....
في الوقت الراهن يمكن القول إن هناك أربعة مشاريع أساسية يتطلع إليها الإسرائيليون بهدف استغلال مياه النيل:
1ـ مشروع استغلال الآبار الجوفية:
قامت إسرائيل بحصر آبار جوفية بالقرب من الحدود المصرية، وترى أن بإمكانها استغلال انحدار الطبقة التي يوجد فيها المخزون المائي صوب اتجاه صحراء النقب، وقد كشفت ندوة لمهندسين مصريين أن إسرائيل تقوم بسرقة المياه الجوفية من سيناء وعلى عمق 800 متر من سطح الأرض، وكشف تقرير أعدته لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري في يوليو 1991 م أن إسرائيل تعمدت خلال السنوات الماضية سرقة المياه الجوفية في سيناء عن طريق حفر آبار إرتوازية قادرة؛ـ وذلك باستخدام آليات حديثة ـ على سحب المياه المصرية.
2 ـ مشروع اليشع كالي:
في عام 1974 م طرح اليشع كالي ـ وهو مهندس إسرائيليـ تخطيطاً لمشروع يقضي بنقل مياه النيل إلى إسرائيل، ونشر المشروع تحت عنوان: (مياه السلام) والذي يتلخص في توسيع ترعة الإسماعيلية لزيادة تدفق المياه فيها، وتنقل هذه المياه عن طريق سحارة أسفل قناة السويس بعد اتفاقيات السلام لتنفيذ المشروع.
3 ـ مشروع يؤر: قدم الخبير الإسرائيلي شاؤول أولوزوروف النائب السابق لمدير هيئة المياه الإسرائيلية مشروعاً للرئيس أنور السادات خلال [مباحثات كامب ديفيد] يهدف إلى نقــل مياه النيل إلى إسرائيل عبر شق ست قنوات تحت مياه قناة السويس وبإمكان هـذا المشروع نقل 1 مليار م3، لري صحراء النقب منها 150 مليون م3، لقطاع غزة، ويرى الخبراء اليهـود أن وصول المياه إلى غزة يبقي أهلها رهينة المشروع الذي تستفيد منه إسرائيل فتتهيب مصر من قطع المياه عنهم.
4 ـ مشروع ترعة السلام (1):
هو مشروع اقترحه السادات في حيفا عام 1979م، وقالت مجلة أكتوبر المصرية: "إن الرئيس السادات التفت إلى المختصين وطلب منهم عمل دراسة عملية كاملة لتوصيل مياه نهر النيل إلى مدينة القدس لتكون في متناول المترددين على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى".
وقد بدأ الدور الإسرائيلي ينشط في السنوات الخمس الماضية، إذ بدأت سلسلة نشطة من الاتصالات مع دول منابع النيل خصوصا أثيوبيا (رئيس وزراءها زيناوي زار تل ابيب أوائل يونيو 2004)، وأوغندا لتحريضها علي اتفاقية مياه النيل القديمة المبرمة عام 1929
ومع أن هناك مطالبات منذ استقلال دول حوض النيل بإعادة النظر في هذه الاتفاقيات القديمة، بدعوى أن الحكومات القومية لم تبرمها ولكن أبرمها الاحتلال نيابة عنها، وأن هناك حاجة لدى بعض هذه الدول خصوصًا كينيا وتنزانيا لموارد مائية متزايدة؛ فقد لوحظ أن هذه النبرة المتزايدة للمطالبة بتغيير حصص مياه النيل تعاظمت في وقت واحد مع تزايد التقارب الصهيوني من هذه الدول وتنامي العلاقات الأفريقية مع الصهاينة.
وهكذا عادت المناوشات بين دول حوض النيل للظهور خاصة بين مصر وتنزانيا، وانضمت إلى هذا المبدأ أوغندا وكينيا وطلبت الدول الثلاث من مصر التفاوض معها حول الموضوع
كذلك أعلنت أثيوبيا رفضها لاتفاقية 1929 واتفاقية 1959 في جميع عهودها السياسية منذ حكم الإمبراطور ثم النظام الماركسي "منجستو" وحتى النظام الحالي، بل وسعت عام 1981 لاستصلاح 227 ألف فدان في حوض النيل الأزرق بدعوى "عدم وجود اتفاقيات بينها وبين الدول النيلية الأخرى"، كما قامت بالفعل عام 1984 بتنفيذ مشروع سد "فيشا" -أحد روافد النيل الأزرق- بتمويل من بنك التنمية الأفريقي، وهو مشروع يؤثر على حصة مصر من مياه النيل بحوالي 0.5 مليار متر مكعب، وتدرس ثلاثة مشروعات أخرى يفترض أنها سوف تؤثر على مصر بمقدار 7 مليارات متر مكعب سنويًّا.
أيضًا أعلنت كينيا رفضها وتنديدها -منذ استقلالها- بهذه الاتفاقيات القديمة لمياه النيل لأسباب جغرافية واقتصادية، مثل رغبتها في تنفيذ مشروع استصلاح زراعي، وبناء عدد من السدود لحجز المياه في داخل حدودها.
وكانت جبهة السودان هي الأهم، لأسباب عدة في مقدمتها إنها تمثل ظهيرا وعمقا استراتيجيا لمصر، التي هي أكبر دولة عربية وطبقا للعقيدة العسكرية الإسرائيلية فإنها تمثل العدو الأول والأخطر لها في المنطقة، ولذلك فان التركيز عليها كان قويا للغاية.
