي جاي من القيادة.. يعني قللوا الورق قدر ما هو ممكن، ما تبعتولناش حاجة وفعلاً كان لسة في لوري كل يوم بحملة تقريباً يقودها الصاغ موفق الحموي تأخذ كل يوم بوستة القيادة توديها رئاسة مجلس الوزراء وبعدين حذرهم جداً من وجود ضباط وفديين وده استغربوا منه وقال لهم إن حمدي سيف النصر وزير الحربية في وقت النحاس باشا في وزارة سنة 1936.. أوائل 1937 دخلت كثير جداً من أبناء الوفديين إلى الجيش وإنه لابد يخلوا بالهم من وجود عناصر وفدية في.. أدخلتها حكومات الوفد.. أدخلتها في المرة الأولى وفي المرة الثانية، لأنهم أدركوا بشكل أو بآخر إنه عندهم نفوذ في البوليس وده كان تقريبي بشكل أو آخر.. يعني ولكنهم بدؤوا من أول 1936، 1937 يزقوا بعض أبناء أنصارهم في الجيش وبعدين الحاجة اللي لفتت نظرهم بقى جداً إن هم سألوه عن الإنجليز لأنه ده.. هذا هو الموضوع المعلق، فرفعة الباشا وقال لي جمال عبد الناصر إن هو سأله وقال لي إنه كان محتار يقول له يا باشا ولا محتار يقول له.. لأنه طلعوا وقتها قرار أو طلع وقتها تقليد إنه كل الناس مادام ألغيت الألقاب يبقى الناس كلهم يسموهم السيد.. السيد المحترم وهو وجد إنه صعب عليه جداً وحتى بقية الضباط لقوا إنه صعب عليهم جداً إنهم يقولوا لعلي ماهر باشا والله يا سيد علي، صعبة جداً، فكان قاعد بيقولوا له يا باشا لغاية دلوقتي.. لغاية وقتها، سألوه عن الإنجليز قالوا له هتبدؤوا.. لازم تعملوا حاجة مع الإنجليز لأنه بقاء.. لابد من حل وإحنا بنعتبر إنه إذا كان عندنا هدف سياسي أو إذا كان ممكن لما نستقرأ ضمائرنا ونشوف إحنا والله إيه هدفنا السياسي فالهدف بتاعنا وهدف كل الناس هو استقلال هذا البلد وإنه الإنجليز يخرجوا، فإذا بعلي ماهر يقول لهم إيه؟ ودي تعبتهم، قال لهم هذا موضوع مؤجل في هذا الوقت، لأنه أنا.. وهو عنده حق من ناحية.. من وجهة نظر معينة عنده حق وهم عندهم حق لأنه المبرر الحقيقي لأي ثورة في هذا البلد أو لأي انتفاضة في هذا البلد.. على فكرة في هذه الفترة هو قال لي إنه اللواء محمد نجيب حد اقترح عليه إنهم يسموا.. مادام مش قادرين يسموها حركة ولا ثورة ولا حاجة من دي أبداً إذاً نسميها وثبة وأنا قلت له حكاية الوثبة دي الحقيقة أنا أتصور إنها هتبقى مسار سخرية جميع الناس فبلاش حكاية الوثبة دي، لكن موضوع علي ماهر.. أي مبرر لأي حد في هذا الوقت في هذا البلد هو الإنجليز، فعلي ماهر بيقول لهم إن أنا ما أقدرش أتفاوض، ما أقدرش أفتح باب المفاوضات وأنا رأيي إن هذا موضوع مؤجل لأنه فتحه في هذه الظروف اللي إحنا فيها قد لا يكون في صالحنا، لكن هم أيضاً شايفين إن القيد المحدد على البلد هو وجود.. على أي حاجة ممكن تتعمل إنه فيه طرف أجنبي عنده قوة اعتراض، عنده فيتو على أي حاجة تحصل في البلد بوجوده في القوات.. عنده قوة مسلحة في البلد، قعدنا نتكلم وأنا حاسس إن إحنا بحقيقي بنقترب أكثر وأكثر، في آخر المقابلة وإحنا.. بأستأذنه إن أنا أنزل قال لي أنا.. ليه ما بتتكلمش؟ إبقى كلمني في أي حاجة لما تخطر لك أي حاجة وقال لي هأديك.. حطوا لي وكان فرحان بها جداً حطوا لي تليفون مباشر ونمرته 66766، جاب دفتر كده من جيبه، صغير جداً كده وأملاني النمرة.. نمرة تليفونه الجديدة وبعدين سألني عايز تأخذ نمرة سيادة اللواء كمان؟ قلت له الحقيقة أنا مش عايزها لأنه أنا ما بأكلمش حد أبداً إلا إذا هو إداني نمرته، ما أقدرش أكلم حد في التليفون المباشر إلا إذا هو إدهاني ولا أزال حتى هذه اللحظة، فقال لي لا ده هو بيقدرك وأتكلم عنك كذا مرة وإداني النمرة، نمرة محمد نجيب في ذلك الوقت كانت 66000، قلت له طيب إديني بقى نمرة السنهوري باشا مادام بتتكلم عن النمر، فنمرة السنهوري باشا.. كانت عنده.. فنمرة السنهوري باشا كانت 48600 ونمرة سليمان حافظ كانت 97888 واتفقنا إن إحنا هنبقى على اتصال، هأسيب هذا اللقاء اللي أنا بأعتقد إنه بالنسبة لي كان لحظة كشف هائل لرجل أنا لمحته بيتحرك أمامي ولمحت مبكراً أنه بشكل أو آخر مختلف، ثم تحققت فعلاً بحديث شخصي جداً معه.. دخلنا في الأدب والشعر والتاريخ العسكري ولقيت إن أنا أمام ضابط ما هواش.. أنا لازم أعترف إن أنا عندي.. كمدني عندي باستمرار قلق من العسكريين، بأعتقد أنهم نوع آخر من الناس.. يعني كويسين جداً لكن هم عندهم شغل وأنا عندي شغل آخر وكلانا لا يلتقي، كلانا لا يلتقي لأنه وسائل كل طرف مننا مختلفة، واحد عنده سلاح واحد عنده قلم، فبطبيعة المهن حتى بالطبيعة المهنية، بطبيعة التربية أنا دائماً.. يعني بصيت له زي ما بصيت لغيره وكده بتحفظ، أحمد عبد العزيز كان قبله هو الرجل الوحيد اللي أنا حسيت إنه قريب مما أتصور، لكنه هو في ذلك اليوم لازم أقول إنه فعلاً أدركت إن فيه واحد فاهم تاريخ جداً، فاهم إستراتيجي، عارف قضية فلسطين، عارف موضوع فلسطين فين بالضبط، ثم وهذا مهم جداً راجل أدرى اهتماماته تتسع خارج حدود وظيفته، بمعنى إنه.. وهذه سمة المثقف في اعتقادي، إنه الراجل قادر يبص أكثر.. أوسع فإذا به بيتكلم عن الشعر، بيتكلم عن الأدب، بيكتب بخط يده مختارات هو وجدها من حكم أعجبته وبعدين المشروعين اللي هما.. اللي هو اهتم بهم موضوع الديمقراطية.. انتخابات لكي تحقق ديمقراطية كما كان يتصور والموضوع الثاني هو الإصلاح الزراعي وقال لي في ذلك الوقت إنه فيه كمان.. إنه اقترح.. فؤاد جلال اقترح تخفيض أسعار إيجارات المساكن وقال له مادام بتفكروا في حاجة للفلاحين فكروا في حاجة أيضاً للموظفين لأنه الموظفين أكثر بند بيأخذ من ميزانية أي حد في البلد هو إيجار الشقة، إيجار السكن، فقالوا له وديه الوزارة وقد كان، فعلاً راح الحكاية دي في الوزارة وطلعت، فبقى فيه حركة عامة، فيه تخوف عام بشكل أو بآخر في البلد من حكاية تطهير والكلام ده كله، فيه محاولة تنظيم علاقات، فيه اقتراحات عمالة تيجي، فيه بعض هذه الاقتراحات تلقى قبول، فيه أشخاص بدؤوا يلفتوا نظره، هأرجع ثاني دلوقت بعد ما وقفت أمام هذه الجملة الإعتراضية وقد.. في عملية اكتشاف رجل أنا بأعتقد إنها كانت مهم جداً بالنسبة لي، لحظة كشف في منتهى الأهمية بالنسبة لي، هأرجع أروح للقضيتين اللي.. هأرجع للقانونيين وهأرجع للوزارة.

    مجادلات في الديمقراطية
    محمد حسنين هيكل: أول حاجة اللي هأبدأ بها هي موضوع الانتخابات، هم قالوا أو اتفق والسنهوري باشا رأيه وسليمان حافظ رأيه واللواء نجيب اقتنع باللي بيقولوه وبقية الضباط مقتنعين ستة أشهر فترة انتقال محددة وإنه تحصل انتخابات وعلي باشا ماهر فهم إنه هذا موجود لكن علي باشا ماهر عايز يأجل، مش عايز يربط نفسه بحاجة، لأن هو عنده خطط، فأرجع ثاني بشاهدي الذي أعتمد عليه في هذه المرة وهو سليمان حافظ، بيقول إيه؟ بيقول إن هو لقى الخلاف ده بيشتد وإن علي ماهر باشا بيحاول يزوغ من عملية تحديد موعد وبيقول هو يسجل.. ومما يأسف له أن الحق لم يكن في جانب حكومة علي ماهر في هذه المسائل بقدر ما كان في جانب القيادة وبعدين قال.. قعد يقول الكلام اللي عايز يقوله في موضوع الانتخابات وبعدين بعد كذا وقسم الرأي عايز كذا.. طريق العودة بالبلاد إلى نظام الحكم الذي يقتضيه الدستور وذلك بإجراء انتخابات لمجلس نواب جديد، هنا بيتكلموا رأيهم إن هو الاعتماد برضه على دستور 1923 بس نعمل فيه أي حاجة ثانية، كان المرجو أن يمثل الشعب لأول مرة في تاريخ حياته النيابية تمثيلاً صحيحاً وكنت أرجو أن يكون علي ماهر قد اعتمد فتوى قسم الرأي هذه وإنه.. بعد أن أنكره في أول الأمر وبعدين اكتشفت أن علي ماهر باشا يراوغ واكتشفت يوم.. صباح يوم من أيام أغسطس سمع الناس من المحطة الرئيسية في الإذاعة المصرية بياناً بخصوص الوضع الدستوري، لكن تلاه على الفور بيان من قيادة الجيش والبيانان متعارضين، هرعت بالفور إلى علي ماهر مستفسراً، فإذا به غاضب، لأنه علي ماهر طلع بيان وقيادة الجيش لاحظت إنه بيان علي ماهر لم يتضمن التزاماً بموعد محدد، فطلعت قيادة الجيش بيان تقول فيه لا إحنا فيه التزام بموعد محدد لإجراء الانتخابات، فبيقول هرعت بالفور إلى علي ماهر مستفسراً فإذا به غاضب، أنبأني أن محمد نجيب وبعض أصحابه كانوا قد تحدثوا إليه في إجراء الانتخابات في مجلس النواب وطلبوا منه أن يلقي بياناً في الإذاعة يطمئن الناس إلى تحقيق ما وعدت به الحركة غداة قيامها من التزام أحكام الدستور في شؤون الحكم، فأجابهم إلى طلبهم وسجل في الإذاعة بياناً وعد فيه بإجراء الانتخابات لمجلس الشعب وأنها ستجري كذا، استطرد علي ماهر أنه لا يرضيه بعد أن تم الاتفاق بينه وبين القيادة على أن يتحدث هو باسم الأمة أن تعطل إذاعة بيانه حتى يقرن ببيان آخر يناقضه في الموضوع ذاته، بيكمل سليمان حافظ وقصدت إلى القيادة عاتباً وإذا بهم يبررون مسلكهم بأن علي ماهر قد خالف في بيانه ما سبق الاتفاق عليه من تعيين موعد للانتخابات في فبراير من السنة المقبلة، فقلت ألم يكن يجدر بكم الرجوع عليه لتصويب سهو أظن أنه غير مقصود؟ فردوا بأنهم يعتقدون أن إغفال الموعد في بيان علي ماهر كان مقصوداً وأنهم تبينوا من حديثهم معه أنه في بادئ الأمر لم يكن يرى التقيد بموعد، ثم انتهى بالنزول على رأيهم ووعدهم بأن يضمن بيانه تحديد شهر فبراير لإجراء الانتخابات، رجعت إلى علي ماهر.. ده هنا سليمان حافظ بيقول.. فلم ينكر شيئاً من هذا الذي سمعته من رجال القيادة ولكنه اعتذر بأن عدم التقيد بموعد أولى من الناحية السياسية إذ قد يظهر فيما بعد أن التدابير اللازم اتخاذها في إجراء الانتخابات تتطلب وقتاً أطول يجاوز الموعد المضروب، هنا الضباط يتمسكوا بموعد محدد لإجراء الانتخابات وهو شيء غريب حقيقي.. يعني لكن النتيجة إنه لأول مرة بدا إنه فيه انقسام، فطلع بيان من الوزارة بتقول حاجة وبعدين الضباط فوراً طلعوا بيان بيقول لا إحنا نقول بعد ستة أشهر بالتحديد وتجري الانتخابات في فبراير وبدا غريباً هذا الأمر ويحكي فيه سليمان حافظ زي ما هو عاوز على امتداد يجي ستة صفحات يحكي على هذا الخلاف وبعدين ألاقي الوثائق البريطانية في هذا الخلاف بتقول لي إيه؟ تلمح اللي جاري وتقول إنه فيه سوء فهم أو فيه خلاف بين رأي الجيش وبين رأي علي ماهر وإنه فيه تناقض بين بيانين صدروا أمس إذ أعلنت رئاسة أركان حرب.. دي برقية من سير رالف ستيفينسون إلى الخارجية في لندن تقول.. أعلنت رئاسة أركان حرب أنه قد تم التفاوض مع رئيس مجلس الوزراء على إجراء انتخابات في فبراير حتى تعطى الفرصة للأحزاب لكي تطهر نفسها وهنا تطهير الأحزاب كان بدأه علي ماهر باشا لأنه مش عايز أحزاب وبعدين فيه.. الحكومة طلعت كانت حاجة ثانية من غير تحديد ميعاد ويتكلم.. سير رالف ستيفينسون يتكلم على المشكلة الموجودة في الحكاية دي وبعدين تلعب السفارة طبعاً في هذا الموضوع وإنه.. بيقولوا إنه لا داعي إنه علي باشا ماهر يخش في (Show down) مع الضباط وإلا.. لأن هو هيخسر لأن القوة الحقيقية في يدهم والبيانين واضحين في إظهار القضايا.. الخلاف الحقيقي بين الاثنين، لأنه فيه خلاف، بقى فيه موضوع ولكن الغريب هنا إنه العسكريين بيتكلموا على الديمقراطية بموعد محدد أو ما تصوره إنه ديمقراطية، أنا كنت أتصور إنه الديمقراطية قضية أعقد جداً من حكاية الانتخابات والكلام ده كله أنا شخصياً لكن هذا موضوع ثاني، هنا فيه موضوع الناس اللي في القيادة.. الضباط اللي في القيادة راغبين في إنه ما يحكموش، مش عاوزين يحكموا وبعدين لما.. حتى من غير ما هم يعرفوا في ذلك الوقت لما علي ماهر يقول إذا كانت هناك ثمة ثورة فقد انتهت، يبقى كل اللي حصل ده كله انتهى وعلي ماهر له كل السلطات في البلد؟ ده كلام يبقى.. يعني متجاوز لكل التصورات، إذا كان ثورة خلع الملك فاروق طيب فرقة خلعت الملك فاروق وهتجيب علي ماهر وهذا هو الموضوع.. انتهينا على كده يعني، فدخلنا في إشكال حاد جداً والإشكال هو انتخابات والجيش.. الناس اللي معهم المسدسات بيتكلموا لغة والوزارة بتتكلم لغة والقانونيين بيسعوا بين الاثنين، دخلنا في تحديد القضية الثانية اللي معلقة في ذلك الوقت بين الاثنين وهي الضباط بيقولوا طلعوا قانون الإصلاح الزراعي، طلع قانون الإصلاح الزراعي والدنيا كلها طلعت قوانين الإصلاح الزراعي من هذا النوع بشكل أو آخر.. يعني في ظروف مختلفة وإحنا سمعنا.. أولاً تابعنا كلنا من قبل أن نقوم بأي شيء كان فيه مناقشات في الجرائد على الإصلاح الزراعي ونحن نتصور إنه والله ملكية الأرض الزراعية في مصر تحتاج إلى مناقشة طويلة جداً لأنه ملكية الأرض الزراعية في كل جذورها وفي كل أصولها في مصر نشأت بطريقة تحتاج لمناقشة طويلة جداً مش عاوز أتكلم فيها لكن أنا تكلمت فيها مرات في حلقات قبل كده، لكن موضوع فعلاً جدير بأنه يناقش ويناقش بجد يعني وكان مطروحاً وكان فيه ناس زي خطاب.. محمد بك خطاب وميريت غالي ناس حطوا آرائهم واضحة وصريحة في كل مجلس أتيح لهم بما فيهم مجلس الشيخ حيث كان خطاب وبما فيهم مجلس النواب، فموضوع مطروح وبعدين يحكي سليمان حافظ في شهادته، في كتابه.. في كتاباته، في ورقه الذي لم ينشر حاجة.. في الوثيقة المهمة اللي سابها واللي بأعتقد إنها كاشفة جداً ومن الداخل.. من داخل غرفة الولادة زي ما كنت بأقول الولادة المتعثرة يقول إيه؟ يوم آخر من أغسطس كنا نتناول الغداء على مائدة السنهوري بمجلس الدولة، جمال عبد الناصر وجمال سالم والأستاذ سيد علي السيد وأنا حتى إذا فرغنا من الطعام أخرج جمال سالم من جيبه بضعة أوراق مطوية ودفع بها إلينا قائلاً أستحلفكم بحق الوطن عليكم أنكم إذا رأيتم فيما تضمنته هذه الورقة.. هذه الأوراق خيراً للبلاد أن تعينونا على تحقيقه، كان يتسول وألقينا السنهوري وأنا نظرة على تلك الأوراق فإذا بها تتضمن مشروعاً بدائياً للإصلاح الزراعي وكان طبيعياً.. بيكمل سليمان حافظ في شهادته المهمة جداً.. وكان طبيعياً أن يرحب السنهوري بالفكرة، فقد كانت له نزعة واضحة إلى الاشتراكية، الكلام ده يكتبه سليمان حافظ سنة 1952.. أغسطس 1952 ولا حاجة لسه بدأت أبداً وبعدين الاشتراكية وضع في ظلها قانون تنقيح القانون المدني فجاء اشتراكي الطابع وعلى الرغم ما يهمش مش مشكلة يعني، لكن بعدين ولم يقف السنهوري عند حد الترحيب بفكرة الإصلاح الزراعي بل أنه عمد إخراجها في صورتها الكاملة، أخذ الورق اللي طلعه جمال سالم من جيبه ده واللي أداه لهم وهو واحد من ضباط الثورة اللي قلبت الدنيا كلها لكن يقدمه وكأنه يتسول، كأنه بيقدم عريضة بيرجو هؤلاء الناس من فضلكم إذا كان عندكم حب للبلد دي علشان خاطرنا شوفوا الورقة دي وإذا لقيتم فيها خير اعملوه، المشهد مشهد غريب جداً لكنه علي ماهر.. السنهوري اقتنع، السنهوري أعد قانون بالإصلاح الزراعي، لكنه علي باشا ماهر رفض وعلي باشا ماهر وبقية.. بعض ناس كثير في الحياة المدنية وبعض كبار الملاك الأرض وفؤاد سراج الدين وغيره وكل الأحزاب تقريباً.. كل كبار الملاك السابقين في الأحزاب كلهم رفضوا ولما لقوا إن الأمر جد ولا هزار فيه وإنه ممكن يخشوا في مواجهة بدؤوا يتكلموا على حدود ملكية خمسمائة فدان للفرد والضباط في الأول كانوا يتكلموا على مائة.. وأظن ده كان تأثير ميريت غالي، لأنه مريد غالي كان رأيه.. محمد خطاب كان رأيه خمسين فدان، ميريت غالي كان رأيه مائة فدان الحد الأقصى للملكية وهم مراعاة في المناقشات اللي مع السنهوري ومع سليمان حافظ وبعدين مع علي ماهر باشا بدؤوا طيب مائتان فدان.. يعني وعدد الناس.. للعلم عدد الناس اللي ممكن كان ينطبق عليهم تحديد الملكية لا يزيد عن ألفين مالك، أنا النهارده بأشوف ناس كثير جداً يقولوا لي طبق علينا الإصلاح الزراعي، يا أخي ما أنا عارف مين الناس اللي طبق عليهم الإصلاح الزراعي، لكن فجأة كده بدينا كل الناس طبقت عليهم قوانين الإصلاح الزراعي وكل الناس أخذوا منهم أملاك زائدة وكل واحد أخذوا منه.. حاجات ليست معقولة الحقيقة.. يعني وما حدش محتاجها، أقصد ما فيش حد محتاج يكون مثلاً عائلته ما كانوش باشوات وعلى عيني ورأسي حتى لو كانوا باشوات لكن يطلع لحد النهارده نعي يقول لي مش عارف مين باشا، يا سيدي أولاً معظمهم ما كانش ومعظم الناس اللي بيدعوا على ملكية الأرض الزراعية.. أما أتكلم على ألفين فرد طبق عليهم الإصلاح الزراعي.. ألفين فرد.. تحديد الملكية مائتان هذا معناه إن أنا بأقول إيه؟ أول حاجة حوالي ثلث هؤلاء الناس من العائلة المالكة يطلعوا بره وبعدين هؤلاء الباقيين كلهم ينتسبوا إلى 17 عائلة وليس أكثر، لأنه عائلة البدراوي مثلاً، عائلة البدراوي عائلة كويسه وأنا بأعرف ناس كثير جداً فيها وبأحبهم وبأحترمهم لكن فيه على سبيل المثال ممكن أقول إن فيه 15 واحد بيحملوا اسم البدراوي وكلهم عندهم ملكية زائدة فالعائلات اللي طبق عليها الإصلاح الزراعي كل الملاك ألفين أو أقل وكل العائلات خارج الأسرة المالكة 17 بالكثير جداً ومع ذلك.. المهم يعني الوزارة بدأت تعترض وعلي باشا ماهر بدأ يقول إيه؟ كبار الملاك يجتمعون بعلي ماهر.. أولاً العنوان المصري فوق إصرار الحكومة على إصدار قانون تحديد الملكية، بعدين كبار الملاك يجتمعون برئيس الوزراء أمس وبعدين تقديم مذكرة ضد قانون تحديد الملكية وبعدين المذكرة تقول القانون ضد الإسلام.. ما أعرفش إيه اللي دخل الإسلام؟ ويقضي على الاقتصاد القومي، طيب ليه؟ بعدين أبص ألاقي فيه اقتراحات يقولوا إيه؟ طيب ما بلاش الإصلاح الزراعي، بلاش تحديد الملكية، خلوا الملكية زي ما هي وزودوا الضرائب التصاعدية على ملكية الأرض.. يعني على كل فدان أكثر من حد معين تزيد الملكية العقارية عليه، طيب ما الذي يمنع في بلد محروم.. في بلد أغلبيته من الفلاحين وأغلبيته من فلاحين لم يعرفوا ملكية الأرض.. عاشوا في الأرض وتعبوا عليها ولم يتملكوا أرضاً في يوم من الأيام وبعدين هذه ملكية الأرض في واقع الأمر كلها لو نرجع لقرن واحد لأوائل القرن التاسع عشر الأرض الزراعية المصرية كلها كانت ملك محمد علي وانتقلت منه بالميراث وبالهبات إلى بعض الناس ولم تبدأ ملكية مصريين للأرض إلا بعد تصفية أموال الدائرة الثانية.. ديون الخديوي إسماعيل وقصد إنشاء طبقة من كبار الملاك قصداً وملكيات قريبة جداً.. عمرها قريب جداً وما هياش.. يعني والأجانب فيها كثير كمان.. يعني اللي كنت أتصوره.. أنا شخصياً واحد من الناس كنت بأتصور إن قانون تحديد الملكية الزراعية والإصلاح الزراعي وتوزيع الأرض.. أنا كنت بلاقي إعادة توزيع بعض الأرض واللي وزع حوالي مليون ونصف فدان ولولا أنه السد العالي أضاف مليون ونصف فدان زيادة كان ممكن جداً يبقى اللي يوزع على الفلاحين قليل جداً بنسب قليلة جداً، لكنه بدأت الوزارة هنا تعارض ولكنها تعارض بطريقة حرب العصابات، بمعنى العنوان بتاع المصري يقول إصرار الحكومة على إصدار قانون تحديد الملكية، بعدين تحته عنوان كبير أيضاً كبار الملاك يجتمعون برئيس الوزراء والموضوع ضد الدين، الوزارة علي باشا ماهر هنا يراوغ، هو مش عاوز لكنه الضغوط عليه شديدة فيتظاهر بالقبول، لكنه ينوي كسب الوقت، لكنه الذي غاب عنه إن إحنا أمام.. إنه هنا فيه عنصر جديد داخل الحياة السياسية المصرية وإنه ليس صحيحاً أنه إذا كانت ثمة ثورة فقد انتهت، لأنه اللي موجودين دول اللي جاؤوا أخذوا السلطة في واقع الأمر ما يعرفوش عملوا إيه وكلمة الثورة غير واردة في ذهنهم حتى هذه اللحظة ويتكلموا عن.. سوئلوا عن رأييهم فبيقولوا والله هاديكم شويه مبادئ نقول لكم إحنا عاوزين إيه بنتصرف فيها وقد دعوا إلى هذا تقريباً مش استدراجاً.. عنفاً علشان يقولوا رأيهم في السياسة وهم مش عاوزين لكن فيه هنا علي باشا ماهر في اعتقادي برغم ذكاؤه وبرغم علمه أظن إنه أخذ تعريف قاصر جداً للثورة وهو تصور إنه الثورة هو يوم واحد على طريقة الوثبة بتاعة اللواء محمد نجيب اللي ما أعرفش مين قالها للواء محمد نجيب، إنه يوم واحد نطوا فيه الناس فعملوا شيء وبعدين خلاص نزلوا على الأرض وانتهى الموضوع، لكن المسألة اعقد من كده فبقينا عند أواخر أغسطس أو عند آخر أغسطس أمام قضيتين واحد عودة الحياة النيابية التي استوجبت إنه بيانين متعارضين واحد من الوزارة وواحد من قيادة الجيش وأزمة مستعصية بسبب قانون الإصلاح الزراعي يطلع أو ما يطلعش وعلي ماهر وهذا هو أسوأ شيء بيراوغ على الطريقة القديمة.. يعني ويكسب وقت لكنه هو أمام عنصر جديد، أمام حاجة تناقض تماماً تصوراته إنه إذا كان ثمة ثورة فقد انتهت

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 8th January 2010, 11:13 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي ميلاد ثـــــــــائـــر

    أنا : كمال ناصر




    ميلاد ثـــــــــائـــر ........ محمد حسنين هيكل

    هيكل.. زمن الخطة ألفا والكولونيل -
    الزاوية الإنسانية للتاريخ ونشأة عبد الناصر
    - عبد الناصر متمرداً وحالماً
    - عبد الناصر من الاكتمال إلى الثورة




    الزاوية الإنسانية للتاريخ ونشأة عبد الناصر


    محمد حسنين هيكل : ربما قصدت أن أتناول علاقة جمال عبد الناصر بالجنرال آيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأميركية يعني سواء بالاتفاق أو بالانشقاق أو بالصراع أو بالخلاف إلى آخره قصدت أن أتناولها بعنوان الجنرال والكولونيل لأني أريد أن ألح على الزاوية الإنسانية في صنع التاريخ أنا أريد أن يكون واضحا أن التاريخ لا يصنعه عباقرة ولا أناس فوق مستوى البشر ولكن يصنعه الرجل العادي في كل مكان إذا استطاع هذا الرجل العادي أن يجعل همته قادرة على تجاوز همومه الشخصية وإنه العمل العام يشغله بشكل أو بآخر ولذلك قصدت عامداً إنه أتكلم على الجنرال والكولونيل رغم إنه التاريخ أعقد قوي تاريخ العلاقة بين الاثنين أعقد قوي من مجرد جنرال وكولونيل، في الحلقات السابقة تكلمت عن الجنرال وهذه المرة جاء الدور أتكلم على الكولونيل أو العقيد أو البكباشا زي ما كان يسمى وقتها جمال عبد الناصر وحقيقة الأمر أنني حاولت باستمرار على مدى سنين طويلة أن أتجنب الكتابة أو الكلام مباشرة عن جمال عبد الناصر تكلمت عن معارك تكلمت عن وقائع عن أزمات عن حروب إلى آخره لكني تجنبت قدر ما أستطيع إنسانيا أن لا أقترب من الرجل وكان ظني باستمرار




    إنني وقد كنت قريبا منه إلى درجة واضحة قد أكون متأثرا بمشاعر أو بعواطف وربما أيضا وقد كنت قريبا ليس فقط من شخصه ولكن من مشروعه القومي والوطني أن أكون أيضا لدي هوى ولذلك أظن إني رددت نفسي بقدر ما أستطيع عن الكتابة أو الكلام مباشرة عن الرجل وعن الإنسان وأظن أنني عرفته بأكثر مما عرفه كثيرون لا أقول جميع الناس ولكن بالتأكيد عرفته عن قرب بأكثر مما أتيح لكثيرين لأني كنت معه تقريبا منذ التقينا من 18 يوليو 1952 قبل الثورة بخمس أيام إلى أن رحل يوم 28 سبتمبر سنة 1970 ولم تنقطع لغة الحوار بيننا اتفقنا واختلفنا ورأينا الأشياء بمنظور واحد ورأيناها من منظور مختلف ولكنه صوت الحوار ظل موجوداً بيننا طول الوقت أظن بأنني أيضا اقتربت من قصته لأنه أنا كل مَن أراد أن يكتب عن جمال عبد الناصر جاء إليَّ وأنا زي ما حكيت إنه تصادف إنه عندي علاقات مع الصحافة العالمية تصادف إني قريب منه تصادف إنه الصحفيين مجتمع الصحفيين اللي يتحركوا في العالم بينهم علاقات ومنافع متبادلة طبيعي أنا عايز أروح أقابل في واشنطن مثلا عايز أقابل كيندي مَن يرتب لي أقابل؟ كان جيمس ريستون مثلا وهو رئيس تحرير نيويورك تايمز لما يجيء جيمس ريستون هنا في القاهرة طبيعي قوي أول مَن يلجأ إليه يلجأ إليّ لكي أرتب له أن يقابل جمال عبد الناصر ففيما يمكن أن يقال في ظرف مضغة مع الأسف ما عادش موجود دلوقتي في مجتمع الصحفيين اللي يتحركوا في العالم وحول العالم ويتصلوا بقضايا وكان بقضاياه وكان من حسن حظي أن أكون بسبب ظروف كثير قوي أنا تكلمت عنها واحد من هؤلاء الناس وبالتالي كل مَن أراد أن يكتب عن جمال عبد الناصر في واقع الأمر من الصحفيين الكبار جاء لي وبعدين وأنا أظن رتبت لكثيرين منهم وبالتالي كنت موجود لما جمال عبد الناصر يحكي أو يسأل ويرد ويقول على.. يحكي قصته أو يحكي يجيب على كل ما وجه إليه من أسئلة حضرت تقريبا مع مئات الصحفيين ومئات من الكتاب العالميين وبالتالي فأنا سمعته يحكي هذه القصة تابعت هؤلاء الصحفيين وهم يروحوا أيضا يتابعون واحد زي روبرت سان جون في كتابه (The Boss) الرئيس هذا رجل أنا كنت عارف إن ده مؤرخ ده راجل كاتب ما يجرى فيه كاتب قصة حياة ديفد بن غوريون ولما جاء في مصر ولتون ون في ذلك الوقت سألني إذا كنت أقدر أساعده وأنا كنت عارف مَن هو، هو صحفي أميركي لكنه قضى وقت طويل في إسرائيل ودرس قصة بن غوريون وأنا لازم أعترف بين قوسين كده إن أنا من المعجبين ببن غوريون المناضل عن مشروع أنا أراه خطأ والمنفذ لخطة أنا أراها جريمة في حق بلدي لكنه هذا لا يمنعني من أن أقيس ولاء الرجل أو أعمال الرجل ولاؤه وأين ولاؤه وإلا نبقى نعمل غلطة كبيرة قوي، لما جاء روبرت سان جون هنا أنا أخذته لجمال عبد الناصر وقلت لجمال عبد الناصر قلت له إنه هذا الرجل أرخ لبن غوريون وكتابه عن بن غوريون هو معجب جدا ببن غوريون روبرت سان جون كتب الكتاب وأهداني أول نسخة منه وقال لي هذه هي النسخة الأولى اللي خارجة من المطبعة وأنا أهديها لك لأنه هو قال كده يعني بدونك لم يكن ممكنا أن يتم هذا الكتاب أرجوك تغفر لي بعض الحاجات التي قد خالفني فيها في هذا الكتاب ما عنديش مانع لما جاء ساز بيرغر وهو أشهر صحفي أو من أشهر صحفيي القرن العشرين يكتب كتابه عصر العمالقة وحط فيه كتب على ديغول وعلى أينشتاين وعلى آيزنهاور وعلى جمال عبد الناصر كان ضمن هؤلاء العمالقة اللي كتب عنهم لأنه فعلا كان ينتمي إلى هذا العصر اللي عاش فيه هؤلاء العمالقة حتى لما جاء كيت كايل يكتب كتابه الشهير جدا وهو أشهر الكتب عن السويس وعن جمال عبد الناصر الراجل كثر خيره لم ينس أن يذكر في المقدمة إن أنا مش بس سبت له مجموعة وثائقي ولكن أعطيته حد من مكتبي واحدة من مكتبي تولت أن تترجم له وثائقي وهو قال كده في المقدمة وبالتالي أقول هذا الكلام كله لكي أقول أنني كنت قريبا من القصة وقريبا منها وهي تُروى لأنه مرات كثير قوي نبقى موجودين أمام قصص لكن نلاحظ إحنا فيها بس لكن في قصة جمال عبد الناصر أنا أقول إنني سمعت وتابعت ورأيت وحضرت حينما كان غيري أيضا يكتب وبالتالي أستطيع ثم شفت أعمالهم وتابعت تحرياتهم واحد زي روبرت سان جون راح بني مر أنا عمري ما روحت بني مر روبرت سان جون راح بني مر قعد أسبوع في بني مر مع إنه جمال عبد الناصر لم يولد في بني مر لكن أراد هو أن يستجمع الجو اللي جاءت منه النشأة والتكوين الأول لما أنا جئت أكتب لما رحل جمال عبد الناصر سنة 1970 تكالبت دور النشر كلها عليّ تطلب منك تكتب عنه وأنا قلت لهم إن أنا لست جاهزا إني أكتب كتاب متجردا ولذلك استجابة للموجود وفيه طلب موجود وأنا قبل أي شيء وبعد أي شيء صحفي محترف كتبت آثرت أن أكتب عن صداقات جمال عبد الناصر وعلاقاته الدولية ومنها آيزنهاور وإيدن وطلع الكتاب اللي اسمه (The Cairo Documents) وهذا الكتاب أنا لا أستطيع أن أحصي لكن عايز أقول إنه هذا الكتاب ترجمته الألماني مثلا ده ترجمته الفرنسي معي هنا مجموعة هذا الكتاب ترجم لـ33 لغة لكني لم أقترب فيه من جمال عبد الناصر حاولت قدر ما أستطيع إني أتكلم عن علاقات جمال عبد الناصر الدولية ولكن ليس عنه شخصيا لكن هذه الليلة لأول مرة أنا أقترب من الرجل أقترب من الرجل من النشأة وأنا أزعم أنني عرفت كثير قوي عنها وشفت كثير قوي اللي عاشوها النشأة أنا سأتكلم من الأول النشأة عائلة رجل نشأ في عائلة فقيرة لما أنا هنا أول حاجة أحطها أمام الناس هي أنا أقسِّم حياة جمال عبد الناصر إلى خمس مراحل المرحلة الأولى الرجل متمردا، المرحلة الثانية الرجل حالما والمرحلة الثالثة الرجل كاملا عاديا رجل عادي ضابط عادي في الجيش موجود زيه زي أي موظف المرحلة الرابعة الرجل ثائرا المرحلة الخامسة الرجل عملاقا حتى لو أخذت كلام ساز بيرغر وهو بالفعل ينتمي إلى عصر غريب جدا وقل أن يتكرر ولا أظنه يتكرر في تاريخ البشرية لأنه هذا عصر كان فيه عبد الناصر كان فيه بابا يوحنا الـ23 كان فيه الجنرال ديغول كان فيه الجنرال آيزنهاور بعد كده لحقه كيندي كان أينشتاين لا يزال عايش كان تشرشل لا يزال عايش نهرو، تيتو، شوين لاين، ماوسي تونغ إلى آخره كل مَن نتصور من الناس الذين لمعت أسماؤهم في القرن العشرين وكانوا واقع الأمر نجوم الرجل ده بدأ وأنا هنا أمامي إحنا من كثر ما طلبنا من مرات كثير قوي صحفيين كثير قوي طلبوا من والده الحاج عبد الناصر حسين إنه يحكي لهم قصة حياته فالراجل آثر في النهاية أن يكتب فكتب وأنا بأعتقد وثيقة من الوثائق المهمة لأنها فيها مفاتيح كثير قوي هو حب يعملها كتبها على مذكرة ما أعرفش جابها منين مفكرة كده وكتب عنوان بخط يده حياتي حسين عبد الناصر.. عبد الناصر حسين يعني وبعدين بدا يحكي على تاريخ الأسرة وأنا عاوز أمشي بسرعة جدا هو هنا يتكلم على تاريخ ميلاده ويتكلم على حياته في فقر بني مر في أسرة لا تملك أن تفعل لأولادها أكثر من تودي حد فيهم كتاب أو تخليه يشتغل في الغيط في حقل من الحقول لكنه هذا الولد جاءت له فرصة لأنه فيه قرايب لهم بعدا في القاهرة أو في إسكندرية راغبين في إنه الولد ده يتعلم جنب إن الولد ده كمان كان عنده الطموح إنه يطلع يشتغل موظف أو يشتغل حاجة يعني ثانية مختلفة غير اللي مقدر له بحكم مولده في بني مر على أي حال الولد ده راح ندهوه يوم من الكتاب جابوه وقالوا له ستسافر وسافر وهو ما فيش في جيبه قروش وراح عند حد قريب له في الإسكندرية وبدا يحاول يلتحق بمدرسة وهو حكى إزاي التحق بمدرسة وسكن في بيت يعني ما أظنش إنه يعني مما يُسكن فيه لكن هذه كانت ظروفه وأنا أحترم جدا قدرة الرجل العادي على التقدم قدرة الإنسان العادي على التقدم خصوصا إذا كانت وسيلة تقدمه هي عمله وهي علمه أو ما يحاول أن يحصله من علمه في سبيل عمله الرجل ده طلع في ظروف صعبة جداً لكنه كمان من الأسباب اللي دفعته للهجرة وهذه غريبة قوي إن والدته ماتت مبكراً الحاجة الغريبة إنه مرات التاريخ يكرر نفسه والده تجوز واحدة ثانية غير والدته وهو عانى منها الأمرين وأظن كان ده من أسباب هربه إلى الإسكندرية إلى أقاربه في الإسكندرية أو إلى بعض الناس اللي يعرفهم من بني مر اللي هاجروا إحنا نقدر نتصور مَن الناس في هذه الوقت في الصعيد من أعماق الصعيد اللي كانوا يطلعوا يهربوا بره ويطلعوا يشتغلوا ويحاولوا يشوفوا طريقة بره لكن الرجل ده يحكي بالتفاصيل هو الرجل سعيد هوة كتب الكلام ده سنة 1964 وهو سعيد إنه لقى ابنه رئيس جمهورية فيكتب وحتى وهو يكتب بأثر رجعي الحقيقة لمحات الحقيقة واضحة جداً واضحة الرجل كيف عانى واضحة الرجل كيف تعلم أو حاول يتعلم بحاجة كانت اسمها الكفاءة زمان باين الرجل كيف حاول بكل الوسائل أن يلتحق بوظيفة كيف أراد تكملة حياته أو ضروريات مصاريفه بأنه يشتغل شيال وهو حتى موظف في البوسطة شيال لأكياس من الفحم لدى تاجر اسمه حماد اسمه الحاج محمد حماد في باكوس وكيف إنه في الميناء يعني وكيف إنه قعد يلم قرش على قرش ووظيفته وهو موظف في البوسطة يأخذ أربعة جنيهات أو خمسة جنيهات ويحاول بكل الوسائل يخلي طرفي احتياجاته تتلاقى بشكل ما مع مطالبه مع ما يكسبه وكانت مهم عسيرة جداً إنه يقدر يوفق فيها لكنه على أي حال عمل وبعدين وهو موظف بشكل أو آخر تزوج السيدة فهيمة حماد اللي هي والدة جمال عبد الناصر السيدة فهيمة حماد هي بنت محمد حماد الحاج محمد حماد اللي هو كان تاجر فحم وهذا الموظف اللي في البوسطة يساعد لكي يكسب شيء إضافي ويشيل أجولة الفحم وبعدين بعد شويه مرتبه ذاد إلى سبعة ثمانية جنيهات ولا حاجة فإذا به يتقدم لخطبة بنت الحاج بنت الحاج فهيمة السيد فهيمة وبعدين السيد فهيمة بدأت تخلف أول أولادها وسموه جمال وبعدين انتقل هذا الموظف في البوسطة بمراته السيد فهيمة وابنه الصغير جمال كان فيه أطفال تانيين جايين لأنه بسم الله ما شاء الله الرجل كان نشيط جداً لأنه من السيدة فهيمة بقى عنده أربع أولاد ومن زوجة ثانية لأنه كرر نفس اللي عمله أبوه بس بطريقة مختلفة يمكن أي أن مراته راح انتقل في الخطاطبة وقعد في الخطاطبة في مركز البوسطة هناك في الخطاطبة وتعرف على عيال زي ما أي موظف في البوسطة عرف الجيار بيك.. مبارك الجيار بيه العمدة وعرف مش عارف من قاضي محلي وعرف إلى آخرة يعني المجتمع اللي ينشأ في مدينة أو قرية بندر على الخطاطبة هي منطقة على حافة الصحراء في الدلتا شمال الجيزة شمال غرب الجيزة وهي منطقة تختلط فيها الصحراء بخضرة الحقول وفي هذه البيئة جمال عبد الناصر راح وهو طفل مع والده ووالدته والده اللي كان رئيس مكتب البوسطة وقتها بقى هو مدير مكتب البوسطة ويأخذ 12 جنية.

    عبد الناصر متمرداً وحالماً
    "
    جمال عبد الناصر رجل رأى الفقر لكنه لم يهرب من الفقر شخصياً بل قرر أن يقاوم الفقر بالنسبة لأمة بحالها أو بالنسبة لشعب وبالتالي لم يخف عن أحد حاجة، قال وتصرف باعتباره رجل يمثل مصالح الفقراء
    "محمد حسنين هيكل: وفي هذا الجو ده جو ما حدش يقدر يقول يقدر يقول إنه مستور لكن ما حدش يقدر يقول لا إنه غني ولا إحساس بالحدود موجود وموجود وقاطع وأظنه هنا كان باين لأنه الرجل عنده أولاد كثير مرتبه محدود طبعاً مستور لأنه عايش في الخطاطبة لكن الرجل يحاول على قد ما يقدر لكن ابنه هذا الصبي الصغير اللي اسمه جمال منطلق في الصحراء في الصحراء القريبة ومنطلق في الحقول القريبة لما جاء دوره يدخل مدرسة المدرسة الموجودة مدرسة أولية ووقتها نفتكر إحنا التعليم نفتكر إن جمال عبد الناصر وُلد سنة 1918 في ذلك الوقت نادراً جدا لما كان قرية صغيرة زي الخطاطبة في ذلك الوقت فيها مدرسة حتى ابتدائي يعني وبالتالي فإن جمال عبد الناصر هذا الولد الصبي دخل إلى كُتّاب وبدأ يحفظ في القرآن وبدأ يتعلم الأبجدية لكن هذا ليس تعليماً خصوصاً بالنسبة لأب هو موظف عرف الوظيفة وهو حلمه إنه ابنه كمان يبقى موظف والطريقة الوحيدة للوظيفة في ذلك الوقت هي التعليم الأب لقى إنه الخطاطبة لن تعطي لأبه ما يكفيه من التعليم فقرر أن يرسله إلى أخ له موجود في الإسكندرية يلتحق بمدرسة رأس التين قريبة من أهل من عائلة حماد فالصبي راح إلى كنف عائلة حماد وبدأ يلتحق بمدرسة رأس التين، لكنه الولد بعيد عن أبوه بعيد عن أمه.. أمه بعيده دخل في المدرسة وعلى أي حال بدأ يجتاز مراحل الدراسة الابتدائية لكن وهو في وسط المدرسة الابتدائية راح مرة الخطاطبة وهو في إسكندرية يبعث لأمة يبعث لوالدته للسيدة فهيمة يبعث لها خطابات وهي تكتب له كلمتين ثلاثة في خطاب يروح له من أبوه طبعاً سهل البوسطة سهلة هنا وبالتالي الولد يا دوب يفك الخط فيكتب لها كلمتين أو ثلاثة إنه يشتاق لها وكذا لكن في واقع الأمر إن علاقته بها كانت حميمة جداً علاقته بأمه وأنا أعتقد إنها أثرت فيه جداً وهي مع العالم إنها ماتت وهو في سن الثامنة لكن في سن الثامنة كان يملك من الوعي ويملك من طلب الحنان خصوصاً وقد ابتعد عنها عن أمه وابتعد عن أسرته فكان أنا كنت أحس إنه لما يتكلم عن أمه حتى وهو كبير وهو رئيس جمهورية فيه ظل يفوت في عينه وبعدين جاءت له صدمة عمره وأنا بأعتقد إنها صدمة أثرت جداً في حياته لأنه رجع مرة الخطاطبة وبعد غياب سنة ما كانش شايف أمه فيها لكن رجع ملهوف على أمه دخل البيت لم يجد أمة ولكنه وجد سيدة أخرى لأنه والدته كانت توفت بعد ما ولد ابنها الأخير عز العرب بحوالي بأقل من أسبوع وجمال عبد الناصر الطفل جمال أخفي عنه الخبر وبالتالي لم يعرف لكن لما راح لقى سيدة ثانية هي السيدة عنايات الصحن أبوه كان ظهر اكتشف فيما بعد إن أبوه كان جاء إسكندرية وهو موجود في إسكندرية من غير ما يشوفه وخطب هذه السيدة وهي برضه من عائلة متواضعة مناسبة له لكنها يعني أنا يعني بالنسبة لجمال عبد الناصر كانت صدمة لما أبص لأنه وجد سيدة أخرى تحل محل أمه ووجدها في البيت وأظن إنه حس بنوع من.. بقي معه وقت طويل قوي لأنه ما كانش قادر يتصور حاجتين الحاجة الأولانية غياب أمه ثم إخفاء الخبر عنه وتركه يعتقد طول الوقت إن أمه تنتظره ويكتب لها جوابات مرات وما يعرفش بتوصل لفين لكن سأقفز على المراحل سريعاً الولد رجع إسكندرية وهو بشكل أو آخر مصدوم وبعدين مش قادر يقعد ما عائلة أمه فأبوه قرر يبعثه في القاهرة مع أخوه خليل وخليل كان موظف وكان موظف مرة اعتقل في ثورة سنة 1919 كانت مظاهرة لكنه موظف صغير من الناس اللي يقودوا المظاهرة يبقوا موجودين في المظاهرات الموظفين يعني ونقدر نعرف مَن هم يعني من هم نوع الناس فيه ناس يرتبوا مظاهرات ناس يقودوا مظاهرات وفيه ناس يمشوا في مظاهرات ويعني فحصل إنه ده جاء القاهرة الولد جاء في بيت عمه في القاهرة في الجمالية وأنا بأعتقد إن فترة وجودة في الجمالية في هذا الحي بكل ما فيه ملتحقاً بمدرسة النحاسين الابتدائية في وسط شارع في وسط الحي وهو معرض إنه قريب من الأزهر قريب من سيدنا الحسين وهذا مناخ عارفه لأني عشته كمان يحكي لي هو فيما بعد حتى من غير صحافيين إنه كان يروح مثلاً رواق الأظهر ويقف يعني ويقف قدام الأثر قدام أ قلاوون مثلاً قدام مستشفى قلاوون مصحة قلاوون اللي بناها السلطان قلاوون ويقف يتأملها يتأمل الوكالات يشعر بشكل أو آخر إنه فيه حاجة حواليه في عبق حوالي هو لا يستطيع أن يدركه من بيت القاضي يشوف خان الخليلي يشوف الناس اللي يشتغلوا نحاسيين اللي يطرقوا المواد المطروقة ويشوف أحوال يعيش حياة أوسع قوي مما شافه سواء في الخطاطبة أو في الإسكندرية وبعدين العم ما يقدرش العائلة اللي كانت عائلة حماد اللي أخذت هذا الولد في مرحلة الدراسة الابتدائية بدأت تساعد بدأت تحس إن ابنها أبوه بدأ يخلف ناس كثيرة قوي بدأ يخلف شباب كثير قوي بسم الله ما شاء الله عمل سبعة من الست سيدة عنايات وعنده قبل أربعة فالعدد كبير قوي فالناس بدؤوا يحسوا بدؤوا يساعدوا بخمسة جنيهات في الشهر للولد وأخواته بعض أخواته بدؤوا يلحقوه عند عمه وبدؤوا بدأ تبقى فيه حياة ممكن قوي نتصورها لكن هذا الولد بدأ المتمرد يطلع فيه نمرة واحد بعده عن أمه نمرة اثنين وفاة أمه نمرة ثلاثة زواج أبوه من أحد غير أمه أربعة إن فيه أولاد آخرين كثيرين قوي إنه أبوه مش قادر يصرف عليه بالقدر الكافي هنا بقى فيه رجل من الحاجات الهائلة في جمال عبد الناصر في اعتقادي إنه هذا رجل رأى الفقر لكنه لم يفعل مثل غيره يهرب من الفقر شخصياً هذا الرجل يقرر أن يقاوم الفقر بالنسبة لأمة بحالها أو بالنسبة لشعب وبالتالي لم يخف عن أحد حاجة قال وتصرف باعتباره رجل يمثل مصالح الفقراء كان ممكن قوي وهو بعدين بقى رئيس جمهورية إنه يعني يعطي نفسه الغنى اللي هو عايزه زي ما شوفنا في العالم الثالث ناس كثير قوي كل اللي عملوه عملوا بقوا حكام وانتقلوا من الفقر إلى الغنى والسلطة كانت هي المركبة المناسبة لهذا وخلص الموضوع لكن هذا رجل بدأ يشوف الناس وبدأ يحس بالتزامه وبدأ يحس بوجوده وبدأ يحس بارتباطه باتصاله إلى آخره وبالتالي بدأت تتكون عنده قضية المتمرد الرجل الرافض للأمر الواقع من غير ما يتحدث هنا على خلاف الجنرال الكولونيل هنا على خلاف الجنرال كان وليد وكان مختار من قبل الطبقة الغنية من قبل أصحاب المصالح لكي يقود أميركا إلى مواجهة من غير حرب بدون نار وينتصر فيها لكن اختياره جاء من قبل أصحاب المصالح هنا الرجل لم يكن ما هواش يمثل أصحاب المصالح هو يمثل مَن عاش في وسطهم ويشعر بنفس المشاعر لكنه هنا اللي كنت أقول عليه إن فيه حد همته تتجاوز همومه لكنه في هذه المرحلة لم تكن القضايا ظاهرة لكن هنا كان فيه المتمرد هذا المتمرد لقى نفسه لقى ماشي يوم من الأيام شاف مظاهرة انضم للمظاهرة كانت مظاهرة لمصر فتاة وقبض عليها فيها وكان في الإسكندرية قبض عليه فيها وراح جده طلعه بكفالة 2 جنيه وبعدين بدء ظهر بعدين بمظاهرة كانت لمصر فتاة حزب مصر فتاة اللي يرأسه أستاذ أحمد حسين في ذلك الوقت واللي من أقطابه الأستاذ فتحي رضوان أيضا في ذلك الوقت وبعدين هذا الطفل لما جاء هذا الصبي اللي كبر وكذا جاء القاهرة وهو في القاهرة بدا يدور على حاجة يدور أولا عمال يقرأ من غير حدود اللي متاح له من أول روايات الجيب لغاية أي جرنال تقع في يده إلى آخره كل حاجة كل المجلات المصورة كل اللي كان متاح كان يروح يقرؤه وهو حكى لي إنه كان مرات يوم الجمعة اللي فاضي فيه هو يروح يدفع بائع جرائد خمسة مليم عشان يسيبوا يقرأ كل الموجود عنده على الفرشة اللي هو حاطط عليها جرائده وكتبه، دخل مع مصر فتاة بدأ يشغلوه ده انضم للحزب دخل الحزب دخل حزب مصر فتاة وهو عمره مثلا 16 سنة ولا حاجة بس في هذه الفترة كان بدء يدرس كان خلص ابتدائي ودخل مدرسة التوفيق القبطية يدرس فيها يكمل فيها المرحلة الثانوية لأنه كان تعطي امتيازات حتى المسلمين اللي محتاجين والحقيقة أنه هنا يمكن جمال عبد الناصر عرف فيه حاجة وهو ساكن مع عمه في الجمالية أو في السكة الجديدة وفي السكة الجديدة كان قريب جدا من حارة اليهود شاف اليهود وبعدين وهو موجود في مدرسة التوفيق القبطية شاف كيف أن مدرسة قبطية أصبغت عليه أعطته فرصة تعليم هنا فيه حد مش بس عاش حياة الطبقية للشعب المصري لكن شاف الألوان الثقافية والحضارية اللي موجودة في التركيبة المصرية في ذلك الوقت وهو معرض لها وقلبه مفتوح ويحاول يقرأ وبالتالي أنا أمام حد يتكون فيه متمرد يتكون ويأخذ طابع يستحق الاهتمام وبعدين ألاقي الشاب ده داخل في مظاهرات يرتب حاجات لمصر فتاة يشيلوه الـ هو قال لي كان يشيلوه بروفات صناديق الحروف اللي يرصوا منها قد كد تنقل من مقر الجريدة إلى مقر المطبعة عشان التصحيح وكان يشيلها ويمشي بها حتى أنا فاكر حادثة من أغرب الحوادث مرة إن أستاذ أحمد حسين رئيس حزب مصر فتاة يقول لي مرة إيه؟ يشتكي من جمال عبد الناصر وهو رئيس لأن جمال عبد الناصر حل الأحزاب فأستاذ أحمد حسين أقول له إيه؟ يا أخي يا رجل ده رجل دخل السياسة عن طريق مصر فتاة فأحمد حسين بطريقته ظريفة كده قال يا فرحتي يا أخي أنا أدخلته السياسة دخل السياسة عن طريق مصر الفتاة وهو خرجني منها في هذه الفترة جمال عبد الناصر كان هذا الشاب عمال يدرس ويقرأ واهتم يقرأ أدب واهتم يقرأ شعر واهتم يقرأ قصص وغريبة جدا أنه أخذ دور في تمثيلية في مدرسة التوفيق القبطية كان يمثلوا رواية يوليوس قيصر كان ترجمة أظن خليل مطران وإذا بهم إزاي اختاروا جمال عبد الناصر يعمل دور قيصر لأنه مش لسبب حاجة لأنه المدرس اللي كان مشرف على الفرقة المسرحية شاف أنه شاب طويل أطول من عمره وعريض بسم ما شاء الله فقال إن ده مهابة ينفع يعمل دور قيصر وعمل جمال عبد الناصر دور قيصر لما أنا عرفت الحكاية دي ما أخذتش بالي وقتها كفاية لكن بعدين بأثر رجعي يعني قلت والله يظهر إنه اللي أعطى له الدور يوليوس قيصر كان يقرأ التاريخ يقرأ المستقبل لأنه فيه حاجة غريبة قوي في جمال عبد الناصر ويوليوس قيصر بروتس كان من أقرب أصدقاؤه ووجه له طعنة وجمال عبد الناصر واحد من أقرب أصدقاؤه سنة 1967 وجه له طعنة يمكن ما كانش قاصد وبعدين أنتوني اللي هو كان خليفته اللي بعد كده بقى خليفته كان تلميذه رثاه بطريقة غريبة جدا وحتى بقى معروفة مارك أنتوني كيف رثى يوليوس قيصر بقت معروفة جدا في تاريخ الأدب لأنه كان أغرب رثاء ظاهره الرحمة وباطنه العذاب فخليفة يوليوس قيصر المصري أيضا بعد رحيله بدأ يتكلم عنه بعدين طول ما أنا كنت موجود جنب الرئيس السادات لم يهاجم جمال عبد الناصر بكلمة حقيقة يعني لكنه بعدها انفتحت السبل إلى ناس آخرين فإذا بي في دور مارك أنتوني الرئيس السادات يمثله بمعنى أنه يتكلم على ولكن مرثية مارك أنتوني كانت شهيرة قوي في تاريخ الأدب لأنه مدح في يوليوس قيصر لكن كل شوية يفوت حاجة كده فإحنا شفنا الرئيس السادات بعدين يتكلم على جمال عبد الناصر وهذا حقه يعني طبعا ويقول ما يشاء وبعدين ما ينساش الله يرحمه ويعني معلم كان كذا والريس كان كذا لكن أظن اللي أعطى لجمال عبد الناصر دور يوليوس قيصر كان أظن يعني كان عنده رؤية نافذة في التاريخ على أي حال الشاب هنا خلص ابتدائي وبعدين بدأ هو ميله يروح للحقوق وذهب كل الورق ده موجود عندي كل الورق ده وأنا سأسيبه هنا كله ورق التحاقه بكلية الحقوق ورق دراساته ورق لأنه حتى رواية في ذلك الوقت ألفها في اهتمامه بالأدب كتب رواية اسمها في سبيل الحرية وهي كانت عن حملة فريزر لأنه هذا الشاب اللي بدأ يتحول في هذه المرحلة بدء ينضج من مجرد متمرد إلى مشروع حالم أو إلى حالم بدأ يبص في التاريخ المصري وبدأ يقرأ وبدأ يكتب حاجة اسمها في سبيل الحرية وركز فيها الغريب هو كان يقرأ روايات الجيب كثير قوي طبعا خصوصا الحاجات التاريخية وعايز أقول إن روايات الجيب لعبت دور في هذا الجيل لأنه كان من أحسن المترجمين يترجموا فيها كان يترجم أستاذ المازني كان يترجم أستاذ أدهم.. علي أدهم وفيه ناس مترجمين هائلين عملوا وكانت الرواية كانت بتباع بقرش صاغ واحد وبالتالي كان في متناول ناس كثير قوي وكانت تترجم بتركيز على روايات تاريخية وقتها الشباب في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية شباب كله متشوق يعرف حاجة عن التاريخ وخصوصا تاريخ الثورة الفرنسية خصوصا أن جزء كبير جدا من أدبائنا من أول لطفي السيد طه حسين توفيق الحكيم كل الناس اهتموا جدا من الثورة الفرنسية وتاريخ الثورة الفرنسية والآداب الفرنسية فكانت موجودة متاحة.