في تصريح لوزير الموارد المائية المصري السابق [محمود أبو زيد] في 11 مارس 2009، في بيان له حول أزمة المياه في الوطن العربي - ألقاه أمام لجنة الشئون العربية – عندما حذر من تزايد النفوذ الامريكى والاسرائيلي في منطقة حوض النيل من خلال "السيطرة على اقتصاديات دول الحوض وتقديم مساعدات فنية ومالية ضخمة " بحسب تعبيره !.].
وبالفعل تم طرح فكرة "تدويل المياه" أو تدويل مياه الأنهار من خلال هيئة مشتركة من مختلف الدول المتشاطئة في نهر ما وكان الهدف منه هو الوقيعة بين مصر ودول حوض النيل، وقد ألمح وزير الموارد المائية المصري السابق محمود ابو زيد في فبراير 2009 من وجود مخطط اسرائيلي– أمريكي للضغط علي مصر لإمداد تل أبيب بالمياه بالحديث عن قضية "تدويل الأنهار"، وأكد أن إسرائيل لن تحصل علي قطرة واحدة من مياه النيل.
وخطورة الخلاف الحالي بين دول منابع النيل ودول المصب هو تصاعد التدخل الإسرائيلي في الأزمة عبر إغراء دول المصب بمشاريع وجسور وسدود بتسهيلات غير عادية تشارك فيها شركات أمريكية، بحيث تبدو إسرائيل وكأنها إحدي دول حوض النيل المتحكمة فيه أو بمعني أخر الدولة "رقم 11" في منظومة حوض النيل، والهدف بالطبع هو إضعاف مصر التي لن تكفيها أصلا كمية المياه الحالية مستقبلا بسبب تزايد السكان والضغط علي مصر عبر فكرة مد تل ابيب بمياه النيل عبر أنابيب وهو المشروع الذي رفضته مصر عدة مرات ولا يمكنها عمليا تنفيذه حتي لو أردت لأنها تعاني من قلة نصيب الفرد المصري من المياه كما ان خطوة كهذه تتطلب أخذ أذن دول المنبع.
تظل أثيوبيا هى رأس الحربة فى أزمة الاتفاقية الإطارية ولدى مصر كروت متعددة تستطيع إستخدامها ضد أثيوبيا منها أريتريا التى تعادى أثيوبيا، وبالفعل ألتقى الرئيس مبارك مع الرئيس الإرتيرى أسياسى أفورقى فى القاهرة، والصومال أيضا التى تتنازع مع أثيوبيا على إقليم الأوجادين للأسف الشديد أيدت مصر دخول القوات الأثيوبية للصومال فى العام الماضى ، هناك أيضا القبائل الأثيوبية التى تنوى حكومة أثيوبيا إقامة السدود فى أراضيها، وقد صرح زعماء تلك القبائل بأنهم لن يسمحوا للحكومة الأثيوبية بإغراق أراضيهم إلا على جثثهم، كما تستطيع مصر إحداث إنشقاق بين دول المنبع واستقطاب بعضها لصالح رؤية مصر.
لابد من ملاحظة أن الدور الإسرائيلى هو الوجه الأخر للدور الأمريكى فى الأزمة ، فقد كانت أمريكا هى أول من فكرت فى إنشاء سدود فى أثيوبيا عام 1964 نكاية فى مصر وبالفعل أعدت دراسة شاملة عن السدود فى أثيوبيا ولكن علاقات عبد الناصر بهيلاسيلاسى أجهضت التنفيذوقتها
كما يشكل بيع السودان أراضيه لمستثمرين أجانب خطرا أكبر على مصر ،فالسودان يرغب فى زراعة 20مليون فدان ولكى يحدث ذلك سيكون على حساب حصة مصر من المياه،لابد من أن تستثمر الشركات المصرية فى السودان
سد تيكيزى الذى بنته أثيوبيا صممته شركة أمريكية ونفذته شركة صينية وأنقص من حصة مصر بالفعل حوالى 20 مليون متر مكعب.
لابد من إستكمال المشروعات المكملة للسد العالى والتى توقفت بعد عام 1970 عندما خرجت الغربان الناعقة تشكك فى السد العالى وتطالب بهدمه ، السد العالى الذى حمى مصر من جفاف أستمر حوالى 10 سنوات بالقارة الأفريقية،ومن 3 فيضانات مدمرة، السد العالى الذى أختارته الأمم المتحدة كأعظم مشروع هندسى وتنموى فى القرن العشرين، من هذه المشروعات المكملة مشروع العوامات على سطح بحيرة ناصر ، فقد أفاد الخبراء أن 10 مليار متر مكعب من مياه البحيرة يتبخر سنويا بسبب عدم تنفيذ المشروع
الطمى المتراكم خلف بحيرة ناصر والذى يبلغ سنويا 100ألف طن لماذا لا يتم رفعه وتزويد التربة المصرية به ؟
يجب تغيير طريقة الرى،إلغاء ملاعب الجولف ،التوقف عن إهدار المياه فيما لا يلزم
مصر تمتلك العديد من الأدوات وتستطيع أن تستخدمها إذا أرادت بشرط توافر الإرادة الوطنية والقدرة على الفعل.
__________
ورقة تم تقديمها فى حلقة نقاشية بالحزب الناصرى يوم 25/5/2010 |