    عبد الناصر من الاكتمال إلى الثورة


    محمد حسنين هيكل: فجمال عبد الناصر فيما أظن في محاولته يكتب رواية اختار يكتب على فترة تاريخية هي حملة فريزر حملة جنرال فريزر اللي جاء بعد خروج نابليون وحاول من مصر يعني وحاول يحتل بحملة على رشيد عملية إنزال على رشيد حاول يحتل مصر فجمال عبد الناصر اختار هذه الفترة يكتب عليها رواية لكن يبدو أنه كان مبهور بدور أنا لمحته في خلال الرواية بدور في حملات محمد علي على الشام وفي وقت إبراهيم باشا كان فيه ضابط مخابرات غامض ينزل ينقذ اللي خائفين واللي مش عارف الدروز اللي مش عارف عاملين إيه والمسيحيين اللي كانوا خائفين قلقين من إبراهيم باشا مع أنه وحرس إبراهيم باشا أعطى حماية هائلة للناس في الشام كلها لكن على أي حال بقى في القصص في الأساطير القصصية الكثير قوي في الأدب كثير قوي دور رجل سموه صاحب القبعة الحمراء حاجة كده وهذا الرجل عمل أدوار غامضة كتير قوي وداخلة كثير قوي فجمال عبد الناصر بشكل ما تدور حول شخصية رجل لكن هو كان مهتم بفترة حملة فريزر لدرجة أنه في يوم من الأيام في لندن لقيت كتاب التقرير الأصلي لحملة فريزر يباع في مزاد واشتريته لكنه على بال ما جئت بعدها جئت مع الأسف الشديد جمال عبد الناصر رحل وبقي الكتاب عندي مع أن كنت عاوز أهديه له لأنه هذه مرحلة هو كان مهتم بها، على أي حال كتاب في سبيل الحرية قصة سبيل الحرية بعدها الحاجة أنا أعتقد نشرتها في آخر ساعة وقتها وعملنا عليها مسابقة أن الناس يكملوها وبالفعل ناس كتير قوي كملوها وكان فيها لها جوائز لكن هنا أنا أمام رجل متمرد بسبب ظروف عائلية بدأ يبقى حالم بسبب الوحدة والانطواء والكبرياء والقراءة والإطلاع والاحتكاك بمشاكل الناس إلى آخره وبعدين ألاقي الشاب ده عاوز يروح كلية الحقوق يذهب ويقدم أوراقه لكلية الحقوق ويلتحق بها فعلا ويقعد ثلاثة أشهر لكن مش قادر يدفع المصاريف وقتها الدراسة بمصاريف فمش قادر يدفع المصاريف وهنا أنا أظن جاءت له صدمة ثانية لأنه عرف أنه السيدة عنايات والدة الحاج حسين زوجة والده قالت لأبوه إن ما فيش فلوس نصرف على حد يروح يدرس حقوق والست أنا محقة أنا مستعد أفهمها عندها سبع أولاد أو في الطريق إلى سبع أولاد وقتها كان عندها ثلاثة أو أربعة سيجيء ابنه من زوجة من ثانية يدخل كلية الحقوق وسيأخذ مصاريف وحكاية يعني فقالت له اقترحت عليه أنه يشتغل بالبكالوريا كويس قوي كده في ناس كثير قوي بيتشغلوا بالبكالوريا يطلع يشتغل بالبكالوريا فما فيش داعي يروح الحقوق فما قدرش يدفع المصاريف وهنا أظنه فعل حاجة متكررة في التاريخ المصري وهو أنه شباب عندهم تطلعات وعندهم آمال وبعدين ما يلاقوش وسيلة أنهم يكملوا تعليم طبيعي فيروح الكلية الحربية لأن الكلية الحربية تكفل له مكان يقيم فيه تكفل له دراسة يعملها والمصاريف قليلة في ذلك الوقت فيروح جمال عبد الناصر هذا الشاب يلتحق بالكلية الحربية ويخش الكلية الحربية لأنه وعلى غير هواه ما هو ما كانش عاوز ده بالضبط لكنه يدخل الكلية الحربية وقد اعتزم يعني عاوز يدرس وعاوز يتخرج وأظنه هنا في هذه اللحظة كان موجود فترة الدراسة كان رجل مكب أنا لما أشوف استعاراته من الكتب في هذه الفترة وأشوف ماذا قرأ وكيف قرأ اللي عمل الحكاية دي كلها كاتب من الناس اللي كتبوا عليه اسمه فوجيه وأنا أشرت لهذا الموضوع كمية الكتب اللي قرأها جمال عبد الناصر في هذه الفترة أنا بأعتقد أنها تهيئ لرجل لديه إطلاع لأنه بالكثير قوي أكتر كثير قوي مما يحتاجه كمية الأوراق الدراسية الطريقة اللي يدرس بها أنا جايب أنا مش عاوز حد يزعل لكن أنا عندي جمال عبد الناصر كاتب يحب يكتب كثير قوي وأنا أظن أن مجموعتي فيها حوالي 11.000 ورقة بخطه على طول عمره وأنا أظن أن هذه أوراق لها أنا عندي صور من هذه الأوراق ما عنديش أوراق أصلية لأن لم أسمح لنفسي اعتبرت أن الأوراق ملك الدولة وملك لكنه اعتبرت من حقي باستمرار يبقى عندي صورة من كل ورقة تفوت أمامي وبالتالي أنا محتفظ بصوري فأنا هذه الكتب الـ 11.000 ورقة هذه الـ 11.000 اللي كتبها جمال عبد الناصر أنا أظن أنها في طريقها أو ستستقر في بعض الجهات الرسمية إذا كان حد يحب يطلع عليه لأن أنا أظن أن هذا موضوع ينبغي أن يحفظ، على أي حال هذا الشاب يدرس في الكلية الحربية وبعدين بتخرج ضابط وبعدين حظه يطلع أو يخش الكلية الحربية ثم يتخرج يخش الكلية الحربية في وقت حكومة الوفد الحقيقة لأن حكومة الوفد سنة 1936 بعد معاهدة 1936 خلت الكلية الحربية متاحة لأبناء الفقراء لأن فيه حاجة فظيعة جدا تحصل ومع الأسف الشديد رجعنا نعملها أن الكلية الحربية وكلية البوليس يفرز عليها طبقيا وأنا أظن أن هذا من الأسباب المهينة للشعب المصري أنه شاب عاوز يلتحق بالجيش أو يلتحق بالبوليس فيتقال له تعالى قل لنا أنت أصلك إيه وأبوك يشتغل إيه يعني وبعدين إذا كان تحت حد معين أنا أعرف حالات وشوفتها ناس لجؤوا لي كثير جدا في هذا الموضوع وشفت حاجات مخزية للإدارة المصرية ولفكرة المواطنة حتى لكنه على أي حال وقتها يحسب لحكومة الوفد في ذلك الوقت إنها فتحت باب الكلية الحربية لأبناء الطبقة الفقيرة فدخل ناس زي أنور السادات وجمال عبد الناصر وحتى بعض أبناء الريف كل دول ما كانوش يدخلوا إطلاقا الكلية الحربية لو ما كانش حصل اللي حصل لكن أروح ألاقي جمال عبد الناصر دخل الكلية الحربية ألاقيه خرج وألاقيه هنا في مسألة مهمة قوي ألاقيه اختار مواقع الخدمة اللي ما حدش يروحها ثاني اختار يروح الصعيد ليه؟ لأن المرتب هناك زيادة ولأنه هنا يحس إنه ملزم بأن يساعد والده وألاقي الجوابات اللي من والده هنا الجوابات الأسرية هنا والدي العزيز مثلا أقبل أياديك وأرسل كذا ولدي العزيز جمال أفندي الألقاب لم ترفع لأنه الألقاب جديدة ولأنه الأب فرحان إنه عنده مبسوط على أي حال إنه عنده ابن ضابط ولم ترفع الألقاب والدي العزيز أقبل أياديك في كل جواباته وولدي العزيز جمال أفندي والجوابات كلها سلسلة الجوابات طويلة ومليانة حاجات قوي مليانة الظروف اللي ممكن تعيش فيها عائلة من هذا المستوى الابن يساعد الأب الابن يسأل الأب عن حاجة ثانية الابن يتكفل أيضا ببعض مصاريف الأخوة الكثر اللي جايين فهنا ألاقي فيه بداية إنسان وخذاه شؤون الحياة شوية وبعدين جاء هذا الشاب بدأ يتجوز بدأ يدور عن شريكة حياته وحقيقة وفق في السيدة تحية وأنا دائما أقول حاجة غريبة قوي إنه جمال عبد الناصر تقريبا حياته فيها ثلاث ستات يدوروا ثلاث سيدات فيه ظل امرأة حس بها هو يوم ثم حرم منها وهي والدته وفيه شبح امرأة كانت موجودة في الخلفية تؤثر وهي السيدة عنايات الصحن اللي هي زوجة والده وهو كان يشعر بتأثيرها وأنا مستعد أقول في حاجات كثير قوي في تصرفات كثير قوي بأمانة إنه هذه السيدة كانت معذورة لأنه عندها أولادها كمان فيه مشكلة هنا وبعدين جاءت السيدة تحية وهي كانت من عائلة أكثر يسر تنتمي للطبقة المتوسطة أبوها السيد محمد كاظم كان تاجر من أصل إيراني يتاجر مع شبه الجزيرة الهندية يجيب توابل ومحاصيل وأقمشة وحاجات كده وهي عائلة مستورة عندها دخل بشكل أو آخر لأنه أبوها لما مات أخوها الكبير مصطفى تولى أخذ كل حاجة زي ما يحصل في العائلات في ذلك الوقت عائلات الطبقة المتوسطة الصغرى الأخ الأكبر يتولى شؤون الأب ويدي لبقية الورثة هو ما يقدره وتحية هانم أظن كانت تأخذ من أخوها كل شهر حاجة حوالي 15 جنيه لما آتي أبص كيف عاش جمال عبد الناصر في هذه الفترة الغريبة قوي إنه كان يكتب حسابات وحسابات رجل ما عندوش هو رجل عرف يعني إيه حياة صعبة وعرف إنه عنده مرتب لا يتجاوزه هيعمل فيه إيه يعني وفيه جزء منه أيضا مخصص لمساعدة العائلية ألاقي حسابات وأنا بأشوف في حسابات بيته وألاقي خط جمال عبد الناصر كاتب إيه مثلا؟ شهر أغسطس سنة 1942 ده وهو متزوج بقى المهية 15 جنيه وبعدين كاتب حساباته بما فيها شراء ملوخية وشراء خضار وشراء سلطة وبعدين أعطى لعمه اللي هو كان عايش معه أعطى له ثلاثة جنيهات في الشهر ده وبعدين اشترى قلم وبعدين النجار كان عاوز يعمل شماعة في بيته فكتب حساب النجار.. النجار أخذ جنيه البوفيه واخذ منه كم إلى آخره ألاقي حسابات رجل ماسك حسابات وعامل دفتر توفير في البوسطة وألاقي في مرحلة من المراحل السيدة تحية تساعد تحط تقريبا حوالي خمسة جنيهات.. عشرة جنيهات في البيت وهي.. لكن ألاقي رجل يشتري بدلة باثنين جنيه دي مسألة مهمة قوي ويشتري مثلا حذاء مش عارف بمائة وعشرين قرش ويعطي تحية أول الشهر مش عارف يعطيها جزء كبير من الماهية وهكذا لكنه رجل يعني أنا ألاقي إنه دي هذه الحسابات اللي كاتبها هذا الرجل اللي كان واحد في عصر عمالقة ورجل من الناس اللي غيروا تاريخ المنطقة على وجه اليقين ورجل أنا مش عاوز أتكلم عليه دلوقتي بأي حاجة لكن هذا رجل ترك أثر.. أثر فادح في تاريخ أمته لكنه هنا ألاقي الإنسان أكثر من أي حاجة ثانية، الفترة دي كانت فيها فترة الضابط التحق بكلية أركان حرب وأنا أعتقد إن التحاقه بكلية أركان حرب كانت مهمة قوي من حيث حاجة غريبة قوي أولا خدمته انتقل من الصعيد من منقباد معسكر منقباد معه في منقباد كان معه عبد الحكيم عامر كان فيه معه في منقباد زكريا محيى الدين كان معه لفترة في منقباد أنور السادات ودي الفترة اللي أنور السادات كتب فيها كان يعني يعرفه وشافه وتكلموا في تنظيم الضباط الأحرار ولو إنه في هذه الفترة ما كانش فيه حاجة اسمها تنظيم الضباط الأحرار أبدا ولا حاجة أبدا كان فيه أسى عند بعض الناس أنا ألاقي جواب من جمال الناصر لواحد من أصدقائه اسمه الأستاذ حسن نشار بعد كده بقى أستاذ في الجامعة يكلمه جمال عبد الناصر على فاجعته لما عرف بحادث 4 فبراير وكيف إنه هذا البلد استبيح وكيف إنه هذا البلد أهين وكيف إنه هذا البلد ممثَّل في الملك فاروق في العرش ومرِّغ في التراب ورجل وأين الشعب وأين الناس وأين الجيش فيه رجل يصرخ في شاب مشاعره الوطنية تستيقظ على الشأن العام وهو ضابط وتصادف إنه جمال عبد الناصر في الوقت اللي عرف فيه في 4 فبراير كان موجود في العلمين ومعركة العلمين كانت على وشك تبدأ لكن وقتها بعض ضباط الجيش أرسلوا إلى بعض الخدمات الدفاعية فبقيت أنا شايف من الأوراق صورة هذا الضابط يكتب عن اللي آساه 4 فبراير وهو موجود يخدم دفاع القوات البريطانية في الخطوط الخلفية فهنا فيه حاجة تتولد جواه وبعدين ألاقي الشاب ده راح رفح خلص من هنا وقال عاوز يروح برضه ملحوظة مهمة قوي إنه قابل للخدمة في أماكن بعيدة رغم ما يكلفه ذلك من عناء لكنه قابل وأظن إنه موجودة في الكلام كثير قوي لأنه هو يقول لوالده بيقول له معلش أنا رايح العريش أو رايح رفح لأنه هناك المرتب فيه ضعف لأنه هنا رجل عاوز يشيل تكاليف أسرته وعاوز أيضا يساعد يشيل أسرته المباشرة وعاوز أيضا يساعد أهله وهو بعض المرات يبقى ضيق الصدر بهم قوي وفيه بعض جوابات ساعات فيه جواب منهم هو مجروح جدا من عمه بالرغم إنه كان يحب هذا العم عم خليل ده لكنه هو مجروح منه لأنه عمه خليل قال جمال عبد الناصر تأخر في إرسال خمسة جنيهات له في شهر من الشهور وتصادف إنه في هذا الشهر الأخوة اللي كانوا قاعدين عند العم خليل كانوا مشوا فإذا بعم خليل ده يقول إنه آه طبعا جمال ما بعتش الفلوس المرة دي لأنه أخواته مش هنا مشوا من عندي فإذا بجمال عبد الناصر يكتب جواب فيه جرح إنه كيف يتصور هذا وبعدين ضيق الصدر وهنا أنا مستعد أفهمه مستعد أفهم حد فيه مرات فيه أشياء تعمل ألم داخلي وتعمل مع الألم عند بعض الناس تعمل انكسار لكن عند بعض الناس تعمل كبرياء ويمكن ده اللي وصفه شوقي مرة وهو يتكلم على بتهوفن لما قال تفرد بالألم العبقري وأنبغ ما في الحياة الألم، هنا كان في رجل ينضج إلى ثائر نفعه زي ما قلت في كلية أركان حرب إنه راح فلسطين.. راح فلسطين كان في رفح لكن كان يعمل رسالته لكلية أركان حرب التخرج على الدفاع عن مصر على أساس خطة الجنرال ألمبي القائد البريطاني الشهير في الحرب العالمية الأولى اللي كان يدافع عن مصر أمام الأتراك واللي عمل دراسة كبيرة قوي على خطط الدفاع عن مصر وبعدين جمال عبد الناصر على أي حال يخلص كلية أركان حرب دارس قارئ إلى آخره راح فلسطين.. فلسطين كانت بالنسبة له رؤية بالنسبة لموقع مصر خصوصا لما ترتبط بالدفاع عن.. برؤى للعالم العربي خصوصا لما ترتبط برؤى الدفاع عن مصر، في فلسطين أعتقد فلسطين أضافت لجمال عبد الناصر الاتصال بين رؤى العالم العربي وبين ضرورات الأمن المصري وهنا أنا ألاقي فيه مشروع ثائر يتشكل لكن مشروع ثائر اللي جوه أكثر من اللي ظاهر منه تفاعلاته الداخلية بالكبرياء بالعزلة بالوحدة بمعاناة ما عاناه أكثر قوي مما يبدو على السطح يبدو كتوم يبدو ألوف يبدو بعيد يبدو مستغرق في اللي يعمله أكثر من اللازم حتى لما قام حصل انقلاب 23 يوليو وهو جاء موجود بقى معروف إنه هو الرجل القوي كان باستمرار هذا الرجل القوي ما قدرش يحل محل نجيب حتى لما أزيح محمد نجيب لأنه ببساطة ما كانش فيه حاجة عليه فيه حاجة بداخله أكثر مما هو يبدو في خارجه وأنا أعتقد إنه هذا الرجل تولى مسؤولية النظام بعد ما مشي محمد نجيب أو بعد ما أزيح محمد نجيب وهذا التمهيد من الشاب المتمرد إلى الشاب الحالم إلى الشاب اللي عايش في هموم حياته لو للحظة من اللحظات إلى الشاب اللي كبر على هموم حياته وعمل شيء معين مع مجموعة أخرى من الضباط وقاد عنده قدرة يقود ناس أنا أتصور إنه حاجة غريبة جدا إنه حد يقدر يجمع سبعين ضابط ثم ده يتسرب عشان يعملوا حاجة حتى الاغتيالات في الفترة الأولى ثم لا يتسرب السر ويبقى محفوظ هنا أنا أمام رجل من اللي ممكن يقولوا عليه في الإنجليزي (a Good Leader Men) رجل مهيأ لأن يقود رجال لكنه مش مفتوح وهذه مشكلة أنا أعتقد إن هذا الرجل انفتح مرحلة لاحقة.. مرحلة لاحقة عندما اتصل بالجماهير عندما أصبح له مشروع عندما اتصل بالناس هو بنفسه قال لي إيه؟ في مرة قال لي مرة إيه؟ قال لي إنه كان دائما يحس بحاجة جواه وإنه لغاية ما يوم من الأيام كان موجود في الإسكندرية بس كان 1956 في فترة السويس وفي إسكندرية كان عنده استقبال شعبي في هذه الفترة مذهل وأحس بالناس وبدأ يحس إنه في مشاعره جواه في حاجة ثانية في مشاعره وبعدين التفت شاف بلكونة شاف مين في البلكونة؟ شاف السيدة عنايات الصحن زوجة والده وهي كانت الشبح في حياته بصرف النظر عن أي حاجة ثانية ولقاها منهمكة على الناس تصفق يقول لي هو إنه بص للبلكونة ولمح السيدة عنايات وشافها تصفق بحماسة وساعتها حس إن فيه حاجة كبيرة قوي تنزل تغسل جواه في قلبه أشياء كثيرة جدا وأعتقد إنه في هذه الفترة بدأ الثائر كان يطل ينتظر فرصة لكي يظهر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 8th January 2010, 11:18 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي تحديات بناء السد العالي

    أنا : كمال ناصر




    !For Medical Professionals Only

    تحديات بناء السد العالي
    محمد حسنين هيكل
    ....................................

    - تحديات بناء السد العالي
    - وقائع زيارة جمال عبد الناصر ليوغسلافيا
    - دور الولايات المتحدة في قضية السد العالي





    محمد حسنين هيكل: نحن هذه الليلة أمام لحظة في التاريخ العالمي المعاصر لها أهمية خاصة لأنها رجت العالم في واقع الأمر وأخذته إلى حافة خطرة جدا هي حافة الهاوية تقريبا ولوحت أمامه بظلال حرب نووية وأظن أن هذه الأيام العشرة أوجدت الأزمة.. أزمة السويس التي هي تعتبر بكل المقاييس وبشهادة كل المؤرخين أو المحللين السياسيين في العالم كله إنها أهم أزمة وقعت في فترة الحرب البادرة وكادت أن تقود العالم إلى حرب نووية، هذه الأزمة في الواقع دارت وقائعها بين ثلاث بلدان بدأت في مصر ثم انتقلت إلى يوغسلافيا ثم انتقلت من يوغسلافيا إلى واشنطن ثم عادت إلى القاهرة مرة أخرى في القاهرة وهذه هي المحطة الأولى في القاهرة جمال عبد الناصر انتخب رئيسا للجمهورية شكل وزارته الأولى وأدخل فيها مجموعة من الشباب الواعد الذي أعطى والذي قدم كثيرا ومنهم على سبيل المثال عزيز صدقي، سيد مرعي ومصطفى خليل وكان وأنا أسف أقول هذا كان مطلوب أن أدخل هذه الوزارة لأول مرة لكني عندما فاتحني فيها الرئيس عبد الناصر اعتذرت له لأنه هو كان من رأيه أنني وقد أصبحت أؤدي كل هذه الأدوار التي أؤديها فهناك حرج بشكل أو آخر أو تناقض بشكل أو آخر أنا أحضر الاجتماعات وأكتب كل الرسائل وأشارك في كل المناقشات لكني بلا صفة رسمية وهو رأيه إنه هذا يشكل تناقض وإنه قد يكون مناسبا فض هذا التناقض بأني أدخل معه في الوزارة وعندما اعتذرت أبدى دهشته جدا والغريبة جدا إنه السبب اللي خطر على باله في الأول هو إنه هل مرتبك في أخبار اليوم أكثر من مرتب الوزير وحقيقي هذا لم يكن دقيقا لكنه جمال عبد الناصر في ذلك الوقت كنا مأخوذ جدا بضرورة تنظيم الداخل المصري وهو يدرك عنده مشكلة السد العالي معلقة وهو يعلم إنه هو في انتظار رد فيها حاسم بعد أن أبلغ الدكتور أحمد حسين سفيرنا في واشنطن بأن يعود إلى جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأميركية وأن يبلغه بقبولنا للشروط وهو يعلم يقينا إنه عرض أميركا للمساعدة في السد العالي لم يعد قائما ومعلوماته موثقة وهو قادر باطمئنان على أن يأخذ هذا الرهان وفي نفس الوقت هو يفكر فيما في البدائل المختلفة في شأن السد العالي لكنه مطمئنا إلى أنه في نظام قام وفي ترتيب سياسي ودستوري وقانوني موجود في البلد وفي مجموعة من الشباب اللي دخلت مصطفي خليل على سبيل المثال بيعد لتحويل السكة الحديد كلها من الفحم إلى الديزل وهذا مشروع بالغ الأهمية عزيز صدقي مكلف بإعداد خطة تنمية صناعية خطة أولى تمهيدية للخطط القادمة وهي بداية أخذ من مجلس الإنتاج ما كان لدى مجلس الإنتاج وما نفذه أو خطط له مجلس الإنتاج ثم بدأ يضع خطة طموحة جدا للصناعة في بدايتها وسيد مرعي كان موجود في الإصلاح الزراعي وقد دخل الآن إلى الوزارة لكي يحدث بمقدار ما أنه في ممكن أن تكون ثورة بالسد العالي ثورة في الصناعة يمكن أن تحدث عملية تطوير كبيرة جدا للزراعة المصرية خصوصا إذا نفذ مشروع السد العالي وأضيفت إلى رقعة الأرض الزراعية مساحة توازي ربع ما كان فيها مع التصور أو مع إمكانية تصور أن هناك محصولات أخرى جديدة يمكن أن تدخل لكنه الجو في البلد مفعم بأمال كبيرة في هذه اللحظة هو أيضا مدعو إلى أول زيارة خارجية يقوم بها يواجه العالم الخارجي من قبل كان قد ذهب إلى وهو في الخدمة إلى السودان ذهب إلى السعودية مرة لكنه معرفته بالعالم الخارجي خصوصا شمال البحر الأبيض المتوسط لم تكن موجودة وفي تلك الفترة تيتو دعاه إلى زيارة يوغوسلافيا وقصد أن يكون هناك أيضا زعيم الهند جواهر لال نهرو وهو معهم طبعا كمضيف مهوشار تيتو وفي ظنه أن هناك يمكن أن يؤسس لعدم الانحياز لسياسة عدم الانحياز تدعيما بالتضامن الآسيوي الأفريقي الذي كان قد وقع في باندونغ في العام السابق فيبقي في حركة تحرر وطني أفريقي آسيوي تؤيدها وتساعدها وتمهد لها وتتحدث باسمها في العالم حركة عدم الانحياز يؤسس لها الثلاثة الكبار في ذلك وهم تيتو نهرو عبد الناصر وبالتالي بدأ الإعداد لذلك في يوغسلافيا وكانت هذه أول مرة جمال عبد الناصر يخرج إلى العالم شمال البحر الأبيض زي ما قلت وكان الوفد المصري في ذلك الوقت مشكلا من الرئيس جمال عبد الناصر نفسه السيد عبد اللطيف البغدادي السيد علي صبري دكتور محمود فوزي وزير الخارجية وأنا كان لي حظ وشرف أن أكون معهم وأظن أنه زيارة يوغسلافيا في ذلك الوقت كانت مفيدة جدا لفتح الأنظار إلى أشياء كثيرة قوي الهدف جمال عبد الناصر دعي قبل أن يذهب نهرو إلى يوغسلافيا دعي في زيارة خاصة ليوغسلافيا بمعنى أنه في زيارة ليوغسلافيا تأخذ خمسة أيام ثم يجتمع الثلاثة مع بعض في جزيرة بريوني في الأدرياتيك في الشمال الأدريتيك اللي هي نهاية تقريبا واقعة في نهاية اللي بيسموه الشاطئ الدلماشي وهذا كان مصيف أسرة الهباسبورجز في أيام الإمبراطورية النمساوية وهي منطقة بديعة الحقيقة يعني وتقرر أنه عبد الناصر هيعمل جولة في يوغسلافيا يقابل فيها الشعب اليوغسلافي ويتعرف فيها على يوغسلافيا ثم ينتهي في الزيارة إلى بريوني وهناك في بريوني ينضم إليه وإلى تيتو جواهر لال نهرو زعيم الهند ثم يجلس الثلاثة لثلاثة أيام مكثفة في بريوني زيارة يوغسلافيا الحقيقة أنا مليئة بالمفارقات.. بالمفارقات الإنسانية والمفارقات السياسية والتعرف على عالم جديد أظن أنه في هذه وأنا بأتكلم على جانب إنساني أظن أنه هذه كانت أول مرة جمال عبد الناصر يتعرض فيها للبرتوكول الدولي وحدثت فيها مشاكل ليست مهمة لكنها من الناحية الإنسانية عملت مواقف قد تكون بعضها قد يكون حرج وبعضها قد يكون طريف أنا فاكر على سبيل المثال أنه وإحنا في الطريق أول ما وصلنا هناك عبد الناصر نزل في ما يسمونه القصر الأبيض في بلغراد وبعدين أول حاجة كان بيعملها شاف تيتو طبعا في المطار تيتو كان في استقباله في المطار وبعدين راحوا على القصر الأبيض وهناك خرج تيتو وبعدين بقي مع جمال عبد الناصر كبير الأمناء في ذلك الوقت وكان كبير الأمناء في العصر الملكي وهو علي باشا رشيد وأنا.. أو علي باشا رشيد دخل لجمال عبد الناصر يديله برنامج الزيارة والتصرفات فيها وقواعد البروتوكول إلى آخره لأنه هناك في الليل حفل مهم جدا عبد الناصر يقابل فيه كل أركان الدولة اليوغسلافية في أول يوم من زيارته ليوغسلافيا فعلي باشا رشيد.. أنا طبعا ما كنتش موجود في هذا الاجتماع اللي علي باشا أخذ فيه كل الأوراق والرسوم بتاعت القاعة والناس هتقف فين وهتتصرف أزاي ويبدو أنه حدث مشهد بينه وبين جمال عبد الناصر جاء لي الرجل بعد ذلك في غرفتي وأنا كنت أيضا نازل في القصر الأبيض في إحدى غرف القصر الأبيض جاء لي غرفتي وقد فوجئت به هذا الرجل كبير الأمناء والخبير في البروتوكول إلى آخره الدموع في عينيه وأنا الوحيد اللي كنت بأقول له طبعا بأقول له يا باشا أو علي باشا وإلى آخره أنا بأعرفه من قبلها من زمان والباقيين كلهم بيقولوا يا سيد علي وسيد علي دي كانت مطلعة روحه لكن يوميها اللي حصل لقيت الرجل داخل عندي وبيقول لي أنا عايز أستقيل ليه قال أنه هو دخل للرئيس وبيحاول يقول له كيف سيتم التصرف في القاعة الكبرى في قصر الاحتفالات في المقر الجمهوري في يوغسلافيا في بلغراد وكان في القلعة القديمة لبلغراد فبيقول له هتخشوا من الباب الفلاني وهتدخلوا.. هتقابل أنت هتخش من باب في القاعة والرئيس تيتو من الناحية الثانية وسوف تتلقوا وتقفوا تحت نجفة كبيرة قوي في وسط القاعة وكل الناس هيفوتوا يسلموا وبتاع فجمال عبد الناصر بعفوية شديدة الحقيقة ومن غير ما يقصد لكن هو يعني قال له طب ليه نوقف تحت النجفة قال له لأنه هو ده المفروض في البروتوكول أنكم تقفوا تحت النجفة والناس كلهم يمشوا ويجيوا يسلموا عليكم جمال عبد الناصر يبدو لي ما كنش مقتنع بهذه القيود فقال له يا أخي طب ما تسيبنا نتحرك في القاعة كده وسط الناس ليه نوقف في هذا المكان فعلي باشا دون أن.. علي رشيد دون أن يتحسب قال له سيادة الرئيس هذه هي قواعد البروتوكول هو كان بيقول له فخامة الرئيس وجمال عبد الناصر جاء قال له حكاية فخامة دي أرجوك أعفيني منها فجمال عبد الناصر هو واقف علي باشا قدامه بيقول له لابد أنكم تقفوا تحت النجفة وهذا الترتيب اللي وصلت إليه مع رئيس البروتوكول مدير البروتوكول اليوغسلافي ونحن على اتفاق في هذا لأنه هذه هي القواعد جمال عبد الناصر بيضحك معه قال له طب النجفة اللي فوق دي ممكن تقع علينا ما تسيبنا نتحرك يا أخي فعلي باشا صمم على وجهة نظره أن هذا هو البروتوكول فجمال عبد الناصر قال له طيب خلاص فعلي باشا مش فاهم هل خلاص يعني تعني أنه جمال عبد الناصر متمسك برأيه أو أنه اقتنع فبيسأل بيقول له حاجة فجمال عبد الناصر قال له برضه بالعفوية قال له طيب خلاص.. خلاص خلفا در.. خلفا در دي بالنسبة لرجل من الطبقة القديمة علي باشا رشيد رئيس الأمناء كبير الأمناء إلى آخره بالنسبة لجمال عبد الناصر خلفا در تعني إنصراف بالتعبير العسكري لكن بالنسبة لعلي رشيد خرج الرجل من عند جمال عبد الناصر جاء إلى غرفتي وقال لي أستاذ هيكل أنا لم أعد أستطيع البقاء خلفا در قلت يا باشا طب استنى بس الموضوع لازم تحط في اعتبارك كذا وكذا قال لي أنا بعد ما تخلص هذه الرحلة أنا بأستأذن أنه.. تشاء الظروف يوم الحفل بالليل تشاء المصادفات أنه دخل تيتو ودخل جمال عبد الناصر ووقفوا شوية قدام تحت النجفة وبدا رئيس البروتوكول اليوغسلافي يحاول أن يقدم الضيوف إلى جمال عبد الناصر لكن جمال عبد الناصر بيقول لتيتو بيقول أنه هنوقف تحت النجفة كده طول الوقت يعني يبقى هما بتوع البروتوكول كانوا عاوزين كده فتيتو بيقول له إذا كنت عاوز نتحرك نقدر نتحرك علي باشا رشيد بيرجع بظهره الأرضية كلها رخام فأتزحلق وقع وبعدين مدير البروتوكول اليوغسلافي تصور أنه عاوز ينقذ أو يساعد مدير البروتوكول المصري على أنه يقوم فوقع هو الآخر وإذا بالرئيسين والاثنين ما لهمش دعوة لا بالملكية ولا بالارستقراطية يضحكوا بصوت عالي في القاعة فعلي رشيد أنا بأتصور أنه كان في حالة يرثى لها أضيف إليها أيضا في مشاكل البروتوكول أنه جمال عبد الناصر طلب إليه أنه يلبس لأول مرة بدلة عسكرية بس بدلة احتفالات عسكرية وأنه يحط نياشين على صدره ويومها هو كان ضيق بها وبعدين دون أن يكن.. يعني يكون قد علم البروتوكول المصري علي باشا رشيد يعني وزع على كل أعضاء الوفد المسافرين قائمة بالملابس التي يجب أن يرتدوها فبقى في سموكينج وبقى في فريك والكلام ده كله جمال عبد الناصر كان ضيق جدا بالبدلة والنياشين اللي عليها اللي طلب منه أنه يلبسها لكن لبسها أول يوم لكنه قال لعلي رشيد أنا مش هألبسها ولما شاف أعضاء الوفد المصري ولقى بغدادي وعلي صبري لابسين فريك جاء قال إيه اللي أنتم عاملينه ده فقلنا له أنا قلت له أنا واحد من الناس اللي قالوا له قلت له هذه كانت التعليمات اللي جاية لنا مش بس جاءت لنا التعليمات وقيل لنا أنه في ترزي معين وفعلا هو ترزي معين واحد كان في القاهرة هو اللي كان ممكن يختص أو متخصص في مثل هذه البدل وكلنا.. كل أعضاء الوفد عملنها رحنا عملنها فريك وسموكينج والكلام ده كله ورحنا عند خواجه دليا ده كان بقايا الترزية الطليان الموجودين في القاهرة فهو قال لا أنا هألبس ولا أتصور أنكم أنتم تلبسوا إحنا ده كلام غير معقول وأتفاهم كان عرف أنه علي باشا رشيد زعلان قوي فقال لي طب أنت تولى بقى أنك تقول أنه ما حدش فينا هيلبس كل هذه البدل اللي هو سماها بدل مزيكا قال كده يعني ما لبسنهاش تاني يوم وبقت مسألة طبيعية بقت مسألة دخلنا كلنا ببدل عادية غامقة اللون لكن هذا كل شيء ما فيش بدل رسمية تاني يوم إحنا كان مفروض نروح اللي هو الهدف من الاحتفال هنروح على سوتيسكا موقع سوتيسكا هو موقع بين الجبال في وسط يوغسلافيا المارشال تيتو يعتبر أنه ولادة الموقع الذي ولدت فيه الجمهورية اليوغسلافية في وقته لأنه هنا جيشه كان موجود وسنة 1941 الألمان هجموا.. هاجموا دخلوا يوغسلافيا وكادوا أن يبيدوا جيش تيتو.. تيتو كان موجود في موقعة سوتيسكا لكن الجيش بشكل ما قدر تيتو يضع خطة لتفريق الجيش قبل دخول الألمان وقبل انقضاض الألمان لكي يقوده إلى حرب عصابات بعد كده ضد النازية في.. وتعتبر معركة سوتيسكا هي واقع الأمر معركة إنقاذ مستقبل يوغسلافيا وبيحتفلوا بها وفي سنة 1956 كان ده احتفال الخمسة وعشرين سنة على معركة سوتيسكا وأنا فاكر أنه هذا كان مشهد جليل جديد لأنه كل المحاربين القدامى في الجيش اليوغسلافي وكل قادة المقاومة ضد النازية جاؤوا في هذا اليوم وكانوا متجمعين وتيتو أعاد بناء الكشك اللي كان موجود فيه الخيمة اللي كان موجود فيها هي مش خيمة بالضبط لكنه أقرب إلى مزيج بين خشب وقماش لكن هو ده اللي كان بيعيش فيه وكانت بتخدمه فيه زوجته جيوفنكا اللي بعد كده تزوجها هو لأنها كانت مقاتلة في الجيش معه فهو كان موجود في المناخ ده وأنا شفته فيه كثير قوي وقعدت عملت معه حتى في حديث نشر في ذلك الوقت لكنه تيتو كان في سوتيسكا كان رجل يستعيد شبابه ويستعيد إنشاء دولته ويستعيد حتى قصة حبه بجوفنكا والاحتفال كان منظر المقاتلين القدامى والمقاومين ضد النازية في الليل ومولعين تاني خشب زي ما كانوا بيعملوا في أيام المقاومة كان حقيقي منظر يهز الأعصاب كلها وجمال عبد الناصر بدا لي مستمتع به جدا لأقصى حد وقاعدين بالليل قاعدين بنتكلم إلى آخره في كلام كثير قوي بيتقال ولكن المشهد الحقيقة فيه تاريخ محسوس في الأفق في أفق الليل والجو صاقع الدنيا برد في منطقة جبال والخشب المولع الملتهب مدي جو غريب قوي وذكريات المعركة مديا حاجة الحقيقة وتيتو مستفيض في ذكر المقاومة والنازي والألمان كيف دخلوا وهو كيف قرر سحب جيشه وإلى آخره لكن أنا بأعتقد أنها كانت ليلة أظن أضافت كثير لجمال عبد الناصر وأضافت لنا كلنا لأنه رأينا صورة حية من صور المقاومة في أوروبا الشرقية وفي أوروبا عموما في وقت النازي.

    وقائع زيارة جمال عبد الناصر ليوغسلافيا



    محمد حسنين هيكل: حصل تاني يوم مشهد برضه علي باشا رشيد أتخض منه وكان له حق يتخض منه الحقيقة لأنه إحنا كنا راجعين بقطار بنتحرك من مكان سوتيسكا بقطار.. تيتو قعد أكثر في سوتيسكا لأنه هو حب يقعد قعدة حميمة مع مقاتليه القدامى ومع قادته وبالتالي إحنا مشينا أخذنا قطار راجعين أو ذاهبين إلى لوبلينا في الشمال في جمهورية سلوفينيا وفي القطار بالليل الناس في يوغسلافيا قابلوا جمال عبد الناصر مقابلة حقيقي أسطورية كأنه في مصر كأنه في الشرق وبعدين حصل مرة أنه كان يقتضي أن نبيت في القطار فكنا بيتين في القطار وبعدين بالليل جاء ضابط الاتصال اليوغسلافي بيقول أن القطار وقف على محطة وهيوقف فيها ثلاث دقائق لكن في جماهير حاشدة واقفة وإحنا الساعة ثلاثة صباحا في انتظار تحيي جمال عبد الناصر وواقفة من بدري قوي فإذا أطل عليهم الرئيس من الشباك حتى ولو من شباك القطار يبقى كويس قوي فحدث مشهد أنا بأعتقد أنه مرات في التاريخ في الوقائع التاريخية تبدو الإنسانية بقيمتها يعني جمال عبد الناصر دخلوا وصحوه كان نائم في القطار في المقصورة اللي في القطار فيه فدخل علي صبري صحاه بناء على اليوغسلاف قالوا لا يمكن معقول ده في آلاف الناس في المحطة والناس واقفة والقطار هيوقف ثلاث دقائق وهما واقفين من بدري قوي فجمال عبد الناصر مش عارف يعمل إيه عاوز يلبس طبعا ويبص من الشباك يطل من الشباك على هذه الجماهير الحاشدة في انتظاره واليوغسلاف بيستعجلوا وعلي صبري داخل وجاي سيادة الرئيس من فضلك يلا يعني أوام.. أوام فجمال عبد الناصر حط القميص ولا جزمه ولا بنطلون حط القميص فوقه لأنه في الشباك هيوقف لغاية يبان منه لغاية هنا لكن الجماهير اللي كانت بتحييه لم تكن تتصور أنه الرجل الذي يحييها هو واقع الأمر لابس قميص من فوق وأما تحت لا جزمه ولا شراب ولا بنطلون علي باشا رشيد وهو راخر دعي لأنه كان موجود هو كان موجود يرتب حاجات مفروض يرتب حاجات فأطل على هذا المشهد وأنا بأتصور أنه عمل كده بحقيقي ومش قادر يقول حاجة لكن واقع الأمر أنه ماكنش ممكن عمل شيء يا أما القطار يمشي يا أما ما يطلعش جمال عبد الناصر خالص يا أما ما فيش فائدة فيدوب حط القميص وأطل على الناس وبدا يحيي ولم يكن أحد يتصور من الواقفين في انتظاره أنه بقية الصورة هي كما وصفت على أي حال الزيارة مشيت وأظن كانت تجربة مهمة جدا خصوصا في الجزء الإسلامي في سراييفو وفي البوسنة في الجزء الإسلامي كان مهم لأنه المسلمين في ذلك الوقت في كثير قوي أظن حتى منهم كان جمال عبد الناصر ما كنش يتصور أنه في تواجد إسلامي بهذا الشكل في يوغسلافيا إحنا فعلا لم ندرك ما كنش حد يدرك إلى أي مدى في إسلام في الكتلة الشرقية في أوروبا وأنه التأثير الزاحف أو الإسلامي الزاحف من تركيا إحنا كنا دائما نركز على الأندلس نشوف الإسلام في أفريقيا لكن ما حدش كان متصور تعمق وصول الإسلام سواء بتأثير الإمبراطورية التركية أو الفارسية أو حتى من وقت المغول دخول الإسلام في أوروبا بهذا الشكل في شرق أوروبا بالتحديد ده بهذا الشكل أظن الزيارة كانت كاشفة جدا بالنسبة لجمال عبد الناصر في هذا الموقع لكن في الآخر على أي حال وصلنا إلى بريوني وصلنا إلى بريوني وأنا أتصور أنه أنا شخصيا عشت أو رأيت تاريخا حيا أكثر مما رأيت في أي ليلة ذات يوم في بريوني في الأيام اللي إحنا كنا فيها في بريوني حصلت تيتو حب يخلي جات نهرو وجاء نهرو كالعادة المثقف في السلطة ماهواش الصحفيين قابلوه في المطار لما جاء في مطار بولا منطقة هذه المنطقة الأدرياتيك فيها إيه فيها الساحل الأصلي للقارة الأوروبية وبعدين وآخره في هذه المنطقة هناك ميناء بولا وفيها المطار وبعدين بنأخذ القوارب إلى جزيرة بريوني وجزيرة بريوني حواليها مجموعة من الجزر الصغيرة زي ما بيحصل عادة فنهرو وصل بطائرته قادما من باريس ودي مسألة مهمة قادما من باريس إلى مطار بولا سألوه الصحفيين على مؤتمر القمة اللي هيعقد فهو باستعلاء المثقف كده مرات قال لهم إيه قمة إيه ما فيش قمة إحنا جايين ثلاثة أصدقاء هنجتمع وانتم كل حاجة تسموها قمة ما فيش قمة إلا بين القوى الكبرى وهو هنا عنده حق الأربعة الكبار في العالم في ذلك الوقت والباقي كله مش قمم إحنا داخلين في اجتماع وهو اجتماع أصدقاء وبالفعل كان هذا الاجتماع اجتماع أصدقاء دخلوا وأتكلموا أتكلموا قدامهم الحرب الباردة تيتو أتكلم كثير قوي ده في الاجتماعات الرسمية تيتو أتكلم كثير قوي على التأثير الذي سوف يحدثه التقرير السري لما قاله خروتشوف في جلسة اللجنة المركزية في المؤتمر العشرين للاتحاد السوفييتي وبدا لتيتو وتيتو بدا يشرح بدوا يتكلموا الثلاثة تيتو بيتكلم على الكتلة السوفيتية واللي جاري فيها الكتلة الشرقية واللي جاري فيها وهو في موقف يسمح له بأن يعرف كل ما يجري فيها وضمنه التقرير السري وأظنه كانت أول مرة إحنا نعرف أي شيء بالتفصيل عن هذا التقرير السري وقد أحدث دهشة وكان رأي تيتو أن هذا سوف يحدث انقساما كبيرا جدا في المجتمع الاشتراكي في المجتمع الشيوعي وأنه الاتحاد السوفييتي مقبل على مشكلة وهو لا يعرف كيف سيفعل القادة السوفييت في مواجهة ما هو قادم وأغلب الظن أنهم لا يدركوا لكن تيتو في ذلك الوقت بدا الرجل لديه معلومات عن أوروبا الشرقية قوية جدا لأنه هو كان في خلاف معها وكان هو المتمرد على الكتلة الشرقية التي كان في واقع الأمر في الحيز الجغرافي بتاعها لكن تيتو كان بيتابع عن طريق كل الأحزاب الموجودة كل الأحزاب الشيوعية الموجودة في الاتحاد السوفييتي وفي أوروبا الغربية وفي أوروبا الشرقية يتابع بدقة جدا ما يجري لأنه في الاتحاد السوفييتي لأنه يدرك أنه التوازن الذي تقوم عليه يوغسلافيا يتأثر بكل ما يجري هناك وبالتالي تيتو كان بادي عارف هنا في هذه في المحادثات قال أنه يعني أن هو بيهتم بالمعلومات اللي جاية عن طريق الأحزاب الشيوعية والحاجة الغريبة جدا يهتم بالفاتيكان اللي يعتبره أكبر مصدر وتجمع للمعلومات لأنه الفاتيكان بيقوم بدور مهول في العالم ورسله والمبعوثين الرسوليين في كل حتة هما وبعدين هو حتى قال تعبير قال له خلي بالكم أنه وراء كل قسيس من دول تحت عباءته في جاسوس فتيتو في عرضه للموقف الدولي كان على علم بأشياء كثير قوي نهرو جاي من إنجلترا وجاي من باريس قبلها بيوم حكي على اللي حصل في الغرب وأتكلم على اللي حاصل في الغرب جمال عبد الناصر بدا يحكي على اللي حاصل في العالم العربي إلى آخره والسد العالي وعلاقتنا بالأميركان إلى آخره والمناقشة كانت مناقشة تبادل آراء بين أصدقاء لكن تيتو يوميها اقترح أنه نروح نتعشى في جزيرة صغيرة أسمها فانغا على مرمى حجر تقريبا من بريوني وهو معتبرها مقره الخاص وكره الخاص زي ما هو قال الناس.. العش بتاعه الخاص وعامل فيها مزرعة عنب وعامل فيها معصرة نبيذ ويلاقي في جوها في الكاف.. في الكهف اللي هو عامل فيه تخزين حاجاته دي كلها بيلاقي فيها نفسه وهو يبدو لي أنه كان مغرم قوي يدويا بأنه يقعد يقطر عنب ويعمل حاجات من هذا النوع فهو دعنا يوميها إلى عشاء مفتوح ودي مفتوح من غير مراسم من غير قيود من غير ناس يقفوا تحت النجف ولا حاجة أبدا ولا يلبسوا حاجة أبدا ورحنا بالفعل كلنا أربعة خمسة من الهند من الهنود من الوفد الهندي أربعة خمسة من الوفد اليوغسلافي منهم كارديل والوفد المصري في إحنا تقريبا أعضاء الوفد وبدا يوميها حديث أنا من أمتع الليالي اللي قضتها في حياتي أنا باعتقد هذه الليلة في جزيرة فانغا لأنه تيتو بدا يسأل جمال عبد الناصر على.

    "
    جمال عبد الناصر كان يرى أن مصر تواجه مشاكل كبرى على رأسها مشكلة التنمية والتفاوت الاجتماعي وكان يريد قفزة هائلة لتخطي هذه المشكلة فكان الاتجاه إلى بناء السد العالي
    "
    يتصور علاقته إيه مع الأميركان إذا ما سحبوا كما هو يقدر السد العالي فجمال عبد الناصر بدا يقول له عندنا مشكلة كبيرة مع الأميركان فنهرو هنا قال إيه طب كل واحد فينا إحنا الثلاثة يعد المشاكل اللي قدامه فجمال عبد الناصر بدا قال أنا كنت بأقول لكم أنا قدامي أربع مشاكل المشكلة الأولى هي مشكلة التنمية في مصر والتفاوت الاجتماعي لأنه هذا التنمية في مصر نحن تخلفنا كثيرا ونريد قفزة كبيرة في التنمية ويمثلها السد العالي وفي أيضا تفاوتات في الدخول لا يمكن قبولها وبالتالي هذه هي المشكلة المتصلة بالتنمية في مصر الحاجة الثانية علاقتي بالأميركان المتوترة والإنجليز بهذا الشكل القضية الثالثة هي كيف يمكن أن أتي بالعالم العربي كله إلى موقف بشكل أو آخر شبه موحد خصوصا وأنا قبل ما أسافر من مصر جاء لي وفد من سوريا يرأسه السيد صبري العسلي ورئيس الوزراء وطلبوا مني أبلغوني بقرار من مجلس النواب السوري يطلبوا وحدة مع مصر وحدة اتحادية مع مصر فأنا قدامي قضايا في العالم العربي وقدامي قضايا في التنمية وقدامي قضايا في علاقتي مع الأميركان وقدامي أيضا علاقة في كيف يمكن أن نتحول بالدولة التي قامت بعد نظام 23 يوليو إلى دولة ثابتة راسخة لا تعتمد على أوضاع طارئة فهنا قدامي أربع مهام تيتو قال له أنا عندي سبع مشاكل.. سبع مشاكل أنا كتبتهم ده كتاب أنا كاتبه والسبع مشاكل أنا كتبتهم لأنه فعلا معقدين تيتو قال له إيه قال لنا إيه كلنا وإحنا قاعدين نسمع قال أنه أنا عندي سبع مشاكل وهأعدها لكم أول حاجة أن عندنا في عندنا دولة واحدة في يوغسلافيا في يوغسلافيا دولة واحدة لكنها فيها اثنين في اثنين أبجديات اللي هي السيرينيك والرومانية وبعدين في عندي ثلاث لغات اللغة الصربية والكرواتية والسلوفينية وعندي أربع أديان هي الإسلام والمسيحية الأرثوذوكسية والكاثوليكية واليهودية وعندي خمس قوميات هي السلوفينية والكرواتية والصربية والمقدونية والجبل الأسود وعندي ست جمهوريات وعندي سبع جيران وهذه هي مشاكل يوغسلافيا وبدا يستفيض فيها يحكي على المشاكل السبعة نهرو دخل قال أنا مع الأسف أنتم ناس عندكم حظ كبير قوي واحد عنده أربع مشاكل وواحد عنده سبع مشاكل أنا عندي ربعمائة وثمانين مليون مشكلة لأنه كل هندي يمثل بالنسبة لي مشكلة وبعدين عندي قضية مهمة قوي وهو أنه عدد سكان الهند في ذلك الوقت ربعمائة وثمانين وقال أن ربعمائة منهم في حالة فقر مدقع وفي حالة تخلف لكن في أربعين منهم متقدمين متعلمين بيمثلوا الصفوة وبيمثلوا المدن الكبرى بيمثلوا البيروقراطية بيمثلوا رجال الأعمال وكذا ومستقبل الهند متوقف كله على العلاقة ما بين الأربعين مليون أو الربعمائة مليون وما إذا كان طاقة عضلات الأربعين مليون يقدروا يرفعوا حياة الربعمائة مليون أو أنه كتلة الربعمائة مليون تنزل على الأربعين مليون القادرين على الرفع لو حبينا نترجمها نقول يبططوهم يعني ففي أقلية قادرة علميا واجتماعيا بكل الوسائل أنها ترفع لكن في كتلة فوق ضخمة جدا ممكن قوي تقع على هؤلاء إذا لم يستطيعوا أن يرفعوا شوفنا بعد كده ما كان يتحسب منه تيتو الغريبة قوي أنه كلهم الثلاثة كلهم في ذلك الوقت لم يكن يدركوا أنه كل واحد فيهم في مشاكله قد تكون أكثر من طاقته فعنده جمال عبد الناصر في الأربعة اللي عنده وفيهم إسرائيل والأميركان وإلى آخره دخلوه في معركة بلا نهاية تيتو انتهت يوغسلافيا وهو كان يوميها أنا فاكره بيقول أنه بيقول أن هو الرابط الوحيد الجامع الوحيد بين كل هذا التناقض في الأبجديات وفي اللغة وفي الحدود وفي القوميات وفي الأديان إلى آخره وأنه إبقاء يوغسلافيا متماسكة مهمة صعبة وعلى أي حال فرطت يوغسلافيا بعده يمكن نهرو كان هو أسعدهم حظا لأنه قدرة الأربعين مليون استطاعت بالفعل أن تكون رافعة حتى هذه اللحظة في مخاطر كثيرة قوي جاية في الهند لكن استطاعت أن تكون رافعة ترفع الربعمائة مليون واللي بقوا النهاردة تقريبا مليار بني أدم لكن الجلسة في هذه الليلة كانت بديعة حقيقة يعني تيتو حب يقدم نبيذ من اللي هو عصره جمال عبد الناصر ما بيشربش نهرو أيضا ما بيشربش فهو بدا يدور على مين مستعد يشرب معه نبيذ يعني وأظن أنه كانوا قليلين جدا اللي قدروا يشاركوا معه في النبيذ لكن الليلة كانت بديعة والجو بين الثلاثة الأصدقاء مثير وأنا شخصيا كنت قاعد أخذ وقاعد بأشارك بكلمات قليلة جدا في المناقشة لكن واقع الأمر المناقشة كانت دائرة بين الثلاثة والباقيين كلهم الثلاثة كانوا على الاستيدج على المسرح الثلاثة بيتكلموا والكل قاعد يسمع ويتشوق يسمعهم.

    دور الولايات المتحدة في قضية السد العالي


    "
    الإدارة الأميركية قررت سحب عرضها لبناء السد العالي لأنها رأت أن المشروع سوف يفرض على الشعب المصري درجة من التقشف سوف تؤدي به إلى أن ينقم على كل من ساهم في بنائه
    "
    محمد حسنين هيكل: يوغسلافيا جينا على اليوم الأخير في يوغسلافيا وأنا هأقف هنا عند اليوم الأخير وانتقل ابتديت بالقاهرة وصلت ليوغسلافيا هأنتقل إلى واشنطن.. واشنطن في ذلك الوقت كانت جاري فيها ما هو مهم جدا لأنه أحمد حسين راح وأنا جايب معي مجموعة وثائق كلها اللي بتوري ماذا كان يجري في أميركا في هذه اللحظة وهأطل عليها بالترتيب لأنه هنا مسار أزمة عالمية من الطراز الأول الوثيقة الأولى اللي هأقف عندها وثيقة بتاريخ 19 يوليو 1956 الساعة 49 يعني الساعة عشرة إلا ثلث وقعدت 12 دقيقة بعد اجتماع مجلس الأمن القومي دالاس راح لأيزنهاور وقال أنه عاوز يقعد معه شوية من غير حد وقعدوا 12 دقيقة مع بعض فتح معه موضوع السد العالي وقال له أنه إحنا عرفنا أنه السفير المصري جاي وجايب معه رد بيقول أنه مصر قبلت ونحن لابد أن نظهر موقفنا لأنه قد تكون هذه هي اللحظة المناسبة لصدم مش بس جمال عبد الناصر صدم هؤلاء الذين يتصوروا أنهم قاعدين في بريوني الثلاثة نهرو وجمال عبد الناصر وتيتو واللي بيتكلموا عن حاجة اسمها عدم الانحياز ويتصوروا أنهم شركاء في العالم وهم ولا شركاء فيه ولا حاجة أبدا ولابد أن نلقنهم درسا فهنا أيزنهاور اقترح الإعلان مش بس لصدم لإنهاء موضوع السد العالي المعلق مش بس في خطوة في العداء مع عبد الناصر أو في وضعه في مكانه يفصلوه على قد مقاسه لكن أيضا كان بيدي درس لهؤلاء المجتمعين ويتصوروا أنهم يقدروا يعملوا حاجة في العالم ويتكلموا في مشاكله ويحددوا مواقف عدم الانحياز هو يرى أنها غير أخلاقية لأنه النزاع هو بين خير وشر وأنه كل واحد لازم يحدد موقفه ويوقف معنا لأنه نحن جبهة الخير زي بوش دلوقتي كده تقريبا يعني فأيزنهاور وافق الوثيقة الثانية على طول هي محضر نقاش بين وزير الخارجية الأميركي وكيل وزارة الخارجية الأميركي والسفير البريطاني لأنه بيخطره نحن سوف نعلن إنهاء موضوع السد العالي النهارده وسحب العرض الغريبة قوي في الكلام مع أيزنهاور دالاس بيحكي له بيقول له إيه بيقول له المسائل تغيرت كثير قوي إحنا هنسحب لأنه الأوضاع الاقتصادية في مصر تدهورت بعد العرض الأول الذي قدمناه في ديسمبر سنة 1955 وده ماكنش صحيح حتى بشهادة يوجين بلاك وبعدين بيقول له أنه السد العالي سوف يكون مشروعا مكروها في مصر لأنه سوف يفرض على الشعب المصري درجة من التقشف سوف تؤدي به إلى أن يلعن من نفذ هذا السد العالي وأنه ما فيش حل مع السودان ولا مع دول حوض النيل لكنه يعني هما متأكدين من سلامة موقفهم في السحب هنا وكيل الخارجية بيخطر السفير البريطاني سير روجر ماكينز بيقول له أن إحنا قررنا سحب السد العالي وعايزين نخطركم تبقوا عارفين إحنا هنعمل إيه لكي تنسقوا معنا العبارة اللي تلفت نظري في هذا هو العلاقة اللي بين إنجلترا وأميركا لأنها لا تزال قائمة لحد دلوقتي بيقول له هتبلغ لندن أن إحنا هنسحب النهارده وسوف نعلن موقفنا وبعدين قال له طيب أنا بعد الظهر هأجيب نصيحة لندن فدالاس قال له نصيحة استعملت كلمة نصيحة قال له متأسف ما فيش نصيحة هأجيب رأيهم بس يعني إذا كان لهم تعليق لكن حطوا في مكانه من اللحظة الأولى رفض أن يقبل كلمة نصيحة الوثيقة الثالثة هي وثيقة فيها مساعد وزير الخارجية راسل المشرف على الخطة ألفا واللي بعد كده بقى شايف الخطة أوميجا قدامه بتتنفذ لكن بدا يقول أنه طلب منه أنه يكلم أحمد حسين يستطلع نواياه فأحمد حسين قال له أنا جايب القبول وعندي وكل التأكيدات وإحنا جاهزين وإحنا مستعدين نبقى أصدقاء إلى آخره فبيبلغ دالاس قبل اجتماعه مع أحمد حسين لأنه كان مقدر له أنه يشوفه الساعة أربعة أنه أحمد حسين يجيء يشوف دالاس الساعة أربعة في مكتبه وبعدين تسجيل محادثة تليفونية دالاس.. جون فوستر دالاس بيبلغ أخوه آلان دالاس أنه السفير جاي.. عرفوا أن السفير جاي بقبول كامل للطلبات الأميركية وأنه هو هيبادره قبل ما يقول أي حاجة هيبادره بإعلان قرار السحب وبعدين راح أحمد حسين بعد الظهر فبيقول له دالاس بيقول له شوف بقى هذا قبل ما تتكلم أنت هو أحمد حسين بدا يحاول يقول له أنه والله نحن على استعداد للقبول فدالاس قال له استنى.. استنى وبدا طبقا للمحضر يقول له أنه ده واحد أنتم لم تستأذنوا دول الحوض نمرة اثنين تكاليف هذا السد العالي غير محتملة وبعدين بصراحة هذا السد العالي فوق طاقة مصر هذا مشروع لا تستطيع أن تنهض به مصر الوثيقة واضحة ومحضر اللقاء واخد تسع صفحات وبعدين بعد المقابلة جون فوستر دالاس بيكلم أخوه مدير المخابرات الأميركية آلان دالاس وبيقول له على إيه اللي جرى مع السفير وبيحاولوا يستعدوا يفتكروا إيه اللي ممكن يعمله جمال عبد الناصر البرقية اللي بعد كده برقية من السفارة الأميركية في مصر لوزارة الخارجية بتقول لهم أنه التوقيت غير مناسب وأنه.. ده بايرود أخر أيامه في مصر باعت بيقول أنه واضح أنكم حبيتوا تحرجوه في باندونغ وأنه سحب السد العالي في هذا.. عرض تمويل السد العالي في هذه اللحظة محرج جدا وهو موجود في بريوني وأنه قدام الناس كلها وأنه الطريقة اللي صيغ بها البيان لكن واضح أنه بايرود بيحتج بشكل أو آخر وبعدين البيان المهين اللي طلع بسحب العرض برقية من السفارة الأميركية في موسكو تقول بإمضاء بوهلين السفير الأميركي في موسكو بيقول أنه ما فيش قدامه دليل أنه روسيا متقدمة بعرض وبعدين برقية من السفارة الأميركية في مصر بتقول أنه الإجراءات اللي متوقعينها يمكن قوي جمال عبد الناصر هيعلن إلغاء النقطة الرابعة وبعدين مذكرة ثانية أنه الموقف المصري الاحتمالات الموجودة إيه لكن لم يخطر لأحد أنه في حاجة لكن توقعوا أنه في حالة فلتان أمني لدرجة الاقي قدامي برقية من بايرود بيقول من فضلكم نحن نتوقع مظاهرات عارمة لأنه في حالة كاملة موجودة عند الشعب من هذا سوف تحدث آثارها وأظن أن إحنا سوف نجد مظاهرات هنا وأنا بأقترح في خطة طوارئ لإنقاذي من فوق سطح السفارة بالهليوكوبتر هي ما فيش حاجة لها دلوقتي لكن خلوها جاهزة في الاستعداد إلى آخره.. إلى آخره مليانة هذه الليلة لكن أعلن سحب السد العالي وأعلن ببيان مهين بيتكلم عن عدم قدرة مصر على هذا المشروع الشعب المصري هيلعن من ينفذه الاقتصاد المصري لا يتحمل ما فيش زارعي القطن في أميركا مش عايزين إلى آخره كل الأسباب اللي ممكن تكون بحقيقي مش بس غليظة في كلامها لكنها مهينة أيضا ما حدش يقدر يتكلم عن حالة الاقتصاد المصري ومن غير ما هو عنده معلومات عن الموضوع ده وبالعكس المعلومات اللي قدامه ومن رئيس البنك الدولي تقول له أن ده مش صحيح على أي حال هأنقل من واشنطن إلى يوغسلافيا في ذلك الوقت يوم 19 إحنا كنا في مطار بولا هنركب الطائرة رايحين على القاهرة تاني ركبنا.. ما فيش حاجة ما عندناش أخبار عن ما جرى في واشنطن إطلاقا طلع الوفد في الطائرة كان معنا رئيس الوزراء الهندي نهرو لأنه كان مقرر أنه جاي مع جمال عبد الناصر يقضي يومين في القاهرة في إجازة مع جمال عبد الناصر ويكملوا الكلام فطلعنا الطائرة قعد نهرو وجمال عبد الناصر جنب بعض وقعدت أنديرا غاندي كانت معنا انديرا قعدت مع علي صبري أنا قعدت جنب الدكتور فوزي قعدنا في الطائرة والطائرة بدت تقريبا من مطار بولا وإحنا قاعدين حد من مقصورة القيادة مساعد الطيار جايب برقية لجمال عبد الناصر جايب ورقة لجمال عبد الناصر بيديها له قراءها جمال عبد الناصر فضلت تسيل الأوراق ظهر أنه إيه البيان أعلن في واشنطن وكالات الأنباء بدت تجيبه بدا لمكتب الرئاسة مكتب الرئيس في القاهرة يبعتوه لكابتن الطائرة لقائد الطائرة على اللاسلكي بتاعه وبدت أوراقه تيجي لنا ورقة بعد ورقة تيجي لجمال عبد الناصر ورقة بعد ورقة وجمال عبد الناصر بيقرأ البيان واندهش جدا قراء البيان أو قراء صفحة بعد صفحة اللي جاي له أداه لنهرو بيتكلم معاه فيه وبعدين بدا لنا أنا كنت قاعد في الصف الثالث بدا أنه في حاجة في قضية يعني في مفاجأة لكن لقينا جمال عبد الناصر قام من مطرحه جنب نهرو وراح على مؤخرة الطائرة ونده لي أنا وعلي صبري والدكتور فوزي وعبد اللطيف بغدادي ورحنا في مؤخرة الطائرة وساعتها فقط قرأنا البيان وجمال عبد الناصر كان بيقول أنه هذا البيان واقع الأمر بمثابة إعلان حرب لأنه الطريقة المهينة فيها والاستفزاز البادئ في كل كلام فيها هو كلام مما لا يمكن قبوله لما رجعنا القاهرة وقدامي هنا النيويورك تايمز نشرت كارتون بتقول فيه أنه بيقول أنه جمال عبد الناصر قاعد يساوم على الموقف وعلى قوته في العالم العربي وعلى شعبيته في مصر وقاعد يفرض شروط كما يشاء ناسين أنه هذا خارج قدرته ببساطة كده خارج قدرته وأنه هو بيلعب لعبة خطرة جدا ولابد أنه حد يحطه محله فأتصور أنه البيان بتاع السحب بتاع وزارة الخارجية هو أنه في لعبة الشطرنج الموجودة الكبرى أنه دالاس لعب الحركة النهائية فيها وقال كش ملك مات الملك بتاعك في اللعبة وإحنا في الطائرة جمال عبد الناصر بيقول طيب فكروا في إيه كيف يمكن لأنه هذا مما لا يمكن قبوله وعلى أي حال هنتقابل بكره والطيارة كانت بتقرب من القاهرة نزلنا في القاهرة مين موجود ضمن المستقبلين في القاهرة بايرود السفير الأميركي بايرود وأنا مستعد أقول أن أنا لما بايرود جاء يسلم على جمال عبد الناصر في طابور السفراء الواقفين في انتظاره بايرود كان صوته مخنوق وتقريبا الدموع في عينيه وبعدين اللي قدر يقوله لجمال عبد الناصر قال له سيادة الرئيس أنا حزين وحزين بشدة وجمال عبد الناصر قال له أنا عارف أنت يعني عارف موقفك لكن يعني على أي حال وانتهى مراسم الاستقبال وجمال عبد الناصر راح بيته واتفقنا كلنا على موعد في اليوم التالي اللي حصل في جمال عبد الناصر طبعا أنا أشك أنه يوميها قدر ينام لأنه كلنا أنا أظن كلنا ما كنش حد فينا قادر ينام لكن بدا هنا في موقف خطير جدا لأنه بقى هنا في موقف مصر هتعمل إيه بقى في موقف الاتحاد السوفييتي هيعمل إيه خصوصا وأنه كان في كلام على أنه مستعد يمول بدا يبقى في هل هي مقامرة إلى أي درجة إحنا وصلنا فيها إيه العواقب إيه النتائج في هذه اللحظة أيضا صدر قرار في واشنطن بأنه يعلنوا لكي يثبتوا كل الأطراف في مواقعها يعلنوا حاجة عن الخطة ستوك بايل خطة تخزين الأسلحة في حالة ما إذا نشبت حرب أسلحة تروح لإسرائيل اللي فيها الطائرات اللي أنا كنت بأتكلم عليها واللي فيها مركب بحالها مراكب بحالها جاهزة في نابولي ومشحونة وأنه يبقى في جاهزين يعملوا يذيعوها في هذا الوقت لكي يطلبوا أو يشيروا إلى كل طرف أن يلتزم حدوده ولا يتعداها ما أذيعتش بيان رسمي عن هذا لكن تسربت أخبار إسرائيل كانت موجودة جاهزة لضربة وقائية والتوتر فيها على أشده وكل العواصم تقريبا مشدودة إلى ما سوف يجري إلى خطوة القاهرة إيه في مقابل هذا هل جمال عبد الناصر هيقبل كش الملك مات الملك وانتهت اللعبة وبعدين تبقى كل المسألة أنه مصر إحباطاتها الداخلية تأكلها وتدخل إلى مظاهرات وتدخل في حالة فوضى وإلى قرارات غير محسوبة وإلى حرب مع إسرائيل وإلى لكي تلفت الأنظار عن الخيبة خيبة موضوع سحب السد العالي بالطريقة المهينة اللي انسحب بها لكن الموقف وقتها كان في منتهى الخطورة وأظنه الخطورة لما السفير الأميركاني يفكر أنه هليوكوبتر هتيجي تشيله من فوق سطح السفارة كأنهم فيما بعد بداية مبكرة لمشهد فيتنام مشهد سياغون مشهد الجلاء عن سياغون في هذه الليلة أنا أظن أنه العالم العربي كان كله واقف على والعالم الخارجي كله لأنه كان رجة في العالم خصوصا في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية وأوروبا الغربية إلى آخره بقينا دالاس كان متوقع أنه أوروبا الشرقية تهيج على الاتحاد السوفييتي لأنه بيساعد مصر وهما ناس جائعين يعني فأزاي يعني فالعالم كله بدا يبقى مهتز وعلى حافة الهاوية أنا هأقف عند هذه اللحظة بأستأذن أنه بأقف عند هذه اللحظة وأيضا باستأذن لأنه هذه اللحظة هي بداية تاريخ الحروب في العالم العربي هي دي اللحظة اللي جاءت منها سنة 1956 سنة 1967 سنة 1973 فيما بعد حروب بعثرت العالم العربي كلها وتفتيته وتمزيقه وأرجو أن يؤذن لي في هذه اللحظة أو بعد ما وصلنا إلى هذه الدرجة ونحن على أبواب الحروب في المنطقة وعلى وشك أنه السلاح يبتدي يلعلع في أفاق المنطقة مع أزمة عالمية داخلة فيها كل الأطراف أرجو أن يؤذن لي أنه أتوقف هنا بعض الوقت وأستأذن في إجازة قد تطول لبضعة شهور لأنه أنا قدمت حلقات كثير قوي في هذا الكلام في هذه اللقاءات وأظنه أنه حان الوقت كي أستريح بعض الشيء بالإذن يعني وراجيا أن أعود إن شاء الله بعد عدة شهور إذا كانت في العمر بقية وإذا كان في الصحة بقية وإذا كان في الهمة بقية لكي أعود كي أتحدث عن حروب العرب لأنه أنا بأعتقد أنه قضية حروب العرب وقضية علاقة العرب بالحرب هي قضية العصر وهي قضية المستقبل لأنه الحرب وحدها طريق إلى سلام القوة القدرة مش الحرب بمعنى قتل الناس لكن القوة والقدرة هي طريق الناس إلى أن تكون لهم إرادة مؤكدة بإمكانية فعل حقيقي وتأثير قادر على الوصول إلى أهدافه

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 9th January 2010, 02:58 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي هيكل.. السد العالي والمشروع القومي

    أنا : كمال ناصر




    هيكل.. السد العالي والمشروع القومي

    - السد العالي كرمز للمشروع القومي
    - المماطلات الأميركية لمشروع السد
    - سحب العرض الأميركي وبحث ردود الأفعال




    السد العالي كرمز للمشروع القومي

    محمد حسنين هيكل: قبل أن أدخل في صميم موضوعي هذه الليلة أريد أن أقف قليلا أمام لفظ أو تعبير شاع استعماله ثم شاع الخلط حول مدلوله وهذا هو فكرة أو تعبير المشروع القومي لدى بلد من البلدان ليس مشروعا عمرانيا محددا بالذات ولا صناعي ولا زراعي ولا حاجة أبدا لكنه رؤية شاملة لمستقبل بعيد المدى تدخل فيها تفاصيل كثيرة قوي ثم إرادة قوية وقادرة وراء هذه الرؤية ثم عمل منظم وعلمي وراء كلاهما وراء الرؤية والإرادة عمل منظم يحقق تصور للمستقبل ولكن المشروع القومي ساد اعتقاد طويلا في مصر أن المشروع القومي في الخمسينيات والستينيات كان مشروع السد العالي لم يكن هو المشروع القومي لكنه كان جزءا من المشروع القومي بمعنى أنه كانت هناك رؤية لمستقبل مصر بالتحديد ورؤية لمستقبل مصر وسط محيطها ورؤية لمستقبل مصر داخل عالمها أو وسط عالمها ووسط هذه الرؤية كان هناك إرادة وكان هناك عمل منظم يحاول أن يفي بمطالب الرؤية والإرادة معا، المشروعات القومية للدول أنا بأقول ده لأنه مرات كثيرة إحنا أخطأنا في فهم معنى كلمة أو معنى تعبير مشروع قومي وخلطنا بين المشروع القومي وبين مشروع عمراني محدد بالذات حتى ولو كان بحجم السد العالي، أنا لا أزال أذكر من آثار هذا الخلط مرة أنه مسؤول كبير عندنا كان يزور الولايات المتحدة الأميركية وتحدث وقتها مع الرئيس ريغن في ولايته الثانية وقال له إن إحنا هذا البلد مصر يعني محتاج إلى مشروع قومي يوازي مشروع السد العالي الرئيس ريغن ما عرفش يرد لكن اللي رد أحد وزرائه موجود فقال طب ما إحنا ساعدنا مصر في مشروعات كثيرة ومنها مشروع المجاري وهو مشروع تكلف كثير جدا مجاري القاهرة وبدا أنه الرد كان مفاجئ أو شيء من هذا النوع فإذا بالمسؤول المصري يقول إنه نعم لكن المشكلة أنه مشروع السد العالي ده مرئي أمام الناس لكن مشروع المجاري مدفون في الأرض لا يراه أحد كل هذه التصورات أنا أعتقد أنها خلط في فهم فكرة المشروع القومي، على سبيل المثال ممكن قوي يقال إنه السوق الأوروبية كانت مشروع قومي كبير جدا مشروع متعدي وطن معين لكنه هذا المشروع لم يكن مجرد هذا المشروع بدأ لكي نتذكر بمجرد مجمع الحديد والصلب المشترك لكنه ده كان الرمز المبكر للسوق الأوروبية والسوق الأوروبية كانت رمز أو كانت إعداد يشير إلى الوحدة الأوروبية الشاملة اللي بعد كده اللي إحنا نشوفها النهار ده لكنه في حياة الأمم مرات تحصل أنه جزء من المشروع القومي وده اللي حصل لمشروع السد العالي أنه جزء من مشروع التنمية جزء تتجلى فيه الإرادة أكثر مما تتجلى فيه أي شيء آخر جزء يتجلى فيه بُعد واتساع الحلم الوطني ثم تأخذه ظروف الكفاح وظروف الإرادة تأخذه فتجعل منه رمز كما العلم بالضبط العلم ليس فيه جيوش تموت تحت علمها لكن هذا العلم الموجود لو نظرنا إليه في حقيقته هو قطعة من القماش عليها رسم لكنه الظروف تعطي فيها وتكرار التجارب تضيف إليها معاني كثيرة جدا تحولها إلى رمز هذا هو الذي حدث في اعتقادي في السد العالي في مرحلة ما قبل السويس لأنه هذا المشروع بدا أكبر كثير جدا من طاقة الشعب المصري وبدا سواء في تعقيداته التكنولوجية أو سواء في حجم الموارد المطلوبة له أو في حجم المدى الزمني الذي يمكن تحقيقه خلاله لأنه هذا مشروع ينفذ ما بين 10 لـ 12 سنة ولا يستطيع أي حكم في الدنيا أو حاكم في الدنيا أن يتصور أنه سوف يبقى باقيا مع هذا المشروع حتى يتمه فهذا يصبح مشروع ملك ليس لصانعه أو لمَن فكَّر في تنفيذه أو رأى تنفيذه أو نظم تنفيذه ولكن يصبح أبعد من كده ولأنه هذا السد ارتبط أصبح جزء أو ارتبط أو دخل في تفاصيل أو كبند من بنود مشروع كبير بدا هو يمثله الطموح في واقع الأمر لأنه ببساطة كان هذا مشروعا يتكلف ربع الدخل القومي لمصر في ربع الدخل القومي لكنه إذا نفذ سوف يضيف إليها ما يساوي تكاليفه كل سنة حجم المطلوب له التمويل في ذلك الوقت بدا كبيرا جدا أكثر من مليار ونصف مليار دولار وهذا في ذلك الوقت مبلغ كبير جدا بسعر النقود في ذلك الوقت بدا أنه تفاصيله الفنية والهندسية والعلمية تقتضي جهد غير معقول وفى كل الأحوال بدا أنه مصر لا تستطيع أن تفي أو تقيمه أو تبنيه وحدها وإنما هي في حاجة إلى عون العالم في هذا عونه هي ستدفع عونه لكنه هي محتاجة عونه التكنولوجي محتاجة عونه العلمي محتاجة عونه المالي إذا كان فيه ما يمكن أن يساعدها على تنفيذ هذا المشروع لكن في كل الأحوال المشروع بدا رمزا وتجسيدا بالرمز أيضا لمشروع قومي لكن مش هو المشروع القومي لأنه أصبح له الرمز أصبح له دور الرمز فالمعارك في هذه الفترة كلها أصبحت تدور عليه وهذا هو الذي أدخله في قلب الصراع لما أنا ألاقي مثلا وسأرجع له كنا نتكلم فيه في الحلقات السابقة لما أنا ألاقي الأميركان بعد ما فشل مشروع أو فشلت الخطة ألفا وبدا تنفيذ الخطة أوميغا وحداه كانت تستهدف الغواية وواحدة كانت تستهدف الخنق بدا أول مرحلة فيه السد العالي في بند مهم جدا في بنود العقاب عقاب النظام مصر اللي تمرد على الأحلاف وتمرد على الصلح مع إسرائيل بدا أنه المشروع لأنه الآمال تعلقت به لأنه في حاجة بالتأكيد إلى مساعدة من الخارج على الأقل في المجال الفني والتكنولوجي في حاجة إلى مَن يساعد مصر على تنفيذه لأنه تكاليفه لابد من تقسيطها على مراحل ده هذا مشروع يأخذ 10 12 سنة فهنا بدأ السد العالي يدخل في خطط الانتقام في خطة أوميغا السد العالي بند متكرر في الخطة ليس باعتباره المشروع القومي ولكنه باعتباره رمزا لرؤية رمزا لإرادة رمزا لعمل دؤوب رمزا أيضا لبلد طالع يفتح علاقاته مع إقليمه ويؤسس لها ويخرج إلى عالمه ويحاول أن يكون موصولا به حيا في عصره
    "
    المرحلة الأولى من أوميغا كانت تتكلم عن استعمال السد العالي أما واقع الأمر فهو مقايضة السد العالي بالانضمام للأحلاف والصلح مع إسرائيل
    "
    فالمرحلة الأولى من أوميغا وهنا موضوعنا الليلة المرحلة الأولى من أوميغا كانت تتكلم على استعمال السد العالي إما واقع الأمر مقايضة السد العالي كده صراحة بالانضمام للأحلاف والصلح مع إسرائيل ولن تنجح هذه المرحلة فانتقلنا للمرحلة الثانية هي سوف نغض النظر عن مشروع السد العالي ولكن عليكم أنتم أن تفهموا معنى هذه الرسالة إحنا لن نتكلم لن نفتح مفاوضات كان فيه مفاوضات جارية لكنها صدر أمر بتنويمها لكن لن نفصح عن نوايا هنا فيه مرحلة شك ما فيش سحب العرض لكنه فيه تنويم للمفاوضات فيه تنويم للمشروع في مرحلة تكاد تكون ثلاثة أشهر من ساعة ما الدكتور القيسوني شاف يوجين بلاك وهو يوجين بلاك جاء لنا مرتين يوجين بلاك هو رئيس مجلس إدارة البنك الدولي زارنا مرتين والدكتور القيسوني وزير المالية راح واشنطن في مقابلة مرتين لكن في المرتين تعنيني المرتين اللي جاء فيهم يوجين بلاك المرة الأولى جاء وهو جزء مُمَهِّد للخطة أوميغا اللي هي الخطة اللي بتقول سوف نجعل هذا المشروع ينام إذا لم تتحركوا في قبول صلح مع إسرائيل إذا لم تتحركوا في الدخول في الانضمام للأحلاف فسوف نجعل هذا المشروع ينام ولكن لن نقول لكم، موضوع الخلاف كان موجود في ذلك الوقت مصر متمسكة فيه تفاصيل كثيرة قوي فنية لكن كل التفاصيل في الآخر اختزلت إلى موضوع أساسي واحد البنك الدولي والولايات المتحدة الأميركية يريدوا أن تبدأ مصر في هذا المشروع على أساس(Letter of Commitment) مصر عايزة ما يمكن أن يكون خطاب التزام من البنك الدولي ومن المشاركين من الغرب في التمويل وهم في ذلك الوقت أميركا وانجلترا وإلى حد ما فرنسا فمصر تريد أن يكون هناك بمعنى الالتزام والأميركان يقولوا والبنك الدولي بيقول لا أستطيع أن أعطي التزاما على 12 سنة وإنما أستطيع أن أقول هذه السنة لكن مصر بتقول أنا لا أستطيع في مشروع زي ده لا أستطيع أني أقبل ثم أمضي خطوة لسنة واحدة ثم ألاقي نفسي معرضة لضغوط سنة بعد سنة في التمويل لأنه (Letter of Commitment) يكفيني يرضيني لكن هم عاوزين (Letter of Intentions) بنوايا النوايا لا يمكن لأحد أن يخطط عليها فالخلاف تقريبا بقى منحصر فيه نقط فنية كثيرة قوي لكن هو الخلاف تبلور في النهاية لأنه خطاب نوايا لا يربطهم بشيء كل سنة هييجوا يقولوا يبحثون قدرتنا المالية على التنفيذ للمشروع أحوال الميزانية إيه نفصرف في إيه السلاح نأخذ سلاح إيه وهو ده كان هدف في واقع الأمر نعمل مع الاتحاد السوفيتي صادراتنا إزيها مع العالم كله فإذاً (Letter of Intentions) نوايا هذا أولا لا يربط الغرب إلا بالسنة اللي يوقع فيها الأميركان كمان يقولوا إن إحنا والله ما نقدرش نعطي خطاب التزام لأنه ببساطة الكونغرس يقر الميزانية الأميركية اللي موجود فيها بنود مساعدة السد العالي اشتراكنا في تمثيل القروض في التمويل إلى آخره هذه ميزانية تقرر كل سنة ولا نستطيع أن نربط لا الكونغرس الحالي اللي لسه فاضل له كذا سنة ولا كونغرس جاي لأنه مشروع عمره 12 سنة كونغرس لسه هييجي لا نستطيع أن نربطه بأشياء مسبقة طبعا ظاهر هذا الكلام ظاهره حق لكن حق يراد به باطل لأنه في العقود الدولية وفى الارتباطات الدولية كما يمكن أن نعقد معاهدات تمتد إلى كذا سنة وتكون رابطة فكذلك التعاهدات يعني التعهد اللي ترتب على كامب ديفد بمنح معونات لمصر وإسرائيل قدرها أربعة مليار دولار في السنة هو أقر في وقت كارتر ولا يزال ساري حتى النهار ده فحكاية أنه لا أستطيع أن أربط كونغرس قادم ولا أستطيع أن أربط رئيس قادم ويوجين بلاك ييجي يقول ما نقدرش خلي بالكم ما نقدرش هذا البنك الدولي له مساهمين ونحن لا نستطيع أن نربطهم باستثمار معين في بلد معين في مشروع معين 12 سنة قادمة لكن يوجين بلاك وهو موجود هنا وأنا سأرجع بعدين يوجين بلاك وهو موجود هنا أظنه في المرة الثانية حمل رسالة في منتهى الأهمية لكن أنا سأرجع للتفاصيل كيف وسأجعل هنا الوثائق هي اللي تتكلم لأنه أنا أعتقد أنه في بعض المرات وفى بعض الظروف وبسبب الشكوك المخيفة لأنه هذه المنطقة وهذا البلد بالتحديد تعرضوا لحملة نفسية بشعة هدفها الأساسي بالدرجة الأولى أن تحرم شعبا من ثقته بنفسه أن تأخذ من شعب جزء كبير جدا من إرادته أن تأخذ من شعب يقينه أنه يستطيع أن يفعل شيئا وأنه يستطيع أن يمسك بمستقبله وأن يحدد كيف يكون طريقه فيه إذا كان يستطيع أن يضع حجم الإرادة اللازمة وراء ما يريد فأنا هنا لو قلت رأيي أنا أو قلت تصوراتي أو لو اقتصرت على تجربتي وما رأيته وما سمعت قد تكون الرؤية مشوبة اتهم بهوى لكنه هنا وثائق مكتوبة في زمانها ومكتوبة بواسطة الآخرين قد تكون كافية لكي تقنع بما جرى بحقيقة ما جرى كيف اتخذ السد العالي تقريبا رهينة لكي تخضع مصر خصوصا وقد تبين الشعب المصري أنه جزء كبير جدا من آماله بقت يحققها هذا السد لكن أيضا هو يرمز لأنه أبعد من مجرد مشروع زراعي صناعي يعطي كهرباء إلى آخره يعني لما بدا واضحا أنه الخطة ألفا لا تحدث آثارها وأنه انتقلنا للخطة أوميغا في حوالي إبريل أظن أنه الوثائق شاهدة على شاهدة وبقسوة بفظاعة على أنه الأميركان بقى عندهم تصور واضح جدا جمال عبد الناصر رهن مستقبله مستقبل نظامه في مصر ومستقبله بمشروع السد العالي لأنه هو اللي دخل بقى هو صميم المعركة بقى هو جائزة المعركة الموجودة والدائرة في مصر وفى المنطقة في ذلك الوقت والناس بدأت تلتفت له وأخذ السد في ذلك الوقت قيمة الرمز وقيمة العلم وليس مجرد القيمة الزراعية الصناعية الكهربائية الموجودة فيه ولا التمويل اللي حاصل فيه لكن بقى يمثل معنى بقى هو يرمز للمشروع القومي ولما جاءت كل بقية الأمة العربية وبدا هذا المشروع هو يشد خيالها بعد صفقة السلاح بعد الأسلحة بدا يبقى فيه هذا المشروع واخذ حيز كبير جدا واعتبر الأميركان أن جمال عبد الناصر رهن مستقبله ومستقبل نظامه بالسد العالي وعليه الآن إذا لم يستطع تنفيذ هذا المشروع سقط وسقط نظامه وسقط مشروعه القومي كمان فإذا استجاب فقد باع مشروعه كله القومي كله بمشروع زراعي صناعي كهربائي واحد وانتهى الموضوع وهنا كانت أظن كان هذا هو جوهر المعركة التي دارت في 1956.





    المماطلات الأميركية لمشروع السد

    محمد حسنين هيكل: ألاقي هنا أمامي الوثائق ألاقي مذكرة من هوفر اللي هو وزير الخارجية هوفر هو مساعد أو نائب وزير الخارجية الأميركية والوزير وقتها جون فوستر دالاس يقول له الوقت إحنا تقرر إنه سننام على موضوع السد العالي وسوف نترك المصريين في شك من أمره لكنه سنعمل مفاوضات تستهدف التعطيل لا إحنا عاوزين نقول لهم لا ولا عاوزين نقول لهم أيوه لأنه إذا قلنا لهم لا أعفيناهم يتصرفوا زي ما هم عاوزين ويمكن يروحوا للاتحاد السوفيتي يمول إذا كان يقدر وإذا قلنا أيوه فما عندناش أساس نبدي عليه موافقة فأحسن حاجة نتركهم في شك فيه تعبير يستعملوه الأميركان خلي حد يستوي في الصوص بتاعه خليه يبقى يغلي في القدر اللي هو موجود فيه لغاية ما المياه تتبخر وهو يتسلق تقريبا يعني فهو سيبه كده زي ما هو عنده شكوك وعنده مخاوفه وعنده قلقه سيبه في قلقه ما تتعبش وقتك وبعدين لكن إحنا نقدر نعمل إيه ممكن قوي ننشط في السودان نقدر نعمل نحاول نخلي نثير شكوك الحكومة السودانية إحنا لن نتفاوض مع مصر سنتفاوض آه لكن لن نتقدم في المفاوضات لكن ننشط مع السودانيين لتعطيل اتفاق بين مصر والسودان بشأن حصص النيل لأنه علشان تروح مصر وهي في آخر الحوض تطلب مساعدة البنك الدولي أو أي طرف عليها أن تجيء بموافقة السودان لأنه هذا السد عند نهاية الحدود المصرية وسوف يترتب عليه أنه بحيرته وخزانه الكبير جدا سوف يمتد في شمال النوبة وسوف يغرق أراضي كثيرة قوي من السودان فهنا لابد من اتفاق السودان في مقابل أنه السودان سيستفيد من السد أيضا لأنه سيأخذ حصة تقريبا 12 مليار متر مكعب مياه تسمح له بها الفيض المحجوز وراء السد العالي فهنا أول مذكرة يقول له أنه يقول نائب الوزير يقول للوزير أنه إذا كانوا عاوزين مننا مساعدة لازم يقبلوا شروطنا وإنه إحنا لن نتكلم معهم كثير وسنمول المفاوضات لكن نقدر ننشط مع السودان لكي تكون السودان عرقلة أخرى إضافية جاهزة معارضتها يعني إذا ما قرر المصريين بشكل أو آخر يمشوا مع الاتحاد السوفيتي في بناء السد إذا كان سيمشوا لكن هنا دالاس ألاقي تقرير آخر من وزارة الخارجية يقول إيه؟ يقول إن دالاس كان معتقد أنه هذا النظام الشرير دالاس في عقلية قسيس وهو ابن قسيس وهو يرى المسائل خير وشر وزي ريغن بعد محور الشر وأميركا هي القرية المضيئة على قمة التل والخيرة واللي فيها الدفء إلى آخره يعني هذا البلد لا يمكن أن يساعد ولا يقبل المساعدة وبالتالي فهو يقول تعبير غريب جدا أنا كل ما أقرأه في الوثائق يعني يستوقفني على كل الأحوال لأنه يقول إيه؟ يقول هو شايف تمهل وشايفين عارفينه وعرفوا اللي حاصل في الاتحاد السوفيتي التقرير السري بتاع خروتشوف على عصر استالين وشايفين العقبات المشاكل الموجودة في الكتلة السوفيتية وغير متصورين الكتلة السوفيتية أو الاتحاد السوفيتي قادر على أن يمول مشروع بهذا الشكل والتزام طويل بهذا القوة فبيقول إيه؟ الاتحاد السوفيتي فيه ترهل فيه نوع من الترهل هو يقول إيه خلينا نبطئ زي ما إحنا عاوزين ونهدئ كما نريد لأنه الاتحاد السوفيتي لن يستطيع وعلى أي حال دعونا نترك الاتحاد السوفيتي التقاعس السوفيتي إلى جانب الكسل المصري والمعجزة لوحدها ستحصل لا يزال عندهم تفكير تصوروا في الاتحاد السوفيتي أنه لا يستطيع ويتصوروا في مصر أنه ليست هناك الهمة لعمل شيء فسيب السوفييت بالمشاكل اللي عندهم مع العجز المصري الذي نعرفه ونتصوره مع الأسف الشديد كانوا يتصوروا أنهم يعرفوا لكن ما قدروش يدركوا قيمة التغيير اللي حصل مع وجود مشروع فيه همة وفيه رؤية وفى إرادة وفيه عمل ناس جاهزين يشتغلوا عندهم طموحاتهم طليقة على أقل تقدير ليست مثقلة بيأس وليست مثقلة بإحباط بلد جاهز تحرك وجاهز يعمل حاجة يعني عنده على الأقل تشوُّف إلى فعل شيء وجاهز يدفع الثمن وألاقي دي موجودة لأنه جاي في اجتماع بعد كده يوجين بلاك حاضر اجتماع مع دالاس يسأل بلاك وزير الخارجية الأميركية يسأل رئيس البنك الدولي يقول له أحوال الاقتصاد المصري يعني يقدر؟ يقول له الاقتصاد المصري يبدي تحسنا ظاهرا وبالطبع هذا المشروع ثقيل عليه لكنه نحن نتصور أنه حجم التعبئة السياسية والقيادة الموجودة قد يلهم الشعب المصري والشعوب العربية إنه هذا المشروع يبقى ممكن تنفيذه ده مدير البنك الدولي ولكن دالاس مش قادر هو عنده فكرة عن التقاعس السوفيتي والكسل المصري وعاوزهم هم ينفذوا سياسة أميركا والوثيقة اللي بعد كده يبدأ أمامي تعليمات جاية لباريود السفير الأميركاني هنا تقول له ما تتكلم في موضوع السد العالي وإذا أثاره معك جمال عبد الناصر في مناسبة أو في وقفة فعليك أن تقول إن مصر حطت عقبات حكاية طلبها لخطاب تعهدات التزامات عاملة مشكلة في الوضع الفني في كيفية عقد اتفاق لأنه المسافة واسعة جدا بين اتفاق نوايا إعلان نوايا خطاب نوايا وخطاب التزام فيه فرق كبير قوي هنا لكن يقول له في التعليمات اللي جايه له تقول له خلي بالك بايرود هنا حقيقي يعني عمال يصرخ يقول يا جماعة المشكلة ما هياش عناد عبد الناصر إذا كنتم تتكلموا في عناد عبد الناصر بصوا للأسباب التي تجعله يعاند هذه البلاد هذه المنطقة لقيت كثيرا من إهمالنا لقيت كثير من انحيازنا لإسرائيل أو ما يبدو إنه انحيازنا لإسرائيل وعلينا إذا أردنا أن نعالج صراعا أن ننظر لأسبابه نحن الآن ننظر في شكله وفي تجلياته الظاهرة أمامنا لكن هذا لا يكفي لكن التعليمات أمامه تلفت نظره إلى أنه خلي بالك اقرأ التصريحات الصادرة من الكونغرس من نواب القطن في الجنوب اللي خايفين قوي أنه السد العالي يسمح لمصر بزيادة القطن عامل القطن المصري عامل للأميركان عقدة أنا أستغرب لها وأنا ماشي في الوثائق وكل ما أشوف اللي جرى لمحصول القطن المصري وكيف حجم أنا ضد الاعتماد كل الناس كلها كانت تتكلم تخطط تنبه إلى خطر الاعتماد على محصول واحد وهذه دعوة أول مَن نادى بها طلعت حرب وكانت هي وراء فكرة إنشاء بنك مصر لكن فيه فرق بين الاعتماد على محصول واحد وهو القطن اعتماد بلد على محصول واحد وهو القطن كما تعتمد دول نشوفها كثير النهاردة على البترول على إنتاج واحد لكن فيه فرق بين هذا وبين أن نترك هذا المحصول يتقلص ويختنق لأنه طرف دولي آخر يرغب في إزاحته كمنافس من السوق فيلفتوا نظر بايرود هنا بيقولوا له من فضلك شوف إيه اقرأ التصريحات اللي طالعه من أعضاء مجلس الشيوخ وبتقول إيه وبعدين هنا بقى ألاقي وثيقة من أغرب الوثائق الرئيس أيزنهاور في هذه الفترة كان عيان لكن بعد ما رجع كتب في يومياته أملا في يومياته وأنا أمامي يقول إيه؟ هو بعد عن الساحة عرف طبعا كان موجود لما ألفا انتهت وكان موجود لما أوميغا بدأت تخش في مراحلها الأولى لكنه غاب في مستشفى والتر ريد بعض أحيان فهو بيكتب ورقة بيقول فيها إيه يكتب يملي على جود باستر مساعده العسكري الجنرال جود باستر يقول له إيه؟ يوم 2 مايو بيقول له إيه منذ عدة أسابيع قدمنا عرضنا للمساعدة في بناء السد العالي إني لا أرى سببا لتغيير هذا الرأي الذي تبنيناه حينها وهو أن تدخل السوفييت في هذا الموضع سوف يكون بشكل أو آخر كارثي لو كان ذلك صحيحا هما كان عندهم شك في الاتحاد السوفيتي فإني افترض أننا نحاول أن نحدث تقدما مع المصريين بشأن الترتيبات وكنت أفترض أننا سوف نضغط سوف نصل إلى تقدم بشكل ما بالضغط أو بالتفاهم وبعدين قال فما الذي جرى يبعث يكتب الكلام ده ويطلب سؤال نائب الوزير وسؤال دالاس لكن هنا خطابه كان موجه لهوفر يقول اسألوا هوفر إيه اللي حصل لأنه الرئيس الأميركي دخل إلى المستشفى خرج فوجد أن الخطة أوميغا انتقلت من مرحلة التهديد بالسد ومع أمل في أنه ممكن الوصول لاتفاق لكن خرج من المستشفى أو خرج للاهتمام بالشأن العام بعد فترة نقاهة في غيست برغ في كانساس في ولايته في أبلين لأنه راح عمل فترة نقاهة في قريته اللي هو جاي منها فغاب عن الساحة شوية فجاي يقول إيه اللي حصل؟ بعدين ألاقي الوثائق في محاضر الكونغرس ألاقي فيه اللوبي اليهودي متحفز أوعى تعملوا حاجة مع مصر لأنه ده موضوع إذا مصر إحنا بصدد توجيه ضربة وقائية لمصر فإذا أنتم جئتم في هذه اللحظة وعملتوا معهم اتفاق كمان لبناء السد العالي فأنتم تخربوا منا جزء مهم جدا من التعبئة النفسية اللي إحنا عملناها في الغرب لأنه إحنا ببساطة كده أنتو ستعملون حاجتين إحنا نعبي أنه هذا نظام نحدث تعبه لأنه هذا النظام في مصر لا يستطيع وأنتم داخلين تساعدوا ثم أنه هذا سيبدو انتصار له أمام بقية الشعوب العربية في الدائرة الانتخابية التي يتحرك فيها (Constituency) وبعدين كده تكافِئوه على صفقة الأسلحة نواب الجنوب نواب القطن نواب الدوائر المنتجة للقطن الآخرين داخلين يقولوا لا مش بس وقف المفاوضات يعني شوفوا طريقة بعدين ألاقي في الوثائق ألاقي في اجتماع 4مايو ألاقي فيه دالاس وسلون لويد وزير الخارجية البريطاني ووزير خارجية الإنجليزي يتكلموا على بعض هنعمل في حكاية السد العالي سلون لويد يسأل فدالاس يقول له نحن نقوم بدراسة مقترحات المصرية هناك معارضة في الكونغرس إلى آخره وعلى أي حال لا ينبغي أن نعطي المصريين أي إشارة تطمئنهم خليهم قلقين كده بعدين 17 مايو هنا الحوادث بدت تأخذ طابع أسرع شوية دكتور أحمد حسين الموقف يتأزم ومصر بتقول خلصونا في حكاية الرسائل اللي راح الدكتور أحمد حسين سفيرنا في واشنطن بتقول له إيه اللي حاصل في المفوضات نايمة وما حدش يرد ما حدش يقول حاجة أبدا ما هو الموضوع فأحمد حسين يروح يقابل دالاس ويقول له أنه هيروح مصر أنه يريد أن يتلقى شيء فألاقي مذكرة ألاقي هنا محضر اجتماع أحمد حسين مع وزير الخارجية الأميركي السفير المصري رايح قبل ما ييجي مصر بيفوت على وزير الخارجية ويسأله يقول له قل لي لأنه أنا أستعجل في مصر وفى مصر قلقين لأنه ما يأخذوش رد فدالاس ينتهز الفرصة ويبدأ يعطي له تقريبا درس يقول له نمرة واحد أنه فهمني أنتم تعملوا إيه إحنا يبتدي يقرأ له نص تصريح هو قاله أنهم مستعدين يساعدوا مصر إذا كانت الحكومة المصرية تتوقف عن شراء الأسلحة وإذا كانت لا تعارض سياسات الولايات المتحدة بهذا الشكل وإذا كانت لا تدعو غيرها إلى معارضة سياسة الولايات المتحدة لكن اللي حاصل النهار ده بعد فترة من التصريح أنه مصر عملت كل ما كانت الولايات المتحدة تنهاها عنه بدت رافضة للصلح مع إسرائيل تشتري أسلحة أو اشترت أسلحة تحرض العالم العربي على عدم الانخراط في أحلاف الغرب ولا أنه المناخ جاهز للصلح مع إسرائيل ببساطة لأنه إسرائيل لا تنوي ولم تكن تنوي وهي حتى هذه اللحظة لا تنوي أن تعطي شيئا مستعدة تأخذ أي حاجة لكنها لن تعطي حاجة أبدا فبعدين يقول له لا يعطيه أطلاقا أي أمل في أي حاجة لكن يقول له أنت هتروح مصر قل لجمال عبد الناصر إن إحنا إذا أظهر نوايا صداقة واضحة وجدية وجلية فنحن مستعدين وأما هذا فهو هذه السياسة التي يتبعها تضعنا في حرج لا يمكننا على الأقل في هذه اللحظة أن نذهب إلى الكونغرس ونقول له ارتبط بما يُلزم مجالس تشريعية أخرى قادمة على 12 سنة وارتبط بما قد يضر بمصالح زارعي القطن في الجنوب وارتبط ببلد يُظهر الصداقة مع الاتحاد السوفيتي على أي حال ولا يُظهر الصداقة لنا وهو يرفض كل ما طلبناه منه علشان أقدر أروح الكونغرس وأقول له تعالى ساعد بمقتضى ما وعدنا به تعالى نساعد تعالى نقرض تعالى نمول تعلى نشترك مع البنك الدولي لابد أن تستجيبوا أن يبدو واضحا روح لجمال عبد الناصر وقل له إنه نحن ننتظر تغيير أساسي منه في سياسته.




    سحب العرض الأميركي وبحث ردود الأفعال

    محمد حسنين هيكل: جاء أحمد حسين مصر في أوائل يونيو وأنا هنا فاكر كويس جدا اللي حصل وعارفه وكتبته في وقتها لأنه أحمد حسين جاء وطلب مقابلة جمال عبد الناصر لكن على غير العادة جمال عبد الناصر أخّره قوي الحقيقة يعني وأخّره وأنا في هذه الفترة جمال عبد الناصر كذا مرة لأنه أحمد حسين كلمني وقال لي أنا طالب أقابل الرئيس وبعدين هو لا يراني جمال عبد الناصر كان عنده في ذلك الوقت عنده إيه؟ عنده نوع من الإحساس هو كان يحب أحمد حسين جدا لكن تولد عنده نوع من الإحساس أنه أحمد حسين أصابه التعب تعب المعادن الذي يصيب الدبلوماسيين أحيانا تعب المعادن المشهور جدا في الطائرات وفى العربات وفى كل حاجة أنه المعادن ممكن تبقى فيها نقط ضعيفة وممكن تتأثر جوهرها يتأثر أو صلبها يتأثر عند بعض اللحظات وأنها ممكن تكسر ده يحصل لناس كثير قوي خصوصا الدبلوماسيين لأنه الدبلوماسيين يحصل لهم إيه؟ أنه يقعد موجود يمثل بلده في بلد آخر ثم هو هناك معرض للإلحاح والضغط من جانب البلد الآخر وهو راغب في تحسين علاقة بلده مع هذا البلد الآخر اللي هو عايش فيه واللي يسمع ليل نهار حججه واللي يقرأ صباح كل يوم ومساء كل يوم سواء جرائده أو يشوف التليفزيون بتاعه فهو يتأثر ويحصل في النهاية أنه السفير اللي موجود مش أقول ده على أحمد حسين بالتحديد لكن حصلت مرات كثيرة قوي أنه السفير اللي موجود لمصر مثلا في بلد ما يتحول إلى بدل من رسول من بلده إلى هذا البلد يتحول إلى العكس فيبقى هو اللي يضغط على بلده لكي تستجيب للبلد الثاني لأنه هو راغب في تحسين العلاقات راغب في الاستجابة راغب في نوع من الوفاق لكن هذا مطلوب لكن لابد أن تكون حدود المطالب واضحة أقصد هذا مطلوب بمعنى مش مطلوب كطلب لكن مفهوم إنسانيا مفهوم إنسانيا إن السفير الموجود هو بشر سيتأثر بالوسط وبالمحيط وبالإلحاح وبالضغوط التي يسمعها وبالتالي يبقى عنده هذا جمال عبد الناصر كان يحس إن تقارير أحمد حسين كانت تدعو طول الوقت للتساهل مع الأميركان وفى قبول شروط البنك الدولي إلى آخره حصل ما جاء الدكتور أحمد حسين في يونيو وطلب يقابل جمال عبد الناصر أنه المقابلة تأخرت أيضا ساعد عليها أنه بعد كل الظروف الموجودة دي جمال عبد الناصر قرر يأخذ أجازة ببرج العرب خصوصا أنه كان فرغ من انتخابات استفتاء على الرئاسة فاز فيها هو بنسبة حقيقية أنا مستعد أقولها المرة الوحيدة اللي ممكن يكون فيها استفتاء لا شائبة فيه هي هذه المرة التي جرى فيها الاستفتاء على النظام الجمهوري وعلى أنه جمال عبد الناصر يرأس الجمهورية هذه كانت مرة نادرة وفريدة في التاريخ لأنه الجو كان جارف وبقسوة لمثل هذا وعلى أي حال سواء العمل السياسي أو سواء الجهد في الاستفتاء بأي الأسباب جمال عبد الناصر راح في أجازة ببرج العرب وقرر أنه سيأخذ أجازة 15 يوم أنا شفته في فترة الأجازة دي مرتين والمرة الثالثة كانت مع أحمد حسين لأنه أحمد حسين أنا رحت في المرة الثانية كنت أقول لجمال عبد الناصر أقول له أحمد حسين متضايق جدا وحقيقي بدا يبقى لأنه هو جاي محمل برسالة من دالاس وهو قلق وله حق الراجل حقيقة في أسباب قلقه لأنه مقابلته مع دالاس أعطته كثير جدا ممكن يقلق من أجله فهو جاي متحفز وبعدين لقا ما فيش مواعيد فبدا هذا التحفز يتحول إلى نوع من الإحباط فأنا تكلمت مع الريس وعلى أي حال هو أظن بعاطفة نحوه قال لي هاته بكره فثاني يوم بالفعل أنا ركبت عربتي ومعايا الدكتور أحمد حسين وأنا اللي سائق وطلعنا إلى برج العرب لكن الدكتور أحمد حسين وأنا أظن أخذنا مفاجأة من الطراز الأول دخلنا قعدنا كنا سنأكل معه الغذاء وكان وقتها استراحة برج العرب استراحة غلبانة قوي كانت لسة بتاعة وزارة الزراعة وبيت يعني النهاردة طبعا اختلفت قوي استراحة برج العرب يعني لكن في ذلك الوقت كانت استراحة يعني متواضعة تليق بنظام جمهوري لسه جاي وثوري إلى آخره فتغذينا معه وبعدين جمال عبد الناصر أحمد حسين بدى يحكي اللي شايفه من دالاس وأنه خايف وأنه كذا وكذا فإذا بجمال عبد الناصر يقول له إيه؟ يقول له أقول لك حاجة الآخر خالص كده بعد الغذاء أنا سأقول لك حاجة أنت تعتقد أنهم عندهم النوايا الحسنة قال له أيوه أنا أعتقد الأميركان عندهم نوايا حسنة بس إحنا اللي قال له خلاص كل الشروط اللي إحنا أمام البنك الدولي روح قول لدالاس قابل دالاس وقول له نحن قبلنا كل الشروط أحمد حسين أنا كمان أحمد حسين فتح عينه قال له سيادة الريس عايز أبقى فاهم متأكد سنقبل كل الشروط المعلقة؟ قال له سنتنازل عن كل الشروط المعلقة روح قل لهم إن إحنا سوف نقبل كل الشروط أنا الحقيقة يعني أنا كنت قاعد بس ما كنتش أعرف إيه الخلفية اللي عند جمال عبد الناصر فيما بعد عرفت لكن وقتها في يومها أحمد حسين خض أنا كما اتخضيت وكان ده آخر حاجة لأنه الغذاء أصله جمال عبد الناصر خارج معانا نركب العربية وأنا أحمد حسين دخل قعد جنبي وأنا سأسوق حتى ترجينا الريس يخش ما يقفش يسلم علينا وإحنا ماشيين يودعنا وإحنا ماشيين لكن فضل الراجل واقف ومشينا وإحنا في السكة أحمد حسين يقول لي هل تفتكر أنه سيقبل؟ قلت له قال لك لكن قال لي طيب أنت قلت له والله أنا ما أعرف وحقيقي ما كنتش أعرف فيما بعد عرفت أنه جمال عبد الناصر وهو يقول ذلك كان يدرك أنه فيه قرار اتخذ بسحب مشروع السد العالي لأسباب كثيرة جدا طويلة عريضة يعني عرف إزاي جمال عبد الناصر ده عرفته فيما بعد ما عرفتوش في وقتها وكان ممكن أفضل معلق بسؤال استفساري ملح جدا لو لم أعلم ظهر أنه هامر شولد كان جاي مبعوث للمنطقة والرئيس الأميركي شافه ودالاش شافه وقالوا له أنه المنطقة فيها توترات على الحدود فروح حاول تعمل مسعى يلفت الأنظار شوية عن موضوع السد العالي يعني إلى آخره يعني وبعدين شاف وحب هو يشوف يوجين بلاك فشاف يوجين بلاك قاله له إنه هو مقتنع اقتناع كامل بس قال له لعلمه يعني أنه أميركا سحبت مشروع السد العالي وأنه ما عدا فيه فعليه أن يرتب هامر شولد نفسه أنه ما يتورطش في كلام مع الأمم المتحدة لا تتورط في كلام لأن هامر شولد هو سكرتير عام الأمم المتحدة وهو أهم سكرتير عام أمم متحدة جاء لها فقال له يوجين بلاك رئيس البنك الدولي يقول لسكرتير عام الأمم المتحدة بيقول له أنا بيني وبينك فيه قرار اتخذ بسحب العرض بمشاركة في التمويل الأميركاني ولكنه لا يراد إبلاغ مصر به الوقتي وبعدين هامر شولد لما جاء وهو صديق جدا للدكتور فوزي الدكتور محمود فوزي أعطى فوزي الإحساس أنه يعني ما تعلقوش أمال كثيرة قوي وكان هذا في سياق حديث عن الأوضاع في الهدنة لأنه أراد هامر شولد أراد السكرتير العام للأمم المتحدة أن ينبه الدكتور محمود فوزي إلى أنه فيه مخاطر على الحدود وأنه فيه مخاطر في الداخل وما تغلطوش تتصوروا أنه عندكم حاجة كبيرة أنتم مقبلين عندكم بلد عاوز يضرب ضربة وقائية أمامكم وهو إسرائيل وعندكم توترات على الحدود وعندكم مشاكل مع الأميركان في السد العالي وأنتم تتصوروا أنه هم لسه فيه مفاوضات لكن عايز أقول لك أنه هذه المفاوضات لا قيمة لها وبعدين الدكتور فوزي راح قال للريس وترجى علشان هامر شولد علشان سمعة هامر شولد وعلشان يوجين بلاك وسمعة يوجين بلاك أنه ما يقولش لحد وبالتالي فعلا جمال عبد الناصر ما بيقولش لحد لكنه هذا وحده لم يكن كافيا لإقناعه لكن هو لما راجع كل سجل الاتصالات وشاف الكلام اللي جابه أحمد حسين وشاف الضغوط الموجودة بأميركا هو جنب هذا التحذير من هامر شولد عن ما سمعه عن بلاك للدكتور فوزي ثم نقل إليه أظنه بقى حاسس أنه لديه ما يوفر اعتقاد كامل أن هذا المشروع لم يعد موجودا أمامه وأن الأميركان اتخذوا قرار لكن اللي حصل في ذلك الوقت أنه وهنا جاية في 23 مايو أنه أحمد حسين وهو رايح على أميركا بعد ما خلص مقابلته مع جمال عبد الناصر وعنده تفويض أنه يقول للأميركان نحن قبلنا كل الشروط أعطى تصريحات متفائلة ولما راح واشنطن وقابل وكيل الخارجية طلب معاد مع وزير الخارجية قالوا له سيتحدد لك ميعاد على طول شاف وكيل الخارجية في المدة وفهم منه راونتري وزير الخارجية أنه مصر مستعدة لقبول الشروط فهنا بدى يبقى فيه مشكلة إحلال وقت قبل ده قبل ما يوصل أحمد حسين بكذا يوم ألاقي أمامي وثيقة ثانية دالاس يزور أيزنهاور مطرح ما كان بيعمل نقاهة في أبلين وبيقول له أن إحنا خايفين جدا المصريين ممكن يقبلوا الشروط وإحنا لغاية إحنا فيه فرق بين إحنا مش عاوزين نقول لهم الشروط عاوزين نقول لهم إن إحنا سنرفض تمويل السد العالي سبب أساسي أن إحنا لا نريد أن نعطيهم حجة ظاهرة يلجؤوا فيها للاتحاد السوفيتي الغريب أن ده كان برضه تفكير جمال عبد الناصر لما قال أنه سنقبل لكن دالاس بيقول لأيزنهاور إيه يقول له أنه النهار ده يبدو المصريين ممكن قوي يقبلوا فأنا عاوز تفويض أن أعلن على الملأ أن إحنا سحبنا العرض قبل ما ييجي أحمد حسين يسألني لأنه هنا لو جاي يسألني وأنا سأقول له على طول كده وقتها فإذاً نحن أعطيناهم الحجة ليذهبوا للاتحاد السوفيتي فأنا سأقول له وأبادره ونراهن على أنه الاتحاد السوفيتي لن يستطيع ولا مصر ستقدر لكن تبقى القرار منا نحن بقى ما نستناش لما ييجي يسألنا ولا يقول لنا لأنه ممكن قوي يورطونا يقولوا لنا قبلنا وبالتالي يحطونا أمام ضرورة أن نقبل أو يحطونا أخلاقيا في موقف يبقى صعب جدا لا نستطيع أن نرفض فيه فإذاً أنا عاوز تفويض فأعطى له يوم 18 يونيو أعطى له تفويض أنه يعلن في أي وقت هو عايز يراه مناسبا فدالاس المنتظر لأحمد حسين ييجي له وهو يعلم أن أحمد حسين سوف يعرض قيادته ما يقول له نحن قبلنا قبلنا بكل الشروط وجد أنه الموقف يتغير وأنه ألاقي بقى هنا الوثائق واضحة جدا بتقول أنه دالاس جاهز لأحمد حسين وأنه سوف يقول له كده بكل وضوح أن والله نحن لم نعد مهتمون بمشروع السد العالي الحاجة الغريبة قوي أنهم وصلوا إلى هذا القرار مطمئنين إلى أنه لن يكون هناك رد فعل مصري الحاجة الغريبة لما أشوف الوثائق وهي من أهم الحاجات اللي موجودة أمامي يقول له إيه؟ سيعمل إيه جمال عبد الناصر؟ لأنه لما تيجي دولة كبيرة آه الرئيس صرح لدالاس أنه يسحبوا السد العالي العرض في أي وقت هو يراه مناسبا لكن لازم يعملوا عدة حاجات واحد لازم يتصلوا بالبنك الدولي علشان يسحب معهم ويتصلوا بالإنجليز كويس وبعدين حاجة ثانية لابد أن يبحثون ما هي خيارات جمال عبد الناصر الحاجة الغريبة قوي أنه كلهم كله وهنا وثائق ألاقي مساعد الوزير آلان اللي كان جاء لنا في وقت صفقة الأسلحة عمل مذكرة يقول فيها عملوا فريق عمل إيه الخيارات الموجودة أمام جمال عبد الناصر؟ فقالوا له أنه الخيارات الموجودة أمامه عدة حاجات سيقف يهيج وسيقف يهاجم وسيقف يشتم وسيقف يعبأ الناس لكنه أكثر من ذلك ليس في مقدوره هو ممكن يروح الاتحاد السوفيتي لكن هنا إحنا عارفين أنه هو ما كانش مش عاوز قوي يروح الاتحاد السوفيتي لأنه هو يفضل أنه أميركا تعطي له يشتغل في السد العالي مع أميركا ويأخذ سلاح من روسيا وده وضع مثالي لكن نحن لن نمكنه من هذا لكن الروس ما يقدروش يعطوا له أسلحة ويعطوا له سد عالي كمان مش ممكن يعني فإذاً حتى لو راح للروس ما فيش مخاطر فيها هو سيتعب وعلى أي حال فيه ضربات وقائية ممكن تنزل عليه وعلى أي حال طبعا موجودة في ذهنهم الخطة اللي فيها تخزين أسلحة رايحة لإسرائيل فيه ضربة قادمة هم يعلموا أنها قادمة فإذاً سحب السد العالي هم الطرف الأميركي يعمل إهانة شديدة جدا إعلان هذا يعمل إهانة شديدة جدا وكسر لمشروع أو لبند مهم جدا لمشروع هو صحيح مشروع اقتصادي لكنه أصبح رمزا لمشروع قومي ويضيف إليه أنه تفضل روح أعمل اللي أنت عايزه الإنجليز الآخرين مهتمين وبعدين إيدن يعمل اجتماع وأنا سمعت تفاصيل الاجتماع ده من أنتوني ناتنغ يقول جابوا مجموعة خبراء مجموعة الخبراء كان يرأسها تريفل إيفلز وهو رجل عرف جمال عبد الناصر لأنه تريفل إيفلز كان وزير مفوض في السفارة في القاهرة في الفترة الأولى من قيام الثورة وبالتالي شاف جمال عبد الناصر في النصف الثاني من سنة 1952 وشافه سنة 1953 شافه كثير قوي مرات كثيرة قوي منها مرة في بيتي وبالتالي يتصور تريفل إيفلز أنه بيعرف جمال عبد الناصر ويستطيع أن يتنبأ بردود فعله كذلك يتصور الإنجليز فيقول لهم تريفل إيفلز يقول لهم إيه؟ تقرير اللجنة أنه سيتكلم وسيتخانق وسيعبئ ضد إنجلترا لكن وسائله في العمل محدودة لكن لسبب ثاني خالص يقول وهذه الحجة أقنعت إيدن يقول له مهمة كل حاكم شرقي أن يحتفظ بمكانه وبكرسيه إلى أبعد مدى ممكن هذا رجل سعى للسلطة على جمال عبد الناصر هذا رجل سعى للسلطة والآن أصبح رئيس الجمهورية استفتي عليه منذ أسابيع رئيس الجمهورية وأصبح رئيسا لجمهورية مصر وحقق أمله وبالتالي فحرصه على كرسيه هو أكبر ضمان لتحديد ردة فعله ولنا أن نطمئن في سحب مشروع السد العالي لأنه هنا ما بقاش السد العالي بقى هنا مركز جمال عبد الناصر بقى منصبه بقى كرسيه كرئيس جمهورية فاطمئنوا ردود الفعل محددة ولا خوف ولا خطر .

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 9th January 2010, 03:01 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي ناصر و السد

    أنا : كمال ناصر




    ناصر و السد

    بقلم : محمود عوض

    من بين عشرات التطورات الإقليمية والدولية المتجددة يجد الكاتب نفسه مشدوداً غالباً إلى الحدث الأكثر إلحاحاً. لكن فى أوقات الضيق والظلام والتراجع وافتقاد العزيمة ربما يجد المرء نفسه مشدوداً أكثر إلى الحدث الأكثر إلهاماً. حدث ليس فى الأخبار الجارية ولا هو قريب منها وإن كان فى مغزاها. حدث لا نخترعه من العدم وإنما تحقق فعلا ذات يوم وذات جيل وذات رؤية. حدث كان فيه مهزوماً ومنتصراً ومع ذلك فالمنتصر انفصل عن مغزاه بينما المهزوم هو الذى يستعيده مرة بعد مرة ويقلب أوراقه من دون كلل ويستخرج منها العظات لنفسه ولأبنائه وكأن الخلاصة هنا هى أن المهزوم دائماً ذاكرته أكثر حدة من المنتصر. أما الحدث فهو قيام مصر بتأميم شركة قناة السويس فى 26/7/1956 والمناسبة هى مرور نصف قرن عليه فى هذا الشهر. حدث توقفت مصر الراهنة نفسها عن تذكره منذ سنوات طويلة مضت ربما لأن سياساتها التالية ابتعدت كثيراً عن روحه ومغزاه. مع ذلك فلم يحدث أن تابعت الإعلام البريطانى مثلاً - المقروء والمسموع والمرئى - خلال العشرين سنة الأخيرة إلا ووجدت نفسى أمام إعادة دراسة للحدث وتحليل لمكوناته واستخلاص لعبره. أحياناً هى كتب أو وثائق جديدة. أحيانا مذكرات لم يسبق نشرها أو أسرار يجرى كشفها بأثر رجعى، أو حلقات تلفزيونية بعنوان نهاية إمبراطورية باعتبار أن هزيمة التدخل البريطانى المسلح فى بورسعيد - مع فرنسا - كان هو المسمار الأخير فى نعش الإمبراطورية البريطانية التى لم تكن تغرب عنها الشمس. فى هذه المرة هى كتابات تحليلية بريطانية وآخرها بقلم ريتشارد نورتون تايلور فى جريدة الجارديان البريطانية. بالموازاة نجد فى الجانب المصرى تذبذباً متصاعداً وصل فى بعض الفترات إلى دعوات بائسة لإعادة تمثال فرديناند دى ليسبس صاحب فكرة قناة السويس إلى قاعدته السابقة فى المدخل الشمالى للقناة ببورسعيد كرد اعتبار له بعد أن أزيل التمثال كنتيجة جانبية للغزو الثلاثى لمصر فى 1956 . شهدنا أيضا دعوات أكثر بؤساً وجهلاً وتبجحاً - فى مصر - تزعم أن تأميم قناة السويس كان عملاَ متهوراَ من أساسه لأن القناة كانت ستعود إلى مصر تلقائيا مع انتهاء عقد الامتياز فى سنة 1969 بينما التأميم انتهى بهزيمة لمصر لم ينقذها منها سوى تدخل من الولايات المتحدة... الخ. فى المشهد هنا تصفية حسابات سياسية مرة وإصرار على تلويث النقاط المضيئة فى الذاكرة الوطنية مرات. فمن فى قلوبهم مرض من جمال عبد الناصر وعهده أو مجندون للترويج لثقافة الاستسلام التى أصبحت مطلوبة بشدة لترويج ما هو مستجد من مشاريع تبدأ بإسرائيل وتنتهى إلى تصفية ركائز الاقتصاد المصرى وخصخصتها للأجانب بسعر التراب وتنتهى أكثر وأكثر إلى التطلع من جديد لنهب البترول العربى وإعادته إلى بيت الطاعة بمثل ما كان قبل تأميم قناة السويس.وإعادة تشريحنا لحدث تأميم قناة السويس لمناسبة مرور نصف قرن ليس لتهنئة الذات ولا لتمجيد شخص ولا حتى لإحياء ذكرى. المسألة كلها هى ألا تذهب تضحيات أجيال سابقة سدى وأن تتراكم الخبرات الوطنية بدل انقطاعها وأن ندرس مرة بعد مرة بعد مرة نواحى الإيجاب والسلب فيما جرى لنخرج فى نهاية المطاف بالمغزى الحقيقى الذى يتشكل منه التاريخ الوطنى. لم تكن شركة قناة السويس مجرد شركة أجنبية أخرى فى مصر. كانت دولة داخل الدولة. وكانت أيضاً جرحاً غائراً دامياً فى التاريخ المصرى يلخص استئساد أوروبا بقوتها الصاعدة علينا فى قاع هزيمتنا. وحينما أرغمت مصر على بيع ما تبقى من نصيبها من أسهم شركة قناة السويس إلى بنك بريطانى بسعر التراب ذهب رئيس وزراء بريطانيا بالأسهم إلى الملكة فيكتوريا ليقول لها مبشراً.. هذا من أجلك يا سيدتى، بمعنى أنه رصيد استراتيجى واقتصادى غير مسبوق لحساب الإمبراطورية البريطانية فى ذروة هيمنتها على بحار العالم ومحيطاته. بالقناة بدأت بريطانيا... وباحتلال مصر تطور مشروعها. منذ تلك اللحظة، وطوال الاحتلال العسكرى البريطانى لمصر لمدة 74 سنة، استمر حلم استعادة ملكية مصر لقناة السويس فى صلب الوعى المصرى، وهو حلم يورثه كل جيل إلى الجيل التالى له حتى لا يتكيف مع الأمر الواقع. المشكلة كانت بالطبع هى أن أسباب الضعف لا تزال هى السائدة فى مواجهة أسباب القوة التى جعلت بريطانيا محتلة ومسيطرة. فى الأولويات الوطنية المصرية الجديدة كان طبيعياً أن يكون هدف إخراج الاحتلال البريطانى هو المقدمة. مع ذلك فحينما أعلن جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس فى 26/7/1956 بعد خمسة أسابيع من خروج بريطانيا عسكرياً جاء القرار بمثابة القنبلة إقليميا ودولياً. وفى لندن كان نورى السعيد رئيس وزراء العراق ضيفاً على مائدة عشاء رئيس وزراء بريطانيا أنتونى إيدن حين ورد للأخير خبر التأميم، فحرضه نورى السعيد قائلاً: الآن فرصتكم لكى تسحقوه يقصد عبد الناصر. لم تكن القصة هى عبد الناصر مع أنه كان عنواناً لها. القصة هى قناة شقها المصريون بأيدى وتضحيات آبائهم وأجدادهم، فأصبحت تالياً دولة داخل الدولة. ولأن الأحلام الكبرى تحتاج إلى عقول كبرى فقد كان أهم سمات قرار التأميم هو دراسته المستفيضة سراً كما تبين فى ما بعد. ليس فقط دراسة الموقف القانونى ولكن الأهم دراسة الموقف الإقليمى والدولى وجمع أكبر قدر من المعلومات والتحسب لأكبر قدر من المخاطر. فقبلها بثلاث سنوات فقط كانت بريطانيا - وتحت قيادة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية - أسقطت حكومة محمد مصدق فى إيران عقاباً له على تجرؤه بالقيام بتأميم البترول الإيرانى فأصبح عبرة لمن يعتبر حول العالم. فى حينها قناة السويس جزء أساسى من معادلة البترول فوق كونها ركيزة استراتيجية بحد ذاتها. وبحسابات القوة المجردة لم يكن تأميم قناة السويس ممكناً. فمصر عسكرياً ذات جيش وليد محدود يكاد يتدرب للمرة الأولى على أسلحة حديثة محدودة، بينما بريطانيا - وأن كانت قواتها غادرت مصر لتوها - موجودة عسكرياً فى ليبيا وفى قبرص وفى الأردن والعراق والخليج. فإذا أضفنا إلى ذلك أن فرنسا هى الشريك الثانى فى حيازة أسهم شركة قناة السويس تصبح خطوط المواجهة قاطعة: دولة صغيرة من دول العالم الثالث فى مواجهة أكبر إمبراطوريتين ذات وجود مسلح فى المنطقة ومصلحة مباشرة فى استمرار تملك قناة السويس. المعلومات التحضيرية الدقيقة كانت جهداً مصرياً سابقاً ولازماً ومع ذلك فإنها لم تعط حصانة ضد المفاجآت غير المتوقعة. من أكبر تلك المفاجآت مثلا كان التواطؤ السرى لإسرائيل مع بريطانيا وفرنسا فى مؤامرة لغزو مصر عسكرياً لم تتكشف وثائقها إلا بعد الغزو بسنوات. المعلومات أيضاً لم تكن بديلاً عن التعبئة الوطنية الجادة. فحينما وقف جمال عبد الناصر يخطب فى الجامع الأزهر أثناء الغزو، وحينما جرى شحن قطارات بكاملها بالأسلحة الخفيفة إلى أهالى بورسعيد ومدن قناة السويس لم يكن المطلوب من المصريين الدفاع عن حاكم أو حزب أو نظام. المهمة كانت: الدفاع عن حق شرعى وحلم عاشه المصريون جميعاً أباً عن جد. فى الإيمان بهذا الحق لم يكن الجهد وطنيا فقط وإنما عربياً ودولياً أيضاً، لأن ساحة المواجهة يتوازى فيها المحلى والدولى. والغابة الدولية، فى لحظة فارقة نادرة، سمحت برفض أمريكى سوفييتى للغزو، وان يكن بدوافع مختلفة. فى هذه العجالة لا بد من التوقف عند درس جوهرى: إن عدالة قضية لا تكفى بحد ذاتها لانتصارها. بامتداد التاريخ هناك العديد من القضايا العادلة التى انتهت إلى الهزيمة وآخرها فى حينها كان قيام محمد مصدق بتأميم البترول الإيرانى وبتصديق من محكمة العدل الدولية. من هنا كان التحدى لمصر بعد تأميم قناة السويس أكبر منه قبلها. انه تحدى حسن وكفاءة إدارة الملاحة بقناة السويس ذاتها. لو وقف العالم كله مع مصر بينما فشلت هى فى تشغيل القناة لأصبحت الهزيمة مدوية ونهائية. هذا يعنى أن الأحلام الكبرى قد يقودها رجال دول، لكن الذى يضمن نجاحها هم رجال الخبرة. ومن اللحظة الأولى لتأميم قناة السويس كان الفريق المختار والمكلف سياسياً بالأشراف على القناة هو بقيادة المهندس محمود يونس. لكن الأخير كان مفوضاً فى موقعه بسلطات رئيس الجمهورية كاملة فى اختيار وتشغيل العناصر الأكثر كفاءة هندسياً وملاحياً... وسواء كانوا مصريين أو أجانب. فقط حينما انسحب المرشدون البريطانيون والفرنسيون فجأة - بربطة معلم - كان الجهد والعلاقات السياسية ما سمح بالمجيء على وجه السرعة بمرشدين من اليونان ويوغوسلافيا ودول أخرى. ثم درس آخر: فمع أن العنوان المعلن لتأميم قناة السويس كان استخدام إيراداتها لتمويل بناء مشروع السد العالى فى نهر النيل بأسوان جنوب مصر، إلا أن هيئة قناة السويس أخذت الأولوية المطلقة فى استخدام إيراد القناة من أجل توسيع القناة وتحسين الملاحة بها. وبرغم الإيرادات الضخمة المتزايدة للقناة سنة بعد أخرى فى السنة الأخيرة مثلاً بلغت الإيرادات أربعة بلايين من الدولارات فلم تسجل حالة فساد أو انحراف واحدة بامتداد خمسين سنة. ودرس ثالث: أهمية معرفة أين تنتهى السياسة وأين تبدأ الإدارة. فبكل تلك الأهمية والحيوية لقناة السويس فى الاقتصاد المصرى كان العنوان الصارم المقرر سياسياً من البداية هو كفاءة الإدارة. لم يكن مسموحاً لوزير ولا غفير، ولا حتى للحكومة كلها، أن تتدخل فى تعيين أو ترقية أى شخص أو التوصية على قريب أو بعيد. فلكى يكون الحساب عسيراً وصارماً يجب أن تكون السلطة كاملة. الإدارة هى الإدارة والخبرة هى الخبرة والمشروعات الكبرى لا تديرها الأغانى ولا الخطب الحماسية أو التوجهات الحزبية. تديرها العقول خبيرة ذات الكفاءة الكاملة بالمعيار المطلق. هذا بحد ذاته بالغ الأهمية فى عالمنا الثالث وربما فصل الخطاب لأن الفشل يبدأ من تغليب الولاء على الكفاءة. ثم درس رابع: إن الذين كانوا بحق - وليس عن ادعاء - جزءاً محورياً من ذلك الأداء الوطنى الرفيع، وبمعايير دولية، اتسموا بالتواضع ونكران الذات إلى درجة أن أيا منهم لم يكتب مذكراته مثلاً. هذا يذكرنى بجورج مارشال وزير الدفاع الأمريكى وتالياً وزير للخارجية فى عهد ترومان الذى رفض كتابة مذكراته اعتقاداً منه بأن هذا بمثابة تربح من المنصب العام. العالم تغير لعلو قيمة الحاجة إلى استلهام نقاط الضوء وتراكم الخبرات من جيل إلى جيل. مع ذلك فحتى الآن، وفى كل مدن قناة السويس، لن تجد شارعاً أو ميداناً يحمل اسم محمود يونس أو أى من رفاقه. وبالطبع لن نجد تمثالاً لأى شخص، ربما لأن إقامة التماثيل هذه مسألة استمرت مستهجنة بالكامل فى الثقافة السياسية المصرية. بنجاح مصر فى تأميم قناة السويس كان الدرس مدوياً بامتداد العالم الثالث كله، من آسيا إلى إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية. وبغير هذا النجاح لم يكن ممكنا التفكير تالياً فى استعادة البترول العربى إلى أصحابه بعد طول نهب وسرقة. ربما من أجل هذا وغيره يتعلم المهزومون من هزيمتهم، بينما المنتصرون هم الذين أصبحوا ضعاف الذاكرة

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 14th January 2010, 09:43 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي ميلاد ناصر .. ميلاد أمة

    أنا : كمال ناصر




    ميلاد ناصر .. ميلاد أمة
    بقلم : عمرو صابح
    .............................

    يحتفل كل الأحرار والشرفاء فى العالم بالذكرى الثانية والتسعين لميلاد الزعيم العربى جمال عبد الناصر .
    بمقاييس الزمن عاش عبد الناصر حياة قصيرة فقد رحل عن 52 عاما و 8 أشهر و 13 يوما ، ظهر فيها على مسرح التاريخ لمدة 18 عاما مثلت فصلا إستثنائيا فى التاريخ العربى كله .
    رحل عبد الناصر ولم تكتمل رسالته وبعد وفاته انقضت قوى الإستعمار العالمى متحالفة مع ذيولها من قوى الثورة المضادة والرجعية العربية على وطننا العربى لبتر تجربته والقضاء على نتائجها و تشويه ذكرى البطل الخالد
    الذى تركنا و نحن فى أشد الحاجة إلى صموده وصلابته وبعد نظره فى مواجهة قوى الهيمنة العالمية التى لا ترى الوطن العربى إلا كمصدر للبترول وسوق لتصدير منتجاتها .
    رفض عبد الناصر أن يكون وكيلا للمصالح الامبريالية الامريكية و لم يبادر أمريكا بعداء بل كان كل حلمه أن يضمن استقلال وتنمية الوطن العربى من أجل مصالح الشعوب العربية وليس لصالح الاستراتيجية الأمريكية العالمية ،
    ونبعت خطورة مشروع وتجربة عبد الناصر من وجوده فى مصر أكبر و أهم قطر عربى يستطيع التأثير فى مصير الوطن العربى والعالم الثالث والعالم كله لذا شنت القوى الإستعمارية حروب ضارية ضد عبد الناصر و مشروعه وأفكاره فى حياته وبعد وفاته وحتى الآن .
    كان وجود عبد الناصر يمثل رادعا لكل الخونة والعملاء واللصوص والفاسدين .
    وبعد رحيله أصبحت الخيانة حكمة والاستسلام للأعداء بعد نظر وواقعية ، والنهب والسرقة وبيع ممتلكات البلاد و تبديد ثرواتها موائمة لروح العصر وإستثمار لا يدركه الناصريون و الوطنيون .
    وتعمقت القطرية البغيضة فى الوطن العربى وسادت الخلافات البيزنطية بين أبناء الدم الواحد و الدين الواحد و اللغة الواحدة والتاريخ المشترك .
    أثبت عبد الناصر أهمية دور الفرد فى التاريخ كما لم يثبته فردا قبله .
    فبعد وفاته أكتسبت الأمة العربية مصادر قوة جديدة أهمها الارتفاع الخرافى فى سعر البترول عقب حرب 1973 ، ولكنها فقدت فرد واحد هو ( عبد الناصر ) فتغيرت صورتها على هذا النحو المأساوى الذى نعيشه الأن .
    ظل عبد الناصر حتى رحيله طموحا وحالما لم يتوقف عن الحلم حتى لحظة وفاته ، فبعد تحقيقه لاستقلال مصر بعد 74 عاما من الإحتلال البريطانى وبعد قيادته مصر للنصر المدوى فى حرب السويس والذى تحول لنموذج لكل الشعوب والأمم المقهورة وكرس له مكانا بين عظماء الساسة فى العالم وضمن له مجد تاريخى لا يطاوله مجد لم يركن للراحة ، بل دخل فى معارك التنمية والتصنيع واسترداد الاقتصاد المصرى من الاجانب واليهود والطبقة المصرية العميلة للإستعمار
    وبدأ معركة بناء السد العالى وفى نفس الوقت كان يساند كل ثورات التحرير فى العالم العربى وفى أفريقيا و أسيا و على امتداد العالم الثالث .
    وفى عام 1958 يحقق أول تجربة وحدة اندماجية فى التاريخ العربى الحديث ويتصدى بصلابة للاستعمار الامريكى الجديد الطامع فى المنطقة .
    وفى عهده تحقق مصر معدلات نمو اقتصادية غير مسبوقة ، وغير ملحوقة حتى الأن وبدون ديون .
    وتبنى السد العالى أعظم مشروع هندسى و تنموى فى القرن العشرين
    وتبنى أكبر قاعدة صناعية فى العالم الثالث إنجازات مهولة كانت تبدو مستحيلة قبل عبد الناصر
    وأصبحت حلما بعيد المنال بعد وفاته المفاجئة .
    تمتع عبد الناصر فى حياته وبعد وفاته بشعبية جارفة على امتداد الوطن العربى والعالم الثالث لم تحدث قبله ، ولا بعده لزعيم أخر.
    أحب العرب فيه روح التحدى والصمود والقدرة على المواجهة ورد الظلم والقهر الذى عانوا منه مئات السنين ، أحبوا فيه قدرته على التعبير عن مصالحهم و استرداد حقوقهم السليبة منذ قرون من الغياب التاريخى عن الأحداث .
    مع عبد الناصر دخل العرب التاريخ و بوفاته والإنقضاض على تجربته بدأ خروجهم من التاريخ والذى يكاد الآن يصبح نوعا من الانتحار التاريخى وليس مجرد خروج مؤقت .
    عاش عبد الناصر زاهدا فى متع الحياة كان البيت الذى يسكن فيه بيت مدير مدرسة الأشغال العسكرية قبل ثورة يوليو 1952 .
    وكانت كل قطع الأثاث والأجهزة فى البيت عهدة لمدرسة الأشغال العسكرية وكان يفخر أن ملابسه وملابس أسرته صناعة مصرية.
    لم يمتلك عبد الناصر شيئا ولم يكن يريد شيئا سوى مصالح الأمة العربية ولم يورث أبناؤه أموال كغيره من الحكام فى العالم الثالث . وإن كان قد ترك لهم حب الملايين له ولنضاله ولمشروعه .
    ظل عبد الناصر حتى أخر يوم فى حياته مخلصا لطبقته وللفقراء الذين ثار من أجلهم وعاش ومات مدافعا عنهم يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل أن هناك خمس مقولات أساسية فى الناصرية صالحة لكل زمان هى :
    1 – أمة عربية واحدة ينبغى أن تتوحد
    2 – استقلال سياسى كامل لهذه الأمة
    3 – استقلال اقتصادى كامل لهذه الأمة
    4 – توازن اجتماعى بين طبقات الأمة
    5- مشاركة حرة فعالة من الأمة العربية فى قضايا العالم
    هذه المقولات التى حاول عبد الناصر تحقيقها والتعبير عنها لن تموت لأنها السبيل لخلاص الأمة العربية مما تعانيه من تبعية وهزيمة حضارية الأن .
    جاء عبد الناصر تعبيرا عن حاجة الأمة إلى بطل حاول ، نجح ، و أخفق ، أصاب ، وأخطأ
    لكنه فى محاولاته كان وطنيا مخلصا لقضايا أمته أستطاع عبد الناصر أن يضع مصر فى قلب العالم العربى و أن يضع العالم العربى فى قلب العالم .
    لم يسعى خلف مصالح شخصية ضيقة بل عاش ومات شهيدا فى سبيل حرية و تقدم العرب .
    وبعد وفاته ورغم الحملات المضادة عليه ومحاولات تشويهه التى لا تنتهى مازال حيا فى قلوب الأحرار كرمز للنضال والتحرر والوحدة .
    عبد الناصر هو الزعيم العربى الوحيد الذى مازالت صوره ترفع فى كل مظاهرات الغضب العربى من المحيط إلى الخليج .
    هو الزعيم العربى الوحيد الذى يوجد له محبين فى كل الأقطار العربية و الأفريقية والأسيوية.
    بل مازال مشروعه قادرا على الإلهام ووصل أثر أفكاره إلى أمريكا الجنوبية ، فالرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز صرح مرارا أنه ناصرى ويطالب العرب دائما بإستلهام تجربة عبد الناصر .
    والزعيم الأسطورى نيلسون مانديلا يفتخر بأنه من تلاميذ عبد الناصر وعندما زار مصر سنة 1995 قال أنه يريد رؤية ثلاثة أماكن فى مصر
    الأهرامات ، نهر النيل ،و ضريح عبد الناصر
    وقال لقد كان لدى موعد مع الرئيس عبد الناصر ، ولكنه تأخر ربع قرن .
    وعندما كانت مصر تتنافس مع جنوب أفريقيا على شرف إستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010 .
    وفازت جنوب أفريقيا بغالبية الأصوات وحصلت مصر على الصفر الشهير .
    صرح مانديلا الذى كان حاضرا فعاليات التصويت فى المؤتمر الصحفى العالمى عقب فوز بلاده :
    ( لو كان جمال عبد الناصر على قيد الحياة ودخلت مصر المنافسة أمام جنوب أفريقيا على شرف إستضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 لأنسحبت جنوب أفريقيا على الفور من الوقوف أمام مصر
    ولكن الظروف تغيرت الأن ومصر لم تعد مصر عبد الناصر )
    رحل عبد الناصر تاركا لمصر أرصدة ثمينة فى أفريقيا ، و أسيا ، وأمريكا الجنوبية ، تم تبديدها بغباء منقطع النظير ، وبطريقة مشبوهة منذ عام 1974 فى سبيل تبعية للولايات المتحدة الأمريكية تبدو حتى الآن غير مفهومة ولم تجر علينا إلا الكوارث .
    توفى عبد الناصر شابا ولم تكتمل تجربته لسوء حظنا وليس سوء حظه فهو بما قدمه لأمته ضمن مكانه الخالد فى التاريخ البشرى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
    فكل مصيبة من مصائب الحياة يقل تأثيرها مع مرور الأيام إلا مصيبتنا كعرب بفقدان جمال عبد الناصر
    وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام على رحيل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 الا إنه يبدو وكأنه غادرنا بالأمس .
    فصورته تحضر إلى العقل الجمعى العربى كلما واجهت الأمة العربية مشكلة.
    يبدو عبد الناصر الرمز عصيا على الموت والغياب
    ونحن نحتفل بذكرى ميلاده العطرة نقول له ( كل عام وأنت بخير أيها القائد و المعلم و الرمز )، ونتمنى آلا تتحول الذكرى إلى موسم للبكاء عليه وعلى أمجاده فقط
    نعم يستحق عبد الناصر منا الدموع وينطبق عليه قول الشاعر :
    ما ضيع الباكى عليك دموعه
    إن الدموع على سواك تضيع
    ولكن الدموع وحدها لا تكفى فخير احتفال بذكرى ميلاد الزعيم الخالد هو تحويلها إلى ميلاد جديد للتيار الناصرى ولنبدأ بالوحدة أولا
    كيف نحمل شرف رسالة و مبادئ عبد الناصر ونحن منقسمين إلى شيع و أحزاب وزعامات مختلفة ومتناحرة ؟
    يجب أن ندرك أنه كان هناك عبد الناصر واحد فقط وهو لا يتكرر و لا يستنسخ
    ولنتمسك بثوابت أفكار عبد الناصر وكل المفكرين والمنظرين الناصريين
    ما يقرب من 40 سنة من الردة على تجربة و عهد عبد الناصر والأمة تنتقل من سيئ إلى أسوأ
    ونحن أصحاب الفكر و المشروع الوحيد الذى أنجز أنجح تجربة عروبية فى التاريخ الحديث وتصدى للهجمة الإمبريالية الأمريكية علينا التوحد وبناء المشروع الناصرى الجديد المقاوم لكل محاولات تفتيت وتركيع أمتنا المنكوبة بحكامها .
    فى يوم ميلاد عبد الناصر
    أقول له :
    طبت حيا و ميتا أيها البطل
    وكل سنة و أنت طيب

    ......................
    بقلم :عمرو صابح
    كاتب و باحث عربى من مصر

    الزعيم
    من أعمال الفنان الكبير سليم حجار


    ...............
    https://www.alfikralarabi.org/modules...ticle&sid=6788
    ..............
    https://alfikralarabi.net/vb/showthre...0376#post40376
    .............
    https://www.rnewsa.net/(S(2dnly4yzp0dfgf451yortj55))/newsDet.aspx?news_id=4644
    ...........
    https://www.shenaar.net/index.php?opt...09-15&Itemid=4
    ...........
    https://albadell.net/details.asp?id=4250&catid=3
    ..........
    https://www.arabnationalists.org/inde...news&Itemid=50

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 14th January 2010, 09:45 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي

    أنا : كمال ناصر




    15 يناير 2010
    الذكرى 92 لميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 14th January 2010, 09:47 PM كمال ناصر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    كمال ناصر
    Member





    كمال ناصر is on a distinguished road

    افتراضي جمال عبد الناصر الميلاد .. والغدر .. والميلاد .. ! : د / حبيب عيسى

    أنا : كمال ناصر




    جمال عبد الناصر

    الميلاد .. والغدر .. والميلاد .. !



    بقلم : د / حبيب عيسى


    ( 1 )
    " المشهد الأول : 15 " يناير " 1918:
    العالم ينفض غبار الحرب العالمية الأولى ، جيوش أوربا ، في طريقها إلى الوطن العربي ، تعزز وجودها السابق ، وتقتسم غنائم الحرب ، ونحن العرب ، كنا الغنائم ، جاؤوا يقطعّون أوصال الوطن " الأرض " ، والأمة " الشعب " ، إلى مستعمرات ، تخدم أطماعهم ، ويسمونها "دولاً" ، جواسيسهم ، يكرموّن الخونة ، من أبناء جلدتنا ، فيبنون من جماجم الشهداء ، عروشاً ، لهم . ليل عربي ، حالك السواد ، لكن عرب الأرض ، والتاريخ ، في بيوتهم الطينية ، وأكواخهم ، يعدون للمقاومة ، جنازير مدرعات الأعداء ، التحمت ، بعظام الشهداء ، الهجمة كبيرة ، والخسائر فادحة ، لكن الأرض- الأم- العربية ، ولادّة ، تعوضّ الخسائر ، وأكثر، في ، تلك الليلة ، ولد عشرات آلاف الأطفال ، العرب ، كان بينهم "جمال عبد الناصر" ، في مركز الأمة ، ولد ،


    لكن ، ذلك المركز ، في خريطة المستعمرين ، أصبح "دولة معزولة" عن الدائرة ، الأم ، والمركز ، بلا دائرة ، ليس مركزاً، و الدائرة ، بلا مركز ، ليست دائرة ، المهم ، أنه ، وفي ، ذلك المركز التاريخي ، لتلك الدائرة التاريخية ، شب حمال عبد الناصر ، المنظر ، من حوله ، مأساوي: الجنوب ، مقتطعّ ، لصالح ، ما يسمونه "دولة السودان" ، يفتعلون ، فيها ، التناقضات ، والجوع ، بينما ، هي مستودع غذاء العالم . أما الغرب ، فمقتطع ، ثم مقطعّ ، هو الآخر ، إلى "دول" تحت مسميات مختلفة ، وربما أشياء أخرى، هذا الغرب ، هو ، الأقرب ، للمستعمرين ، فليكن جزءًا ، منهم ، أو على الأصح ، جزءاً ، لهم ، وإذا فشلوا فلترّسخ الإقطاعات ، دولاً منفصلة ، وهذا ما حصل. أما ، الشرق ، فهو عقدة ، العقد ، لكن ، لكل عقدة ، عند ذلك الغرب ، المتحضر ، المتقدم عنصرياً ، حل ، والحل ، هو ، إقامة مستعمرة صهيونية ، على تخوم المركز ، وحولها ، أقطاعات ، نبشوا ، حتى ، مستحاثات ما قبل التاريخ ، لتكون أساساً ، لدويلات ، وأشلاء ، لا حول ، لها ، ولا قوة، وهذا الشرق ، كان ، وسيبقى دائماً ، بوابة مصر.
    أما ، شمال مصر ، فالبحر ، مكتظ ، بأساطيل الأعداء ، وفي السماء ، قاذفاتهم ، تهدد ، كل شيء، وأما ، باطن الأرض العربية ، فقد غاصت إليه حفاراتهم ، تستنزف ، كل شيء ، أيضاً ، إنهم ، باختصار ، يقتلون أمة ، يمثلوّن ، بمـا يعتبرونه جثتها ، التي ، تفاجيء الجميع ، أنها نابضة بالحياة ، وأنها ، عصية على الموت. هذا ، هو ، المنظر العام ، لأرض ، الوطن العربي ، ولشعب ، الأمة العربية ، التي أجهزوا ، حتى ، على أسمها ، فأصبحت في قواميسهم : "منطقة الشرق الأوسط " ، وفلسطين ، أصبح أسمها " إسرائيل " ، ودولاً ، "عربية" ، عجيبة ، الشكل ، والحدود ، والحكام ، ورفعوا نغمة الحديث ، عن أعراق ، وقبائل ، كانت قد اندمجت بالأمة ، على ، أنها أمم مضطهدة تستحق الاستقلال ، ثم ، عن طوائف ، ومذاهب ، يجب ، أن تقتتل ، حتى الموت ، فيما بينها...
    المهم ، أن الأمة العربية ، في منظورهم ، تم تفكيكها، ويستطيع ، أي قائد عسكري استعماري ، أن يرسم خطاً ، على الخريطة ، لتقام في اليوم الثاني عليه ، أسلاك شائكة ، ومخافر جمارك ، ومخابرات ، وشرطة ، وأمن عام ، وإلى آخرهم... ، ومن ، مهازل القدر ، أن يطلع علينا ، هذه الأيام ، فصيل ، يسمى بالمقاييس السائدة " تقدمي " ، ليقول ، أن الأمة العربية ، لم تفّكك ، لأنها ، غير موجودة ، ولم توجد ، أصلاً ، وما يهمنا ، الآن ، أن الصورة تحت الأرض ، كانت تختلف ، على السطح ، الأمة تفككت ، وانتهت ، كما توهموا، أما ، في الأعماق ، فالأمة حية ، تقاوم ، تتحدى ، الأمة ، في محنة ، نعم ، الأعداء أقوياء ، نعم ، الخونة كثر ، على رؤوسهم التيجان ، وتحت تصرفهم ، حكومات ، وبين أيديهم إمكانيات مخيفة ، نعم . لكن الأمة ، لم تمت ، كما توهموا ، إنها ، تقاوم ، فتضحي ، فتنجب ، لتكمل دورة الحياة العربية السرّية ، التي ، يصعب ، على كمبيوتراتهم ، فهم مكونات هذه القدرة على الحياة . حيث ، ما يكاد الأعداء يستقرون ، على أنهم أزالوا الأمة العربية ، من الوجود ، حتى يحدث ، ما يبدد أوهامهم.
    هكذا ، ودون ، أن ندري ، ودون ، أن نقصد ، انتقل بنا الحديث ، عن حياة جمال عبد الناصر ، إلى حديث ، عن حياة الأمة العربية ، فهـل ذهبنا بعيداً..؟
    لا ، لأن ، جمال عبد الناصر ، واحد ، من الرموز الهامة ، واحد ، من عصارة كبد الأمة ، أنجبته ، في ليل عربي ، حالك السواد ، أنجبته ، بينما الأعداء ، ينظمّون مراسم دفنها ، لتصرخ في وجه العالم ، أنها ، هنا. وأنهم يدفنون أوهامهم .
    في فلسطين ، ولد جمال عبد الناصر، في الفلوجة ، حيث الصحراء ، والأفق الممتد بعيداً، حيث ، الأوامر صريحة ، والأسلحة تطلق إلى الخلف ، حيث الحدود بين مصر ، وفلسطين ، وهم كبير، حيث ، تشاد المستعمرة الصهيونية ، في فلسطين ، بينما ، تقوم، الدول ، التي تسمى عربية ، بالدور الموكل ، إليها ، وهو ، تشكيل حاجز ، بين جماهير الأمة العربية ، وبين إنقاذ أرض الأجداد ، والأبناء ، والأخوة ، حيث المسرحية واضحة ، نصاً ، وتنفيذاً ، وإخراجاً . حيث ، أصحاب الجلالة ، والفخامة أرسلوا جيوشهم لنجدة فلسطين ، ظاهرياً ، فعادت جيوشهم ، بعد ، تنفيذ المهمة ، وقد ، قدمت للصهيونية ، دولة أسمها ، دولة " إسرائيل ".
    ومن ، الفلوجة ، إلى ثورة يوليو ، بدأ جمال عبد الناصر ، مسيرة التحدي . في البداية ، بدأت قوى السيطرة الدولية ، من ، قوى الاستعمار القديم ، إلى قوى السيطرة الإمبريالية الحديثة ، تتعامل ، مع ما جرى في مصر ، على أنه ، انقلاب عسكري ، ضمن موجة الانقلابات العسكرية ، التي يشهدها العالم الثالث، وأن ، هذه "العسكرتاريا" ، قد ، تكون غير ضارة ، لقوى الهيمنة الدولية . وبدأت ، موجات الجواسيس ، والدبلوماسيين ، تتدفق على القاهرة ، لاحتواء البكباشي ، الحاكم ، لكن الرجل كان مختلفاً . هنا ، بدأ جمال عبد الناصر ، يدخل ذاكرة الشعب العربي ، وبقدر ، ما يقاوم ، ويرفض ، ويتحدى ، بقدر ، ما كان الرمز يكبر، وبقدر ، ما كانت التحديات تكبر ، أمامه ، بقدر ، ما كان يستكشف ، عمق الانتماء القومي ، ووحدة الأمة العربية ، فكانت ، السويس ، وكانت الجمهورية العربية المتحدة ، وكانت قرارات الاستقلال الاقتصادي ، وكانت ، هذه الدعوة المستمرة ، للجماهير العربية ، لبناء أداة الثورة العربية ، والانتظام ، في صفوف ثورة عربية شاملة ، لكن ، الأعداء ، لم يمهلوه ، فكان ، انفصال الإقليم الشمالي ، عن العربية المتحدة ، وكانت نكسة 67 ، لكنه ، مرة أخرى ، ومن بين الأنقاض ، رفع شعار المقاومة ، الصحيح : لا صلح ، لا اعتراف ، لا مفاوضات ، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة... إلى ، أن استشهد ، اغتيالاً ، وغدراً ، قبل ، أن يحقق أهدافه ، فلا ، الجماهير العربية ، أشادت ، أداة الثورة العربية ، ولا ، أجهزة "الدولة الإقليمية" ، كانت السلاح المناسب ، في معركة الأمة ، القومية. بل ، هي دائما ، وأبداً ، سلاح ، بيد ، أعداء حركة التحرر ، القومي ، للأمة.
    لقد ، غدرت ، به ، الإقليمية ، من الداخل ، وحاصرته الإقليميات ، من الخارج ، وانقضّت قوى الأعداء ، تجهز عليه ، بينما ، الجماهير العربية ، سلاحه الأساسي ، والوحيد ، معطلة ، عن الفعل الثوري ، لأنها ، لا تمتلك أداة ، ذلك الفعل ، ولا أسلحته ، فاكتفت ، تلك الجماهير ، بلطم الخدود ، وذرف الدموع ، لكن ، قوى الغدر ، لم تكتف ، بما فعلته بجمال عبد الناصر ، وهو ، حياً ، فهي صلبته ، وتصلبه ، كل يوم ، منذ ذلك اليوم الأسود في 28 أيلول 1970 ، وحتى ، الآن .
    لقد حملت ، ذات ، الأجهزة الإقليمية ، لدولة مصر ، أنور السادات ، إلى حفل استسلامه الشهير ، في القدس المحتلة ، وهي ، بذلك ، عبّرت عن حقيقة انتماء ، أجهزة التجزئة العربية ، فهي ، سلاح صهيوني ، في وجه الجماهير العربية ، ولا يحق ، لأحد ، أن يخدع ، بها ، والدولة الإقليمية ، هذه ، إذا ، اعتلى ناصيتها ، قائد قومي . تتحين الفرص ، للغدر ، به ، والإجهاز عليه ، ولا يحق ، لأحد من القوميين ، بعد الدروس المتراكمة ، أن يتوهم ، غير ذلك ، أو ، أن تخدعه ، هذه الأجهزة ، بأنها طيعة ، وأنها ملك يده ، مهما ، تزلفت ، له ، وانتهزت ، وانحنت... وهذا درس ، لا يحق لعربي قومي ، أن يغفل ، عنه ، فإن ، لم ، تقتل الإقليمية ، قتلتك ، هي ، فالتعايش ، بين ، النضال القومي ، والأجهزة الإقليمية ، مستحيل .
    هكذا ، فقدنا جمال عبد الناصر ، الذات ، وبقي لنا جمال عبد الناصر ، الموضوع ، والمشروع ، والنضال ، وعلى ، الذين ، يحملون أسمه ، أن ينزلوا ، به ، إلى خنادق النضال الشعبي ، وحمل مشروعه ، في ، بناء دولة التحرر ، والوحدة ، والاشتراكية ، بين ، المحيط والخليج ، هكذا ، يكون الانتماء ، وما دون ذلك ، فهو متاجرة ، رخيصة ، وقد ، آن للجماهير العربية ، أن تغلق سوق الاتجار ، برموزها ، وأبطالها التاريخيين .
    ( 2 )
    ● المشهد الثاني :1 " يناير " 1965:
    المخيمات ، لعرب فلسطين ، نصبت ، حول المدن العربية ، كانوا ، يسمونها ، مخيمات للاجئين ، الجماهير الشعبية العربية ، أسمتها ، مخيمات العائدين ، ليس ، تبرماً ، من أخوة الدم ، والمصير ، ولكن ، لأن فلسطين ، يجب أن تتحرر ، من الصهاينة . المخيمات ، تحولت إلى نصب تذكارية ، حول المدن العربية ، تذكرّ ، كل عربي ، حتى ، لا ينسى ، أن ، هذا المصير ينتظر جميع العرب بين النيل والفرات ، وربما ، بين المحيط والخليج ، ونحن السابقون ، وأنتم اللاحقون ، وبالتالي ، فإن ، مشكلة فلسطين ، ليست مشكلة ، قائمة خارج الحدود الإقليمية ، "للدول" ، وإنما ، هي مشكلة قائمة ، في صميم ، كل عربي ، كل أسرة ، كل قرية ، كل مدينة عربية، وشيئاً ، فشيئاً ، بدأ العربي الفلسطيني ، يتحول إلى ، صاعق ، في قلب ، كتلة الديناميت ، الجماهيرية العربية ، المقهورة ، هي الأخرى ، بأساليب مختلفة ، وفي ، أكثر الأحيان ، لم ، تكن أساليب "الدولة الصهيونية" ، في التعامل ، مع الجماهير العربية ، أكثر وحشية ، من ، أساليب ، غالبية سلطات الدول العربية ، في التعامل ، مع الجماهير العربية.
    أما ، عرب فلسطين، أطفال عرب فلسطين ، الذين عاشوا المأساة مباشرة، عاشوها ، عارية. فتحولوا ، فعلاً ، إلى ، صاعق ، يهدد بتفجير كتلة الديناميت العربية في وجه المخططات المعادية ، والإقليمية. ضمن هذا السياق ، مثلاً ، لا نستغرب ، أن الشهداء العشرة ، الذين قاوموا انفصال الإقليم الشمالي ، عن الجمهورية العربية المتحدة ، هم ، جميعاً ، من عرب فلسطين . المهم ، أن التطور الصاعد ، لهذه المقدمات ، كان يعني ، أن هناك ثورة قومية عربية شاملة ، في الطريق ، فتيلها الأساسي ، عرب فلسطين ، وفعلا ، في / 1 / كانون الثاني/ يناير/ 1965/ ، كان الميلاد ، وكانت "فتح"، وكانت "العاصفة" ، وبدأت مسيرة الفداء العربي ، في البداية ، لم يعترض أحد من القوميين العرب ، لا في فلسطين ، ولا في بقية أرجاء الوطن العربي ، على "النغمة الفلسطينية" ، التي ، بدأت ترتفع . ففلسطين ، يجب ، أن تتحرر للعرب . وبالتالي ، فهي قضية قومية ، وليست قضية إقليمية ، ولكن المسألة لم تكن ، بهذه البساطة ، والإقليميات الحاكمة ، والمحكومة ، في الوطن العربي ، بدأت تدق ناقوس خطر الثورة العربية الوليدة ، التي ، لن ترحم منهم ، أحداً. فبدأت حركة الالتفاف تشد الخناق حول عنق الثورة. جرثومة الإقليمية ، بدأت تفتك بجسم الثورة ، من الداخل ، والإقليميات المحيطة في الوطن العربي ، بدأت تغذي الإقليمية الفلسطينية ، والهدف واحد ، هو ، إجهاض الإرهاص الثوري القومي العربي التحرري ، الذي ، فجرته ولادة "فتح" ، ثورة حتى النصر ، والنصر ، كان ، هو ، تحرير فلسطين الـ 48، إذ ، لم يكن الصهاينة ، قد احتلوا سواها.
    ( 3 )
    في المشهد الأول.. جمال عبد الناصر ، قائد قومي تحرري على رأس جسم ، يتمثل ، بدولة مصر الإقليمية .. ، هنا ، في المشهد الثاني ، الصورة مقلوبة. جسم الثورة، جسم ، حركة فتح تحديداً ، جسم قومي ، ولد ، من رحم ، أمته العربية ، وبدأ يتفاعل ، مع ، كل نبضة ثورة ، في هذه الأرض المعطاء ، لكن ، رأس هذا الجسم ، تم ، اغتصابه ، إقليمياً ، تم ، استدراجه خطوة ، خطوة ، إلى ، أن ، دفعوه ، وجرجروه ، إلى المستنقع الراهن ، ومنذ البداية ، كان الخيار ، حاداً ، ومحدداً . في الوطن العربي ، قوتان متناقضتان ، حتى الموت. القوة الأولى ، هي مجموعة قوى سائدة ، ومسيطرة تمسك ، بعنق الأمة العربية ، وتضعه تحت حذاء الغرب الاستعماري ، والقوة الثانية ، هي ، قوى صاعدة ، تتمثل بالجماهير العربية ، التي تحاول أن تقاوم عوامل الفناء ، فتبني طلائعها الثورية ، بهدوء ، وسرية ، بعيداً عن الأضواء. وعندما ، ولدت "فتح" ، كانت تنتمي إلى هذه القوة الثانية. وكان ، على قيادتها ، أن تدرك ، منذ اللحظات الأولى ، أن الاختيار محدد ، بين ، افتراش الأرض ، مع الطلائع الثورية العربية ، بالفعل ، والتفاعل معها ، وبين ، الجلوس على الأرائك الفاخرة مع أصحاب الجلالة ، والفخامة ، وقد ، اختار بعضهم ، أصحاب الجلالة ، والفخامة ، حتى ، كاد أن يصدق ، أنه أصبح ، واحداً ، منهم ، ثم ، بدأوا ، ينظفونه ، من أهداف ثورة "فتح" ، ينظفونه من الأعراض ، التي علقت عليه ، منها ، فالدخول ، إلى محافلهم الموقرة ، له ، شروط ، وأعراف ، عليه أن يتقيد ، بها ، يجب ، أن يصبح على شاكلتهم ، يجب ، أن يكون قوة ، لقهر الشعب العربي الفلسطيني ، يجب ، أن يبني أجهزة استخبارات ، ومراسم ، وصحف ، وإذاعات ، ونياشين ، ثم ، وبعد حسن السلوك ، يوهمونه ، بفتات الإغراءات ، وسار ، وساروا معه . فلسطين ، أصبحت قضية ، مستقلة ، يجب ، أن تخرج من دائرة الاهتمام الداخلي ، للشعب العربي ، لتصبح ، قضية على الحدود الخارجية ، للدول . على "الثورة الفلسطينية" ، أن لا تتعامل مع قوى الجماهير العربية ، لأن ، هذا تدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ، وعلى الآخرين ، أن لا يتدخلوا ، بشؤون "الثورة الفلسطينية" ، لأن هذا تدخل في الشؤون الداخلية ، للفلسطينيين ، وفي 1974 أجمع الحكام العرب ، على أن ، منظمة التحرير الفلسطينية ، هي الممثل الشرعي ، والوحيد ، للشعب الفلسطيني ، ثم ، وقبل أن يفرح ، بهذا القرار ، أصحاب الدعوات الإقليمية،، وجدت ، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، أن الشيء الوحيد ، الذي تستطيع ، أن تمثل ، به ، الشعب الفلسطيني ، هو ، أن تعترف " بإسرائيل " ، وهذا ، هو المطلوب ، فقط ، فليس مطلوباً ، تحقيق الأهداف ، بل ، المطلوب ، تكريس التصفية . إنه ، الميلاد ، والغدر ، مرة أخرى ، ولنستوعب الدرس : إن ، لم ، تقتل الإقليمية ، قتلتك .
    ( 4 )
    ● المشهد الثالث: 15 يناير 1972
    انتهى عام 71 ، في مصر، أنور السادات ، كان قد أسماه عام الحسم ، لكن الضباب أعاق الحسم ، لجماهيرنا العربية ، في مصر ، أسلوب متفرد ، في المقاومة . الجامعات ، هي ، عقل الشعب ، بدأت الأحداث ، بصحف الحائط ، تطورت إلى محاضرات ، وندوات ، أرتفع الصوت ، أكثر ، بدأت المظاهرات . مفكرون ، وأساتذة ، وصحفيون ، يتفاعلون مع حركة الطلاب ، الدكتور عصمت سيف الدولة ، يدخل الحرم الجامعي ، ويتحدث إلى الطلاب ، بلهجة اعتبرها ، الأمن المركزي ، تحريضية ، يدعوهم إلى الالتحام ، بالجماهير العربية ، ليس ، في مصر فقط ، وإنما ، في الوطن العربي ، الذي ، هو الإطار الحقيقي ، لهم ، لإفراز ، طليعة ثورية عربية ، تغيرّ الأوضاع ، في الوطن العربي ، ثورياً .
    الشيخ إمام ، يغني ، للطلبة ، وأحمد فؤاد نجم ، يكتب لهم الأشعار ، وحركة الجماهير ، تتسع ، لكن ، أجهزة الأمن المركزي ، تنقض على الجميع ، في أنصاف الليالي ، وتبدأ حملة الاعتقالات الواسعة ، والتهمة ، هي ، إسقاط الحكومات العربية بين المحيط والخليج ، وهو قرار اتهام جديد على الأذن العربية ، فللمرة الأولى يعتقل نفر من الشباب العربي ، ليس بتهمة قلب نظام الحكم في الدولة ، وإنما بتهمة قلب الأوضاع العربية ، وهكذا نصّب النظام في مصر من نفسه مدافعاً عن الأنظمة "العربية" بين المحيط والخليج . ثم ، الحرب ، والانتقال منها مباشرة إلى اغتيال ، شهداء حرب 6 تشرين الأول ، أكتوبر ، وتغيير مسار الحرب من حرب للتحرير ، وإزالة آثار العدوان ، إلى ، حرب ، لتحريك الصفقات ... ، مرة أخرى ، كان الميلاد ، ومرة أخرى ، كان الغدر ...
    ( 5 )
    ● المشهد الرابع : 18 يناير 1977
    البنك الدولي ، أصدر أمراً إلى حكومة مصر ، برفع ، الدعم عن السلع الأساسية ، الحكومة نفذت الأمر. الشعب يراقب ، القضية ، ليست ، قضية رغيف الخبز ، ولا ، رفع الدعم ، لقد ، تحّمل هذا الشعب ، في ظروف التحدي القومي ، ظروفاً قاسية ، كان يضحي ، من أجل معركة يؤمن ، بها ، لكن ، الآن ، القضية مختلفة ، يرفع الدعم ، بناء على أمر من السلطات الإمبريالية ، حكومة مصر ، أعلنت ، أنها ، تابعة تماماً ، وأنها ، لا تمتلك من أمر مصر ، شيئاً ، فهب الشعب ، ليس دفاعاً عن القروش التي ذهبت ، وإنما دفاعاً ، عن كرامته التي أهدرت ، على يد حكومته ، فانطلق هذا الشعب ، من ، السويس ، إلى الإسكندرية ، إلى القاهرة ، إلى أسوان ، يهتف بصوت واحد ، ويتحدى بصوت واحد ، ويلاحق رجال الأمن المركزي ، ويسيطر على البلاد ، لمدة/ 48/ ساعة كاملة ، فعل ، خلالها ، وقال ما يريد :
    - بالروح بالدم حانكمل المشوار- ياللي حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس- الرئيس الديمقراطي عاوز كل الشعب يطاطي - تسقط إتفاقية سيناء- لا. لا. لانفتاحهم الاقتصادي- دا إحنا بنسكن خمسة في أوضه وهو بيلبس آخر موضه - حكومة خاينة وعميلة تفني دم الشهداء بسينا-... الخ...
    وكان الدرس ، هذه المرة ، مراً ، أيضاً . الجماهير ، سيطرت على البلاد ، أنور السادات ، وصل من استراحته في أسوان إلى المطار ، بعد أن تخفى بثياب امرأة ، واختفى ، من مصر 24 ساعة ، لم يعرف أحد مكانه ، أجهزة الحكم مضطربة ، خائفة ، من غضبة الجماهير ، فقط ، لو وجدت طلائع ثورية منظمة ، لتلك الجماهير ، لكانت وفرت على مصر ، وعلى أمة العرب ، الكثير ، الكثير ، من المحن ، والآلام ، فلنتذكر الدرس ، ولنعتبر من الدروس .

    ( 6 )
    ● المشهد الخامس 5 يناير 1986
    سليمان خاطر، اسم ، دخل كل بيت عربي ، سليمان خاطر في وجدان الشعب العربي ، حاضر، سليمان خاطر ، في زنزانة ، الخونة ، لم ، يجرؤوا الحكم عليه ، بالإعدام ، لكن الصهاينة ، أمروا بتنفيذ الإعدام ، فهم الذين يحكمون مصر ، وإلا ، فما ، معنى "كامب ديفيد" . جاسوس صهيوني ، يحمل بطاقة صحفي ، سمحت له السلطات الحاكمة ، بزيارة البطل سليمان خاطر، الصهاينة ، ورانا ، ورانا ، حتى في السجون ، اعتدى الصحفي الصهيوني ، بالضرب ، على ، البطل ، فحصل الشجار ، نقل ، على أثره ، بطل الأمة ، إلى مستشفى السجن ، حيث مجموعة الاغتيال الصهيونية ، فنفذت ، حكم المحكمة الصهيونية ، في سجون ، نظام السادات ، المستمر ........ والى آخرهم .
    سليمان خاطر ، وسعد إدريس حلاوة ، الشيء ، بالشيء ، يذكر. فسعد إدريس حلاوة ، هو ، الآخر لم يحتمل ، أن يرى علم الصهاينة ، يرفع فوق القاهرة ، فاحتل مركز قريته ، وبقي ، يردد نداء ، أرض مصر ، للثورة. ينادي ، ويقاوم ، حتى استشهد .
    لا ، لن أستطرد في الحديث ، عنهما ، للشعراء ، هم ، للأدباء ، للأمهات العربيات ، لينجبن ، للأمة ، عشرات الآلاف ، من ، سليمان ، وسعد ، وآلاف الشهداء ، الذين ضحّوا ، من أجل ، أن تبقى أمتهم العربية ، نابضة بالحياة ، والقدرة على المقاومة ، صحيح ، أنهما ، قاما ، بعمل فردي ، لكن ، وفي غياب الفعل الثوري القومي المنظم ، المقتدر ، فإن الأمة ، تقدم قوافل من الشهداء ، يتراكم فعلهم ، في الواقع ، إلى ، أن نصل ، إلى مرحلة المواجهة الشاملة ، إنهم ، في الوجدان الشعبي ، يولدون ، ويكبرون ، ويحاربون اليأس ، والتشاؤم . في ليلة ، حالكة السواد ، كانت المساومات ، على مصير الأمة ، مفتوحة ، تقدم سليمان خاطر ، ليقول : لا . من أين سليمان خاطر..؟ ، من ضمير الشعب العربي ، المهم ، أن الصفقة ، لن تتم ، وما قاله مصطفى كامل ، تردده الأجيال ، اليوم : لا يأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس .
    ( 7 )
    ● المشهد القادم :
    التاريخ ..... ؟ ، الأبطال ....... ؟ ، متى ...؟
    لكنهم ، قادمون ، حتماً ، إن الإنسان ، هو الذي يصنع التاريخ ، وكانون الثاني ، يناير ، هذا ، بما جرى ، فيه ، ما كنا ، لنتوقف عنده ، لولا ، أن الإنسان العربي ، صنع ، فيه ، ما يدافع ، عن وجوده ، وحقه في الحياة ، ونحن ، الآن ، في مرحلة حاسمة ، تراكمت فيها ، إرهاصات الثورة العربية القومية ، التقدمية ، وسقطت أساليب العجز ، والمساومة . إنه ، السقوط الأخير للإقليميين في الوطن العربي عجزاً ، كان ، أو خيانة . لكنه ، الأخير... ، الأخير ، حتماً ...
    يستطيعون الاعتراف ، بالصهيونية ، فرادى ، وجماعات ، ويستطيعون عقد الصفقات ، بالجملة ، والمفرق ، لكن هذا كله ، لن يعني الشعب العربي ، في شيء ، إلا أن الضحايا ، قد تكون ، أكثر، فلسطين عربية ، وفلسطين العربية ، هذه ، لا يملك أحد ، في هذا العالم ، فلسطينياً ، كان ، أو قطرياً ، أو من جزر واق الواق ، أن يبيعها ، للصهاينة ، قد ، يعقد العقد ، لكنه سيكون ، عقداً باطلاً . ففلسطين ، كما ، كل أرض العرب ، هي ملك ، للأجيال المتعاقبة ، للأمة العربية ، لا يملك ، أحد ، أن يتصرف ، بها ، أو ببعضها ، بيعاً ، أو مقايضة . من المهم ، أن يقال هذا الكلام ، الآن ، من المهم ، التأكيد ، على الثوابت ، من المهم ، فرز القوى ، من المهم ، رفع شعار: الخونة ، والعملاء ، قبل الأعداء. من المهم ، محاصرة ظاهرة الإقليمية ، والتشرذم ، والطائفية ، والعشائرية ، من المهم ، التأكيد على الثوابت، وكيف ، يكون التكتيك ، في خدمة الاستراتيجية ...؟ ، وإلا ، لا يكون، لقد ، أصبحت الخيانة ، في نظر البعض ، مجرد وجهة نظر ، وأصبحت قضية فلسطين ، هي ، تحقيق الحقوق المشروعة ، للشعب الفلسطيني ، فهل ، هناك حقوق ، غير مشروعة ، للشعب الفلسطيني ؟! .
    ( 8 )
    لقد تشعب الحديث ، وطال ، لكن ، سنقول ، ونردد ، أن ، فلسطين عربية ، وجزء من أرض الوطن العربي ، أرضاً ، وجزء من شعب الأمة العربية ، " بشراً " ، ولن ، يصبح أسمها ، أو أسم بعضها " إسرائيل " ، تحت أي ظرف ، وأن أرض الوطن العربي ، هي ، أرض الوطن العربي ، وليست أرض ، منطقة الشرق الأوسط ، وأن شعب الأمة العربية ، هو شعب الأمة العربية ، وليس شعوب ، وطوائف ، ومذاهب ، وقبائل ، وعشائر ، وأسر كذا.. وكذا... ، وأن الجماهير العربية ، مطالبة ، الآن ، أن تنفضّ ، عن الفرجة ، على ما يجري ، وأن تنفضّ ، عن المسرح ، رغم هزلية ، وعبثية ، ما يقدم... وأن تنزل إلى خنادق الثورة ، وثورة حتى النصر .
    لكن ، لنتذكر دائماً : أن النصر ، في النهاية ، يعقد ، لمن يستحقه ، فقط ■

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    ميلاد, مشروع, الرئيس, امسح, الغالى, الناصر, القرن, تحديات, ثـــــــــائـــر, بناء, جمال, شخصية, ناصر, قالوا

    قالوا عن الرئيس جمال عبد الناصر

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    ثروة الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) عند وفاته د. يحي الشاعر شهود على العصر 1 27th February 2011 09:51 PM
    وثروة الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) عند وفاته أسامة الكباريتي ثورة مصر ... 25 يناير 2011 7 13th February 2011 08:23 PM
    كشف بمرتب الرئيس جمال عبد الناصر محمود علي منقوووووووووووولات 1 28th June 2010 05:42 PM
    تركة الرئيس جمال عبد الناصر كمال ناصر شهود على العصر 2 2nd January 2010 09:41 AM
    رد من سامي شرف‏ حول خبر قتل الرئيس جمال عبد الناصر بالسم د. يحي الشاعر تاريخ مصر الحديث 2 13th September 2009 06:22 PM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]